في ذكرى إنطلاق وجهات نظر: الحياة ليست كلها نجاحات، نعم أخفقنا ولكن!

وجهات نظر

مرَّت يوم أمس، 3 أيار/ مايس 2014، الذكرى الثالثة لانطلاق وجهات نظر، منبراً يصطف، بتواضع، مع اخوانه منابر الإعلام الحر التنويري المقاوم..

ولأن الحياة ليست كلها نجاحات فعلينا أن نعترف بأننا شهدنا إخفاقاً في العام الماضي..

الإخفاق الكبير الوحيد الذي تعرضنا له كان انخفاض عدد متابعينا الكرام جراء سبب تقني لا قدرة لنا على مواجهته..

لقد شهد العام الماضي، وتحديداً في منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، توقفاً لعنواننا القديم، ما دفعنا إلى العودة، فوراً، إلى نظام المدونات المجانية، بعد أن طلبت الشركة المستضيفة لاسم الموقع مبلغاً يفوق قدرتنا على تحمله. حيث أجبرنا هذا التوقف على إنشاء مدونة مجانية جديدة بعنوان جديد، ولكن بذات الشكل التصميمي.

ان هذه العودة القسرية لنظام التدوين المجاني أدى إلى تراجع ملحوظ في عدد زوارنا، الذي تجاوز مليوناً ونصف في العام الماضي لينخفض في هذا العام إلى نحو مليون وربع فقط.. بعد ان فقد القراء كل العناوين القديمة، وصار لزاماً عليهم الوصول إلى منشوراتنا القديمة على العنوان الجديد. بكل أسف.

وكان هذا الانخفاض قد تحقق في الأشهر التي تلت غلق الموقع القديم واعادة فتح صفحة جديدة مشابهة تماماً في الشكل التصميمي للموقع السابق. أي تلك التي تلت شهر نوفمبر 2013، في حين شهدت الأشهر الخمس السابقة له ارتفاعاً ملموساً في حجم التصفح، وارتفاعاً في القيمة التقديرية للموقع.

كما شهد العام الماضي تقدماً كبيراً في تسلسل المواقع العالمية بحسب موقع alexa المتخصص في ذلك. حيث بلغ تسلسلنا، بحمد الله تعالى ثم بمؤازرتكم، 292,324 بين مليارات المواقع في الشبكة العالمية، كما ترون في هذه الصورة. وهي مكانة متقدمة جداً وسريعة للغاية قياساً إلى حداثة عمر وجهات نظر وضعف إمكانياتها وطبيعتها الشخصية. 

ومع اعترافنا بهذا الإخفاق الذي تسبب في انخفاض عدد قرائنا إلا اننا شهدنا أيضاً قدراً من النمو الأفقي، حيث انضم إلى عائلتنا الكبيرة قراءٌ أعزاءٌ في بلدان جديدة حول العالم، كما انضم لعائلتنا كتابٌ حصريون جدد، شرَّفونا بمنحهم الثقة والتقدير.

وخلال هذا العام أبلغنا موقع Google ان وجهات نظر شهدت زيادة ملحوظة في مؤشرات البحث خلال يومي 26 و 27 يوليو الفائت، وأكد Google في رسالته ان ذلك يدلُّ على ان موقع وجهات نظر أصبح أكثر شعبية على محرك البحث الأشهر في العالم.

وطبقا لخدمات تحليل الموقع المشار إليها في الرسالة فقد بلغت نسبة الارتفاع في ظهور الموقع على محرك البحث 71 % فيما بلغت نسبة الزيادة في النقرات 25 %، ووفقا للجدول البياني التالي:

إنَّ وجهات نظر، التي انطلقت أول الأمر مدونة شخصية، لم تعد كذلك بعد ثلاثة أعوام، حيث تخطَّت، بحمد الله تعالى، حواجز أساسية في عالم النشر، وهي وإن بقيت إدارتها وتحريرها جهداً فردياً خالصاً، فقد حظيت بثقة الكتاب، فصارت بوابة لنشر جهدهم الفكري الرصين، وحازت على ثقة القراء الذين وجدوا فيها كلمة حقٍ في هذا الفضاء الرقمي الشاسع..

كما تم تأسيس مجموعة و صفحة على موقع التواصل الاجتماعي العالمي الفيس بوك، وأخرى على موقع تويتر وقناة على موقع اليوتيوب الشهير.

وإذ أشكر السيدات والسادة الكتاب والقراء، أعاهدهم على المضي على ذات الطريق مع مزيد من التطوير والتحديث والترصين، تعزيزاً للنهج العربي المقاوم في مواجهة كل أنواع الاحتلال والغزو، وأخطرها الغزو الفكري والثقافي، معتذراً عن كل هفوة ارتكبت دون قصد، وربما كان مبعثها اختلاف في زوايا النظر وطريقة المعالجة.

تحية لكل قرائي الكرام، ولكل الكتاب الذين شرَّفوني بانضمامهم إلى هذا الجهد الإبداعي، ولكل من ساهم بكلمة تشجيعٍ أو تصويبٍ أو رأيٍ ناقدٍ بنّاء.
كما أتقدم بالشكر لعائلتي الصغيرة، التي اقتطعت وقتاً ثميناً مما كان يُمكن أن أمنحه لها، للاهتمام بهذا الإنجاز النامي.
والشكر والحمد لله عزَّ وجل، أولاً وأخيراً، أن وفَّقني لخدمة شعبي وأمتي، وعهداً على أن نبقى كما يتمنى المحبون، قلماً مشرعاً بالحق لايخشى في سبيل ذلك لومة لائم ولا إجرام مجرم.

وللجميع فائق تقديري وعميق امتناني.