وجهات نظر
حازم حسني البياتي
في وقت مبكر من صبيحة يوم الخميس 24 تموز 2014 المصادف
السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك 1435 خرجت من معسكر التاجي شمال بغداد حافلة
تقل عدداً من الاشخاص الموقوفين الملقى القبض عليهم من قبل السلطات الامنية بتهم
مختلفة، متجهة الى جهة مجهولة لم يكشف عنها.
وبعد ان غادرت الحافلة بركابها المعسكر باتجاه بغداد
انفجرت عبوة صغيرة على الطريق فاضطرت الحافلة الى التوقف، في هذه اللحظة هجم عدد
من أفراد ميليشيا عصائب أهل الحق المسلحين ببنادق كلاشينكوف على الحافلة وفتحوا النار بكثافة على الركاب
من دون تمييز، ثم غادروا المكان بعد ان تأكدوا من مقتل جميع من كانوا في الحافلة
من الموقوفين من دون ان يعترضهم احد.
كانت حصيلة المجزرة مقتل اكثر من 60 شخصاً كلهم من
الموقوفين وليس بينهم احد من الشرطة او الحراس، ثم قيل ان عدد من الشرطة جرحوا.
اين كان هؤلاء الذين تم حشرهم في الحافلة؟ والى اين كانت
وجهتهم؟ من الذي امر بنقلهم بالحافلة فجراً من داخل المعسكر وتم وضعهم على الطرق
العام؟ كيف وصل الى العصابة خبر تنقل الحافلة بحمولتها البشرية من معسكر التاجي
على طريق بغداد العام؟ كيف تم التمييز بين
الحرس والمعتقلين بحيث لم يقتل اي شرطي؟ لماذا وقع الاختيار على يوم الخميس وهو
نهاية الاسبوع لنقل هذا العدد من الموقوفين من مكان الى آخر؟
هكذا انتهت اخبار هذه المجزرة وسجل الحادث ضد مجهول، كما
حدث في مجازر سجون ومعتقلات تلعفر وبهرز والحلة وراوة وغيرها، وطويت صفحاتها ولم
يعلن حتى عن العدد الحقيقي لكل مجزرة وظلت نتائج التحقيق_ ان حصل_ مجهولة تماماً
مثلما حدث منذ اكثر من 11 عاماً، عندما بدأت مجزرة العلماء والاكاديميين والاطباء
والمثقفين التي ما زالت مستمرة حتى الآن.
ذكرت منظمة هيومان رايت وتش وهي منظمة دولية مهمتها
متابعة خروقات حقوق الانسان حول العالم ان (الحكومة العراقية قتلت اكثر من 255
موقوفاً ومعتقلاً من المسلمين السنة للفترة من 9 لغاية 21 حزيران الماضي اي خلال
13 يوماً فقط ، ووصفت هذا العمل بانه مذبحة وطالبت باجراء تحقيق دولي) وقد رد ناطق
حكومي على تصريح المنظمة قائلاً (ان هذه المنظمة تعمل على التفريق بين السنة
والشيعة)... الى اي مدى يمكن ان
يصل السفه الحكومي؟!
ان قتل الموقوفين والمعتقلين بالمداهمات العشوائية التي يدعو
لها رئيس الوزراء الارهابي ليست جرائم عادية، بل هي جرائم منظمة مخطط لها مسبقاً
وتم تهيئة وسائل تنفيذها ونجاحها بدقة، فلو نظرنا الى الجريمة التي نحن بصددها
لجلب انتباهنا أنها نفذت يوم الاجتماع المثير للجدل لمجلس النواب لاختيار رئيس للجمهورية والذي
ترشح له اكثر من 100 مرشح، ممن هب ودب ومعهم ممن هبت ودبت، علماً انه مخصص للمكون
الكردي الذي عجز عن اختيار مرشح واحد فانكشف تشرذمه، وبينما كانت انظار الناس من
كرد وعرب متجهة الى البرلمان الذي يتحول الى سيرك عندما يجتمع لاتخاذ قرار مهم وتتحول
المناقشات فيه الى مسلسلة كوميدية تافهة، وقعت الجريمة وقتل اكثر من 60 شاب عراقي
بدم بارد .
هذه دعوة مخلصة لكل عراقي وطني شريف وغيور لتسجيل تاريخ
يوم (الخميس 24 تموز 2014 المصادف 26 رمضان 1435) يوم ام المجازر في ليلة القدر، لغرض
إحياء ذكراها سنوياً تخليداً للشهداء الذين قتلتهم ميليشيا عصائب أهل الحق
الحكومية بدم بارد بعلم الحكومة وبإشرافها.
يجب ان لا يمر هذا اليوم سدى، كما مر يوم اغتصاب وحرق (شهيدة
الطفولة العالمية عبير الجنابي) وعائلتها، فاصبحت هذه الجريمة النكراء التي يندى
لها جبين الانسانية نسياً منسياً لأسباب معروفة.
تباً لكم يا من لطختم اياديكم النجسة بدم الشهداء الطاهر
في ليلة القدر؟
بسم الله الرحمن الرحيم (لقد
ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا
يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون (179 الاعراف
صدق الله العظيم
هذه هي مصيبتنا ....
هناك تعليق واحد:
ان تاريخ العراق منذ الغزو الامريكي وحتى تحرير العراق نهائيا من الاحتلال واذنابه هو تاريخ مؤرخ للمجازر الجماعية والفردية بحق شعب العراق العظيم
يا لها من حقبة تاريخية دموية مظلمة مرت على العراق لم يشهد تاريخه مثيلا لها !!!!!!
إرسال تعليق