بسم الله الرحمن الرحيم
بيان رقم (17) صادر من مكتب سماحة الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالملك السعدي
إدانةُ جديدة للحكومة في ظلم العراقيين ونداءٌ جديد للمتظاهرين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فيقول الله تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) إبراهيم: 42. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم {الظلم ظُلُماتٌ يوم القيامة}، ويقول {إن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته}.
إنَّ أشد أنواع الظلم ما يحصل من الحُكَّام على شعوبهم ، فقد أعمى هؤلاء الحكَّامُ أبصارَهم وأصموا آذانهم عن سماع تلك النصوص الإلهية والنبوية فسمحوا لأنفسهم بظلم شعوبهم اعتقالا وقتلا وتعذيبا وتهميشا وإقصاء وإعداما وسرقة مستجيبين في ذلك لأسيادهم الذين نصبوهم وأيدوهم من خارج العراق طمعا في المناصب والأموال، متنكرين لعذاب الله وغضبه الذي سينالهم في الدنيا والآخرة، فإنَّ بأسَ الله لا يُرد عن القوم الظالمين، والتاريخ شاهد على دمار الحكام الظالمين الذين رماهم ظلمُهم في مزابل التاريخ.
إنّ حكومة بغداد اليوم تظلم العراقيين عامة، وتركز في ظلمها على شريحة معينة من الشعب العراقي بكل أنواع الظلم وتعُدُّ ذلك نوعا من أنواع العبادة والانتصار فقد استحلت دماء العراقيين واستباحت أموالهم وأعراضهم بفكرها الطائفي الذي لم يشهد له تاريخ العراق مثيلا .
وهنا نُذَّكر ببعض مآسي حكومة بغداد وما تقترفه من ظلم ضدَّ شريحة معينة من العراقيين:
- مضايقة المعتصمين الذين يريدون إعادة حقوقهم التي سلبتها منهم هذه الحكومة الطائفية؛ فقدهددت وتوعدت المتظاهرين وفتحت النارَ عليهم وهم عُزَّل مسالمون كما حصل في الفلوجة والموصل والأعظمية وغيرها من مناطق العراق؛ ولا يزال الجناة طليقين دون حساب أو عقاب.
- سارعت الحكومة العراقية الطائفية إلى إعدام عدد كبير من الأبرياء الذين حُكم عليهم ظلما بسبب المخبر السري والاعترافات المنزوعة بالتعذيب فكان إعداما سياسيا طائفيا لا قضاءً نزيها عادلا، وهذا ما أفصح به وزير عدل هذه الحكومة.
- أقصت الحكومة العراقية عددا كبيرا من الأساتذة الجامعيين عن عملهم في الجامعات العراقية بقانون الاجتثاث الجائر، وأبعدت الكفاءات العراقية عن جميع مؤسسات الدولة الإدارية والعسكرية والتعليمية؛ مما أدى ذلك إلى حرمان العراقيين من خبراتهم وأسندت الأمرَ إلى غير أهله فحلَّ بالعراق ما حلَّ من جهل وفساد وخروقات أمنية.
- نفَّذَت الحكومة العراقية تفجيرات إجراميةً في بغداد وسائر مدن العراق الأخرى، بتخطيط من خارج العراق، مستهينة بالدم العراقي، متذرعة بأن ذلك من عمل القاعدة أو من جهات أخرى تكررت أسماؤها على مسامع العراقيين الذين أصبحوا يشمئزون من هذا الطرح الهزيل والادعاء الكاذب.
- نَصَبَتْ الحكومة العراقية العداءَ لرموز أهل السنة من السياسين وغيرهم بتدبير المكايد ضدهم للنيل منهم وإقصائهم وهم من العوائل العراقية المعروفة في وطنيتها وتاريخها الحافل في الدفاع عن العراق وأهله، وما إسقاط الجنسية العراقية من الرموز الوطنية إلا تصرفٌ مشينٌ، يأتي في وقت تُمنحُ فيه الجوازات العراقية للإيرانيين الذين يتحكمون في مقدرات العراق وإدارته ويعيثون فيه فسادا.
- أصَّلت الحكومة العراقية بين العراقيين طائفية مقيتة حين أقدمت على ترك التوازن الإداري والعسكري والأمني والتعليمي وإغرقت المؤسسات العراقية بمؤيديها، ليطغى مذهبٌ واحدعلى المذاهب العراقية الأخرى؛ ولإثارة النعرات الطائفية في العراق الذي كان شعبه قبل الاحتلال متماسكا متآخيالاأحدَ يتميزعلى الآخرفي الحقوق والواجبات.
- بغض النظر عن رأيي في انتخابات مجلس المحافظات فقد أخَّرت الحكومة العراقية الانتخابات في بعض المناطق بدافع سياسي وليس بدافع أمني؛ إذ لو كان الجانبُ الأمنيً سببا صادقا لكان تأخيرالانتخابات في بغداد أولى لأنها من أشدِّ المحافظات انتكاسا أمنيا.
- نهجت الحكومة العراقية منهجَ التصفية الجسدية باغتيال العلماء والدعاة والأئمة والخطباء وشيوخ العشائر والشخصيات المؤثرة في المجتمع العراقي من أبناء السنة، بطُرق متشابهة تدل على أن المخطط لهذه الاغتيالات والمنفذ لها جهةٌ واحدة.
إننا نُدين تصرفات الحكومة العراقية بهذه الطريقة الظالمة الهوجاء، التي لا تحقق خيرا للعراقيين، وندعو جميع السياسيِّين المشاركين في هذه الحكومة أن يعودوا إلى رشدهم بتعديل سلوكهم السياسي بما يعيد للعراق عافيته وللعراقيين سعادتهم، وننصحهم بنزع ثوب الطائفية البغيضة لتسودالإخوة في الوطن الواحد وليعيش العراقيون بأمن ومحبة واستقراروكرامة، وإلا فإنَّ انصرافهم عن المشاركة السياسة أكرمُ لهم إن كانوا ينشدون الكرامة والاحترام.
وندعو العراقيين جميعا إلى الالتحاق بساحات الاعتصامات والمشاركة فيها، والثبات على الحقوق، وعدم التراجع عن الأهداف المشروعة، والصبر على قسوة الحياة كما صبر أولوا العزم من الرسل والمجاهدين، حتى يتحقق النصر على أيديكم ، ويتم انجاز الحقوق بصبركم، وقفوا خلف علمائكم المجاهدين وشيوخ عشائركم ومثقفيكم الصادقين الذين شاركوا في مظاهراتكم ليلا ونهارا ووقفوا إلى جانب حقوقكم المشروعة، ولا تلتفتوا إلى من أغواهم الشيطان وحبُّ الدنيا حين التحقوا بركب الحكومة التي ظلمتكم وأصبحوا عونا للظالم عليكم فإن الحساب قادم عاجلا أم آجلا.
وندعوكم بأن لا تسمحوا بالحديث على منصات الاعتصامات لمن يريد أن يجعلها منبرا للدعايات الانتخابية، واستفتوا علماءكم المخلصين ليرشدوكم إلى من تنتخبون، فإن العلماء صمام الأمان في شهاداتكم للمرشحين، بأن يكونوا من أهل الصدق والنزاهة والتقوى وحب الوطن.
نصرا من الله للمجاهدين الصابرين وتعسا للظالمين وأتباعهم الخائنين.
مكتب سماحة الشيخ أ.د عبد الملك عبد الرحمن السعدي
10 جمادى الاولى 1434هـ
22 آذار (مارس) 2013م
10 جمادى الاولى 1434هـ
22 آذار (مارس) 2013م
ملاحظة:
المصدر هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق