موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 21 مارس 2013

بعد عشر من السنين، ماذا سيقول هؤلاء لأنفسهم؟


خضير المرشدي
عقد من الزمن مر على احتلال وتدمير وطن بحجم ومكانة العراق، وقتل وتهجير وتفكيك شعب بعظمة شعب العراق، وقد تناولت جهات رسمية وشعبية ووسائل اعلام مختلفة هذا الحدث الجلل بالاستعراض والتحليل والتقييم والاستنتاج، حتى اطلعنا جميعا على اعترافات تقر بالخطأ التاريخي بل الكارثة التي ارتكبت من قبل الادارة الامريكية المتصهينة وحلفاءها بحق العراق وشعبه، وكانت تلك الاعترافات من قبل المخططين والمنفذين لهذه الجريمة الكبرى في التاريخ الانساني المعاصر.



لكني اريد ان اتناول هذا الموضوع من زاوية اخرى هي مشاركة بعض العراقيين في عملية الاحتلال السياسية، وماذا يجب عليهم ان يفعلوا بعد عشر سنوات من التدمير والفساد والارهاب والطائفية والقتل والاغتصاب وهتك  الاعراض، والتدهور في كل مناحي الحياة؟
ماذا يقولون لأنفسهم اؤلئك الذين ظللوا الشعب لكي ينتخبهم بحجة التصحيح من الداخل، والتصدي لمشروع الاحتلال؟ ماذا سيقولون بعد ان أصبحوا جزءا من مشروع المحتل بدلا من تصحيحه كما كانوا يدعون؟
وعليه نقول: ظهر علينا أناس دخلوا ما يسمى معترك العمل السياسي بعد الاحتلال لنقص في جاه أو بحثاً عن دور ومنصب، أو الحصول على مغنم من مغانم المحتل، بالحصول على عقود بالملايين والمليارات منذ مجئ الحاكم المدني للعراق وحتى عميلهم المجرم الإرهابي الطائفي الفاسد رئيس حكومة الاحتلال الحالي،  ونقصد هؤلاء ممن يسمون أنفسهم زعماء الوطنية العراقية او الحوار .. او الحل.. او البيضاء.. وغيرها من كتل وتجمعات مشبوهة وملغومة وفاسدة أثبتت بفعلها انها كذلك، عدا استثناءات قليلة من اعضائها، ظهروا في ظل الاحتلال وانخرطوا بحماس في مشروعه، داعمين ومؤيدين ومساهمين،  وداعين للحوار والمصالحة ولكنه حوار ومصالحة مع من؟ ومن أجل ماذا؟ ولماذا؟ وماذا سيحققون بهذا الحوار وهذه المصالحة الكاذبة؟  وماذا كان موقفهم من كذب ادعاءات حكومة الاحتلال حول المصالحة والبناء والوطنية؟ وبدلا من ان ينسحبوا من فعل شائن وخياني!! فإنهم يدعون العراقيين للانخراط في ما يسمى العملية السياسية القائمة في ظل الاحتلال والتي هي من صنعه، وجاء بها لكي يحقق مشروعه الخائب في العراق والمنطقة، بادارة وقيادة عملائه وجواسيسه وحلفاءه في المنطقة!
ان هؤلاء ممن يدعون الوطنية والحرص على العراق ومقاومته الباسلة.. انخرطوا في هذه العملية، بحجة أنهم سوف يمنعون العملاء والجواسيس من الانفراد بالقرار! وأنهم سوف يفرضون واقعا وطنيا على عملية غير وطنية جملة وتفصيلا! وأنهم سوف يجعلون من قبة البرلمان مطبخا لأفكار سوف تجعل من العراق جنة الله في الأرض! وسيصدرون القرارات التي تأمر الأمريكان وحلفائهم بالرحيل خلال 24 ساعة! وسيكتبون نصرا لامثيل له يتم تطريزه تحت قبة البرلمان المشبوه! ومن خلال أصواتهم وخطاباتهم الرنانة ولقاءاتهم الصحفية سوف يرتجف العملاء والجواسيس والخونة وأسيادهم، وتهتز شواربهم إن كانوا يحترمون الشوارب!
وتناسى هؤلاء ان ما يقومون به من فعل، قد يقود البلاد الى الضياع من خلال ما ينفذ من مشاريع أمريكية وصهيونية وفارسية! وهم يشكلون غطاءً لها، ومؤيدا وداعما لها.
هؤلاء الخائبين .. نسوا أنفسهم أو تناسوا بأن ما يقومون به من عمل إنما يصب في خدمة المحتل ومشروعه، وإضفاء نوع من الشرعية عليه خاصة وأنهم طرحوا أنفسهم كممثلين لطائفة أساسية من طوائف العراق الأبية وهي بعيدة وبريئة من فعلهم، إضافة إلى أنهم ارتضوا لأنفسهم أن يتحاوروا مع المحتل وعملاءه وجواسيسه دون أي سند أو حجة أو اقتدار، لأنهم تخلوا عن الشعب والوطن ومصالحه العليا وحقوقه ومقاومته ، وبذلك لم يبق لكلامهم معنى او محتوى .
وارتضى هؤلاء لأنفسهم بدلاً من ذلك  الجلوس كتف إلى كتف وتبادل أطراف الحديث، والقبلات بلهفة المحب، والمجاملات الفارغة مع أشخاص هم من فاقدي الشرف، والساقطين وطنيا، من حلفاء وأعوان المحتل الغاصب، والذين خانوا الوطن والشعب والمقدسات! وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن هؤلاء الأدعياء، أضاعوا الطريق الوطني، وفقدوا بوصلة المسير وانحرفت بهم الرياح بما لا يعلموا مصير وخطورة مايقومون به من عمل خطير ومنحرف وشاذ! بل انه مطلوب منهم اجباريا أن يتبنوا هذه النتائج، ويعملوا على تطبيقها والالتزام بها من خلال وزرائهم في ما يسمى الحكومة، ونوابهم في ما يسمى البرلمان!
وبعد الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة الباسلة للمحتل وعملائه وجواسيسه، والزلزال الذي أحدثته في هز كيان المحتل وبنائه وهيكله على صعيد العراق والمنطقة والعالم.. وبعد هذه  السنوات من العمل الجهادي المنظم والذي لم ينقطع منذ بدأ العدوان على العراق من قبل أميركا الباغية وحلفائها عام 1990 وحتى الان، وانخرط فيها كل من هو وطني شريف من العراقيين وبكافة توجهاتهم الوطنية والقومية والإسلامية، أمام هذا المأزق الذي وضع فيه المحتل من قبل المقاومة ورجالها الشجعان، وأمام مالحق بالمحتلين من هزيمة كبيرة.. وأمام هذا الانهيار المريع لمشاريع المحتل الغاصب وترتيباته السياسية البائسة، وحكومته الكرتونية، وبرلمانه الهزيل!
 بعد كل ذلك، بدأ هؤلاء الأدعياء وبدعم من حكام عرب واجانب بإطلاق ما يسمى مبادرة المصالحة الوطنية والحوار مع حكومة فاقدة للشرف والشرعية؟ في محاولة لتفريغ هذا الانتصار من لذته ومحتواه التاريخي، ولكي يشكلوا غطاءً لأفعال وجرائم وأكاذيب رئيس ما يسمى بالحكومة، من أن الملطخة أيديهم بدماء الأمريكان والعراقيين غير مشمولين بالمصالحة والحوار! ولا أدري أي عراقيين يقصد هذا العميل؟
طبعا من الواضح أن من يقاوم الأمريكان وعملائهم وجواسيسهم هم المعنيون بما يقول، ولكنه نسي ان الشرفاء من أبناء العراق قرروا ومنذ اللحظة الأولى للاحتلال من انه (لا حوار او لقاء او توافق او مصالحة مع قتلة الشعب وسراق ثروته وعملاء احتلاله)  وفي نفس الوقت تغافل عن ما تقوم به "فرق الموت" المدعومة من حكومته وبرعاية وتشجيع من أسياده، الأميركان والصهاينة والفرس، من قتل وتعذيب واغتصاب للعراقيين والعراقيات في سجونه حكومته وسجون الاحتلال.
أقول: أمام هذه التداعيات جميعا، وجد هؤلاء من الأدعياء وتجار الوطنية من دعاة الحوار وزعماء السياسة الجدد، أنفسهم يغردون خارج السرب، وضاعت أحلامهم وطموحاتهم، وتبخرت الوعود الممنوحة لهم بالمنصب أو الجاه، ولربما الوعد الوحيد المتحقق لهم هو حصولهم على امتيازات عقود مع شركات أميركية وحكومية معظمها وهمية وعلى حساب معاناة شعب العراق!! بل بدأت ملاحقتهم  بتهم جاهزة هي من استحقاقهم بامتياز بسبب من تواطئهم وتخاذلهم.
وأخذ قسم منهم يتصل بهذا الطرف أو ذاك.. من أجل العمل على تشكيل كيانات جديدة، بتركيبات اجتماعية وسياسية وعشائرية، متوافقة مع الرغبة للخلاص من الوضع الذي يمرون  به، خارج إطار الإيمان بأن الطريق السليم والتاريخي للخلاص هو المقاومة الباسلة بكافة أشكالها.. ابتداءً من الموقف الوطني الرافض للاحتلال ولو بالنية الصادقة وذلك اضعف الإيمان.. مرورا بالموقف والعمل السياسي المقاوم.. والعمل الفكري والثقافي والإعلامي الساند للمقاومة.. والدعم المالي الضروري لإدامة زخم المعركة ودك أركان العمالة والتجسس،  وصولا إلى البندقية وحملتها من رجال العراق الأشاوس.
لهؤلاء من زعماء الحوار والوطنية الزائفة، نقول: إن الحوار الحقيقي والمصالحة الحقيقية والوئام والتحالف، حد التوحد، يجب أن يكون بين الرافضين للاحتلال ومشروعه وعملائه وجواسيسه وعمليته السياسية وما نتج عنها من حكومة وبرلمان هزيلين ومؤسسات تمثل إرادة المحتل، وللأسف انتم جزء منها.
طريقكم المشرف هو ليس الدعوة لكتل ومحاور وأطياف تزيد الوضع المعقد تعقيدا.. وتعين المحتل وعملاءه.. وتشكل عقبة أمام العمل الجهادي والمقاوم، من خلال التشويش على عقول الناس، من أن الذي يجري هو لمصلحتهم، وإنما الطريق الذي يشرفكم ويرفع رؤوسكم عاليا، هو طريق المقاومة بكافة انواعها وكل ما يدعمها من مال وثقافة وإعلام وسياسة.. وليس الانخراط في عملية سياسية هزيلة وفاشلة وفاسدة وباطلة، والتحضير لانتخابات مزيفة معروفة نتائجها وتوجهاتها مسبقا!
إنها دعوة لكم لكي تعلنوا انسحابكم من عضوية حكومة الاحتلال وبرلمانه.. والانخراط في صفوف الداعمين للمقاومة والمساندين لها.. وبكافة فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية
دعوة للانسحاب من العملية السياسية بكافة مؤسساتها، وتصحيح موقفكم، والالتحاق بشعبكم بعد إعلان الندم والتوبة عن ما قمتم به من فعل مضلل للشعب ولانفسكم .
أنها دعوة قبل فوات الأوان، ولا زالت الفرصة سانحة أمامكم لكي تسقطوا مبررات وجود هذه الحكومة المجرمة والإرهابية.
وستندمون باصراركم على الاستمرار في أي من مواقع الخزي والعار والفساد.
وسلام على من اتبع الهدى.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..