ضياء حسن
العدوان الاميركي: متعدد المراحل والوجوه والوسائل الخبيثة ايضا!
ترى ما الذي يتقدم على الاخر في الاهمية: المطالبة بالحقوق دون حساب للزمن الذي يقتضي الاصرار على استرجاع هذه الحقوق أم المطاولة في ذلك بهدف اتعاب المقابل الذي يناور بادعاء الاستجابة للمطالب تهدئة لزخم وقفة المنادين بها ويتم ذلك جهارا نهارا في العلن,
في حين يمضي الفاسد في اجراءاته القسرية الطائفية على الناعم, ولكن بتغيير الاساليب اعتمادا على المغلف منها, بدءا من بث الفتنة بين العراقيين بتخويفهم من المعتصمين والتشكيك بنواياهم السلمية وبمشروعية مطالبهم, وصولا الى ترهيبهم بادامة التصفيات المكشوفة للمحتجين, وشراء ذمم الخارجين اساسا على الارادة العراقية التي اجمعت على اسناد مطالب الجماهير الذين يتسع التحاقهم بمواقع المعتصمين كلما اصر النظام على التسويف في الٍاستجابة للمطالب وازدادت وتائر تصفييته للمواطنين المعتصمين ومؤيديهم كما حدث ويحدث في الفلوجة والموصل وبعقوبة وسامراء وانحاء عديدة من الانبار وديالى وكركوك وصلاح الدين وبغداد وخصوصا الاعظمية وهي تخضع الى حصار دائم من قبل قوات المالكي وليد الطائفية الحقود ؟؟!
وهنا نسجل للمعتصمين اولا بجميع توجهاتهم تقديرنا لوقفتهم التي ترتقي الى وعي ايماني وطني عالي الوتيرة كسرت به ظهر البعير الطائفي الهائج وافشلت فعله الاجرامي على شعبنا المستند لما خططت له واشنطن بالتنسيق مع الصهاينة وهي تستخدم الحس الفارسي الحاقد على العراق العربي الذي سبق وكسرظهر قادتهم بفيلتهم في القادسية الاولى وكرر الحاق الهزيمة بالقوات الفارسية في القادسية الثانية التي انتهت بتجرع كبيرهم بتجرع سم الهزيمة علانية .
ومن اسباب الضفر والنجاح الذي حققه اهلنا من الانبار الى نينوى ومنها الى كركوك فصلاح الدين فديالى الى بغداد حاضنة المحبة العراقية وجذر الوصل بين جميع المحافظات الشمالية بما فيها محافظات الاقليم والوسطى والجنوبية التي تظهر كجسد واحد اذا اشتكت محافظة واحدة من ظلم تنادت الاخريات لها بالسهر والتصدي لرد هذا الظلم عنها , فما حن طائفي على عراقي قط .
وهذا ما ضمنته حالة الاصطفاف العراقي التلقائي الطوعي ليس في تسابق العراقيين في اظهار التضامن مع المعتصمين فقط , بل في رفض جميع محاولات الضغط النفسي بالتهديد او بالاغراءات الانزلاق في الوقوف في صف النظام , ويعني ذلك معاداة اهلهم , وهو ما لم يرد ولن يرد في اذهانهم ابدا .
والحقائق تذكر وتقال ويستشهد ويفخر بها تاريخيا بان مطاولة المعتصمين المقترنة بالتوحد والتنسيق الدقيق بين مواقع الاعتصام لخدمة هدف جديد اوجدته حالة نضاية مستجدة تتطلب النجاح في توفير الحماية للتوحد المتحقق وهو لا يقل في الاهمية عن تحقيق المكسب نفسه وهو قادم مما يتطلب جهدا مضاعفا بمطاولة اكبر واكثرصبرا .
وهذا ما يستلزم منا نحن معشرالعراقيين , في هذه المرحلة ونحن نواجه صفحة جديدة لعدوان اميركي لم يبارحنا لان نرص الصفوف والتناسق في المواقف الصابرة الداعمة للمعتصمين ولسلمية وقفتهم , خصوصا ونحن نعي بان المحتل خفف وجوده العسكري باخراجه من باب العراق فقط لا ليعود اليه بعسكره كما يوحي مشهد انسحاب قطعاته وطواقمها الزائدة عن حاحته مرحليا وانما هربا بها من ضربات المقاومة الوطنية العراقية ليبقى فيه بوجه اخر .
بدليل انه ابقى بموجود سفارته الذي يعد بمثابة دولة محصنة- محمية ذاتيا- بموجب نص الاتفاق الامني الستراتيجي سيئ الصيت,وموجود هذه السفارة يقاس بحجمم تكوينها البشري والحجري والاجهزة التقنية , بما فيها من حجم شخصيات دبلوماسية وخبراء ومكاتب بمختلف الاختصاصات النفطية والاقتصادية والزراعية والصناعية والتجارية والفنية والاجتماعية والطبية والاعلامية والامنيةالميدانية اضافة الى الكادر الخاص للمخابرات المركزية ((العمود الفقري للعمل الدبلوماسي الاحتلالي البديل للقوات المسفرة)) الى جانب امتدادات ارض اوسع من الاراضي التي تتشكل منها دولة الفاتيكان !!!
ولان الذي يجمع رئيس النظام الان هو الاتفاق الامني الذي اشرنا له وقد وقعه المالكي بعد ان اناط بنفسه مسؤولية بحث تفاصيله وفق الصيغة التي اقترحها المحتل بهدف :
1- ربط مصير البلاد بعجلة التبعية الاميركية , مقابل ضمان واشنطن امن النظام الطائفي , اما امن البلاد والعباد فظل مكشوفا يتلاعب فيه الارهاب , يقتل من يشاء ويفجر ما يشاء وفي الوقت الذي يحدد ويشاء!!
2- تكليف النظام الطائفي بمهمة استكمال مهمات الصفحة العدوانية الاميركية الجديدة نيابة عن واشنطن لضرب الاقتدار العراقي من جديد كلما نهض وصولا الى تحقيق هدفهما الستراتيجي المشترك الساعي الى تعطيل دور العراق قوميا , وهذا يعني الانفرادا بالامة - وحدث ذلك فعلا - بهدف تشطير المجزا من اقطارها , بحسب مشروع بناء الشرق الاوسط الجديد الذي ترقص له طهران الملالي ))بجفيتين ((وبسببه طلقت واشنطن مبكرا حليفها شاهنشاه ايران محمد رضا بهلوي ورجحت خميني بديلا عنه .
وعلى هذا نسجت فصول العدوان الحربي التدميري الاميركي وصيغت ادوار البدلاء الذين اعتمدوا مشوار واشنطن المعادي للعراقيين والعرب , وجميعنا يدرك الان جيدا بان ما حل بالوطن العربي كان نتيجة صمت العرب على ان هدم سد الدفاع عنهم وهوعراقي منهجا واقتدارا وتم بعلم وتواطؤ من انظمتهم وتلك هي المصيبة !!
واذا كان لدينا شيئا نسجله فخرا واعتزازا وسط ظروف صاخبة تذكر بالتفجيرات التدميرية التي خص بها المجرم بوش ومعاونوه العراق وشعبه الصابر , وحلت يوم امس (العشرين من اذار) مناسبتها السوداء,التي ماحملت لاهلنا العراقيين سوى انهار الدم والدمار .
اما مشاعر الفخر والاعتزاز فيخص شعبنا بها نقية مخلصة : اولا - للمقاومة الوطنية العراقية وبجميع فصائلها التي اوجعت المحتلين بضرباتها المشددة موقعة في صفوف عناصرها خسائر كبيرة بالارواح وباسلحتها التدميرية كلما ظهروا امام المقاومين وكانوا صيدا سهلا لكمائنهم مما اضطر اوباما وصاحبه بايدن لسحب معظم عسكره من العراق المرعوبين من باس المقاتلين الرافضين لوجود قوات الاحتلال الاجنبي في بلادهم حصرا , ناهيكم عن الحالات النفسية التي سادت جنود وضباط جيش العدو وهم يرون بام اعينهم سقوط غيرهم في المصيدة العراقية التي فات على قياداتهم العسكرية حساب حقيقة حجم المضموم من الاقتدار العراقي المحسوب من قبل قيادة النظام الوطني وعلى راسها الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله ليمسك براية اقتداره مراحل تالية الرفيق المناضل عزة ابراهيم حفظه الله ليواصل الوفاء بالعهد في حتى يتحقق ترحيل اخر محتل اميركي او اجنبي يرفض العراقيون وجوده على اي شبر من الارض العراقية مدنيا كان ام عسكريا , امنيا سمي ام مخابراتيا .
ثانيا – مشاعر الفخار والاعتزاز موصولة للمعتصمين الذين وجهوا صفعة تلو اخرى للطائفيين ولمن سخروهم خداما بدلاء للمحتل لاستكمال مخططهم التدميري للعراق والتصفوي للعراقيين مضاعفة للجرائم الكبرى التي يرتكبها الارهابيون ويغض الطرف عنهم المالكي ليواصلوا مسلسلهم الارهابي الذي صار يوميا ومن دون كابح.
فهنيئا لرجال مقاومتنا وقفتهم الوفية لشعبهم المترجمة بسخي التضحيات ومبروك للشعب الذي مد رجاله صانعي نصره باسباب الوثوب والتوحد الدائم وهم يواصلون مهمات دحر اعدائهم نهائيا .
ولمعتصمينا نقول مبروك لكم وبلا حسد مساركم المتسم بالصبر والتوادة وانتم تواجهون بالحكمة,ادق المواقف واكثرها احتداما واستفزازا فافشلتم مقاصد الطائفيين اللئام ومنذ الخطوة الاولى لهذا المشوار المتصل بحاضر شعبكم وهو يواجه تحديات صعبة تنعكس على طبيعة البناء المستقبلي للعراقيين فكنتم على مستوى عال من الوعي فواجهتم المخاطر بصبر مضاف بمواجهة سلمية شلت اصايع اصحاب الرتب العالية الذين امتهنوا قتل العراقيين بديلا عن حماية الوطن وضمان امن وسلامة المواطنين.
وصحيح ان سلميتكم قد دوخت الطغمة الطائفية وسفهت وفضحت تدابيرهم القسرية بعد ان اسقطت كل ما دبر لهم في ليل دامس من مكائد ملغومة سعت الى جرهم الى مواقف منفعلة واحتدامات لم ينجروا الى التورط فيها لانها لا تخدم الا مارب الشيطنة الطائفية.
واحسن المعتصمون عندما ردوا على تحركات النظام بصوت واحد كاشفين الغطاء عن نواياه اللئيمة لاختراق مواقع الاعتصام بشراء ذمم بعض من سقط عنهم الحياء فراحوا يروجون لمشاريع تلتف على وقفة المعتصمين السلمية بقصد التشويش عليها وافشلها , ومثل هذا الاسلوب مكشوف ولا يمكن لاحد تمريره وهو مرفوض بارادة مستندة الى قناعة ايمانية متمسكة باسترجاع حقوق شعب انتهكها المحتلون وتجاوز عليها الطائفيون وصمت عنها المتحاصصون المتورطون بعملية سياسية لم تخلف لشعبنا الا الجوع والتعذيب والاغتيالات باختلاف الوسائل وتنوعها , الكاتم منها والمتفجر وهو عار لا يلاحق ممارسيها حسب بل يلاحق من تخلف عن التصدي لمن تسبب بها مما شجع تلقائيا على التمادي قيها , فهل يصحو هؤلاء ويمارسوا دورا وطنيا يعتبر فرض عين يحقق انهاء انفراد الارهابيين القتلة والنظام الطائفي باهلنا العراقيين , فمتى يصحون؟ وثمة ملاحظات اجد من الضروري ان اضعها امام اهلنا المعتصمين وهم يديمون وقفتهم باسباب السلامة والمضي في مشروعهم السلمي لاسترداد حقوقهم الوطنية الطبيعية في بلد تسوده الفوضى وغاب عنه الامن وطغت
عليه اصوت الحاكم وازلامه بتوجيه تهديدات يومية تتهم المنتفضين بالطائفية واخير الاتهامات وردت على لسا ن المالكي اليوم وتضمنت توجيه اتهام للخطباء مباشرة ولرافعي الشعارات في مواقع الاعتصام بالطائفية!
فوقفتكم هذه ليست مجرد انتفاضة مطلبية وانما هي نوعية متصلة بارادة شعب يسعى للتغييرواعادة بناء وطنه على اسس جديدة تلتزم بمبادئ العدل وحقوق الانسان وتاسيس قواعد ثابتة لحكم وطني جبهوي تسوده مبادئالحرية والديمقراطية والتداول في ادارة دفة الحكم على وفق ما تفرزه صناديق الاقتراع الحر المباشر من نتائج.
ولان الوقائع المحيط بكم اكدت نجاحكم في افشال جميع محاولات النظام المريبة لاحتواء زخم انتفاضتكم وقد اسستم لها قاعدة صلدة عصية على الاخترق فصار واجبا عليكم ادامة العنانية بما تحقق من انجاز قاعدي يمكن ان تبنى عليه انجازات اضافية تعزز وقفتكم وتجعل الطريق معبدة ومتاحة امامكم للامساك بالهدف الاهم الذي يحقق استرجاع الحقوق المغيبة بحكم طائفي ظالم مما يجعل جميع ابواب العراق المغلقة بتراكمات عشر سنوات من الدم والدمار المنظم لنجعلها مفتوحة امام عودة العراق الى اهله.
مع الرجاء التوقف عن الدخول في سجالات مشحونة بالاثارة والغضب يثيرها بعض اعلاميي الفضائيات خطا مما لايخدم توجهكم المتسم بالصبر والحوار السلمي وندعو زملاءنا الاعلاميين الى الابتعاد عن الاثارة في محاورة المعتصمين رجاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق