أحمد صبري
توالت تصريحات بعض رموز الحرب على العراق في ادارة الرئيس الامريكي السابق بوش الابن والمسؤولين عن ملف التفتيش الدولي عن اسلحة العراق متزامنة مع الذكرى العاشرة لغزوه.
واجمع هؤلاء على ان الادارة الامريكية ارتكبت اخطاء فادحة بغزوها للعراق باستنادها الى معلومات اثبتت الوقائع، بعد احتلاله، زيفها.
وما يؤكد ماذهبنا اليه الشهادة المثيرة التي ادلى بها مهندس الحرب على العراق نائب وزير الدفاع الأميركي الأسبق بول وولفوفتز الذي اعترف بارتكاب إدارة جورج دبليو بوش أخطاءا فادحةً تسببت في جر العراق إلى دائرة العنف "ظلت تتفاقم حتى أصبحت خارج نطاق السيطرة".
وقال وولفوفتز لصحيفة صنداي تايمز البريطانية: إن أكبر الأخطاء التي ارتكبتها إدارة بوش.هي حل الجيش العراقي ووصفه بالعمل الأخرق، مؤكدا إن من الأخطاء الكبيرة ايضا عدم توقع انطلاق المقاومة ضد الاحتلال.
ونحن نستعرض هذه الشهادات من المناسب ان نبرز حجم الكارثة التي لحقت بالعراقين بعد احتلال بلادهم، وبلسان من تسببوا في ذلك او الذين كانوا جزءاً من الجوقة المطبلة للحرب، فحاكم العراق السابق، بول بريمر، يقر بارتكاب أخطاء استراتيجية كبرى عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة واطاح بالرئيس صدام حسين، وقال بريمر، في مقابلة مع صحيفة 'اندبندنت' إن "الأخطاء العسكرية الاستراتيجية عرقلت وعلى نحو خطير جهوده لاحتواء المقاومة".
وخلص الى القول: إن "فشل السياسات الاميركية والبريطانية في العراق اعطى فرصة لايران لتوسيع نفوذها واستئناف برنامجها النووي دون خشية من التداعيات الخطيرة جراء شعورها بأن الولايات المتحدة كانت في حالة من الفوضى في العراق".
من جانبه اعترف هانز بليكس، رئيس فريق التفتيش الدولي عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، بعدم وجود اسلحة محظورة بالعراق، وقال: "بعد عشر سنوات من الحرب على العراق أسأل نفسي مجدداً عن أسباب حدوث هذا الخطأ الفظيع، والمخالفة الصريحة لميثاق الأمم المتحدة".. مضيفا "كان الهدف من الحرب تحويل العراق إلى قاعدة صديقة، تسمح للقوات الأمريكية بالتدخل في إيران، وقت الحاجة، ولكنها بدلاً من ذلك منحت إيران حليفاً جديداً في بغداد".
وشاركه الرأي مدير عام وكالة الطاقة الذرية الدولية محمد البرادعي بالتاكيد على خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل واصفا غزو العراق بالخطا الجسيم، في معرض تقيمه لمهمته في كتابه الموسوم/سنوات الخداع/.
وفي سياق متصل عبر وزير الخارجية الامريكية الاسبق كولن باون في وقت سابق عن ندمه وخجله عن شهادته امام مجلس الامن عشية غزو العراق التي كانت برأيه غير صحيحة واستندت الى معلومات مفبركة.
ومايعزز ماذهب اليه باولن الشهادة الاكثر اثارة في حرب العرق كانت على لسان جورج تنت رئيس الاستخبارات الامريكية في عهد بوش الابن الذي فند، في كتابه/ في قلب العاصفة/، مبررات صقور حرب العراق واعتبر غزو العراق مغامرة كلفت سمعة ومصداقية بلاده.
هذه الشهادات والاعترافات الخطيرة كشفت حماقة ادارة بوش الابن وزيف مبرراتها لغزو العراق التي استندت على معلومات مفبركة ومضللة كشفها بعض اركان ادارته، ادت الى فشل المشروع الامريكي بالعراق، ودفع ثمنها العراقيون الذين مازالوا يعانون من الكارثة التي حلت ببلادهم بعد عشر سنوات على وقوعها.
ونختم، ان شهادات واعترافات بعض صقور حرب العراق أو الذين كلفوا بالبحث عن اسلحة الدمار الشامل المزعومة لاتكفي لانها جاءت/ بعد خراب البصرة / كما يقولون، وان ماتعرض له العراق ارضا وشعبا بفعل غزوه يستدعي ملاحقة من تسبب في شن الحرب عليه والمطالبة بالتعويض وكذلك الاعتذار للعراقيين من جراء مالحق بهم من تدمير ممنهج طال المجتمع برمته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق