وجهات
نظر
أنس
محمود الشيخ مظهر
بعد ان تغافلت المؤسسة
الرسمية في العراق على مدى السنتين الماضيتين عن مشاركة ميليشيات عراقية في الحرب
الدائرة في سوريا جنباً الى جنب مع النظام السوري ها هو المالكي رئيس وزراء العراق
يعترف ضمنياً في لقاء مع البي بي سي العربية بمشاركة العراق في الحرب الدائرة في سوريا
حيث صرح بـ "ان الواجب الوطني والديني والإنساني يتحتم علينا محاربة القاعدة
داخل سوريا."
ليس مهما في هذا الموضوع
كيفية التدخل المباشر ولا عمقه بقدر اهمية ان اي توغل عراقي داخل الحدود السورية
حتى وان كان لبضعة امتار لمقاتلة المعارضة السورية المسلحة سيفتح الطريق امام نشوء
معادلات سياسية وجغرافية جديدة في المنطقة. فمشروع الاتحاد بين سوريا والعراق بدأ
يراود الساسة العراقيين منذ نشوب الثورة السورية وبدء اعتصامات المدن السنية في
العراق.. وقد طرح هذا المشروع علانية وعلى شاشات الفضائيات احمد الجلبي الذي دعا
لاتحاد سنة العراق مع سنة سوريا مقابل اتحاد شيعة العراق مع شيعة سوريا في ترتيب
جديد للحدود الدولية الحالية وتغيرها من حدود عمودية الى حدود افقية بين الدولتين.
ويبدو ان المالكي يفكر الان
في تبني هذه الفكرة ولكن بتوجه سلبي مغاير تماما لما طرحه احمد الجلبي في حينه.
فالمعروف عن المالكي انه ابن
الازمات يقتات عليها كما يقتات الطحلب على المراتع الرطبة، وكل ما يعنيه هو
التوافق الثنائي الاميركي الايراني على خطوات ترسخ حكمه وتوجه الظروف الى الحالة
الطائفية الذي يتبناها في المنطقة، وعلى هذا فإن تصريح المالكي الاخير يندرج ضمن
النقاط التالية:
1. دعوة
المالكي هذه ترتكز (كما يدعي) على وجود مجموعات تقاتل جيش الدولتين في حرب عصابات
تضعف مقومات القوة لديهما وتشتت الجهد المبذول من قبلهما للتصدي لهذه المجاميع.
2.
محاربة
المالكي لهذه المجموعات تندرج ضمن رؤيته المذهبية في الدفاع عن الطائفة الشيعية في
المنطقة وهو بهذا التصريح يسارع في جر المنطقة لهذا الصراع.
3.
دخول الجيش
العراقي في معمعة الصراع هذا يوحد ساحة الدولتين لمجابهة المجاميع المسلحة هذه
وتوحد جهودهما العسكرية واللوجستية في الوقت الذي تبقى فيه هذه المجاميع بنفس
التوجهات والخطط التي تتبناها مما يشكل حالة ايجابية للأنظمة في الدولتين.
4.
هذا التدخل
يعطي مبررا لجيش المالكي ليس لمحاربة المجاميع المسلحة التي يتهمها بالإرهاب مثل
داعش وجبهة النصرة فقط بل ايضا محاربة الجيش الحر السوري الذي يعتبر عماد الثورة
السورية الحقيقي.
5.
وجود دعم
عسكري عراقي مباشر للنظام السوري يعطي دفعا جديدا لبشار الاسد لمقاومة ثورة الشعب
السوري ويعطيه المجال لإعادة تنظيم اوراقه سياسيا وعسكريا في المنطقة.
6.
فتح الساحة
السورية على الساحة العراقية يعطي المبادرة لأنظمة البلدين للتعامل مع تطورات
الوضع السوري بما يتلاءم وتوجهاتهما السياسية والمذهبية بشكل اكثر مرونة مما هو
عليه الان.
7.
ان دخول
جيش المالكي المباشر في الازمة السورية يعني ربط انظمة تتبنى توجها طائفيا موحدا
مع بعضهما البعض بدءا من ايران مرورا بالعراق وسوريا وصولا الى حزب الله في لبنان
مما يجعل التفكير في التصدي لتوجهات هذه الاطراف شيئا اقرب للمستحيل في ظل التشرذم
الذي تعيشه الدول "السنية" في الطرف الاخر.
8.
فتح ساحة
الدولتين على بعضهما البعض يعتبر عاملا مساعدا للتصدي لأسوء الاحتمالات ، فالمشروع
الذي طرحه احمد الجلبي سابقا يمكن تنفيذه بسهولة فيما اذا احس النظامان بأنهما آيلان
للسقوط وذلك بإعلان وحدة مستندة على العامل المذهبي بينهما بدلاً من العامل القومي
الذي ميَّز اتحاد الدولتين السورية والعراقية في نهايات سبعينات القرن الماضي
والذي آل الى الفشل لأسباب خارجية وإقليمية.
ان مشروع المالكي هذا لن يلقى
معارضة اميركية حقيقية كونه امتدادا لما يدعيه المالكي حربا اقليمية على ارهاب
يهدد مصالح أميركا وحليفتها (إسرائيل) في المنطقة، إلا ان هذا المشروع سوف يأخذ
ابعادا اخرى فيما لو وجد بالمقابل مشروعا اخر تتبناه الدول المؤيدة لثورة الشعب
السوري سواء الدول العربية او تركيا، ويبقى السؤال هنا هل ستكون الوحدة "الشيعية"
بين العراق وسوريا وإيران قبل الوحدة العربية التي كانت تنادي بها الشعوب العربية
منذ عقود؟
ملاحظة:
نشر المقال هنا.
هناك تعليقان (2):
ستكون الوحدة الشيعية قبل الوحدة العربية لأن هناك اطراف تعمل على وحدة الصف الشيعي وليس هناك اطراف تعمل على وحدة الصف العربي ثم الوحدة الشيعية ستكون زعيمتها ايران والوحدة العربية ستخرج ايران فهل يعقل أن نطالب حكومات موالية لأيران العمل على الوحدة العربية
هذه اول مره اسمع بفكره السيد الجلبى علما انه اول من وضع اسفين التفرقه فى العراق وتغذيه هذه الفرقه وبالتالى هو اول المدمرين وهو ايضا صاحب فكره اجتثاث البعث التى دمرت العراق وهو من يدعى الديمقراطيه ويحاسب الناس كما تبعه الاخرين على فكرها وعقيدتها تاركين من اجرموا بحق الشعب تقتيلا ونهبا وحتى الساعه
إرسال تعليق