وجهات نظر
سلام الشماع
(بيوتك لم تعد آمنة يا الهي)..
بهذه
العبارة اختتمت الكاتبة ذكرى محمد نادر تعليقها على جريمة جامع مصعب بن عمير في
ديالى التي راح ضحيتها أكثر من 70 عراقياً.
هل بقي مما
يؤمن به المسلمون شيئاً لم تكفر به هذه الميليشيات التي ترعاها حكومة الاحتلال
وتسهل لها جرائمها وتجهزها بآلات الموت وتسجل جرائمها ضد مجهول؟
أيقظت
الجريمة التي ارتكبها الطائفيون في ديالى، اليوم، وجع جريمة مسجد سارية في المنطقة
ذاتها، وأوجاع اغتيال المصلين وأئمة الجوامع ومؤذنيها وهدم المساجد، وهي كلها
جرائم ضد الإنسانية نبرأ إلى الله منها ومن مقترفيها.
لماذا
يستهدف مصلون في مسجد؟
إن استمرار
هذه الجرائم لا يعني إلا أن تغيير وجوه العملية السياسية الاحتلالية لا يعني أبداً
توقف جرائمها ضد العراقيين، وهو ما يستدعي تصاعد الفعل الثوري ضد هذه العملية
ولقطائها لا وضع شروط من فصائل في الثورة للاشتراك في هذه العملية المجرمة مقابل
انسحابها من العمل المسلح، أو الهروع إلى خيار الإقليم، لأن ذلك، وإن لن يفت في
عضد الثورة، فما زاد حنون في الإسلام خردلة ولا النصارى لهم شغل بحنون، إلا أنه
يعني قمة الخيانة لخيار الشعب، فمن غير المعقول أن تزهق أرواح عراقيين بالاغتيال
والبراميل الإيرانية المتفجرة وندير ظهورنا لها ونمضي إلى العملية السياسية
لتقويتها بدلاً من تقويضها وتخليص الوطن من شرورها.
أيها
العراقيون اعتصموا بحبل الله والثورة فلا منقذ لكم من جرائم الاحتلال ووكلائه غير
وثبة عراقية عزوم لا تبقي من آثار الاحتلال ومنتجاته ولا تذر. أما الادانة
والاستنكار والتنديد والشجب فهي سلاح العاجزين..
إلى العراقيين الشرفاء فقط
خطابي هذا
موجه إلى العراقيين الشرفاء فقط وليس معنياً به من في آذانهم وقر.
الجرائم
كلها المقترفة سواء في ديالى أو النجف أو الفلوجة أو كربلاء أو في الموصل أو
البصرة أو سواها من مدن العراق تستهدف العراقيين جميعا ومصيبة ابن ديالى هي مصيبة
العراق كله ومصيبة ابن الناصرية هي مصيبة العراق كله.
وما اقترفه
طائفيون في ديالى من جريمة مروعة، أمس، في مسجد مصعب بن عمير أصابت قلب كل عراقي
بجرح كبير وجعله أكثر ثقة من ذي قبل بأنه مستهدف لعراقيته لا لمذهبه او قوميته أو
طائفته.
والمؤسف أن
توحد هذه الجريمة الشنيعة الطائفيين من كل لون وتؤلبهم على العراقيين، فمن اقترفها
يسعى لتمزيق هذا الشعب عبر التأجيج الطائفي، ومن يدعو للثأر والانتقام من الشيعة
يسعى أيضاً إلى أن يحرض طائفياً، والقضية سياسية لا طائفية، ولكنها خلقت الظرف
المناسب للطائفيين أن تعلو أصواتهم النشاز ويدعوا للاقتتال الطائفي بين العراقيين
وكأن ما عانيناه منهم لم يكفهم بعد ولن يرتاحوا إلا إذا وجدوا هذا الشعب مباداً
بأكمله.
أيها الناس
إن من حق إيران أن تقتلكم بيد ميليشياتها لأنها عدوة وتريد تحقيق مصالحها القومية
وتنفيذ مشروعها الطائفي بهدف احتواء المنطقة كلها، فأين حقكم في الوحدة ومقاومة
هذه الريح الصفراء التي تحاول تمزيقكم، أين مشروعكم الوطني لمقاومة هذا العدوان
السافر؟
عندما نقول
إن الثورة هي الحل فلأنها تمتلك المشروع الوطني المقاوم الذي يجب أن نلتف حوله
جميعاً لإفشال الإرادة العدوة، وأول ما يجب أن نفعله لنصرة الثورة هو إخراس
الأصوات الطائفية التي يتشكل خطابها من مفردات عفنة جاءت من عصور الظلام، وعدم
مجابهة الخطاب الطائفي سيكون خيانة للوطن وللثورة.
انظروا كيف
يعلنون صراحة الانتقام من الشيعة، وبالمقابل يظهر لنا طائفي آخر يعلن الانتقام من
السنة.. وإذا جارينا الصوتين والخطابين المقيتين، فأين نبحث عن العراق، وأين نبحث
عن ديننا، فالعراق والإسلام ضاعا وسط هذا الفحيح الطائفي.
ألا لعنة
الله على كل حزب يتدثر بدثار الإسلام ويدعو إلى قتل المسلمين وإبادتهم، ولعنة الله
على كل من يتدثر بدثار الوطنية ويدعو إلى قتل العراقيين وإبادتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق