علي السوداني
لعنة الله وملائكته وكلّ من له حوبة، على أميركا الوغدة، ومن والاها وظاهرها وعاونها، على تدمير وتفكيك وسرقة بلاد ما بين النهرين الخالدين.
اليوم اكتملتْ عشر يابسات كاسرات متلفات ملعونات، منذ جاء الأميركان، يجرّون وراءهم وحوشاً بوجوه آدمية، من كلّ ماخورٍ لمّة ابنة لملوم، حتى كادت أرض الله، تخلو من سَقَطتِها وشواذّها ودونيّتها وحراميّتها المجاهيل المقطّمين، الذي إنْ سألتَ واحدهم عن الظهر الذي أنزلهُ وسقاهُ وربّاهُ ، لصاح بك : إنَّ لي أباً في كلِّ مصرٍ ومنزلٍ.
عشرٌ مهلكات لم نذقْ فيها طعم الراحة. اللعنة اللعنة عليهم وعلى الذين خلّفوهم حتى قطع النفَسْ . سمٌّ وزقنبوت مرٌّ ، ونارٌ وصديدٌ وصدأ ، ببطن كلّ من روّجَ وعبّدَ وهلهلَ وكذّبَ وسمسرَ وزوّرَ وخانَ ووصوصَ وراهنَ وداهنَ وباع واشترى ، وسكتَ وغلّسَ وأفتى وضلّلَ ، وبصمَ بمؤخرته ، فوق منضدة رمل الغزاة .
أميركا التي لن أذرفَ عليها عشر دمعة ، إذا ما صار أكلها ، يشبه أكل العراقيين ، سنوات الرمادة والخنق والقحط والجدب ، هي التي صنعتْ في بلادي ، واحداً اسمه عمر ، يذبح أخاه الذي اسمه عباس ، وخلقتْ مثلهما عبد الأمير ، ليذبح أبي بكر .
إنْ صحتَ آخٍ يا بلدي ، وآهٍ يا ولدي ، قامت القابلة الأمريكية المأذونة من قعدتها ، ووضعتْ بطل الحليب بفمك وقالت لك : إهدأ أيها المشاكس البطران ، لأننا اليوم قد أتممنا نعمتنا عليك ، وخلّصناك من صدام حسين . إسكتْ وإرضَ بقسمتك المقسومة ، من شيشة وحشيشة الفوضى الخلّاقة .
أميركا خلقتْ واحداً من أفسد وأشرس وأفشل النماذج على الأرض ، لكنها ظلت تدلّعه وتهدهدهُ ، ولم تقلْ له يوماً ، إنَّ على عينك ربع حاجب .
أميركا فقط ، هي التي شوّفتنا جنودها الشواذ ، وجندياتها بنات المواخير ، ومخلوقات الحيامن الفائضة ، وهم يلتقطون صوراً تذكارية ملونة ، صحبة جثث الضحايا .
أميركا ، وليس غيرها ، هي من باع برميل الديمقراطية العزيز ، ببرميل نفطٍ رخيص .
أميركا هي من أنجبَ خرافة دولة شيعية مستعادة ، ودولة سنّية غاربة .
الوغدة الشريرة الكريهة ، هي من أوجد لنا ، 100 تلفزيون فضائي ، و100 جريدة ، و100 إذاعة ، و100 دكّان ، فصرنا نكتب ونشتم ونسبّ من نشاء ، ونمدح ونردح ، ونغضب وننفّسْ ، ونمطر على الكون ، حرية وديمقراطية وتعددية ، لكن من دون القفز فوق حواجز الخطوط الحمر المقدسات التي منها ، بلد فاسد بلا هوية ، وإنسان مختل ومريض ومحبط ومهزوم ، إنْ منّتْ عليه الحكومة ، بنصف يوم كهرباء ، وأسبوع كرامة ، قام وصلّى وصامَ وشكرَ ، ورضي بما ترضى به ، أهون الكائنات .
هي التي قتلتْ وهجّرتْ ورمّلتْ وعذّبتْ وأهانتْ وسرقتْ ونهبت وأمرضتْ وصحّرتْ وفسفرتْ ويرنمتْ وسمسرتْ . برقبة أميركا أُمّ البلاوي ، موت ضمائر وكرامات وإنسانية حشد محتشد ، من أصحابي الشعراء والقصاصين والروائيين والنقدة ، والرسامين والنحاتين والممثلين والمغنين والملحنين والموسيقيين والمسرحيين والصحفيين والمخرجين . لقد قتلتْهم الوغدة الساقطة ، بدمٍ بارد ، بعد أنْ فطمتْهم بطعم الدولار القويّ ، الذي لا رادَّ لتلويحته الراقصة ، ولا منجى من خضرة عينيه .
أميركا:
أنت وغدة وظالمة وغير عادلة ومتوحشة وحرامية وكذابة، فتقبّلي كراهيتي المقدسة، حتى يأتي عليكِ يومٌ، لا ينفعكِ فيه، إلّا أن تأتي الناس بقلبٍ رحيم، نادمٍ على ما جنى واقترفْ، ساعتها، سأُسامحكِ وأعفو عنكِ، فأنا المسامح، والمسامح كريم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق