موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 8 أغسطس 2014

عندما تنزف الأمة لا معنى لأي عيد

وجهات نظر
مثنى عبدالله
ها هي خارطة الامة مضرجة بالدماء، واكبر شريان دم نازف فيها في غزة، حتى اللحظة مازالت مئات الاجساد مطحونة تحت الانقاذ، لا تبحث عن فرحة عيد، كما هم اقرانها بل عمن يواريها الثرى، بينما عيون المحبين ترقب هذه اللحظة بصبر نادر، عل وقف القصف للحظات يسعفهم في فعل ذلك.

لقد بات عيدهم هو ان يسرقوا لحظة واحدة في ظل القصف، كي يلقوا النظرة الاخيرة على الوالد او الولد او الام او الاخت، او بقية الأحبة. قصف وتهدئة، مناورات ومفاوضات فوق الطاولة وتحت الطاولة، بين خيوط هذه اللعبة ضاعت ارواح مئات الالاف من شعبنا في فلسطين. ما الذي يجبر المرء على ان يحفر بيديه واسنانه نفقا من غزة حتى مصر، كي يحصل على قطعة خبز او علبة دواء؟ ونقول نحن أمة! عجبا للدماء حين تصير ماء وتسود تجارة بيع الاخ والاخت في سوق المناكفات السياسية، حتى يساوي البعض بين الاخ والعدو فيطلب من اخيه التهدئة او يلقي بالذنب عليه، كي لا يغيض هذا الطرف الاجنبي او ذاك. أحصوا مبادرات النظام الرسمي العربي العلنية فقط وليست السرية، المتوددة لاسرائيل منذ عام 1967 وحتى اليوم، ستجدون ان ما أنفق عليها من جهود وأموال تكفي لتحرير فلسطين من البحر الى النهر، وانها لا تساوي ربع المبالغ المالية التي تبرعوا بها الى اهلنا فيها. انهم لا يجرأون حتى على طرد سفراء اسرائيل من عمان والقاهرة، فكيف تريدون منهم موقفا مشرفا من القضية؟ 
اللعبة اليوم هي ألا ينتصر اهلنا في غزة، لان حركة المقاومة فيها محسوبة على طرف سياسي لا يريدون ان يصنع نصرا. اذن ليذبح بيد عدو لئيم أفضل مئة مرة من ان تنتصر المقاومة، وعندما ذهبت المقاومة في غزة قبل سنوات الى إيران، قامت الدنيا ولم تقعد بحجة ان القضية عربية. انهم لا يريدون ان يرحموا اهلنا في غزة، ولا يريدونهم ان يذهبوا الى غيرهم. هم يريدون منهم ان يبقوا تحت حصارهم وحصار اسرائيل ايضا.. هم يريدون اليوم ان يولد الحل من مصر وليس غيرها، كي يقال بأن الدور المصري عاد من جديد الى الساحة، ومصر لديها عقدة الهوية السياسية المشتركة بين مقاومي غزة والنظام السياسي المصري السابق. هي تريد ان يبقى الحل ترقيعيا، كما حصل في مرات سابقة في زمن حسني مبارك، تهدئة مع بقاء الحصار والجوع والانتهاك اليومي للكرامة الفلسطينية.. انهم لا يريدون ان يعيد الفلسطينيون قضيتهم الى الواجهة السياسية الدولية باذرع المقاومة، لانهم يعتقدون بأن بروز المقاومة الى الواجهة السياسية يأكل من دورهم، لذلك يحاولون بشتى السبل إضفاء طابع الارهاب على كل فعل شعبي يهدف الى نيل الحقوق.
ان التعامل بهذا الجهل السياسي سوف يقود الاخرين من الاطراف الاقليمية الى المتاجرة بالقضية الفلسطينية، واستخدامها رافعة لمشاريعهم السياسية وطموحاتهم القومية، التي تتناقض تماما مع أهداف الامة العربية.
انظروا الى المسؤولين الايرانيين واذرعهم السياسية والعسكرية في المنطقة العربية، تجدون ان كل صاروخ تطلقه المقاومة على اسرائيل يحسبونه نصرا لهم، وكل موقف تسجله المقاومة يرفعونه لافتة لهم، وهذه كلها ليست خالصة لوجه الله، لان في السياسة لا توجد نوايا حسنة، بل توجد استثمارات سياسية، وما يوجد على الارض، سواء في غزة او في غيرها من الاراضي العربية، من احباط شعبي من سياسات الزعامات العربية، ومن تهاون في المطالبة بالحقوق العربية، ومن سياسات فاشلة ذات كلف سياسية عالية، كلها فرص سياسية كبرى تجعل الدول الاخرى في الاقليم أو خارجه تتكالب عليها لاستثمارها ضد الامة. فهل محق ذلك الذي يلوم المضطر الى التحالف مع الشيطان، حينما يغلق الاشقاء ابوابهم في وجهه؟ بل ويتآمرون عليه كي لا ينتصر في قضيته؟
هل التبرعات العربية لاهل غزة هي اقصى غاية الجود العربي؟ اننا لا نرى فيها ذرة شهامة، لأن الدماء هناك تجري انهارا في حرب حقيقية، وليست في كارثة بيئية سببها تسونامي بحري، اهل غزة في حاجة الى موقف حقيقي ينصرهم لا ان يلقي اليهم بعض الدولارات، ويشارك في التآمر عليهم لوأد تصميمهم البطولي على المواجهة.


ملاحظة:

نشر المقال هنا.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..