بصرف النظر عن ما اذا كنا سنتفق مع المعطيات الواردة في أدناه أم لا، فإنني أعلم يقيناً ان ايران والغة بالشأن العراقي حتى القاع، وانها تعمل، بإصرار، على تحقيق هدفها الاستراتيجي الماثل بتدمير العراق والقضاء على كل مقوماته.
هنا يُقال، والله أعلم، ان إيران، وليست غيرها، هي التي أوحت الى بعض من أبناء محافظة صلاح الدين بإعلان رغبتهم في إنشاء اقليم خاص بهم، في إطار سعيها لتفتيت العراق، وهو حلمٌ يقع في صدارة أولويات العقل السياسي الفارسي، ولا أقول الإيراني، لأنه يمتد الى الاف السنين، قبل نشوء دولة ايران بحدودها الجغرافية المعروفة.
بالنسبة لي، قد لا اتفق مع بعض التفاصيل الواردة في السيناريو الوارد هنا وقد يتفق معي في ذلك آخرون، ولكنني على يقين من تفاصيل أخرى، تتعلق بالرغبة الفارسية، عبر وكلائها المعتمدين المتحكِّمين بالعراق، باقتطاع الأراضي الواقعة شمال العاصمة العراقية، وتحديداً قضائي بلد والفارس (الدجيل) وصولاً إلى سامراء، وعزلها عن محافظة صلاح الدين بخصوصيتها المعروفة.
موقع محافظة صلاح الدين بحدودها الإدارية المعروفة ضمن خارطة العراق |
تُضاف إلى ذلك مساعي عملاء إيران الصفوية بالاستيلاء على الأملاك المحيطة بالمرقد العسكري في سامراء، من خلال عمليات شراء محمومة خصصت لها عشرات الملايين من الدولارات، وهو أمر بإمكان كل فرد من أبناء سامراء تقديم مزيد من التفاصيل بشأنه.
يُضاف إلى ذلك الدعوات المحمومة، والجهود المبذولة من ورائها، لإلحاق مراقد سامراء بالوقف الشيعي، وانتزاعها من أصحابها الذين رعوها، حق رعايتها، لمئات السنين.
إذا اتفقنا على هذه النقاط، اقتطاع أراضي من صلاح الدين وشراء أملاك في سامراء والاستيلاء على مراقد سامراء، فإننا يمكن ان نفهم ونتقبل ماورد في التقرير المشار إليه في أعلاه، أو على الأقل الفكرة الأساسية الواردة فيه.
وبالطبع لاينبغي أن تفوتنا مطالبة العميل جلال طالباني بإعادة تقسيم العراق إدارياً من جديد، وهي خطوة لم يتجرأ على طرحها قبل خطوة إعلان مطالبة مجلس محافظة صلاح الدين بإقليم خاص لهم.
أضف إلى ذلك ان إعلان المطالبة بإقامة هذا الاقليم، ببعده الطائفي ولخصوصية المحافظة، ستفتح الباب أمام حرب طائفية، هي في صميم مشروع الاحتلال وعملائه، ومافتنة سامراء منا ببعيد!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق