وجهات نظر
علي الكاش
قال
الشاعر العربي:
وفي الصمت ستر للعيي وإنما صحيفة
لب المرء أن يتكلما
المراقب
للشأن العراقي لا يستغرب مطلقا الجرائم التي ارتكبتها حكومة المالكي والميليشيات
المنضوية تحت اجنحتها المتكسرة كعصائب أهل الحق وجيش المختار وجيش المهدي وفيلق
بدر واخيرا قوات الحشد الطائفي التي يشرف عليها ابن المرجع السيستاني ووزير النقل
الإرهابي هادي العامري، وبقية القوى التابعة لولي الظلام القابع في طهران ونائبه
شيطان النجف.
وان
كان البعض لا يشير بصراحة الى الإرهابيين بالإسم ولا للضحايا ايضا فأننا سنكون
أجرأ منهم ونقول بصراحة ان القوات الإرهابية التي قتلت المصلين هم من عصائب اهل
الباطل وفيلق السيستاني الذي يسمى بالحشد الشعبي، وهذا الكلام مصدره الجرحى وذوي
الضحايا، والمشرف على العملية هو هادي العامري وقيس الخزعلي، ولتذهب لجان التحقيق لوزارة
الداخلية والبرلمان الى الجحيم من الأوراق التحقيقية لأننا نعرف النتيجة سلفا،
ولنا في مجزرة الزركة والحويجة والفلوجة والموصل وقصف مقر الصرخي ومأساة سنجار وغيرها
أسوة غير حسنة.
إقرأ أول تعليق نقله تلفزيون "العراقية"
الحكومي بعد يوم من المجزرة وقبل ان تنتهي التحقيقات، هذا إذا كانت فعلا تحقيقات قد
بدأت "أنّ حادثة جامع مصعب بن عمير في ديالى ارتكبتها مجموعة إرهابية وليس
مليشيات"! وستعرف نتيجة التحقيق فورا! كالعادة ستعلق القضية على شماعة البعث
والتكفيريين وداعش.
اللجان
تقتل القضية إذا لم تُميّعها، فعملية تشكيل اللجنة وتسمية اعضائها واصدار امر
تشكيلها وتحديد جدول اعمالها، وعدد الجلسات وغيرها من الإجراءات الروتينية تستلزم
المزيد من الوقت وتضيع ملامح القضية وتخفت الأضواء حولها وسرعان وتنتهي الملفات بنومة
هادئة في الأدراج المغبرة لتكون وجبة دسمة للعث والنمل الأبيض ويتناساها الناس.
ثم
عن أي لجان يتحدث المرء في العراق، مئات الألوف من القتلة والجرائم والتفجيرات
الإرهابية، انتهت اعمال اللجان بتسجيلها ضد مجهول، المجهول الذي يعرفه الجميع ما
عدا اعضاء اللجان! أين لجان الماضي واين نتائج أعمالها؟ إنه الضحك على شعب جعل من
نفسه مسخرة لحكامه ومستأنسا الحالة.
ثم
من هم اعضاء اللجنة الأمنية في البرلمان؟
أليسوا
من الأحزاب الحاكمة نفسها؟
أليس
المجرم الإرهابي حاكم الزاملي الذي قتل الألوف من أهل السنة إبان الحرب الأهلية
مسؤولا في اللجنة الأمنية؟ وحاليا مشرف على سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر؟
أليس
هادي العامري بيدق خامنئي وزعيم فيلق بدر الإرهابي والذي يترأس حاليا مجموعة
برلمانية، هو الذي يقود العمليات الإرهابية في محافظة ديالى؟
في
أي دستور أو عرف يترك الوزير وزارته (وزارة النقل) ليشرف على عمليات مسلحة؟! صحيح
ان الوزير رجع الى أصله القذر كضابط في الحرس الثوري الإيراني، لكن هذا المأفون
نائب في مجلس النواب الحالي، فهل سيجرؤ رئيس مجلس النواب على إستدعائه للمحاسبة،
او رفع الحصانة عنه ليمثل أمام قضاء مدحت المحمود؟ بل هل يجرؤ مجلس النواب على وضع
الهجوم الإرهابي الأخير على جدول أعمالة كما فعل حول مسألة قاعدة سبياكر؟!
حتى
الذين يسمون أنفسهم بممثلي السنة ممن جمَّدوا مباحثاتهم لتشكيل الوزارة الجديدة
بسبب العملية الإرهابية الأخيرة في ديالى لا يؤتمن جانبهم، وقد خبرناهم في الفلوجة
والموصل والحويجة وغيرها، والتجربة خير برهان، انهم كالبالون يستقطبون مشاعر أهل
السنة بصورة إنتهازية، وسرعان ما يرجعون الى حجومهم الرسمية المتقزمة.
المالكي
لعبها بذكاء هو والعامري والخزعلي لسحب بساط تشكيل الوزارة الجديدة من تحت منافسه
العبادي، وتم له ما أراد، طالما يلعب في الساحة مع عميان.
السيستاني
يتحمل جزء كبير من هذه المذبحة عندما دفع بالمجرمين والمرتزقة والعاطلين والأطفال
لينتقموا من أهل السنة، سيما بعد الإنكسارات العسكرية في قواطع العمليات كافة.
السيستاني
أعرف من غيره لماذا أطلق الجهاد الكفائي، الذي خالف فيه فتاوى أئمته التي لا تسمح
بالجهاد إلا بعد ظهور راية المهدي. هو أعرف بأن إنتصار الثوار يعني إنتهاء وجوده وبقية
الاصنام، ونضوب مصادر الثروة والمليارات التي يحولها الى لندن، مصنع الآيات
والحجج.
وأهم
من هذا وذاك (الأئمة) المزعومين، الذين حرَّضوا أتباعهم على سفك دماء أهل السنة وإنتهاك أعراضهم
وسلب ممتلكاتهم.
ثقافة
القتل أول من صاغها أولئك (الأئمة) وهم يتحملون جزءاً كبيراً من دماء الأبرياء، صدق فولتير
بقوله "من أصعب الأشياء ان تحرر السذج من الأغلال
التي يبجلونها".
هاك
بعض من الفتاوى والأحاديث التي تزخر بها كتبهم وستفهم العلة على حقيقتها دون مجاملة
ومواربة! إقرأ التالي لتفهم من أين جاءت ثقافة القتل والتدمير. هذه هي البذور التي
زرعها الأئمة في عقول أتباعهم ووجدت لها أرضية خصبة مفعمة بالجهل ومسمدة بالتخلف،
مع نزعة ذاتية في الإنتقام.
يذكر
نعمة الله الجزائري عن أهل السنة "جواز قتلهم واستباحة أموالهم، قد عرفت أن
أكثر الأصحاب ذكروا
للناصبي
ذلك المعنى الخاص في باب الطهارة والنجاسات وحكمه عندهم كالكافر الحربي في أكثر الأحكام، وأما على ما
ذكرناه له من التفسير فيكون
الحكم
شاملا". (الأنوار النعمانية2/279). وروى الشيخ الصدوق عن داود بن فرقد قال:
قلت لأبي عبدالله عليه السلام ما تقول في الناصب؟ قال: حلال الدم لكني أتقي عليك،
فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل .قلت: فما ترى في ماله؟ قال: خذه ما قدرت". (وسائل
الشيعة 18/463). وعن حفص بن البختري عن أبي عبدالله عليه السلام قال "خذ مال
الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس" . (جامع الأحاديث الشيعة 8/352).
وهذا مرجعهم الشيخ المفيد يفيدهم بهذه الفتوى الإرهابية "اتفقت
الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار، وأنّ على الإمام أن
يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة
لهم وإقامة البينات عليهم، فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب، وإلا قتلهم
لردتهم عن الإيمان، وأن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار". (أوائل المقالات/51).
لاحظ العبارة (إتفق الإمامية) ليس
الأمر فردي إنما إتفاق!
ويذكر الشيخ الصادق الموسوي معلقاً على رواية منسوبة للسجاد "إن
الإمام السجاد يجيز كل تصرف بحق
أهل البدع، من قبيل البراءة منهم وسبِّهم وترويج شائعات السوء بحقهم والوقيعة والمباهتة، كل ذلك حتى لا
يطمعوا في الفساد في الإسلام وفي بلاد المسلمين وحتى يحذرهم الناس لكثرة ما يرون وما
سمعون من كلام السوء عنهم هكذا
يتصرف أئمة الإسلام لإزالة أهل الكفر والظلم والبدع فليتعلم المسلمون من قادتهم وليسيروا على منهجهم".
(نهج الإنتصار/152). يذكر خميني المقبور "غيرنا ليسوا
بإخواننا وان كانوا مسلمين، فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر
في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة
فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم".
(المكاسب المحرمة1/251)
حتى
الرُضَّع أباحوا قتلهم، عن الهمداني عن علي عن أبيه عن الهروي قال "قلت لأبي
الحسن الرضا
(ع) يا ابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق (ع) أنه قال إذا خرج القائم
قتل ذراري قتلة الحسين (ع) بفعال آبائها؟ فقال (ع) هو كذلك. فقلت: وقول الله عز و جل ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرى ما معناه؟ قال (ع): صدق الله في جميع أقواله ولكن ذراري قتلة الحسين يرضون
بفعال آبائهم ويفتخرون بها ومن رضي شيئا كان كمن أتاه ولو أن رجلا قتل بالمشرق
فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عزوجل شريك القاتل وإنما يقتلهم
القائم (ع) إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم". (بحار
الأنوار45/295). وهذا شاعرهم السيد حيدر الحلي يقول في قصيدته التي يغنيها الرادود
باسم الكربلائي: واستأصلي حتى الرضيع لآل حرب والرضيعة.
ومن
يظن أن الأمر مقصور على بني أمية والنواصب فهو على وهم كبير، هاك ما يقوله مرجعهم حسين بن
الشيخ آل عصفور الدرازي البحراني "بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم
سنيا". (المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية/147).
وعندما
تحاججهم بأن الأئمة أطهار، ولا يمكن أن تصدر عنهم دعاوي لقتل المسلمين وهناك
أحاديث تحث على الأخوة والتسامح والعفو والمودة! يبررون أحاديث أئمتهم بالتقية!
يذكر مرجعهم حسين الدرازي البحراني "أن الأخبار الناهية عن القتل
وأخذ الأموال منهم (أهل السنة) إنما صدرت تقية، أو مناً كما فعل
علي عليه السلام بأهل البصرة ."
هذه هي الحقيقة بلا رتوش ولا مجاملات، وليرتقي أصحاب كلمة (مكون
واحد) و (ميليشيا مجهولة) بمستوى الأمانة الملقاة على عاتقهم أو يسدوا أفواههم.
عندما تجري عمليات إرهابية ضد (المكون الشيعي) توجه أصابع الإتهام مباشرة إلى داعش
وغيرها، ويحملون المسؤولية لزعماء أهل السنة وجهاً بوجه! فلماذا لا توجه أصابع
الإتهام بنفس طريقتهم الى الجهات الإرهابية؟ هل هو الخوف أم خجل الغواني؟
ولماذا يتعامل ثوار العشائر وبقية الفصائل الجهادية مع قوات
الحشد الطائفي وعناصر الميليشيات على أساس أنهم أسرى حرب؟
لا يجوز أن تطلق عليهم كلمة "أسرى". الأسرى هم من
قوات الجيش والشرطة فقط، أما البقية فهم مرتزقة يحاربون بالأجر، وليس حبا باليسستاني،
ولو قُطع عنهم الأجر لإنسحبوا كجزر البحر.
لله
درُّك يا عامر بن شراحيل الشعبي وأنت تقول "تعايش الناس بالدين زمناً طويلا
حتى ذهب الدين، ثم تعايشوا بالمروءة زمناً طويلا حتى ذهبت المروءة، ثم تعايشوا
بالحياء زمناً طويلا حتى ذهب الحياء، ثم تعايشوا بالرغبة والرهبة، وسيأتي بعد ذلك
ما هو أشد منه".
نعم سيأتي يوم أشد منه طالما هناك من لا يضع النقاط على الحروف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق