موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 25 مايو 2014

من يدافع عن مصر ومن يهددها؟

وجهات نظر
محمد سيف الدولة
تقولون أنكم أنتم الأمن والاستقرار، وأن ما حدث في يناير وما بعدها كاد أن يعصف بمصر وبالدولة، وأن الثورة فوضى، وأن المظاهرات والحريات تهدد الأمن القومي، وأنه لن تتحقق الديمقراطية قبل 20 سنة، وأن القوى السياسية والمدنية لا تصلح لحكم مصر،
وأن الجيش يجب أن يظل جزءً من المشهد السياسي لعشر سنوات على الأقل.

ثم أطلقتم أجهزتكم تهاجم الثورة والثوار والمعارضة، وتتهمهم بالعمالة والارهاب والفشل و الارتزاق وتهديد أمن مصر واستقرارها، وتدعي انكم أنتم فقط الأخيار، وكل من عداكم أشرار.
وأخذتم تكررون ذلك ليل نهار، في كل المنابر الاعلامية التي اصبحت تحت سيطرتكم بالكامل، فنجحتم في تزييف الوعي وتضليل قطاع كبير من الرأي العام الذى أصبح يردد كلامكم وكأنه من المسلمات، وتناسيتم حقيقتكم وماذا فعلتم بنا وببلادنا وبشعبنا وبدولتنا،
فدعونا نتحاسب لنعرف من منا كان يهدد الدولة ومن الذى كان يدافع عنها؟
ولنبدأ الحكاية من البداية:
·       رفض الشعب هزيمة 1967، وقاتل وانتصر، ولكن كان النظام هو الذي سرق هذا النصر الغالي، ووقع مع العدو معاهدة تعترف به وتجرد ثلثي سيناء من القوات والسلاح.
·       رفض المصريون التبعية الأمريكية والمعونة الأمريكية، بينما يتمسك النظام بها بأياديه وأسنانه.
·       ناضلت المعارضة الوطنية على امتداد ثلاثة اجيال ضد كامب ديفيد وحذرت من مخاطرها وأضرارها وتهديدها للأمن القومي، وبذلت في سبيل ذلك كثيرا من التضحيات، بينما يعلن قادة الدولة ليل نهار منذ 40 سنة التزامهم المقدس بها.
·       كان غضب الشباب ومظاهراتهم وحصارهم للسفارة، هو الذى أرغم اسرائيل على الاعتذار لمصر على قتل جنودنا على الحدود في اغسطس 2011، بينما لم تُصدر أي من مؤسسات الدولة ولو بيان استنكار يتيم.
·       وكانت مظاهرات الغضب الشعبية في مصر والعالم العربي هى التي تصدت لكل الاعتداءات الأمريكية والصهيونية على فلسطين ولبنان والعراق، في وقت كان النظام والدولة يتحالفان مع الغزاة والمعتدين.
·       كان النظام ودولته هما الذين صدرا الغاز المصري سرا لاسرائيل بأقل من سعره، وهم ذاتهم الذين عادوا يتحدثون اليوم عن استيراده من اسرائيل بضعف سعره، وكانت القوى السياسية والمدنية هى التي تتصدى لهذه الصفقات.
·       قادت الحركة الوطنية المصرية ولا تزال معركة شرسة ضد التطبيع مع اسرائيل، الذى تمارسه يوميا كافة مؤسسات الدولة.
·       كانت الدولة ونظامها هي التي سمحت (لاسرائيل) باختراق العقل المصري والمشاركة في معرض القاهرة الدولى للكتاب، وكانت المعارضة هي التي نجحت في التصدي لهذه الجريمة وإفشالها.
·       سلم النظام ودولته الاقتصاد المصري لصندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية، فكانت النتائج الكارثية التي نعيشها اليوم من تبعية وفقر وديون وتخلف واستغلال وهيمنة طبقية.
·       وكانت المظاهرات الشعبية والسياسية في 18 و 19 يناير 1977 هي التي تصدت لاستغلال وإجرام وجبروت النظام وصندوق النقد وألغت قرارات غلاء الاسعار "الى حين"، وأجبرت منذئذ كل حكام مصر أن يعملوا ألف حساب لغضب المصريين.
·       انحازت الدولة والنظام لبضعة آلاف من الأغنياء ورجال الأعمال، على حساب باقى الشعب المصري، فحرمته أبسط الحقوق الانسانية من الستر والسكن والعلاج والتعليم.
·       فتحت الدولة البلاد للسلع والمنتجات الأجنبية وشاركت في ضرب الصناعة الوطنية.
·       ناضلت القوى الوطنية منذ اللحظة الاولى ضد بيع القطاع العام، الذى قادته وباركته كل مؤسسات الدولة والنظام، والتي عادت اليوم لتحصين صفقاتها المستقبلية.
·       وبينما كانت المعارضة تناضل ضد كل جرائم الفساد والنهب لثروات مصر وأراضيها وبنوكها، كانت أجهزة الدولة الرقابية تلتزم الصمت خوفا أو تواطؤً.
·       مارس النظام ودولته ومؤسساته وموظفيه تزييف وتزوير ارادة الناخبين في كل انواع الاستفتاءات والانتخابات، بينما هرمت القوى السياسية والمدنية لانتزاع الحق في اجراء انتخابات نزيهة.
·       كان النظام ودولته يؤممون النقابات العمالية ويفرضون الحراسات على النقابات المهنية، بينما كان العمال يقاومون ذلك بتأسيس النقابات المستقلة، ويستميت المهنيون لاسترداد نقاباتهم.
·       عانى المصريون الأمرين من هيمنة الدولة والنظام على القضاء، وتصدى لهم نخبة من القضاة الشرفاء تحت قيادة المستشار يحيى الرفاعى، الذى كان لتياره وتلاميذه دور كبير في التعجيل بثورة يناير بعد معاركه الشهيرة ضد النظام في 2006 وما بعدها.
·       كان للجامعة عامة وللحركة الطلابية خاصة في 1971 و1972 ، دور حيوي ومؤثر في التعجيل باتخاذ قرار الحرب، وفي دعم حالة الصمود الشعبي، وفي تربية الأجيال وطنيا وسياسيا.
·       ومع ذلك قام النظام ودولته، بعد 1973 بمنع العمل السياسي في الجامعة لثلاثين عاما، وحولها الى سجون يديرها الحرس الجامعي، وحرم جيلا كاملا من التربية الوطنية والسياسية الصحية ومن المشاركة في العمل الوطني.
·       صادرتم الحياة السياسية والحزبية، وقيدتم الحريات، وزججتم بالمعارضين من كافة التيارات في السجون والمعتقلات.
·       حوَّلتم الشرطة الى سيف مسلط على رقاب الناس، بدلا من أن تكون درعا يحميهم ويحفظ أمنهم، فخلقتم شرخا عميقا،  لا نزال ندفع ثمنه حتى اليوم.
·       كانت القوى السياسية والمدنية والحقوقية هى التي تدافع عن الضحايا والأهالي في كوارث العبارات والقطارات والحرائق والأمراض المزمنة وكل الجرائم التي تسببت فيها الدولة بإهمالها.
·       كانت النظام هو الذي يعذب المصريين وينتهك آدميتهم، وكانت القوى المدنية والحقوقية هى التي تدافع عنهم وتفضح جرائمهم.
·       كنتم تحرصون على زرع الخوف والسلبية في نفوس المصريين، بينما كانت المعارضة تبث فيهم روح وقيم المقاومة والكرامة والايجابية.
·       ولما ثار الناس عليكم، قتلتوهم بقلب بارد، وتواطأتم لإجهاض الثورة، فافتعلتم الأزمات ووضعتم المعوقات، فافشلتوها، ثم اتهمتوها بالفشل.
·       وأخيرا وليس آخرا، تقومون اليوم بترشيح انفسكم في الانتخابات الرئاسية، بفضل ثورات الشباب وتضحياتهم، بعد أن التزمتم الصمت وآثرتم السلامة أمام جريمة التوريث.
·       وهو نفس الشباب الذى يقبع اليوم في القبور أو في السجون بفضل أجهزة دولتكم العميقة.
***
فمن منا بربكم الذى يهدد أمن مصر واستقرارها واستقلالها وعدالتها وحقوق شعبها ووحدتها الوطنية؟


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..