وجهات نظر
إيرين إيفرز*
في عصر الثلاثاء اتصل بي هاتفياً رجل من
الفلوجة، وهو صديق، ومصدر نادر للمعلومات المحايدة عن شهور القتال الخمسة في
محافظة الأنبار، وكان قد فرَّ من الفلوجة في أوائل فبراير/ شباط بسبب القصف
المستمر للمدينة من جانب الجيش العراقي.
وقد حكى لي كثيراً عن القرار المشوب بالجزع
الذي اتخذته أسرته بترك منزلهم، والرعب الذي عانوه مع انهمار قذائف الهاون على
الأحياء السكنية.
لم يتمكن جيش العراق وقواته
الخاصة حتى الآن من دخول الفلوجة، في معركتهم ضد تشكيلة من الجماعات السنية
المسلحة، وبينها دولة الإسلام في العراق والشام "داعش". لكن قذائف
الهاون التي يطلقونها من قاعدة عسكرية خارج المدينة، والصواريخ التي يطلقونها من
المروحيات، تسببت في فرار ما لا يقل عن 80 بالمئة من سكان المدينة. وقد أخبرني عاملون
بمستشفيات أن معظم القتلى والجرحى في هذه الغارات كانوا أناساً عاديين مثل عمار.
وكان رئيس الوزراء العراق ووزير دفاعه قد قاما
في مرات عديدة بالتهديد بدخول الفلوجة لسحق المقاتلين المناوئين للحكومة.
وفي يوم الثلاثاء أخبرني مصدر حكومي بأن
3500 جندياً و750 من أعضاء المليشيات الموالية للحكومة قد شرعوا في هجمة عسكرية على
البلدات المحيطة بالفلوجة (الكرمة وإبراهيم بن علي والصقلاوية والعويسات ودويليبة)،
ويبدو أنهم يتأهبون لدخول المدينة.
تقدم المعلومات الواردة من الأنبار خطوطاً
عريضة لسير القتال، ويقول صحفيون إنهم مُنعوا من دخول المحافظة. كما تعترض الحكومة
طريق الناس عند محاولة الرحيل والمساعدات الإنسانية عند الدخول.
ويقوم الشجعان من السكان والعاملين
بالمستشفيات بالكتابة إلى هيومن رايتس ووتش على فيسبوك يومياً تقريباً، لنشر
المعلومات.
وتأتي وفاة عمار كتذكرة صادمة بأن الانتهاكات
البشعة من طرف بعض الجماعات المسلحة، والتي قد ترقى إلى مصاف الجرائم
ضد الإنسانية، لا تسمح للحكومة بمهاجمة الأشخاص العاديين.
* باحثة شؤون اعراق في
منظمة هيومن رايتس ووتش.
ملاحظة:
المصدر هنا.
هناك تعليق واحد:
احي جهود السيدة الفاضلة
Irene Evers
/التي تتبنى ملف الخروقات في العراق
في منظمة Human Rights Watch
وبكل نشاطاتها في دعم قضايانا وماساة اهل الفلوجة،،
إرسال تعليق