موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

في انتظار ثورة العراق!

برغم رفضنا التام للتوصيفات الواردة في المقال المنشور في أدناه، بحق الرئيس الشهيد صدام حسين، الا اننا نعيد نشره إيماناً بأهمية المضامين العامة الواردة فيه، وتأكيدأ على ضرورة أن يتجسَّد الفعل الشعبي العراقي في المرحلة المقبلة، بما يحقق كنس كل بقايا الاحتلال المجرم من العملاء الأراذل المتحكمين بمصائر العراق وأهله.


ان التوصيفات الواردة في المقال والمرفوضة كلياً من قبلنا، مردَّها إلى بعض التهويمات التي مايزال بعض كتابنا العرب، بكل أسف، يعيشون فيها، حول مزاعم الديكتاتورية والديمقراطية في عراق ماقبل الاحتلال، والتي ردَّدتها كثيراً الأفواه العفنة العميلة، وهي نفسها التي يهاجمها كاتبنا الكريم في مقالته هذه.
ولتصحيح الفهم نقولها بكل صراحة: ان النظام الوطني العراقي لم يكن نظاماً ديكتاتورياً، كما لم يكن ديمقراطياً وفق المفهوم الغربي، وإن الرئيس الشهيد صدام حسين، لم يكن قاسياً على شعبه، بل كان قاسياً لايرحم الخونة والعملاء والمتمردين، الذين كانوا يعدّون العدة ويمهدون لاحتلال العراق بأخسِّ وسائل الخيانة وأبشع طرق الإجرام.
لقد وقفت الدولة العراقية الشرعية بقوة بوجه مطامع هؤلاء القتلة وإجرامهم الذي تبدّى على نحو لايقبل شكاً أو تأويلاً في أعقاب الغزو الأميركي المجرم.
لقد تمكن النظام الوطني الشرعي الذي قاد العراق لخمس وثلاثين سنة من بناء دولة قوية مرهوبة الجانب، دولة حقيقية حافظت على لحمة النسيج الاجتماعي العراقي، وحققت مشروعاً نهضوياً، تعدى في نتائجه الإطار الوطني والقومي الى الإطار الإنساني الأشمل، فكان نظام ثورة ثورة تموز العراقي، بحق، نظاماً ذا أبعاد انسانية عالمية.
ان مجلدات ومجلدات لن تفِ حق ذلك النظام الشرعي، ولن يمكنها حصر الانجازات التي حققها على مدى ثلاثة عقود ونصف، برغم كل قساوة التآمر الداخلي والخارجي والحروب والحصارات الأليمة.
اننا لانزعم ان ذلك النظام حقق العدالة الإلهية في أوضح صورها ومعانيها، ولكننا نقول انه أنجز مشروعاً حقيقياً للنهضة، تبدو كل مشاريع النهضة في الأقطار العربية الأخرى قاصرة أمامه.
ان المقاومة العراقية البطلة التي يُشيد بها الكاتب الكريم باعتبارها حافظت على العراق، هي جزء من نتاج ذلك النظاام الشرعي الذي أعدَّ العدة لمقاومة المحتل وجعله ينتحر على أبواب بغداد.
لقد تساءل كثير من كتابنا ومواطنينا عن معنى وعد الشهيد صدام حسين، للمحتلين الأميركان بأنهم سينتحرون على أسوار بغداد، وتوَّهم كثيرون منهم ونسجوا قصصاً من خيالات موهومة، وإذا بهم يرون كيف انتحر الغزاة على أبواب بغداد وكيف داس العراقيون هيبة أميركا المجرمة ومرَّغوها في وحل الهزيمة، حتى صار الحديث عن ذلك اليوم تكراراً مملاً، بعض الشيء، لفرط تحققه ماثلاً أمام كل العيون، في ملحمة مقاومة قلَّ نظيرها، بل ان مثيلها لايمكن أن يحضر إلا في صور جهاد العرب في صدر الرسالة الإسلامية، حيث لا ناصر ولا معين الا الله القوي القادر، وأنعم به من ناصر مُعين.

مصطفى
...........


في انتظار ثورة العراق


عبدالحليم قنديل
ماذا عن مصير العراق بعد قرار واشنطن سحب قواتها نهائيا من هناك؟.
من حيث الشكل، يبدو العراق كما لو كان حصل على استقلاله مجددا، وبعد أكثر من ثماني سنوات غزو واحتلال ومقاومة، وفي الموضوع، لايزال العراق بعيدا عن معنى الاستقلال الحقيقي، فأمريكا حاضرة، وإيران أيضا، ثم أن المصيبة الأثقل لا تزال هناك، فلا وجود لدولة حقيقية في العراق، ولا وجود لحكومة وطنية، بل لجماعات من الدمى على المسرح الوزاري، تقود عمليات نهب يومي هي الأبشع في الدنيا كلها، ثم أطراف تتصايح في عملية سياسية عليلة وركيكة، ودون مقدرة على فتح الطرق لاستعادة العراق الموحد .
ودواعي واشنطن لسحب قواتها مفهومة، وأهمها أنها فوجئت بشراسة مقاومة عراقية تكونت فور الإطاحة بنظام صدام حسين، لم تتلق واشنطن الورود والتهاني كما توهمت، بل تورطت قواتها في المستنقع، وغرقت في بحور الدم، وتحول العراق إلى جحيم للأمريكيين ذكرهم بحرب فيتنام، وذهب عشرات الآلاف من الجنود والضباط الأمريكيين بين قتلى وجرحى ومجانين، وفاز أوباما لأنه وعد ناخبيه الأمريكيين بالخروج من العراق، وكان عليه أن يفي بوعده في سياق التأهل للترشح مجددا إلى منصب الرئاسة في البيت الأبيض .
عجزت أمريكا عن تحقيق نصر عسكري في العراق، وانفقت ما يربو على التريليون دولار في حربي أفغانستان والعراق، دفعت ضرائب المال والدم، وفقدت هيبتها الدولية والعسكرية المفترضة، ذهبت إلى العراق لكي تبني قصرا، فإذا بها تكتشف أنها تحفر لنفسها قبرا، وخرجت من العراق لتحفظ بعض ما تبقى لها من ماء الوجه، انسحبت لتنهي آخر حرب برية تخوضها أمريكا في تاريخها الإمبراطوري، فلن تعود واشنطن لمثلها أبدا بعد خيبتها العظمى في العراق، كما في أفغانستان التي تعد واشنطن أيضا للخروج منها، وفي سياق تراجع ملموس للهيمنة الأمريكية على مقدرات الدنيا، وأزمة مهلكة في الاقتصاد، تنهي دور أمريكا "القوة العظمى" بألف ولام التعريف، وتحولها إلى مجرد "قوة عظمى" بين قوى عظمى أخرى في عالم متعدد الأقطاب .
وبرغم استمرار النفوذ الأمريكي بالعراق، وبأشكال وصور مختلفة، تبقى حقيقة المفارقة التي انتهت إليها الحرب على المسرح العراقي، فقد دفعت واشنطن ثمن جريمتها لتفوز طهران، فإيران التي لم تتكلف سنتا هي القوة رقم واحد في العراق الآن، فقد تحول العراق إلى منطقة مجال حيوي لإيران، تمدد النفوذ الإيراني في الفراغ الذي خلفه انهيار الدولة العراقية، وتحطيم جيشها وأجهزة مخابراتها، فالحياة تكره الفراغ، والفراغ الذي تتركه خلفك يحتله غيرك، وقد وجدت إيران فراغا فاحتلته، وصارت في موقف الآمر الناهي في بغداد، وأخضعت المراجع الشيعية، واستقطبت أحزابها، وصاغت علاقة اقتراب رادع مع أكراد العراق، واحتوت نصف التركمان، وكسبت مكانة اللاعب السياسي والاستراتيجي الأول في تحديد مصائر العراق، ولم تترك لتركيا الطموحة سوى بعض الفوائد الاقتــصادية المؤثرة .
والصورة في المحصلة تبرز محنة العراق، صحيح أن صدام حسين كان ديكتاتورا دمويا بالغ القسوة، لكن ما جرى في العراق بعده، جعل الناس تترحم على أيامه، فقد كانت نهاية صدام هي نهاية الدولة العراقية نفسها، وهول جرائم الدم التي جرت بعده، جعل جرائمه تتوارى خجلا، والأهم: أن دولة العراق الموحد نفسه صارت في خبر كان، فقد انفصل الأكراد نهائيا، وصار لدولتهم المستقلة علم ونشيد واتفاقات وسفارات، ولم يعد يربطهم ببغداد سوى رغبتهم في إضافة "كركوك" إلى حسابهم العرقي، وتحولنا من زمن قيل فيه أن الأكراد كانوا موضعا لاضطهاد، أو أن حقوقهم منقوصة، تحولنا من هذا الزمن إلى زمن آخر، صار فيه العراقيون العرب موضعا لاضطهاد الأكراد، وصار الأخيرون في موضع التحكم الكامل، فلهم دولة منفصلة برئاسة البرزاني، وأوفدوا زعيما كرديا آخر هو جلال الطالباني ليترأس العراق كله، بل أن وزير خارجية العراق هو الآخر كردي، جرى كل ذلك تحت ضغط الاحتلال الأمريكي، وبسبب تقدم زعامات الأكراد للعب دور العميل الأول والأوفى للأمريكيين كما للإسرائيليين، والنتيجة : محو عروبة العراق بالكامل في الإطار الرسمي، وتحويل عرب العراق وهم الأغلبية العظمى إلى ضحايا، يقتل بعضهم بعضا، ويتنابزذون بالولاء لإيران، أو الولاء للحكم السعودي، بينما تذوب الهوية الوطنية العروبية للعراق في حمض كبريتيك، ولولا المقاومة المسلحة البطلة، وبأجنحتها البعثية والإسلامية، لولا أسطورة المقاومة لقلنا أن العراق ذهب إلى غير رجعة .
وقد أتذكر درسا في فقه الأولويات سمعته ذات مرة من فم الشيخ حارث الضاري، كان الشيخ في حضرة جماعة من المناضلين العراقيين، وكان هؤلاء في غاية الضيق من توحش النفوذ والتدخل الإيراني في العراق، وكانوا على حق، وهو ما وافقهم عليه الشيخ سليل المجد المقاوم، لكن الشيخ رد بهدوء، وضرب مثلا له نكهة عراقية خالصة، قال الشيخ أن الاحتلال الأمريكي هو جذع النخلة التي حطت عليها أطيار السوء الإيرانية، وأن الأولوية للخلاص من الاحتلال الأمريكي، كان رأى الشيخ ممتازا برجاحة العقل وسلامة المنطق، وقد جاءت اللحظة التي ترحل فيها قوات الاحتلال الأمريكي، وآن الأوان لحساب ختامي، قد يفيد في فتح الطريق إليه رشدا نعول فيه على القيمة السامية التي يمثلها الشيخ، وعلى حسه العراقي الأصيل المقاوم، وقد تكون نقطة البدء التي تأخرت هي توحيد فصائل المقاومة العراقية في كيان جامع، وللشيخ حارث تأثيره في اوساط المقاومة الإسلامية، تماما كما أن للسيد عزت الدوري الأمين العام لحزب البعث العراقي دور لا يقل أثرا، وحول هذه الزمرة النقية في عراقيتها وعروبيتها، يمكن لشوط جديد من المقاومة أن يبدأ، ليس باستخدام السلاح هذه المرة، بل باستلهام اليقظة الجديدة في الشارع العربي، ومثال الثورات الشعبية الذاتية التي لا تنتظر دعما عبر الحدود، فلم تعد من إمكانية لتوحيد العراق وبعث عروبته مجددا، وإعادة بناء دولته الموحدة، لم تعد من إمكانية لشئ من هذا كله إلا بطريق واحد لا غير، وهو الثورة السلمية المتصلة حتى تحقيق الهدف، والاحتشاد الجماهيري في ميادين التغيير بالمدن الكبرى، وعلى أساس وطني جامع، وليس على أساس طائفي، وبثقة هائلة بالنفس وبنصر الله، فشعب العراق ليس أقل حيوية من الشعب التونسي أو الشعب المصري، ولا من الشعب اليمني ولا الشعب السوري، بل أن دواعي الثورة في العراق أعظم بكثير، والمعاناة الشعبية مفزعة، وشريعة القتل والقهر والفقر والجهل والمرض لا تفرق بين شيعي وسني، وليس لدى العراقيين ما يفقدونه غير قيودهم وذلهم، وترك الأمور على حالها لن يؤدي إلا إلى المزيد من تفكيك العراق، ودفعه إلى هوان أبدى، وإلى حرب أهلية طائفية شرسة، والبديل : إعادة تكوين الهوية الوطنية العراقية الجامعة، وعلى أساس ديمقراطي شعبي خالص، وبثورة تضيف العراق إلى خريطة ثورات الربيع العربي، وبتحرك سلمي يبدأ من بغداد بالذات، ولا يواجه العنف بالعنف، ويحفظ تفوقه الأخلاقي والوطني إلى النهاية، ويرفع فيه علم العراق وحده، وتذوب فيه الكيانات والأحزاب جميعا، وبهدف استعادة عراقية العراق وعروبته، والشروع في بناء جمعية تأسيسية منتخبة، تصوغ دستورا جديدا لعراق عربي ديمقراطي، يقوم بديلا عن دستور الاحتلال الأمريكي، ويقيم سلطة تحاكم جماعات الدمى الموالية للأمريكيين أو
للإيرانيين.
لن نقول أنها "لحظة تاريخية"، فكل اللحظات تمضي في مجرى التاريخ، بل نقول أنها لحظة الحسم عند مفارق الطرق، انها لحظة الثورة السلمية الصافية، لا لحظة الاحتكام لسلاح، لحظة الوفاء لدم الشهداء ودم العراقيين جميعا .

ملاحظة:
نُشر المقال هنا

هناك تعليقان (2):

عراقي حر يقول...

اخي العزيز مصطفى... مع الاسف ان تسميه دكتاتور هي لكل من هو خارج اطار الهيمنه الامريكه والاوربيه , هذا من منظور الغرب طبعا.
والا فاين بقيه زعماء العرب من الديمقراطيه ؟؟؟ هل الانظمه الملكيه الغائره للهامه في وحل الخيانه؟ ام بقيه الانظمه من امراء او رؤساء الذين لايستطيعون ان يتنفسوا حتى دون استشاره اسيادهم؟؟ لابل هولاء هم في قمه الدكتاتوريه بمعناها الصحيح ولهذا لا ينعتون بالدكتاوريين .ولكن لابد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر وعن قريب انشاء الله

Anonymous يقول...

د . عدنان
أصبت ياعراقي ياحر فاذا كان صدام حسين دكتاتوريآ فانا من اوائل من يعتنق الدكتاتوريه في هذا العصر أوعو

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..