وجهات نظر
ضياء حسن
لا
استغرب بل اعترف بان من حق جميع الناس السعي لتقلد المناصب الاعلى، فالاعلى حق
طبيعي لكل مواطن يمتلك كفاءة تؤهله على شغل هذا الموقع او ذاك، وتتوفر فيه القدرة
ليقوده من نجاح الى اخر بشهادة غالبية الناس وبما يخدم مصالحها ويعزز المصلحة العامة
ولا يتناقض معها او ياتي على حسابها.
ولا نذيع سرا اذا اشرنا بان الالعن من هذا حدث ، وتمثل
بما اقدم عليه المالكي وحزبه بزج المفسدين في اجهزة الدولة بما فيها وزارة الداخلية والاجهزة
الامنية للترشح للانتخابات الاخيرة بهدف حمايتهم من الملاحقة القانونية ازاء
ما ارتكبوه من قصور في ضبط امن المواطنين وملاحقة الارهابيين وتواطؤهم من المجاميع
الميليشياوية التابعة للجماعات الدينية التي اصبحت تمارس قتل العراقيين علانية بالجملة
من دون رادع من امنيي الدولة الذين اضحوا شهودا يتفرجون على ما يجري كما تقتضي اللعبة
التي يديرها ويغذيها رئيس الوزراء،القائد العام للقوات المسلحة
الذي اختار ان ينحاز لحماية الامنيين لا حماية المواطنين
تلك هي مواصفات واخلاق من فتت الشعب وسبا الاهل وبالمال العام المنهوب اشترى بطانة
اذلال العراق وذبح اهله ..
وهذا ما وضعنا امام واقع جديد يؤكد:
أولا: انتقال هذه المجموعة المفسدة والمجرمة من الاجهزة التنفيذية
المنحازة مذهبيا الى الجهاز التشريعي مما يعزز دور صاحبها المالكي التخريبي
في السلطتين بينما حل مكانه من يمثله العبادي وان تظاهر بالمسكنة وهو يتظاهر بالسعي
لادارة ناصية الحكم باسلوب جديد ولكنه سقط من اول خطوة خطاها عندما تحدث عن توزيع الحقائب
الوزارية بنفس المنهج السابق فاكد المتوقع معلنا بانها ستوزع بحسب النسب المتحققة
للكتل في عضوية مجلس النواب اخذا بذلك ملاحظات وردت بهذا الصدد في خطبة الاربعاء
لولي الحكم الطائفي في العراق الملا مالكي .
ثانيا:
استعادة ثقة الاميركيين لادامة العلاقة معهم لان لديه الاستعداد للتمسك بالدور
المخرب للعراق في الجانب التشريعي كما فعلها عندما كان رئيسا للوزراء قبل ان يرحل ،
مع الاستعداد لتكريس حصته من الوزراء ليكونوا رهن الِاشارة لتقديم اي خدمات مطلوبة
، لعله يستعيد مراهنة بايدن عليه كما فعلها مع وزير الخارجية الايراني ظريف في محاولة
لاستمالة ظرفه المليء خبثا في محاولة لارضاء اسياده في طهران ويطمئنهم بانه
ومجموعته جاهزون لتقديم الخدمات لنظام الملالي مبلغا المسؤول الايراني بانه يمسك
وحده بثلث اعضاء مجلس النواب مما يعطيه الفرصة ليلعب دورا مؤثرا في ان ياتي تشريع القوانين
المحدثة بحيث يضمن منع ادخال اي تغييرات عليها كما الحال لقانون المساءلة والعدالة
وغيرها من القوانين التى شرعها بريمر وجوقة الطائفيين، علما ان عدد عناصر الميليشيات
الطائفية قد ازداد في عضوية مجلس النواب مؤخرا خصوصا نوعية الاشخاص.
ثالثا:
ادخل الامركيون تغييرا في عمليتهم السياسية فعلا ولكن بما يصب في خدمة انضاج
مخططهم الي يسهم عملاؤه بتنفيذهم والرامي الى توسيع الفوض في المجتمع العراقي
بتصعيد العمليات الارهابية ومثلها الميليشياوية لجر الناس الى الاحتراب الطائفي الذي
يصفق له ويعمل عليه اعداء العراق ،حتى وان اضطروا لفرضه بالضغط وعنوة بعد ان ثبت
لهم بكل الدلائل بان شعب العراق عصي عليهم ولن ينجر الى ما يريدون لان فيه هلاك البلاد
على الرغم من اغراءات الفدرالية الناعمة التي اشاراليها بايدن قبل ايام في مقال
حمل اسمه نشرته الوشنطن بوست وهي مقدمة لمعاودة التبشير بتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم
احدهم كردي وهو موجود سلفا والثاني عربي شيعي مسيطر عليه من الاحزاب الدينية التي
ولدت في طهران بمباركة من العم سام والثالث يكون من حصة الاميركيين لانه يحيط بالعاصمة
الاتحادية بغداد فان ادارته ستعطى للسنة المغازلين لواشنطن الذين يسمون بالمعتدلين
!! ولن تبقى بغداد وحيدة بل ستكون عاصمة فدرالية تضم الحكومة الاتحادية بمجلس وزرائها
والوزارات ومجلس النواب وغيرها من المؤسسات الاتحادية بمختلف تخصصاتها المدنية والنفطية
والامنية والعسكرية.
ولتوقع
الادارة الاميركية بان الوضع الجديد يحتاج الى شخصيات جديدة تحل مكان السابقين من
بين المتوفرحاليا ليتولوا ثلاثة مواقع مركزية فوقع اختيارهم على فؤاد معصوم _ممث الكرد_
لرئاسة الجمهورية وسليم الجبوري_السني_لرئاسة مجلس النواب وحيدرالعبادي _الشيعي_
رئيسا لمجلس الوزرء_الشيعي_وقد بادر بايدن لتهنئتهم وعبر لهم عن ارياحه لما يبذونه
من جهد معزز للعملية السياسية التي لم تسبب للعراقيين سوى الكوارث ويبدو ان
ذلك هو ما يريحه ويسعى اليه لانه يتوافق مع مشروعه الذي خاض الانتخابات مع الرئيس اوباما
لتحقيقه بادعاء يقول ان لا حل لازمة العراق الا بقيام نظام فدرالي فعال بثلاثة اقاليم
ووعد بان اميركا مستعدة لتوفير الدعم من اجل انجاح هذا النموج الذي لطالما دعا العراق
للخذ به وهي دعوة مريبة تدعوالعراقيين للتنكر لجذرهم العربي وهذا مستحيل القبول به
في القناعة الوطنية والقومية لاهل العراق، فهل يدرك ذلك الاميركيون ويكفوا عن محاولتهم
هذه التي لا تجديهم نفعا ابدا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق