وجهات
نظر
مثنى
عبدالله
ها هي خارطة الامة
مضرجة بالدماء، واكبر شريان دم نازف فيها في غزة، حتى اللحظة مازالت مئات الاجساد مطحونة تحت الانقاذ، لا تبحث عن فرحة
عيد، كما هم اقرانها بل عمن يواريها الثرى، بينما عيون المحبين ترقب هذه اللحظة
بصبر نادر، عل وقف القصف للحظات يسعفهم في فعل ذلك.
اللعبة اليوم هي ألا ينتصر اهلنا في غزة، لان حركة المقاومة فيها محسوبة على طرف سياسي لا يريدون ان يصنع نصرا. اذن ليذبح بيد عدو لئيم أفضل مئة مرة من ان تنتصر المقاومة، وعندما ذهبت المقاومة في غزة قبل سنوات الى إيران، قامت الدنيا ولم تقعد بحجة ان القضية عربية. انهم لا يريدون ان يرحموا اهلنا في غزة، ولا يريدونهم ان يذهبوا الى غيرهم. هم يريدون منهم ان يبقوا تحت حصارهم وحصار اسرائيل ايضا.. هم يريدون اليوم ان يولد الحل من مصر وليس غيرها، كي يقال بأن الدور المصري عاد من جديد الى الساحة، ومصر لديها عقدة الهوية السياسية المشتركة بين مقاومي غزة والنظام السياسي المصري السابق. هي تريد ان يبقى الحل ترقيعيا، كما حصل في مرات سابقة في زمن حسني مبارك، تهدئة مع بقاء الحصار والجوع والانتهاك اليومي للكرامة الفلسطينية.. انهم لا يريدون ان يعيد الفلسطينيون قضيتهم الى الواجهة السياسية الدولية باذرع المقاومة، لانهم يعتقدون بأن بروز المقاومة الى الواجهة السياسية يأكل من دورهم، لذلك يحاولون بشتى السبل إضفاء طابع الارهاب على كل فعل شعبي يهدف الى نيل الحقوق.
ان التعامل بهذا الجهل السياسي سوف يقود الاخرين
من الاطراف الاقليمية الى المتاجرة بالقضية الفلسطينية، واستخدامها رافعة
لمشاريعهم السياسية وطموحاتهم القومية، التي تتناقض تماما مع أهداف الامة العربية.
انظروا الى المسؤولين الايرانيين واذرعهم السياسية والعسكرية في المنطقة العربية،
تجدون ان كل صاروخ تطلقه المقاومة على اسرائيل يحسبونه نصرا لهم، وكل موقف تسجله
المقاومة يرفعونه لافتة لهم، وهذه كلها ليست خالصة لوجه الله، لان في السياسة لا
توجد نوايا حسنة، بل توجد استثمارات سياسية، وما يوجد على الارض، سواء في غزة او
في غيرها من الاراضي العربية، من احباط شعبي من سياسات الزعامات العربية، ومن
تهاون في المطالبة بالحقوق العربية، ومن سياسات فاشلة ذات كلف سياسية عالية، كلها
فرص سياسية كبرى تجعل الدول الاخرى في الاقليم أو خارجه تتكالب عليها لاستثمارها
ضد الامة. فهل محق ذلك الذي يلوم المضطر الى التحالف مع الشيطان، حينما يغلق
الاشقاء ابوابهم في وجهه؟ بل ويتآمرون عليه كي لا ينتصر في قضيته؟
هل التبرعات
العربية لاهل غزة هي اقصى غاية الجود العربي؟ اننا لا نرى فيها ذرة شهامة، لأن
الدماء هناك تجري انهارا في حرب حقيقية، وليست في كارثة بيئية سببها تسونامي بحري،
اهل غزة في حاجة الى موقف حقيقي ينصرهم لا ان يلقي اليهم بعض الدولارات، ويشارك في
التآمر عليهم لوأد تصميمهم البطولي على المواجهة.
ملاحظة:
نشر المقال هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق