وجهات نظر
سلام الشماع
(الخطر يحدق بالثورة العراقية)، و(انشقاقات تعصف
بوحدة الثوار)، و(داعش تجرد جيش الطريقة النقشبندية من السلاح)، و(الدولة
الاسلامية تجرد ثوار العشائر في الكرمة من سلاحهم).. و.. و.. و..
وماذا بعد؟!
وكيف ستحقق
الثورة ما تريد وهي تعيش هذه المآزق التي واحد منها كفيل بإفشالها وإنهائها؟!
لكن أياً
من تلك العناوين لا يمكنه التأثير قيد شعرة على إيمان المؤمنين بثورتهم وقوتها
وقدرتها على الوصول إلى أهدافها.. والثورة عندما انطلقت التزمت بوصية الرئيس
الراحل صدام حسين التي تقول (لا تستفز اَلأَفْعَى قبل
أن تبيِّت النية والقدرة على قطع رأسها.. ولن يفيدك القول إِنَّك لم تَبْتَدِئ إن
هي فاجأتك بالهجوم عليك، وأعد لكل حال ما يستوجب وتوكل على الله).
ثورة
العراقيين حسبت لكل شيء حسابه وعرفت أنها تقابل دولة الاحتلال بما تملك من علاقات
دولية وتأثير على دول العالم، وتوقعت أن يكون بين من ثار، معها، من تغريه المناصب
والسلطة فيتساقط قبل وصولها إلى أهدافها، ويتركها ويهرع إلى ما أغراه، كمثل الحزب
الإسلامي، الذي لا يهمه العراق بقدر ما تهمه العظمة التي ترميها إليه حكومة
الاحتلال، كما عرفت أنها ستواجه بحملات شيطنة عالمية، ولكنها اتكلت على الله
وتحزمت بإرادة شعبها وانطلقت وحققت انتصارات في أيام وأسابيع لم تستطع أكبر ثورات
العالم تحقيقها في شهور وسنين، وهي مازالت تمتلك مفاجآت مذهلة ستدوخ بها العدو
وستصل إلى أهدافها بتحرير العراق كله، وتخليص شعبه من وكلاء الاحتلال الباطشين.
من أراد
للثورة أن تنتصر فليؤمن بحتمية انتصارها وليفهم مقاصدها ويعرف هويتها ويواجه حملات
التشهير بها بعقل واع وإدراك عراقي. أما الجاعلين أحد أرجلهم مع الثورة والأخرى مع
حكومة الاحتلال فلن يضيروا الثورة شيئاً، وليفهم الجميع أن هذه الثورة هي الابنة
الشرعية للمقاومة العراقية التي دوخت أعظم دول الأرض وأقواها تسليحا وإعلاماً
وتأثيراً، وهي لم تكن تمتلك من الأسلحة إلا أبسطها، فكيف وهي تمتلك، اليوم، جميع
ما خزنه المحتل من سلاح وما زود به وكلاءه، ومن آيات نبل رجال هذه الثورة أنهم
يقدمون دماءهم رخيصة ولا يريدون من أحد جزاء ولا شكورا اللهم إلا مرضاة الله
والعراق.
أما من
يصرح بأن هذه الثورة تتقهقر وأن (الخطر يحدق بها)، وأن (الانشقاقات تعصف بوحدة
ثوارها)، وأن (داعش تجرد جيوشها وثوارها من السلاح)، فنسأله: إذا كانت حال الثورة
ما تصف فكيف تتقهقر أمامها قوات حكومة الاحتلال وميليشياتها وعصاباتها وتعجز، على
الرغم من الإرهاب باستعمال البراميل المتفجرة والقصف المتواصل وقتل الناس في مساجد
الله أو بالتفجيرات وكواتم الصوت، من استعادة شبر واحد أمسكه الثوار؟
أيها
العراقيون اطمئنوا على ثورتكم ولا تقلقوا، بل لا تقلقنكم أكاذيب أعدائها، فهي
منتصرة شاء من شاء وأبى من أبى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق