وجهات
نظر
مثنى
عبدالله
أمر القائد
العام للقوات المسلحة (العراقية) نوري المالكي قواته ومليشياته بمهاجمة الفلوجة من
أربعة محاور، من جنوب المدينة حيث الخط الدولي ومناطق السجر والنعيمية، ومن مدخل
الحي الصناعي.
والثاني الذي أنشأه المالكي مؤخرا، إضافة الى ميليشيات طائفية حكومية وحزبية. اسناد كامل من طيران الجيش والطائرات بدون طيار. جهد استخباراتي أمريكي مباشر من خلال ضباط المخابرات الذين أرسلتهم الولايات المتحدة مؤخرا. ومع كل ذلك فشل القائد العام وكل قواته في اقتحام المدينة، فأعلنوا عن ايقاف العملية البرية بعد أسبوع واحد من انطلاقها، مطلقين العنان للطيران والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ لدك المدينة، وهو مؤشر واضح الى أن القوات التي هاجمت المدينة منيت بخسائر كبيرة، وبات من المؤكد أن هنالك قرارا عسكريا بالانتقام منها، من خلال تطبيق سياسة الارض المحروقة بالاسلحة بعيدة المدى، وهدم وحرق كل ما لم يدمر خلال الاشهر الماضية، كي تدخل بعدها القوات بصورة مريحة ويعلن عن تحقيق انتصار مزعوم.
واذا كانت السلطة وحلفاؤها من الخونة والعملاء قد أعلنوا عن وجود مسلحين تابعين لدولة العراق والشام في المدينة، ووضعوا هذا سببا قانونيا لهم كي يحاصروها ويتسببوا في تهجير وقتل أهلها، فهل يعقل أن تطوق المدينة من كل حدودها الادارية ويحشد لها كل هذا الجهد العسكري ويستمر حصارها أشهرا، ومازال المسلحون فيها، الذين مهما تم تضخيم أعدادهم رغم انهم لا يتجاوزون المئات، قادرين على هزيمة كل هذه القوات؟
انه هراء لا يمكن تصديقه لا في العلم العسكري ولا في العقل السياسي، بل ان الحقيقة التي يمكن قراءتها من خلال التصريحات التي أطلقها نواب دولة القانون المقربون من رئيس السلطة التنفيذية، تشير الى أن الفلوجة باتت هدفا سياسيا أكثر منه عسكريا، وأن تصفية الحساب ليست مع من يدعون أنهم مسلحو الدولة الاسلامية، بل مع البيئة المجتمعية في هذه المدينة، التي يتهمونها بأنها حاضنة للعنف حتى باتت متهمة بالتفجيرات التي تحصل في البصرة وميسان وذي قار، على الرغم من بعدها عن هذه المدن مئات الكيلومترات.
ألم يتهمها المالكي بعد ساعات من التفجير الذي حصل في بابل بأن السيارة المفخخة جاءت منها، على الرغم من أن الجيش يحاصرها من جميع الجهات؟ اذن نحن أمام حقيقة واضحة، هي أن المدينة أصبحت أيقونة المقاومة ليس للغزاة المحتلين فحسب، بل حتى لعملائهم من اللصوص والقتلة الذين يحكمون اليوم، وهذه جريمة كبرى في قانون العملية السياسية، لان المطلوب هو الخضوع التام للمشروع السياسي الذي جاءت به، والقائم على اخضاع المدن والمواطنين لعملية إعادة تشكيل، يتخلون فيه عن قيمهم وينتظمون في المشروع الطائفي السياسي القائم حاليا. لم يعد مسموحا بعد اليوم أن تكون لمدينة عراقية صبغة عروبية أو اسلامية لا تتناغم مع المذهبية الحاكمة والطائفية المعلنة. يقول غوبلز وزير اعلام هتلر ‘لو كررت الكذبة عددا من المرات ستصبح حقيقة’، وهذا هو خط سير السلطة الحالية في العراق. فبعد سياسات الاغضاب اللامحدود الذي انتهجوه بحق الكثير من المواطنين في محافظات معينة، الى الحد الذي تآكل فيه الاستعداد النفسي للناس للانخراط في مشروع وسياسات الحكم الحالي، بسبب الفشل المتكرر والاضطهاد والظلم غير المبرر، نقول بعد كل ذلك لم يبق أمام السلطات الحالية الا تلفيق تهمة الارهاب كي يتم الانتقام المدعوم أمريكيا من أهالي تلك المحافظات.
واذ بانت عملية تصفية الحساب عن هدفها الرئيس، وهو الانتقام من أهل الانبار عامة والفلوجة خاصة، فان المصلحة المرتجاة من اطلاق هذه العملية تصب في رحل ثلاثة أطراف رئيسية. الاول هو الطرف الامريكي الذي يشعر بالاغراء الذي لا يقاوم أمام كل دعوة حتى لو كانت ملفقة عما يسمى محاربة الارهاب، لانها وسيلة التحكم بالاخرين ومنفذا اقتصاديا لترويج تجارة السلاح، وبعد أن اغتصبوا هذا البلد عام 2003 فهم يحاولون الزواج منه بالعقود التسليحية والتدريبية، وما يسمى اتفاقية الاطار الاستراتيجي المعقودة بين البلدين، كي يبقى النظام الذي صنعوه قادرا على العيش والاستمرار في الحياة، حتى لو كان قد مات سريريا.
أما الطرف الثاني الذي يشعر أن له مصلحة في عملية محاصرة واقتحام الفلوجة فهو النظام الايراني، الذي يعتقد بأن المزاج الاحتجاجي الذي استمر في الانبار ومحافظات أخرى يتناغم ويتماهى مع الثورة السورية، وبالتالي فان النسغ النازل والنســـغ الصاعد الذي يغذي الانتفاضتين العراقية والسورية لابد أن يقطع كي لا يتوحد المحتجون على جانبي الحدود، لانه يجد نفسه معنيا تماما بالحفاظ على النظامين في العراق وسوريا، كي يتعبد طريق الحرير الطائفي، لذلك فان القضاء على المقاومة الشعبية في الفلوجة والانبار تأكل من معنويات الثوار في سوريا. أما الطرف الثالث فهو نوري المالكي الذي يراهن على القوة العسكرية لاثبات وجوده على أرض الواقع، بعد أن شهد حكمه لولايتين فشلا ذريعا في كل مناحي الحياة، وبات تحقيق أي شيء تحت أي تسمية انجازا مهما له كي لا يندثر ويختفي في زوايا النسيان. لذلك ذهب الى الطريق الاسهل وهو قصف المدنيين بالراجمات والطائرات والمدفعية الثقيلة، وهو الطريق الذي سيرسم نهايته إن عاجلا أم أجلا. انها الفلوجة أيقونة المقاومة والكرامة والاقتدار التي لن يحنيها جبروت القوة والظلم والغطرسة.
ملاحظة:
نشر المقال
هنا.
هناك تعليقان (2):
بالنسبه لموضوع الفلوجه فهو مثل ما قلت امريكا دائما في حاجه لبيع السلاح المكدس عندها وهناك رجال من مجلس الشيوخ من ملاك هذه الشركات والمصانع وهذا ربحا وفير دائما يصطنعون الارهاب مع اقزامهم الحكام ويبيعوهم السلاح لقتل ابناء وطنهم ولكن موضوع الفلوجه كان مبيوعه من اقرب ابنائها وهم ممن يدعوهم شيوخ ولا اعرف شيوخ من ومن هم العتاب يقع اولا على الخسيسين من محافظه الانبار ممن سلموا ارضهم وعرضهم للمالكي واعوانه
استاذ مصطفى حرب طائفية 100% لو بس احد يسمع اللطميات اﻻن في الشوارع كلها على اﻻنبار
إرسال تعليق