إحسان فتحي
أبدى العديد من المعمارين العراقيين دهشتهم
بقرار حكومة إقليم كردستان العراق، ومن خلال محافظ اربيل كما يبدو، السيد نوزاد
هادي، بتكليف المعماري اليهودي البولندي- الامريكي، والمعروف بتعاطفه الشديد مع
الحركة الصهيونية، بتصميم المتحف الوطني (الكوردي) في اربيل وتحديدا في مكان صومعة
(سايلو) الحبوب القديم الواقع شمال قلعة أربيل وعلى شارع ستين.
هذا الخبر نشرته احد الصحف البريطانية
المعمارية وذكرت بأن المعماري المشهور باختصاصه بتصميم متاحف المحرقة اليهودية في
العالم (برلين، اوتوا، اوهايو، اونتاريو...) سيقدم افكاره الشهر
المقبل.
وكان هذا المعماري قد احتج بشدة، مع زميله
ريتشارد مايير، على قرار المعهد البريطاني الملكي (الريبا) بتعليق عضوية
المعماريين (الاسرائيليين) في منظمة الاتحاد العالمي للمعماريين وذلك بسبب نشاطهم
في الاراضي الفلسطينية المحتلة، دون جدوى.
وفي الحقيقة، ان ليبسكند هو واحد من اكثر
المعماريين إثارة للجدل في العالم واغلب تصاميمه غريبة ومكلفة جدا ولاقت نفورا
واضحا من العديد من النقاد المعماريين في العالم.
ولد في 1946 في بولندا وهاجر مع والديه الى
اسرائيل حيث حصل على بعثة دراسية الى امريكا ودرس العمارة في نيويورك. وأكد هذا
المعماري على جهده الحثيث للتوصل الى "عمارة يهودية" ويستعمل كثيرا من
الرموز الدينية اليهودية كالمنورا ونجمة داود وغيرها، كما يظهر ذلك في العديد من
متاحفه.
قرار الجهة الحكومية (غير واضح من هي حتى
الان) بتكليف هذا المعماري، دون الالاف من الاخرين، عراقيين وعالميين، فيه اجحاف
كبير بحق التراث الثقافي الكردي، ويتنافى تماما مع التاريخ النضالي للشعب الكردي.
انني على ثقة بأن القيادة الكردية، عندما
تعلم بخلفيات الموضوع، ستعيد النظر فورا بهذا التكليف وتتدارك هذا الامر الخطير
قبل فوات الاوان.
*معماري عراقي ومخطط مدن
ملاحظة من الناشر:
هناك تعليق واحد:
قرة العين يا شركاء ؟!
إرسال تعليق