موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

هل تتذكرون دقدوق؟


بين حين وآخر أحرص على تنشيط ذاكرة القراء الكرام التي امتلأت بالكثير من الأسماء واختلطت عليها، ربما بسبب ذلك، بعض المعلومات.
ودقدوق الذي أحدِّثكم عنه اليوم، بات السجين الأخطر في العراق، انه كنز معلومات مهم للأميركان، الغزاة، الذين يحتفظون به معتقلاً أبيضاً ينفع في يوم أسود.
 
انه علي موسى دقدوق، ضابط وقيادي بارز في حزب الله اللبناني, صنفه القوات الخاصة وخبير متفجرات في الوحدة 2800 من الحزب.
انتمى لحزب الله منذ عام 1983 , والتحق بالوحدات العسكرية فيه عام 1987 وشارك بين عامي 1988-1990 في الحرب اللبنانية إلى جانب قوات الحزب.
خضع بين عامي 1992-1994 لدورات تدريبية عالية أهلته لكي يصبح قائداً لمجموعة من مجموعات القوات الخاصة في حزب الله تحت إمرته 60 مقاتلاً.
وعمل بين عامي 1994-1996 في حماية زعيم الحزب، حسن نصر الله.
كلَّفته قيادة عمليات حزب الله في العراق, بالعمل داخل العراق، فانتقل أولا إلى معسكر يديره حزب الله قريب من طهران يدرب فيه مجاميع قتالية على التفخيخ والاغتيالات من شتى الجنسيات.
لكن دقدوق كان متخصصاً بتدريب العراقيين, ومتابعة العمل داخل الأراضي العراقية فدخل العراق أربعة مرات منذ عام 2006 حتى اعتقاله في مارس/ آذار 2007 وكانت كل زيارة تستغرق ما بين 3-4 أسابيع.
وكانت المجاميع الخاصة العاملة ضمن ميليشيات جيش المهدي تحت سلطته تدريباً وتوجيهاً، فيما يرتبط هو بقائد الوحدة رقم 9000 في فيلق القدس الإيراني, العميد يوسف الوندي, وهو من أقارب وكيل وزارة الداخلية العراقية بشير الوندي الذي كان يعمل مع فيلق بدر.
عماد مغنية
تلك المهمة, تدريب المليشيات الشيعية وربطها بقوات حزب الله اللبناني وبفيلق القدس الإيراني في عمل تكاملي, كان يشرف عليها قبل الاحتلال القيادي البارز في حزب الله عماد مغنية (الحاج رضوان) حيث تولى تلك المهمة في ديزفول ثم خصصت معسكرات أخرى وقيادات أخرى بعد أن أخذ العمل طابعاً موسّعاً مختلفاً باحتلال العراق في أبريل/ نيسان 2003.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز في 28\11\2006 تقريراً مطولاً ذكرت فيه أن حزب الله درب حتى ذلك التاريخ ما بين ألف إلى ألفي عنصر من عناصر جيش المهدي.
وأشارت فيه نقلا عن مصادرها إلى أن مطار بغداد شهد سفر 35 قيادياً في جيش المهدي إلى لبنان بناءً على دعوة رسمية من حزب الله, ومن بينهم (أبو طالب النجفي) أحد قادة الميليشيا الإجرامية الذي اشتهر في مدينة الحرية بقتل العشرات من أهل السنة وهجّر العشرات من العوائل السنية في تلك المنطقة.
تطورت على يد دقدوق المجموعات الخاصة (عصائب أهل الحق , وكتائب حزب الله العراق) وقد كانت المجموعة التي يشرف عليها تضم نحو 3000 عنصر.
عمليات تلك المجاميع تعدَّت المزاعم بأنها موجهة إلى قوات الاحتلال الأميركي, فقد أنجزت تفجيرات وعمليات قتل منها تفجيرات مدينة الحرية في العام 2006, كما أن دقدوق اعترف بعد اعتقاله أن إيران طلبت من المجموعات الشيعية الخاصة تفجير التجمعات الشيعية والأماكن المقدسة لدى الشيعة لإثارة الفتن الطائفية.
صرح الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية باري بارسدن في 2 يوليو/ تموز 2007 بأن تلك المجموعات (تستهدف قواتنا والقوات المتعددة الجنسية والقوات العراقية بالإضافة إلى المدنيين العراقيين).
اعتقل علي موسى دقدوق (واسمه الحركي أبو حسين السجاد) في 20 مارس/ آذار 2007 على إثر الحملة الأميركية التي شُنَّت على المجاميع الخاصة بعد عمليتي قتل أربعة جنود أمريكان في كربلاء, واختطاف خبير بريطاني مع أربعة من حراسه في مبنى تابع لوزارة المالية ببغداد.
والعمليتان من تدبير دقدوق, وكلتيهما بمساعدة من القوات الحكومية ونقا التفتيش التابعة لقوات الجيش والشرطة الحكومية العميلة، وتوفير سيارات حكومية في عملية كربلاء.
المجرم قيس الخزعلي
وحول مكان اعتقال دقدوق, الشائع أنه اعتقل مع زعيم العصائب المجرم قيس الخزعلي في البصرة, مع ان هناك من يقول أن دقدوق أعتقل في كربلاء أثناء الأزمة بين جيش المهدي والقوات الحكومية في أغسطس/ آب 2007.
إدّعى دقدوق عند اعتقاله بأنه أصم وأبكم وكادت حيلته تنطلي على الأطباء الذين حضروا التحقيق, لكن استمرار التحقيق أرغمه على النطق فأدعى أولا أنه تاجر إيراني, ثم أدلى باعترافات كاملة عن دوره ودور حزب الله وإيران في دعم وتمويل المليشيات وفرق الموت في العراق وقد نقل عن مصادر في التحقيق إن دقدوق قال للمحققين إن نشاطاته ونشاطات المجاميع التي يقودها موجهة إلى أهل السنة وليست موجهة إلى قوات الاحتلال, وباستمرار التحقيق يُقال انه أظهر تعاوناً تاماً، حيث قدَّم معلومات دقيقة عن عماد مغنية أدَّت إلى تدبير عملية اغتياله لاحقاً.
كما كشف دقدوق عن الطرق التي يسلكها الإيرانيون لإيصال الأموال والأسلحة والتجهيزات إلى داخل العراق, والمساعدات التي تلقَّاها من جهات قريبة من الحكومة مكَّنته من الحصول على وثائق مزيفة كان يستخدمها في تحركاته.
عاد اسم علي موسى دقدوق إلى واجهة الأخبار عام 2009 بشموله بإطلاق السراح الذي تم على إثر صفقة شملت نحو 1000 عنصر من فرق الموت فيهم 10 قياديين، مقابل إطلاق سراح الخبير البريطاني المختطف, بيتر مور، وجثث حراسه الأربعة، وهي صفقة لها ذيول سياسية تتعلق بمستقبل التيار الصدري الذي خرجت من صفوفه العصائب وما يعرف بـ (المجاميع الخاصة) المرتبطة بالمشروع الإيراني بشكل مباشر أو عبر عناصر من حزب الله، لكنه لم يُشمل بإطلاق السراح حينها، وبقي محتجزاً لدى القوات الأميركية، حتى الآن.
(للمزيد من المعلومات عن دقدوق، راجع موسوعة الرشيد).
أما كيف بات دقدوق السجين الأهم في العراق، وماهو مصيره بعد استكمال (الانسحاب) الأميركي المزعوم من العراق، فذلك مايمكن الاطلاع على تفاصيله، هنا.
لكن السؤال المهم، هو:
لماذا تحتفظ أميركا بدقدوق حتى الآن، وهل تدَّخره ليوم أسود، تُقايض به بعضاً من جنودها مستقبلاً، مثلاً؟

هناك تعليق واحد:

أبو يحيى العراقي يقول...

الاستاذ العزيز المحترم مصطفى كامل التحية و السلام. هناك بالاضافة الى تشكيلات جيش المهدي و عصائب أهل الحق و كتائب حزب الله و ماذكرتم من تشكيلات هناك تشكيل ميليشياوي أخر سري و خطير جداً غائبة كثير من تفاصيله. إنه لواء اليوم الموعود و أظن أن تعداده يصل الى 3 الاف شخص و يبدو إنهم على مستوى عالي من التدريب و مهيئون للعمل بعد نهاية عام 2011 و يبدو من الاسم أنهم أعدوا لذلك اليوم الذي إعتبروه موعوداً لتنطلق فيه يد التشكيلات الطائفية الى أقصاها على ارض العراق. من المهم جداً الانتباه الى هذه الاسماء و التشكيلات و التحسب جيداً لها و لكم جزيل الشكر لطرح هذا الموضوع الهام.

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..