وجهات نظر
عبدالجبار الجبوري
قبل عامين قلت في مقال بعنوان (إيران وشرعنة
احتلال العراق) إن العراق انتقل من العراق الامريكي إلى العراق الإيراني، وهاهو
اليوم كما تشاهدون عراقا إيرانيا بامتياز، النفوذ العسكري بأوج قوته من حرس ثوري
واطلاعات وميليشيات متعددة الرؤؤس بطاطية وخزعلية وبدرية وغيرها، وكلها تأتمر
بأوامر قاسم سليماني، مع نفوذ ديني واسع وخضوع تام لأوامر المرشد الإيراني خامنئي
لجميع رؤساء كتل التحالف (الوطني الشيعي).
ولكن ما دور أبناء العراق العربي في مواجهة
تفريس العراق ونشر التشيع الصفوي فيه بالقوة؟
يقينا إن حكومة المالكي والأحزاب الطائفية
إلايرانية التي رعتها وأسستها ودربتها ومولتها وسلحتها إيران، غير معنية بهذا
الكلام، من باب الوفاء لإيران ودورها في إيصالهم إلى السلطة والحكم في العراق، بالتنسيق
مع إدارة المجرم بوش أثناء غزوه للعراق وتدمير دولته وقتل أبنائه وإعادته إلى عصر
ما قبل الصناعة، قبل أن يركلهم البسطال العراقي المقاوم وهزيمتهم ورحيلهم المذل بفعل
قوة المقاومة العراقية الباسلة، وتوديع المجرم بوش بحذاء منتظر الزيدي العراقي
الأصيل وعلى ارض الرافدين، فهل يتم إخراج العراق نير النفوذ الإيراني والاحتلال
الإيراني بمقاتلة إيران وعملائها، أم يهزمها في الانتخابات المسيطرة هي عليها بشكل
محكم، لا يسمح لكائن من كان أن يخرج عن طوعها؟
كيف يتحرر العراق من هذا السرطان الإيراني
إذن، وكل من هم في العملية السياسية الفاشلة (سنة وشيعة كردا وعربا وتركمان
ومسيحيين) يدينون بالولاء الكامل لإيران،(وهل نسيتم ذهاب رئيس مجلس النواب إلى مجلس
عزاء والدة قاسم سليماني وهو (غير مجبر) على هذا، وزيارة رئيس الحزب الإسلامي اياد
السامرائي إلى طهران لتقديم ولاء الطاعة لتنصيبه رئيسا لمجلس النواب بدورته قبل الاخيرة،
وزيارات الأحزاب الكردية وقادتها لتقديم الولاء للمرشد الإيراني، وهكذا بقية
السياسيين الفلتة في حكومة المالكي وشركائه إلا زعيم كتلة الوطنية اياد علاوي الذي
رفض (للتاريخ) زيارة إيران والخضوع لاملاءاتها بشكل قاطع، حتى دبرت له عدة عمليات
اغتيال ومازالت.
هل بهؤلاء يتحرر العراق؟
بالتأكيد لا، لا بالقتال ولا بالانتخابات
تخرج إيران من العراق بعد أن أحكمت قبضتها التاريخية عليه، وهي فرصتها التي قد لا
تتكرر بأقل من 1000 عام قادم، وهي تريد أن تستغل هذه الفرصة لتنفيذ حلمها التاريخي
وهو المشروع الكوني الإيراني التوسعي بإقامة الإمبراطورية الفارسية وحدودها إلى
شواطئ البحر الأبيض المتوسط وأقصى الجنوب اللبناني، وهو ما سماه العاهل الأردني
الملك عبدالله الثاني قبل سنوات ب(الهلال الشيعي) وحذر منه.
لا نتخلص من العراق الإيراني إلا بتدخل مجلس
الأمن الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، بإعادة العراق لمرحلة
ماقبل الاحتلال، وذلك بإلغاء قوانين بريمر الباطلة دوليا، وتجريم العدوان الامريكي
وتحميله ما جرى للعراق حسب اتفاقيات جنيف الدولية، وإلغاء المحاصصة الطائفية
المقيتة وإجراء انتخابات حرة نزيهة بإشراف مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة
والمنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي، على لا تشارك إيران في هذه الانتخابات لأنها
طرف أساسي معادي للعراق.
لاحظوا الخبث الإيراني الآن في تشكيل حكومة
العراق، بالرغم من التزوير الواسع لدولة القانون في عمليات الانتخاب لأنها هي من
يسيطر على المفوضية والمال والفضائيات والجيش والشرطة ويشرف على مراكز الانتخابات
ونقل الصناديق ويشرف أيضا على عملية العد والفرز اليدوي، فطبيعي أن تكون مقاعده
أعلى من الكتل الأخرى، بالرغم من فتاوى المرجعية بتحريم انتخاب نوري المالكي علنا،
إلا انه ذهب الى طهران سرا وقدم الولاء من جديد لخامنئي واستلم التوصيات وصك
الغفران لولاية ثالثة (لاحظوا تغير اللهجة الإيرانية لصالح المالكي بعد الزيارة
موافقة على توليه الوزارة الثالثة)، وهكذا يقوم المالكي وبدهاء وتوجيه وخطة
إيرانية محكمة بشق الكتل الفائزة وإغرائها بالمناصب والمال او بالتهديد والترغيب
لبقية الكتل الصغيرة من (سنة المالكي)، فوضع خطته لتشكيل ما سماها حكومة الأغلبية،
حيث عرض على حزب جلال المغيب منصب رئاسة الجمهورية وهو يعرف حجم الخلاف بين حركة
التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني وبين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، حول
تشكيل حكومة الإقليم فانتهز الفرصة لشق الصف الكردي، وضمان حكومة الأغلبية وهكذا
يجري العمل لشق صفوف متحدون والوطنية والمواطن والعربية وغيرها بذات الأسلوب
الاغرائي الرخيص، لتشكيل حكومة الأغلبية التي يريد أن يعلن نفسه من خلالها الدكتاتور
الأوحد فيها، والطاغية الوحيد في العراق، وهو يمضي قدما في الحرب على الانبار
والمحافظات المنتفضة ضده بحجة محاربة داعش ومشتقاتها، ويتناسى ما تفعله الميليشيات
الإيرانية التي تقاتل علنا مع جيشه في الانبار بالعراقيين من قتل وتهجير وتفجير
واغتيال واعتقال وإغراق المدن العراقي بالمياه.
هذا هو العراق الإيراني، فهل يدلني احد على
العراق العربي أين هو الآن؟
هناك 3 تعليقات:
للأسف
نعم هو العراق في ظل الهيمنة اﻻيرانيه الفارسيه..مثلما تعرض عبر التاريخ الى موجات تتريه ومغوليه..وفارسيه..فهو اﻻن كذلك ولكن هذه المره بتسليم كامل من الطغمه الحاكمه ذاتها.والله المستعان
هو العراق الفارسي الآن وليس العراق الإيراني فقط. العدو لا يقاتل إلا على إرضه لكي يهزم. فهي مسؤولية العراقيين أولا والعرب أن يضربوا إيران في الداخل. فمن أجل دفع شر إيران عنا بعيدا، لا بد للثوار أن يقتحموا قلب إيران ليهزوه انفجارات وفتن وقلاقل. ضرب طهران واجب وطني وقومي وإنساني. ولا بد أن يتفتق ذهن العرب عن وسيلة جريئة لضرب إيران في خاصرتها الضعيفة واللعب على تناقضاتها. ضرب إيران داخل العراق صعب لأنك تقاتل عملاءهم وليس هم، كما أن تواجدهم قوي ومركز. ولكن ضرب إيران داخلها أسهل والألم أشد وأوقع. فالمقاتل هناك يحطم مصنعا أو مركزا تجاريا إيرانيا ويدمر بنى تحتية إيرانية وليس عراقية. كما أن هناك العديد من العملاء والمعارضين الإيرانيين والأقليات المضطهدة في إيران والتي هي على استعداد لتكون رأس الحربة في تقويض نظام الملالي. إيران هشة من الداخل ولا تشكل أمة لذلك هم يسعون لإشغال شعوبهم بالحروب والتوسع على حساب الغير حتى لا يدفعون استحقاقات شعوبهم وتطلعهم للتحرر والاستقلال.
إرسال تعليق