حفَّزت مقالة اللواء الركن محمود شكر شاهين المنشورة هنا، الأخ الصديق صلاح الأمين على استذكار واحدة من الجرائم المجهولة للعدو الصهيوني، وهي جريمة لم يذكرها، بحسب علمي المتواضع، أي من الباحثين والكتاب من قبل، حيث بعث لنا الكاتب بمقالته هذه، مشكوراً.
تدمير القابلو المحوري الغربي
جريمة صهيونية مجهولة
صلاح الأمين
"عندما تسلمت منصب مدير الاستخبارات العسكرية العامة أطلعت على هذه التفاصيل وحتى أوفي حق الشهيد البطل محمد سمير حقه الذي استشهد على أيدي الصهاينة في مشروع القابلو المحوري الغربي للقوة الجوية. كتبت إلى رئاسة الجمهورية مقترحا تكريم الشهيد البطل".
قرأت العبارة الواردة في أعلاه في مقال لسيادة اللواء الركن محمود شكر شاهين وقد جلب انتباهي إلى موضوع فكَّرت به سابقاً كثيرا محاولا جمع أفكاري، وهنا تم ذكره مقتضباً، ولكنني أضعه بصورة مقالة، مستنداً إلى ماكنا عرفناه أيام خدمتنا العسكرية في الجيش العراقي الأصيل، حيث عملت كمهندس رادار في لواء مقاومة الطائرات لفترة امتدت لأكثر من 8 سنوات توزعت بين الخدمة الإلزامية قبل الحرب العراقية الإيرانية، وأثناءها ولغاية الثلث الأخير من عام 1985، وتبعها خدمتي في حرب الكويت عام 1991.
احب ان أوضح بعض التفاصيل التي تم تداولها حول ما تفضل به سيادة اللواء الركن محمود شكر شاهين عن حادثة استشهاد الشهيد البطل محمد سمير حقه الذي استشهد على أيدي الصهاينة في مشروع القابلو المحوري الغربي للقوة الجوية.
وحتى أدخل إلى الموضوع لابد لي أولا أن أبدأ بموضوع مشروع القابلو المحوري:
مشروع القابلو المحوري هو خط اتصالات خاص ساخن مخصص فقط للقطعات والعسكرية ويستخدم من قبل آمري القطعات العسكرية وهو خط يمكن القول ان الغرض من إنشائه سري وذو خصوصية كما انه محصن جيداً ويتصل بالقيادة العليا في الدولة، ويستخدم في حالات خاصة ومهمة ومن قبل امري الوحدات في الجيش في أمور هامة وتستوجب السرية والتي يجب ان تكون بعيدة عن التنصت من قبل أية جهة أخرى، وتم تنفيذه في العراق بواسطة شركات اجنبية متخصصة أما سويدية أو سويسرية.
أثناء الحرب العراقية الإيرانية ولغرض التركيز على الجبهة الشرقية تم سحب أو تحريك بعض الوحدات من تشكيلات الجيش والقوة الجوية باتجاه الشرق، ومرت الأيام والأشهر وتم خلالها ضرب المفاعل العراقي مفاعل تموز وبعدها بسنوات تم رصد ليلي لطائرات معادية في المنطقة الغربية من العراق (ربما منطقة H3) وعند وصول الخبر إلى القيادة، قامت طائرات القوة الجوية العراقية بالإقلاع واستطلاع المنطقة ولكنها عادت بدون رصد أية شيء يذكر.
 |
| منظر عام لقاعدة H3 الجوية في غرب العراق |
وبعدها انه تم رصد المنطقة مرة أخرى نهارا فتم العثور على آثار علب فارغة لمشروبات كحولية وبعض العلب للأغذية في المنطقة هناك (غربا) ولكن لا يوجد أثر لا يشي يثير الريبة أو الشك. بعدها ترك الأمر.
ومرت الأيام والأشهر، وبينما كان في تلك المنطقة عمل لوحدة من وحدات أشغال الجيش الهندسية وكانت هناك آلية تعمل في المنطقة لعمل ساتر ترابي أو موضع عسكري في المنطقة الغربية، وأثناء عمل الآلية التخصصية هذه انفجر لغم دمر الآلية وقتل من كان في الموقع.
تم تشكيل لجنة من الجيش، برئاسة ضابط برتبة عميد من الهندسة العسكرية (رحمه الله) وهنا حسب ما ذكر سيادة اللواء الركن محمود شكر شاهين من ضمنهم الشهيد البطل محمد سمير حقه وضباط آخرين لتقصي الحادثة وما صاحبها.
وأثناء التقصي والبحث ظهر ان الحفر أو منطقة عمل الآلية قريبة من نقطة أو مفصل تحويل لخط للقابلو المحوري الغربي وأثناء البحث والتقصي تم التقرب للقابلو فحدث انفجار اخر استشهد فيه رئيس لجنة التقصي العميد المهندس ومن معه، وكان من بين من استشهدوا، محمد سمير حقه، كما ذكر اللواء الركن شاهين.
وهنا تم استنتاج ان الطائرات الصهيونية (وهي طائرات مروحية) كانت في تلك المنطقة ليلا، كما رصدت من قبل، وانهم تمكنوا من ربط أجهزة تجسس على القابلو المحوري الغربي وتم وضع حزامين من الحماية لأجهزة التجسس بحيث تنفجر في حالة التقرب منها وكشفها وهذا ما حدث فعلا، فكان الانفجار الأول هو لخط الحماية الأول وكان الانفجار الثاني في خط الحماية الثاني والذي دمر كل شيء حتى أجهزة التنصت المنصوبة على القابلو المحوري الغربي.
وهنا سآت على موضوع آخر، ورد في نفس الرابط المشار إليه في أعلاه وضمن مقالة الأستاذ رافد العزاوي، هذه المرة.
"اما المواجهة الفعلية التي حدثت فهي معركة الدبابات الرهيبة التي جرت بين فرق الحرس الجمهوري المدرعة وقوات التحالف في صحراء الناصرية والتي تحدث عنها أحد الجنرالات الامريكان بأنها كانت أعنف معركة دبابات جرت على الكرة الارضية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية"
عطفا على ماذكره الأستاذ رافــــد العزاوي حول هذه المعركة فأنني اشهد إنني يومها كنت استمع إلى الاذاعةوكان على محطة BBC وكانت الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل وتم ذكر تلك المعركة التي دارت بين قوات الحرس الجمهوري المدرعة، وحسب مابقي في ذاكرتي بشأنها، كانت قوات فرقة المدينة المنورة، وقوات الجيش الأمريكي وذكر مذيع BBC أنها كانت معارك طاحنة لم يجر مثلها منذ الحرب العالمية الثانية، وقد أبدت القطعات المدرعة العراقية بسالة وشجاعة نادرة بحيث ان قطعات المدرعة الأمريكية تركت مدرعاتها على الأرض وهربت وتم تدمير قسم كبير منها ومني العدو بخسائر فادحة.
وهذا الكلام ذكر للعلن من الإذاعة البريطانية BBC
هناك 5 تعليقات:
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ صلاح الأمين المحترم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أشكر لكم إضافة هذه المعلومات القيمة لرسالة السيد اللواء الركن محمود شاهين، وكذلك شهادتكم حول ما ذكرتهُ من معلومات حول معركة الدبابات الرهيبة التي جرت في صحراء الناصرية والتي على أثرها طلب جورج بوش الاب وقف إطلاق النار لأن القوات الأمريكية في وقتها كانت تريد أن تحاصر القوات العراقية المُنسحبة من الكويت، وفعلا أخي كانت فرقة المدينة المنورة - حرس جمهوري قد إتخذت لها مواضع في تلك المنطقة تحسباً لعملية إلتفاف القوات الأمريكية حول الجيش المنسحب، ولهذا فقد إشتبكت القوات المدرعة مع بعضها البعض وكان ذلك أول أشتباك فعلي بين القوات الأمريكية وبين الجيش العراقي وكان الاشتباك مـُـفاجئاً للقوات الأمريكية وحتى أن مروحيات الاباشي المصاحبة للفرقة الميكانيكية الأمريكية لم تستطع التدخل لأن المسافات بين الدبابات الأمريكية والعراقية كانت قريبة جداً،
وقد تم تكبيد القوات الأمريكية خسائر جسيمة جداً بالارواح والمعدات لأن الامريكيان لم يكونوا قد إشتبكوا فعلياً في أي معركة ضخمة منذ معارك فيتنام، وكانت بسالة فرقة المدينة المنورة شيء خرافي لا يمكن وصفه إطلاقا بسبب تمكنهم من إصطياد الدبابات الأمريكية بالقذائف وبكل سهولة.
وتم التكتم على تلك الخسائر البشرية بشكل كبير للغاية وحتى تم منع الحديث عن الموضوع بالصحافة الا أن مراسل BCC كان مُرافقا للفرقة الامريكية وهو الذي أرسل الخبر لمحطتهِ، وفي ذلك الوقت تم إستثمار الآلة الاعلامية الامريكية على اساس انها حققت النصر الكبير على العراق بإخراجه من الكويت ونسي الجميع تلك المعركة الرهيبة !!!
وحتى أن هناك فلم أمريكي حاول أن يقترب من هذه الحادثة ولو قليلاً وهو من بطولة الممثل الأمريكي دانزل واشنطن Denzel Washington
ولكنني اعتقد أنه لم يسمح له بالدخول أكثر مما دخل في تفاصيل الفلم
شكرا جزيلا لك أخي العزيز صلاح الامين واعطاك الله الصحة والعافية
رافد العزاوي
عطفا على ماذكره الاستاذان صلاح الأمين ورافد العزاوي.
فأنا أذكر جيدا خبر معركة الدبابات الشهيرة غرب الناصرية، وماتلاه من تطورات أدت إلى علان المجرم جورج بوش الاب وقف اطلاق النار من جانب واحد.
وهناك تفصيلات أخرى كثيرة في هذا الصدد.
30-12-1981 أعلن العراق أن طائرتين إسرائيليتين من طراز إف -15 قد انتهكتا المجال الجوي العراقي واعترضتهما الطائرات العراقية وأجبرتهما على الفرار.
هذه الحادثة جرت فوق قاعدة ايج ثري ليلا للتصوير الجوي على المنطقة غرب العراق
اعتقد ان هناك علاقة بالموضوع
صالح المجيد
اخي العزيز الاستاذ مصطفى كامل
لله درك وأنت تستضيف على صفحات موقعك المجاهد ، هذه الثلة الطاهرة من خيرة المجاهدين الذين يشهدون اليوم شهادة الحق - وما أثقلها من شهادة - على احداث الامس وما جرى على العراق العظيم من تآمر ومكر تزول منه الجبال. ان العين لتدمع وهي تقرأ هذه الصفحات من سفر العراق الخالد ، عن تلك الحقبة الرائعة وذلك المشروع الرائد الذي لو استمر لكان للتاريخ وجهة اخرى ، خصوصا فيما يتعلق بهذه المنطقة العربية الاسلامية . على ان الألم يعتصرنا ونحن نقرأ صفحات المجد والبطولة لقادة عظام تحت قيادة عظيمة كان لها مشروعها الفذ ، وهو المشروع الذي تواطأ عليه الجميع للحيلولة دون اكتماله . واذ يستضيف هذا الموقع المجاهد حملة الامانة مجاهدوا العراق العظيم من الذين خدموا ارض الرافدين الخالدة ، كل من موقعه ، ليحدونا الامل ، في ان تتظافر الجهود لاعادة كتابة صفحات كتاب العراق العظيم .. ماذا جرى ، كيف جرى، ولماذا جرى ما جرى. هناك خطط جهنمية لتزوير التاريخ ، تاريخ تلك الحقبة الاقوى والاعظم ، رغم الجراح والألم وما شابها- شأن كل التجارب- من سلبيات او قصور لم تخل منه تجربة او حقبة ، خصوصا في ظل تلك الظروف المستحيلة التي عاشها العراق داخليا وخارجيا . فما واجهته قيادة العراق لم يكن له نظير بل كان سابقة لم تكن لها لاحقة، حتى اليوم على الاقل . قيادة واجهت فارس والروم ، ومعهم افواج من المنافقين داخل العراق وخارجه .
شهادات اليوم - على قلتها ولكن ايضا على اهميتها وثقلها - فرصة لاعادة كتابة تاريخ تلك الفترة من العراق ، العراق الذي وصفه الرئيس المجاهد غفر الله له ومنذ السبعينات بأنه القاعدة المحررة في الوطن العربي . فلتكن محاولة لاعادة كتابة ذلك السفر الخالد من تلك التجربة العظيمة لقيادة عظيمة وقادة عظام في جيش القادسية والاستخبارات العسكرية موضع الشرف والأمانة والحرس الجمهوري الذي كان أسطورة المجد العراقية . اليوم وفي حقبة ثورات العرب تنطلق آلة التضليل - التي لم تتوقف في الكيد للعراق العظيم حتى بعد الاجهاز على تجربته في صورتها المادية - لتعقد مقارنة خبيثة بين قوات الحرس الجمهوري المجاهدة في العراق ، تلك التي مرغت أنف العسكرية الاميركية في رمال العراق العظيم قبل اكثر من عقد على احتلاله وتدميره ، وما يسمى بقوات الحرس الجمهوري التي تحرس نظما وطغاة ثارت عليها شعوبها وازالتها من عروشها .. تشابهت الاسماء وافترقت المعاني !! قوات الحرس الجمهوري كانت لحراسة العراق العظيم ونخبة قواته وطليعته المقاتلة ورأس رمحه ، والتي صنعها وصاغها قائد العراق على عينه وبرعايته وقام بها وعليها خيرة الرجال الابطال من القادة والمنتسبين ..
( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) صدق الله وكذب الاشرار
أخي الاستاذ صالح المجيد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك على كلماتك الطيبة..
نحن ننظر الى ماننشره على انه امانة يسألنا الله عنها يوم القيامة، ونرجو ان نحسن أداء الأمانة.
وفق الله كل الخيرين لمرضاته ولحسن أداء الأمانة الملقاة على عواتقهم.
تحياتي لك وخالص امنياتي بالتوفيق والسداد في القول والعمل.
إرسال تعليق