موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

كثر الحديث عن الدستور، وعلى من تقرأ دستورك يا بريمر؟

وجهات نظر
عبد الكاظم العبودي
فعلا يصح القول والمثل العربي في حالة العملية السياسية الجارية في العراق"المندبة كبيرة والميت فار"، خصوصا عندما تكرر ببغاوات العملية السياسية الحديث عن الدستور وفقرات الدستور وما جاء بالدستور وما شابع ذلك من الرطانات البالية.

نوري المالكي المجنون هياما هذه الايام بالدستور، صار رب الديمقراطية فجأة، وبعد صحوته الديمقراطية، بات بين يوم وليلة حامي حمى الدستور، وعلى شاكلته هم كثيرون، وانهم والله من المنافقين فعلاً، لانهم يعرفون جميعا ان العراق لا يملك دستورا ولا قانونا ولا "دولة قانون" ولا بطيخ، وكل ما في الامر أن الزناة إجتمعوا في ليلة مظلمة بعد 2003 فكتبوا عهودا ومواثيق رجال المافيات للتقاسم والتحاصص بينهم، فحذفوا أولا إسم العراق من خارطة العالم الحر، ثم اجتثوا أحرار شعبه، واغتالوا نخبته العلمية والسياسية، وطاردوا ضباط جيشه اغتيالا وسجنا وتشريدا، والأكثر من كل ذلك تنكروا لانتماء العراق والعراقيين الوطني والقومي.
لهذا لا يمكن ان يقترن اسم الدستور بالعراق ابداً.
ما اضحكني اليوم ان نوري المالكي الذي لم يقرأ دستوره هذا يوما، صار يعيد علينا بكل الهوس والهستيريا التي أصابته كلمة "دستور"، وفي هذين اليومين سمعناه يكررها لعشرات المرات، ويهدد باستعمال الدستور لمحاكمة رئيسه الجديد، سبحان الله ان يعترف باللقيط الدستوري اليوم أكثر من أبن رغم ان الزاني الاكبر معروف بشخص بوش وعصابة الاحتلال الامريكي والايراني.
المفارقة والجميل هنا : ان الادارة الامريكية وعلى لسان ممثليها جميعا انضموا الى جوق المنافقين والمُسَّبحين بحمد جلالة الدستور، لذا فانهم سارعوا فَذَّكروا المالكي بالانضباط أمام "الدستور" وذكروه ايضا ان " حامي الدستور" الجديد صار الإمام الثالث عشر المعصوم بإذن الأمريكيين فؤاد الأول، وان المالكي وغيره من رهط العملية الطائفية قد مزقوا صفائح الدستور بكل أعمالهم الخسيسة وفسادهم الذي أزكم انوف الاحتلاليين بواشنطن وطهران، فلا يحق للمالكي وتحالفه وكتلته الحديث عن "دستور" تم تمزيقه أمام شهوات السلطة والمال والفساد الإداري والمالي، لهذا لا بد من التذكير لهم جميعا بأنه لا وجود لشئ اسمه "دستور" في العراق.

رحم الله شاعر العراق الخالد معروف الرصافي القائل بهذا الصدد قبل 80 عاما:

أنا بالحكومة والسياسة أعرف
أالام في تفنيدها واعنَّف
علم ودستور ومجلس امة
كلٌ عن المعنى الصحيح مُحرَّف
كلماتُ ليس لنا سوى ألفاظها
اما معانيها فليست تُعرف
من يقرأ الدستور يعرف انه
وفقا لصك الانتداب مُصَّنف

فعلا هو دستور بريمر وخليل زادة ونيغروبونتي وقاسم سليماني واوباما وكيري وغيرهم .... أما ذيول "العملية السياسية" فليس لهم سوى لحس الموس والحذاء الأمريكي وقبول الفرمانات الصفوية التي تصلهم طلباً بالانصياع التام لما يُملى عليهم خارجياً.
شعبنا مسح الدستور بأيدي الثوار وخطى أبطال المقاومة المتجهة لتحرير بغداد ولكتابة دستور الشعب العراقي ناصع الصفحات، مرفوع الهامة.

وان غداً لناظره قريب

هناك تعليق واحد:

عدنان الأحمدي يقول...

تعقيباً لقصيدة الرصافي الخالدة هبط علي هذا البيت

في عُرْفِ دستورِالشواذِ فُكاهةٌ ومهازلٌ كبرى وما ﻻ يُشَرِّفُ

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..