موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 26 مايو 2014

قانون الإنتخابات لا يحمي المغفلين!

وجهات نظر
أبوالحق
لم يحتج الأمر إلى نوستراداموس عصري آخر لتوقع نتيجة الإنتخابات الأخيرة وكيف صيغت لصالح نوري المالكي في نهاية المطاف، رغم كل تبريرات مشجعي الخوض بها وتفاؤلهم الإندفاعي أنهم سيجعلون الشمس تشرق من أبو منيصير بدل خانقين وأنهم سيصلحون ما أفسده الخطأ السابق قبل أربع سنوات، فإذا بهم يغطّسون العراق في الأوحال أكثر هذه المرة، وأخص بالذكر أنصار أحزاب السلطة بالذات، الذين صخموا وجوههم بأيديهم وبرغبتهم المطلقة وهم بكامل قواهم اللاعقلية!

الكل كان يهتف (تغيير.. تغيير) وفي النهاية تبين أنه تغيير للحفاظات لا أكثر كما هي مقولة مارك توين الشهيرة بحق السياسيين والحفاظات، وأتذكر الآن تلك العراقية وهي تبث شجونها من مصر  قبل الإنتخابات والتي (أجهشت) بالبكاء وهي تستصرخ الضمائر "ولكم إنتخبوا دخيل الله، أنقذوا العراق، كل واحد عنده غيره عالعراق لازم ينتخب"!
قصة أخرى مثل قصة الحاضنات الكويتية  مقصود منها جلب قطيع الأغنام إلى حيث ماء الفرات العارم والمنطقة الخضراء والوجه الحسيني! النتيجة هذه كانت متوقعة من دون الحاجة لقراءة فنجان القهوة المقلوب على وجهه ، ظهرت النتائج ولا عزاء للشعب العراقي المنكوب (بنصفه النذل بالذات، طبعاً) فقانون الإنتخابات هو الآخر لا يحمي المغفلين.
كان لابد لهم أن يشاركوا بالإنتخابات، هذه مفهومة فهم  كلهم وراء دولة أرض الميعاد، لكن لا حق لهم بمطالبة الآخرين بالمشاركة بالإنتخابات وتصوير الأمر على أنه إنقاذ العراق الأخير وإتهام من لا يشارك بأنه داعشي من كل ولابد ، أي (لا إثنا-عشري) بحسب تصوراتهم، فهؤلاء (الآخرين) حياتهم هي في نقيض الإنتخابات وزوالهم هو في إجراء الإنتخابات ، لأنه في وضع كهذا، لا يحتاج المالكي وعصابته إلا للمشاركة الجماهيرية بالإنتخابات كي يقال عالمياً أن العملية الديمقراطية حازت إعجاب ومشاركة الكل، ومن ثم يتم حرف النتائج وتحريفها كما قلنا وكما حصل بالفعل ، وأبسط منها ماكو كما رأينا ورأيتم!
إنه نمط البطولة المعتاد، الدرجة التالية بعد الدرجة الثالثة ألا وهي: تسلق الأبراج والرافعات العملاقة كالقرود لتعليق العلم الأسود (الذي هو نذير بعصور الظلام المقبلة) بغية الفوز بميدالية برونزية وبطاقة ذهاب بلا إياب إلى الجنة (!!)، والدرجة الثانية: طبخ وتوزيع  قدر من الهريسة وآخر من التمّن والقيمة كل موسم عاشوراء لحجز مقعد درجة ممتازة (VIP) في الجنة قرب بيت الإمام علي مقابل هذا الجهد الجبار ! ومن ثم هي الدرجة الأولى تلك، قمة القمم التي تخصص بها أجدادهم: التخلي والخيانة بعد سيل التعهدات ومواثيق الوقوف إلى جانب الإمام الفلاني، ومن ثم فهي الهزيمة.. نصف المراجل الذي يبرعون به.
نحن إنتخبنا صدام حسين آنذاك لواحد أو أكثر من عدة أسباب، لكن بكل الأحوال فنحن لم ننتخبه طمعاً ببطانية أو مدفأة من سقط المتاع، ولا بقطعة أرض مكشوف سبب إعطائها قبيل الإنتخابات بالذات، حتى للطفل الصغير، ولا نحن إنتخبناه ونحن مخيرين ضمن نظام حكم يدّعي الديمقراطية وينفذ خطة طريق أمريكية تلغي الخوف والرهبة كما يفترض اليوم، والأهم من كل هذا هو أننا لم ننتخبه لسبب طائفي فهو لم يكن سنياً ولا كان شيعياً، من عاش زمان صدام حسين يعرف ما هو موقفه من الدين وكيف يرى دور الدين ضمن نظرية الحكم، رحم الله القبور المندرسة، لا المذهّبة!
والآن ماذا تقول في ملة ترافقك بالسفر في مركب وفق تشبيه الحديث الشريف ذاك، تثقب المركب من جهتها وتقول لك "هذا ليس من شأنك فهذه جهتنا نحن من المركب ولنا فيه من الحق مثل ما لك، بل نحن الأكثرية!"؟
ماذا تقول في وصف ملة مليونية عمياء البصيرة منذ 13 قرناً وترفض التنور وأنت مبتلى بالإنتماء إليهم كمجموع ؟ ملة مليونية جاهلة لا تتعلم وتحسب نفسها على ملة إبراهيم ودين الإسلام ؟ ملة مليونية لا تقرأ بينما وحي كتابها الكريم (كتابها إفتراضاً وإلا فهم لا يقرءون القرآن وإن تلوه لم يجاوز شفاههم (أشير للقاضي محمود الحسن في نسبته لعبارة "العدل أساس الملك" إلى القرآن الكريم!!) كتاب سماوي إبتدأ بعبارة "إقرأ " ولكن لا أحد منهم يقرأ أو يكتب ؟ ملة مليونية عنيدة عناد البغال وبشكل متوارث لا يعرف الطفرات ، لا تتعظ ولا تتقبل النصح وأنت مطالب بالعيش معهم والتفاعل معهم ؟ ملة مليونية لا تشبع من زقنبوت طالما كان مجانياً بل تسير لأجله مئات الكيلومترات ومن ثم تصدع دماغ البشرية بإمام (كان لا يجمع إدامين في عشائه)؟ ملة لا تكتفي من متاع زائل تبيع الغالي بالرخيص فهو وطن وتاريخ وحاضر ومستقبل ، إزاء بطانية. يا خلق الله، بطانية!  وتحسب أنها تحسن صنعاً ؟
ماذا تقول لملة مليونية تغوص بنفسها وبك في وحل الطائفية كما تسببت تلك البدينة لعثمان الأعظمي وإمامها يقول لها ولكل ملتها "من كان كل همه ما يدخل بطنه فهو بقيمة ما يخرج منها"!
هذا غوص آخر لمدة أربع سنين ثالثة مقابل قطعة أرض لا سند لها في أحسن أحوال الرشى تلك؟ ماذا تقول لمن لم يتحسن حاله وحال أهله ومنطقته خلال ثماني سنوات (تجريبية)، ولا بأية نسبة مقارنة بالمليارات الهائلة التي تخصص للمشاريع الكذابيّة والأفيال البيضاء الطائرة ورغم واردات النفط الهائلة كل سنة منهنّ ، ومع هذا يكرر نفس زلته القديمة وبإصرار على الزماللوغية ؟
أسألك : هل يحزنك أن تسمع به يهلك هو وعائلته ضحية القتل تفجيراً واغتيالاً طالما هو يقتلك ويقتل العراق كله إثر طمعه ببطانية أو قطعة أرض سبخة أو سعياً لإبقاء زعماء هذا المذهب على سدة الحكم رغم إفتضاح كل خطاياهم وظلمهم وإجرامهم وفسادهم؟
"الديمقراطية ليست أفضل الحلول (كذا يقول لك الأمريكان أنفسهم) لكنها أفضل ما توصلنا إليه"، فهم يتركون بهذه الصيغة المجال لغيرهم إن شاء أن ينتقدها ولا يقطعون بأفضليتها المطلقة ، ولا تراهم يتعرضون لمن يمتنع عن المشاركة بها .. إستوردها هؤلاء هم وشركاؤهم في العملية السياسية هذه وأصبحنا نسمع نكرات من بينهم يفرضون علينا أن نقر بإنتخاباتها وأن نوافق عليها ، وبكل إصرار ، فهي (ديمقراطية إجبارية) في خلطة لم تتوفر إلا في هذه البيئة المنافقة والممعنة بالغباء ، لعله نخب مهجَّن نتج عن تلاطم نطف المحتلين مع بويضات الإستسلاميات من عرب الشيعة وعرب السنة والكرد وبقية المكونات المؤمنة بالعملية السياسية هذه ، إيمان على العمى !
لنر كيف هي ملامح وجوههم وهم يرون اللص يسطو على صناديق الإقتراع ولا تسمع سوى الفضائح في البرامج من دون نتيجة!
ولنر هل هناك من بينهم من تحدثه نفسه بعد اليوم بالمزيد من الخوض في أحداث سقيفة بني ساعدة تلك، التي أكلوا مخنا بها من يومها، كيف تركوا  جسد النبي مسجى وهرولوا ليتداركوا أمر أمة تتربص بها أطماع وتشظيّات فرقة (تعبد الله على حرف) ، هذه وكيف لم يسلموا الخلافة لمن لم يجمع عشرة أصوات مؤيدة !! ها قد رأيناكم كيف لعبتم اللعبة نفسها على جثة العراق الجريح وكلكم متربص بها، لم توفروا أية مقاربة ممكنة من دون توظيفها مهما كانت دخيلة على الإسلام وعلى الأخلاق عموماً، رشاوى، خداع للبسطاء، وعود عرقوبية، تهديدات، تحليف الدهماء بأغلظ الأيمان أن لا ينتخبوا غير من يمنحهم البطانية، قصف مدن المعارضين وتهجير أهاليها وإغراق للأراضي لتحييد المناطق المعارضة، حرب كلامية قذرة وتسقيطات للخصوم فيما بينهم من البيت الشيعي نفسه لم يتورط بمثلها سياسيو الدولة العبرية أنفسهم إذ وصلت حد تصوير الأفلام الخليعة لمن يتخوفون من شوكته، تمزيق اللوحات الإعلانية بين الفرقاء المتخاصمين، إنفاق هائل على الإعلانات مدفوعة الثمن في  فضائيات مشبوهة وبأضعاف أضعاف ما ممكن على فضائيات عراقية، سلب للبطاقات الإنتخابية أثناء حملات الدهم الطائفية وتزوير لها، تسليط للمليشيات الإجرامية وترويع الناس بالقتل وحرق المساجد، شراء للذمم بمال الدولة، تواطؤ فيما بين الفرقاء تحت مظلة العدو الأزلي للعراق بما يخدم مصلحته هو، تكالب وتهافت على الولاية الثالثة رغم ضوابط الدستور الأشول، إستغلال للسلطة ولقوتها الإجرامية ولآلياتها وأموالها ومقدراتها وموظفيها في الترويج لرئيس الوزراء المنتهية ولايته، هدر للمال العام وتبذير هائل كان يكفي لرفع غائلة الفقر والحرمان والمرض عن آلاف العوائل المبتلاة بكل أشكال الحاجة والفاقة.. إلخ!
والآن وقد سرت اللعبة القذرة على الأغبياء الذين هوّنوا من شأن السلطة وما يمكن للسلطة فعله أثناء الإنتخابات وبعدها، هل أسمع أحداً ينوي أن يحدثني من جديد عن سقيفة بني ساعدة بعد كل هذا ويشرح لي وجهة نظر أمه، شريفة روما، بما حدث آنذاك داخل السقيفة؟
هل بقي لكم أي حق بإنتقاد أولئك الرجال الذين تداركوا فتنة الطائفية من يومها وأجهضوا حلمكم بتفتيت الإسلام واستعجال الردة لتجهز عليه يا سليلي منافقي المدينة أولئك!
مطارحات سقيفة بني ساعدة قادت لإختيار الأصلح فكان تحطيم ملك كسرى وهرقل بينما أنتم أعدتم أحفاد هرقل وكسرى لعقر بلدان الإسلام والعروبة فحطمتم آمال الأمة لقرن من الزمان بالقليل! وأنتم أيقظتم الفتنة النائمة كذلك، في نفس المشهد وهو يتكرر بعد 14 قرناً من الزمان لكن على جثة العراق هذه المرة، ولا زلتم تذرون الملح في عينيها كل ساعة لتبقى صاحية.

لعنكم الله ولعن أحفادكم معكم، أما أجدادكم فهم إخوان زفرة أصلاً، مُثبت عليهم الحكم من يومها.

هناك تعليق واحد:

Om Yassen Aldolamy يقول...

ولا المغفلين قادرين على حماية انفسهم

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..