موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 14 مايو 2014

نوري الراوي في صفحة من ذكريات بعيدة

وجهات نظر
عبد الكاظم العبودي
هذه المرة الاولى التي انتزع صفحة من مذكراتي الشخصية المدونة لأعود الى نصف قرن مضت على حادثة ظلت مهمة في مسيرة حياتي العلمية والثقافية التالية.


في منتصف عام 1960 أو 1961 قابلت الاستاذ نوري الراوي بمقر وزارة الارشاد قبل ان تصبح وزارة للثقافة في بنايتها الجديدة آنذاك، وهي تطل على ساحة الباب الشرقي آنذاك عندما كان الوزير فيها الدكتور فيصل السامر.
مقدماً لا بد من التنويه هنا لست من اهل الفن، ولم اكن رساما او تشكيليا ولا توجد حتى اية صلة لأي من افراد عائلتي بالفنون كي احظ يومها برعاية غير متوقعة واستقبال من قبل الاستاذ نوري الراوي.
يومها كنا نحن الفقراء من سكنة صرائف منطقة الوشاش، حيث تقع صرائف المنكوبين، بجوار مطار بغداد "المثنى بعدها" . فلاحون ومهاجرون قادمون من الارياف العراقية الجنوبية، وخاصة من ريف العمارة . نتفاوت بأعمارنا، كان عمري وقتها 13 سنة ومعي زميلي في المدرسة في مدينة الوشاش الصديق الدكتور كاظم جلوب السراج. كنا نتطلع الى المشاركات والكتابة في صحف الحائط بمدرسة الخلد الابتدائية للبنين في حي الوشاش وبعدها انتقلنا الى متوسطة العروبة بنفس البناية. وكانت تنقصنا الصور والكتب والمجلات لإغناء محتويات النشرة الاسبوعية وصحيفة الحائط المدرسية التي كنا نعدها ونعلقها على حائط المدرسة .

كان احد جيراننا المرحوم الشاب حسين عودة من سكنة المنكوبين أيضا ، وكان يدرس في السنة الاولى كلية الحقوق في جامعة بغداد، وكان حسين عودة يعمل في نفس الوقت موظفا مساعدا للاستاذ نوري الراوي بمكتبه بوزارة الارشاد او الثقافة .
وبفضل المرحوم حسين عودة حصل لي الشرف ومع زميلي الاخر كاظم جلوب السراج بمقابلة نوري الراوي عندما حصل حسين عودة على موعد لزيارة الاستاذ الراوي بمكتبه والتعرف عليه عن قرب، وفعلا تحققت تلك الزيارة للاستاذ نوري الراوي الذي أغدق علينا بكرم لا انساه طوال حياتي بهدايا من اصدارات الوزارة ، عدنا من مكتبه يومها ونحن محمَّلين بعشرات المجلات والالبومات والعديد من الكتب المصورة الفخمة والمطبوعة بالالوان وكلها تتحدث عن تاريخ الفن العراقي وعن الحضارات العراقية القديمة والعصور الاسلامية في العراق.
وهكذا فتحت لنا الوزارة ابوابها كزوار، ومن دون وساطة صديقنا الراحل حسين عودة بعدها بفضل الفنان نوري الراوي.
تكررت زياراتنا للفنان نوري الراوي الذي اضحى لنا مثلا وقدوة ورعاية قلما حظينا بمثلها بعد ذلك.
اتذكر ان الشغل الشاغل كان للاستاذ نوري الراوي حينها اكتشافه لموهبة الفنان الفطري العراقي المرحوم منعم فرات وتقديمه للتكريم من قبل الزعيم عبدالكريم قاسم والعمل على اجراء دراسات علمية معمقة عن ظاهرة الفن الفطري والنحت الفطري في العراق .
في كل مرة كنا نجد منعم فرات ومنحوتاته الفطرية عند مكتب الاستاذ الراوي حتى انه عمل على تعيينه موظفا على ملاك الوزارة، واصدر الراوي كتابا مصورا لاعمال الفنان الفطري العراقي منعم فرات، واعتبرت منحوتاته من خلال تلك الدراسات العلمية نماذجا عن مكنونات الفن الفطري في العراق وقيمها الحضارية.
احببت الفنان نوري الراوي وظل في ذاكرتي الى اليوم لانه كان الاول من وضع بيدي البوما ومجلة، وعاملني مع زميلي بروح انسانية عالية القيمة رغم مظاهر فقرنا وعوزنا الواضحة ورثاثة ملابسنا ونحن نزوره في مكتب فخم بوزارة للثقافة . كان يسألنا عن تطور نشرة الحائط التي نحررها اسبوعيا ونعلقها علةى جدار المدرسة ،وكنا نحمل له اخبارا عن نجاحاتنا العلمية والادبية والثقافية في المدرسة، وهو يزداد بمكافئتنا بما نحمل منه من مطبوعات الوزارة ونشريات قسم الفنون فيها من كنوز الالبومات الراقية.

شاءت الاقدار اننا انقطعنا عن زيارة الاستاذ الراوي عندما تعرض المرحوم حسين عودة لعملية اغتيال بالرصاص من قبل احد رجال الامن في مدينة الوشاش عندما كان المرحوم حسين عودة يوزع بيانا للحزب الشيوعي بمناسبة سياسية حينها . كانت عملية اغتيال حسين عودة حدثا بارزا في تصاعد التوتر في منطقة الوشاش وصرائف المنكوبين "قرية البيجية"، بلغنا ان الاستاذ نوري الراوي حضر بنفسه الى مجلس الفاتحة وتألم لفقد مساعده حسين عودة. بعدها كانت الامور تشير الى تأزم الاوضاع وتصاعد دوامة العنف السياسي في العراق، مما استدعانا انا وصديقي كاظم جلوب السراج عن الامتناع عن زيارة الاستاذ نوري الراوي خوفا من المساءلات المرتبطة بالعلاقة مع المرحوم حسين عودة وما رافقها من اعتقالات لعدد من شباب المنكوبين وبعض طلبة كلية الحقوق من زملاء حسين عودة.
تحية للفنان الرائد الاستاذ نوري الراوي، لقد زرع فينا محبة العراق والاعتزاز بتاريخه وفنونه وثقافته وحضارته.



السيرة الذاتية عن حياة المرحوم نوري الراوي
-إجازه التعليم – دار المعلمين – بغداد/ 1941.
-
عضو مؤسس لجمعية التشكيليين العراقيين/ 1956.
-
معد ومقدم برامج الفنون التشكيلية في تلفزيون العراق/ 1957-1987.
-
دبلوم معهد الفنون الجميلة – فرع الرسم بغداد/ 1959.
-
زمالة دراسية في التصميم الطباعي مونتاج المطبوعات وديكور البرامج التلفزيونية / بلغراد 1962-1963.
-
مؤسس ( المتحف الوطني الفن الحديث) ومديره الأول/ 1962-1974.
-
زميل في ( جماعة الرواد )الفنية برئاسة فائق حسن/ 1964-1979.
-
عضو اللجنة الوطنية العراقية للفنون ( إياب ) التابعة لمنظمة اليونسكو/ 1969-1967.
-رئيس جمعية التشكيليين العراقيين/ 1982-1983.
-
عضو اللجنة العليا لمهرجان بغداد العالمي للفن التشكيلي/ 1986-1994.
-
عضو المجلس المركزي لنقابة الفنانين العراقيين/ 1989-1993.
-
عضو الهيئة المؤسسة لملتقى الرواد ( بيت العلماء ) 1993.
-نال وسام الاستحقاق العالي بمرسوم جمهوري/ 1993.
-
نال لقب (رائد تشكيلي) 1993.
-
رئيس رابطة نقاد الفن التشكيلي في العراق/ 1998.


المعارض الشخصية
لندن / المركز الثقافي العراقي 1978
بغداد / قاعة الرشيد 1983 ب
بودابست / دابرتسن / هنغاريا 1984
بغداد / المتحف- الوطني للفن الحديث 1989
عمان / الاردن / قاعة بلدنا 1993
بغداد / قاعة عين/ 1993
باريس / قاعة الارماتا/ 1996
عمان/ الاردن/ قاعة الاورفلي/ 1995
عمان / الاردن / قاعة حمورابي 1997
معرض مشترك مع ابنه رائد الراوي، شارلون نورث كارولاينا اميركا/ 1997
عمان (رواق عمان للفنون) جمعية الفنون التشكيلية /1998
البحرين / قاعة أكاسيا 1999
بغداد قاعة أثر/ المعرض الاستعادي الشامل 1999.


كتب وآثار كتابية
تأملات في الفن العراقي الحديث (1) 1962
المدخل إلى الفلكلور العراقي 1962  
جواد سليم 1963  
الفن الألماني الحديث 1965
العراق في كرافيك 1966
منعم فرات نحات فطري 1975
اللون في العلم والفن والحياة 1986  
متحف الحقيقة متحف الخيال 1998
تأملات في الفن العراقي الحديث (2)  1999
وله عدد من المؤلفات المعدة للطبع 
-
مارس الكتابة في الفن والأدب والنقد الفني وزاول النشر في الصحف والمجلات العراقية والعربية والأجنبية وتولى سكرتارية تحرير (مجلة العراق الجديد) و(مجلة الرواق) 1937
-
أسس لأول مرة في تاريخ الصحافة العراقية صفحة خاصة بالفنون وأشرف على تحريرها في صحف (الزمان والأخبار وصوت الأحرار) 1952.
توفي يرحمه الله في بغداد بتاريخ 13 أيار/ مايو 2014 عن عمر ناهز التسعين.


آخر صورة للراحل 

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..