موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 11 أغسطس 2011

جوانب خفية من قصة استعادة الكويت

تنفرد (وجهات نظر) بنشر جوانب من خلفيات القصة الحقيقية لاستعادة العراق لحقوقه الضائعة في أرض الكويت، ويسرها بأن تنشر الحقيقة الغائبة منذُ 21عاما، في قصة موثقة ومصورة تثبت خلفيات إعادة الكويت للعراق، في رد ساحق وموثَّق على كل من يتطاول على حقوق العراق أعدَّه الاستاذ رافد العزاوي، وبعثه إلينا عبر البريد الألكتروني، قبل قليل.




مع ملاحظة النقاط المهمة التالية:

  1. ان السيد العزاوي، انما ينقل رواية موثقة عن شاهد عيان مطلع على التفاصيل، وليس مسؤولا عنها، كما انني أنقل رواية تاريخية، لأهميتها وحصريتها، ولست مسؤولا عنها أيضاً.
  2. كما أود الاشارة الى انني استفسرت عن دقة تواريخ الأحداث التي جرت في العام 1988 بحسب ورودها في المقالة، من السيد العزاوي، لاعتقادي انها خاطئة، وان تلك الاحداث انما جرت في العام 1989. لكنه أكد لي، مشكوراً، انه تمت مناقشة تلك التواريخ عدة مرات وتدقيقها مع المصدر، وعليه فقد تم تثبيتها في المقال الوارد في أدناه، مع تثبيت ملاحظتي بهذا الصدد، حيث ان شهر يوليو/ تموز عام 1988 لم يكن يسمح بحدوث تلك الاجراءات لتدقيق الحدود لانشغال العراق في رد العدوان الايراني، ولأن الشاهد، لم يذكر أي حدث خلال عام 1989 وهو العام الذي اشتد به الأذى الكويتي المتعمَّد بالعراق.
  3. كما أود الاشارة في هذا الصدد الى انه سبق لي أن اطلعت على مجموعة من محاضر اجتماعات مبعوث شخصي للرئيس الشهيد صدام حسين، مع عدد من الزعماء العرب، طيلة الفترة الممتدة من مايو/ أيار 1990 وحتى يناير/ كانون الثاني 1991.
  4. وقد كانت تلك المحاضر التي تعرضت، نسختها التي اطلعت عليها، للتدمير في أعقاب احتلال العراق، فيما بقيت أصول تلك المحاضر في أرشيف وزارة الخارجية العراقية ورئاسة الجمهورية، على ما اعتقد، أقول كانت تلك المحاضر تتضمن عرضاً تفصيلياً لحقوق العراق التاريخية في هذا الصدد، وتوثيقاً كاملا لتفاصيل التجاوزات الكويتية.
  5. كما أرسل الرئيس الشهيد صدام حسين، الى الرؤساء والملوك العرب، الذين التقاهم ذلك المبعوث، وهو الاستاذ سعد قاسم حمودي، رحمه الله، من بين وثائق عدة، صورة لجواز سفر قديم يعود الى الرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد ياسر عرفات، مثبت عليها ختم مخفر حدودي في منطقة المطلاع، وهي تؤكد ان المخفر الحدودي الكويتي كان هناك، في ستينات القرن الماضي، فما الذي جعل المخفر الحدودي يصل الى العبدلي، شمالاً بعد ذلك؟ واعتقد ان في هذا اجابة على سؤال للسيد العزاوي حول عدم مناقشة الوثائق التاريخية مع الزعماء العرب.
  6. أؤكد في هذا الصدد على حقيقة مهمة لاينبغي التهاون فيها، وهي ان القرار اتخذ من قبل القيادة العراقية الشرعية، التي باتت اليوم في ذمة الرحمن الرحيم، وعليه فإن كل الموجودين الآن على قيد الحياة، ربما باستثناء السيدين عزة ابراهيم الدوري وطارق عزيز، يجهلون كل التفاصيل المتعلقة بالموضوع.
  7. سأنشر خلال الأيام القادمة، بإذن الله، وثيقة جديدة عن دور المخلوع المخزي حسني مبارك، في التحريض ضد الكويت، وقد تكون مفيدة في إلقاء بعض الضوء على جانب مهم من الحدث وخلفياته.
  8. كما أود الاشارة الى انني حاولت خلال النصف الثاني من عقد التسعينات توثيق ماجرى في اجتماع جدة ليلة 31 يوليو/ تموز 1990، والذي عقد بين وفد عراقي برئاسة السيد عزة ابراهيم الدوري، وعضوية الراحلين الدكتور سعدون حمادي والشهيد علي حسن المجيد، ووفد كويتي، برئاسة الراحل سعد العبدالله، حيث حاولت الاطلاع على تفاصيل ذلك الاجتماع من المرحوم حمادي، وفشلت لأنه، رحمه الله، آثر الصمت في هذا الصدد، وكان ذلك ضمن مسعى بدأته بإجراء الحوار، الأول والوحيد، مع الضابط الكويتي علاء حسين علي، الذي تم تنصيبه رئيساً لحكومة الكويت الحرة المؤقتة بعد منحه رتبة عقيد، وهو حوار نشرت أجزاء منه في صحيفة الجمهورية البغدادية في عددها الصادر بتاريخ 2 أغسطس/ آب 1993.
  9. أشير الى انني حذفت أو خفَّفت بعض التوصيفات الجارحة الواردة في أصل شهادة الشاهد، لأنني أعتقد انها تعكر الأجواء، وتزعج النفوس، في وقت نحن بأمسِّ الحاجة فيه الى توحيد الموقف تجاه الاطماع الكويتية، وليس اثارة خلافات شخصية بيننا كعراقيين. وأرجو أن لايزعل عليًّ أخي السيد العزاوي، لأن الهدف نبيل.
  10. و أشير الى ان السفيرة الأمريكية أبريل غلاسبي لم تمت في حادث سيارة، كما هو شائع، وانما هي تعيش في جنوب أفريقيا حيث أجرت معها الصحفية العربية رندة تقي الدين حواراً صحفياً نشر في صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 16 مارس/ اذار 2008 .
  11. ختاماً، إن الشاهد الذي ينقل السيد رافد العزاوي شهادته هنا، هو السيد غازي خضر الياس عزيزة، وهو احد ضباط الجيش العراقي الوطني، ولكنه يعمل الآن في (الجيش) الذي شكّله الاحتلال الأميركي الايراني المشترك للعراق.
مع خالص تقديري للسيد للشاهد، وللأستاذ رافد العزاوي، الذي خصَّنا بهذه الشهادة التاريخية المهمة.
مصطفى
------------


الحقيقة الغائبة منذُ 21 عاما ..
خلفيات إعادة الكويت للعراق
رد ساحق وموثق على كل من يتطاول على حقوق العراق

وجهات نظر
رافد العزاوي
تحية طيبة لكل القراء وكل عام وانتم بالف خير بمناسبة شهر رمضان المبارك، ونحن نعيش أيام شهر آب فلا بد لنا أن نتذكر حدثين مهمين:
الحدث الاول: 8/8/1988 يوم انتصر العراق على الحلم المجوسي بالسيطرة على الدول العربية.
والحدث الثاني: 2/8/1990، اعادة الكويت الى العراق.
وقد تلاقت اسباب عديدة (وجيهة ومنطقية) للكتاب العراقيين للقيام بغضبة وطنية للدفاع عن العراق الجريح، العراق العظيم الذي احتلته أقوى دولة بالعالم مسنودة بأرقى التقنيات الحديثة بالاسلحة وبأسلحة دمار شامل تم أستخدامها فعليا على ارض العراق، ولولا هذه القوة الرهيبة، التي سقط أمامها الاتحاد السوفييتي السابق، لما كان العراق اليوم محتلا.
كان يجب أن نقوم بكل الجهد لملء أفواه الضفادع الكويتية بالتراب، هذه المقالة هي عبارة عن معلومات مؤكدة وموثقة من شاهد عيان، عراقي أبت كرامته الا أن يدافع عن وطنه الجريح.
هذه المقالة ستُسبب إحراجاً كبيرا للعديد من الناس ومن ضمنهم من يحكمون دويلة الكويت اليوم، ولكنها أيضا سوف تسبب إزعاجا كبيراً لبعض الحركات السياسية وللحكومة العراقية الناقصة .
الاساس الذي أريد التأكيد عليه هو: أننا كعراقيين كل شيء ممكن أن يحدث بيننا، نختلف، نتواجه، نتصادم، لكن أن يمس العراق شيء فهذا ما لن نسكت عنه، سأترككم أخواني مع ما كتبه شاهد العيان وسوف أعلق على المعلومات بنهاية المقال:
لأول مرة بعد 21 عاما ننفرد بنشر الاسباب والدوافع الحقيقية التي أجبرت (الرئيس صدام حسين) بإتخاذ قرار إحتلال الكويت!!! ومن هي أول جهة إقترحت عليهِ طرد الكويتيين ما بين سفوان والمطلاع بالقوة المسلحة !!! وكيف تغير الرأي إلى إحتلال الكويت كلها .

استعراض تأريخي
في 19 يونيو/ حزيران1961، أعلنت إمارة الكويت دويلتها بدون موافقة الدولة العراقية، مما سبّبَ قيام (الزعيم عبدالكريم قاسم) في أكتوبر/ تشرين أول 1961 بتحشيد قوة من الجيش العراقي شمال تلول المطلاع بستة كيلومترات لكونها أرض عراقية، وأعلن بأن الكويت قضاء تابع للواء البصرة.
إستنجد شيخ إمارة الكويت آنذاك (عبدالله السالم الصباح) بجامعة الدول العربية وبريطانيا لإرسال قوة لحماية الكويت، وفعلا وصلت وحدات عسكرية من بريطانيا ومصر والسعودية والاردن والسودان وتونس، وإنتشرت مقابل الجيش العراقي وقامت بتسيير الدوريات الآلية للفصل بين الجيش العراقي وبين الاراضي الكويتية في تلول المطلاع.
في 8 فبراير/ شباط 1963 حصلت ثورة حزب البعث العربي الاشتراكي الأولى على (الزعيم عبدالكريم قاسم)، وكانت الكويت من بين أول من قدّمَ التهاني، وفي الشهر العاشر (أكتوبر/ تشرين أول) من نفس العام 1963، زارَ العراق وفد من حكومة الكويت، يتكون من الشخصيات التالية:
الشيخ صباح السالم الصباح- ولي العهد الكويتي ورئيس مجلس الوزراء
الشيخ سعد العبدالله السالم- وزير الداخلية ووزير الخارجية وكالة
السيد خليفة خالد الغنيم- وزير التجارة
السفير عبدالرحمن سالم العتيقي- وكيل وزارة الخارجية الكويتية
وفي يوم 4 أكتوبر/ تشرين أول 1963 تم عقد اتفاق بين الحكومتين العراقية الجديدة والكويتية، وكان هذا الاتفاق برعاية بريطانية وباشتراك من جامعة الدول العربية، ونص الاتفاق على ما يلي:
1. قيام العراق بالاعتراف بدويلة الكويت بحدودها في "المطلاع".
2. سحب الجيش العراقي من مناطق تحشّدهُ في تلول المطلاع.
3. أن يعتبر خط الدوريات المشتركة، أي أثر عجلات الدوريات هي الحدود بين العراق والكويت.

والاشخاص الذين وقعوا الاتفاق من الجانب العراقي، كُلٌ مِن:
اللواء أحمد حسن البكر- رئيس الوزراء
الفريق الركن صالح مهدي عماش- وزير الدفاع ووزير الخارجية وكالة
الدكتور محمود محمد الحمصي- وزير التجارة
السيد محمد كيارة- وكيل وزارة الخارجية

النتيجة أنه فعلا تم سحب الجيش العراقي إلى قواعدهِ الثابتة.
(ملاحظة من هيئة تحرير وجهات نظر: لا توجد أية وثيقة تاريخية معترف بها تؤكد ما أسفرت عنه زيارة الوفد الكويتي كما جاء في حديث الكاتب، ونرى أن الأمانة التاريخية تفرض على الكاتب الإتيان بما يؤكد ما ورد في مقاله بهذا الشأن وإلا فإنه زعم مرسل لأ أصل له ولا يعترف بإدراجه هنا).
في مارس/ آذار 1965، وبعد إطمئنانهم من الحكومة العراقية، باشرت الكويت بتسوية آثار خط الدوريات المُشترك بالقرب من المطلاع وإستحداث خط بديل عنهُ وذلك بتسيير عدد كبير من عجلات الشوفرليت البيك آب ذهابا وإيابا ما بين الساحل المُطل على جزيرة بوبيان العراقية والواقع في منطقة الصابرية وشرقا بإتجاه منطقة أم المدافع، هذا الخط الجديد يبعد عن خط الدوريات المُشترك الرئيسي بعمق 45 كم داخل الاراضي العراقية وبجبهه 90 كم، وبهذا التجاوز سيطروا على بحيرة نفطية عراقية أنشأؤا فيها آبار نفطية سموها بحقول الروضتين والصابرية والبحرة وأم العيش وقاموا [وما زالوا] بسحب نفطنا العراقي منها وسيستمرون.
في سبتمبر/ أيلول 1967 قامت الكويت بإحتلال مخفر الصامتة الحدودي والمطل على الخليج العربي وإحتلال جزيرتي وربة وبوبيان العائدة للعراق لتضييق الخناق على تجارة العراق وحرمانه من أن يكون من دول الخليج العربي.
في فبراير/ شباط 1973 شرعوا في بناء مخفر (أم نكا) داخل الاراضي العراقية ما بين سفوان وأم قصر، إلا أن الحكومة العراقية أجبرتهم على التوقف وعدم إكمال بناءهِ وتم توقيع إتفاق وإعتراف بأن مخفر (أم نكا) يقع داخل الاراضي العراقية وذلك بمحضر موقّع من قبل وزيري داخلية البلدين (عزت ابراهيم الدوري) و (سعد العبدالله).
في مايو/ أيار 1982، وبعد إشتداد المعركة في المحمرة، إقترح الشيخ جابر الاحمد على الرئيس صدام حسين زج اللواء السادس - قوات حدود/ عراقي المُنتشر قبالة الحدود الكويتية في المعركة لاسناد إخوانهم في الجيش العراقي، مع قيام الكويت بدعم المعركة بالمال والسلاح والعتاد، وقيام القوات الامنية الكويتية بحماية الحدود بدلا عن (اللواء السادس - قوات حدود/ عراقي) (!!!) وفعلا صدر أمر بحركة اللواء إلى الجبهة في المحمرة، وطبعا كان هذا المُقترح (مصيدة) وقعَ فيها (الرئيس صدام حسين)، حيثُ قامت القوات الكويتية بعد حركة اللواء المذكور بالتقدم داخل الاراضي العراقية بعمق 25 كم وبجبهة طولها 80 كم ما بين مخفر (أم قصر) وبإتجاه (جبل سنام وغرب الجبل) بمسافة 40 كم وقيامهم بإستحداث خط دوريات مشترك جديد.
في عام 1986 تعرّض شيخ الكويت جابرالاحمد الصباح لمحاولة إغتيال بأمر من المخابرات الايرانية الى عملائها من حزب الدعوة العميل، وإتصل حينها بالرئيس صدام حسين وتوسّل إليهِ بأخذ ثأرهِ، وتعهّدَ بإستعدادهِ لدعم المعركة بالمال والسلاح، فقام الرئيس صدام حسين بتلبية طلبهِ وأعلنَ معركة (يوم الكويت) حيثُ فـُتحت نيران الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والصواريخ والطائرات والقوة البحرية لمدة 24 ساعة وعلى طول جبهة القتال!

الدوافع لإستعادة الكويت
في 4 يوليو/ تموز 1988 قام وزير الداخلية العراقي، سمير محمد عبدالوهاب الشيخلي، بتكليف المستشار العسكري للوزارة، المقدم غازي خضر الياس، بمهمة، وهي زيارة كافة المخافر الحدودية المقابلة لسوريا والاردن والسعودية والكويت، لتقديم تقرير مُفصّل عن إحتياجات هذهِ المخافر مع تقرير إستخباري مصوّر ومفصّل عن متغيرات الوضع الحدودي.
في 20 يوليو/ تموز 1988 عادَ المستشار العسكري من مهمتهِ وقدم تقريريه للوزير، وكانت المفاجأة الكبرى على الحدود الكويتية، حيثُ تم تقديم صور فوتوغرافية توضّح قيام الجانب الكويتي بإنشاء ساتر ترابي بإرتفاع 4 أمتار ما بين (أم قصر) مرورا (بجبل سنام) وغربا بمسافة 40 كم تقريبا وأنشاء 9 آبار نفطية مائلة خلف الساتر لسرقة وسحب النفط من بحيرة (الرميلة الجنوبية العراقية)، مع إكمال بناء مخفر (أم نكا) الذي تم الاتفاق على عدم إكمال بنائه عام 1973 لكونهِ في الارض العراقية وتم رفع العلم الكويتي عليهِ ويشغلهُ عدد من عناصر شرطة الحدود الكويتية، وقدّمَ المستشار أيضا بعض المعلومات التي تـُشير الى "إيقاف الكويت تصدير النفط من آبارها في الجنوب من حقول البرقان والمناقيش وأم قدير وعريفجان وأم حجول والوفرة"، للإحتفاظ بنفطهم كخزين إستراتيجي بعيد المدى وإعتماد دويلتهم على واردات النفط العراقي المسروق من الرميلة منذُ عام 1982 ولحد الآن ولا زالوا مستمرين بذلك لكون تدفق النفط في الرميلة العراقية سيستمر إلى ما بعد عام 2085 (!!!)
في 22 يوليو/ تموز 1988، رفعت وزارة الداخلية تقريراً إلى الرئيس صدام حسين مُعزّزا بالصور وشفافات الخرائط يوضح ما قامت به الكويت، ولغرض الحد من زحفهم إقترحت الوزارة إستحداث 7 مخافر حدودية مؤقتة بمحاذاة الساتر الكويتي للحد من زحفهم مع نقل فوج مشاة من اللواء الاول حدود المكلف بمسك الحدود السورية في قاطع نينوى إلى حدود البصرة لإشغال المخافر المؤقتة وإسكانهم بالخيم والكرفانات مقابل الساتر الترابي الكويتي.
وبعد يومين فقط في 24 يوليو/ تموز 1988 حصلت موافقة الرئيس صدام حسين على تنفيذ ذلك فورا وحسب الاحداثيات المُقترحة.
وبعد ثلاثة أيام فقط اي في 27 يوليو/ تموز 1988 تم تنفيذ الامر وشُكِّلت المخافر الوقتية في إحداثياتها وأُشغلت من قبل جنود الحدود ونُسّبَ العقيد الحقوقي هادي حميد الشمري مديرا لحدود البصرة.
وفي صباح 31 يوليو/ تموز 1988 حضرَ وزير خارجية الكويت (الشيخ صباح الاحمد أمير الكويت الحالي) الى بغداد، وقابل الرئيس صدام حسين بحضور وزير الخارجية السيد طارق عزيز، وعرضَ شكواه حول "قيام الداخلية العراقية ومستشارها العسكري بإستحداث مخافر عراقية داخل الاراضي الكويتية"!! 
فضحكَ الرئيس صدام حسين بإستهزاء بسبب كذب ونذالة صباح الاحمد، وأمر بإجراء لقاء في نفس اليوم بين صباح الاحمد ومرافقيه وهم كل من العميد محمود القبندي والعقيد فالح الحميدي من جهة وبين وزير الداخلية سمير الشيخلي ومستشاره العسكري المقدم غازي خضر الياس من جهة أخرى، وبحضور وزير الخارجية طارق عزيز.
في مساء 31 يوليو/ تموز 1988 حصل اللقاء .. وبعد الترحيب والمديح المتبادل بين الوزراء ... دخلَ الجميع بالموضوع ودارَ الحديث كما يلي:
صباح الاحمد: يُبه أبو سمرة هذا هذا هذا مستشارك العسكري جاب كرفانات وخيم وجنود وحطهم داخل أراضي الكويت !! تقبل؟
سمير الشيخلي: أرجوك إترك هسه مستشاري العسكري... وأسألك سؤال وأريدك تجاوبني بكل صراحة وصدق؟
صباح الأحمد: تفضل!
سمير الشيخلي: في عام 1973 ألم يتم الاتفاق والتوقيع من قبل الشيخ سعد العبدالله والسيد عزت الدوري حول عدم قيامكم بإكمال بناء مخفر (أم نكا)؟
صباح الاحمد: نعم تم التوقيع على ذلك لكونه في الاراضي العراقية ولا زالت أساساته فقط!
سمير الشيخلي: إذن لماذا الآن أكملتم بناءه ورفعتم عليه علمكم ويشغله عدد من شرطة الحدود؟
صباح الاحمد: الذي قال لك أن المخفر تم بناؤه ومشغول يكذب عليك!
حينها، تغيرت ملامح وزير الداخلية سمير الشيخلي وتغيرت بشرة وجههِ من الاسمر الغامق إلى الأحمر القاني وبدأ الشرر يخرج من عينيهِ كالأسد الجامح الذي يروم إفتراس ثعلب مكار وكاد أن يقفز عليه .. إلا أنه إستغفر ربه وأجاب على صلافة صباح الاحمد:
سمير الشيخلي: لم يُخلق بعد الذي يكذب على سمير الشيخلي، بأم عيناي رأيت المخفر والعلم مرفوع عليه والله يفقسهما إن كان كلامي هذا كذبا؟
فتمالك صباح الاحمد نفسهُ من الرهبة والخوف من صراخ وزير الداخلية بوجهه وتعدّل على كرسيه لكونهِ إنحرف في جلوسه للحظات وقال بصوت خافت كالجبناء الرعاديد:
صباح الاحمد: لا يُبه سلامة عيونك أخووي وسوف أتاكد من ذلك، وسوف أهدم المخفر بهاي إيدي بس لا تزعل علينه؟
ثم تدارك خوفهُ وجبنهُ ودعا ضباطه بعرض خارطتهم لبيان "التجاوز المزعوم" الذي حصل على حدودهم !!!
فنهضَ الجميع ووقفوا حول منضدة مستديرة تتوسط غرفة الإجتماع، فبسطَ العميد محمود القبندي الخارطة وقال للمستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية المقدم غازي خضر الياس:
أليست هذهِ الرموز المؤشرة على الاحداثيات هي مخافركم الجديدة؟
دققها المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية بنظرة سريعة ولاحظ رسم خط الدوريات المشترك شمالها. فما كان منه إلا أن أخرجَ قلم تأشير أحمر اللون من ذراعهِ الايسر وقال:
نعم إن جميع الإحداثيات صحيحة، إلا أن خط الدوريات المشترك خطأ.
وبدأ يرسم خط الدوريات الصحيح بقلمه الاحمر الذي يبدأ من ساحل الخليج العربي في منطقة كاظمة مروراً بالمطلاع وغربا بإتجاه منطقة الأبرق وقالَ وهو يرسم الخط :
هذا هو خط الدوريات المشترك أيام الزعيم عبدالكريم قاسم ....
فثارت حفيظة صباح الاحمد عند سماعه إسم الزعيم، وبرعونة وحقد ضربَ بكفهِ وبقوة الخارطة والمنضدة وأفزع جميع الواقفين وقال:
لا إتجيب إسم هذا المنبوش.
فما كان من المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية سوى أن أجابه فورا:
الله يرحمه كان رئيسنا
ثم أدار (صباح الاحمق) ظهره للواقفين وتوجه إلى مقعده وهو يقول:
أنا لا أستطيع أن أتفاهم معكم ...
ثم وجه كلامه إلى وزير الداخلية سمير الشيخلي بعد أن جلس الجميع وقال:
إني أدعوك يا أستاذ سمير بالحضور إلى الكويت للتباحث مع وزير الداخلية الشيخ سالم صباح السالم لكون المشكلة من اختصاصه.
في 1 أغسطس/ آب 1988 رفع وزير الداخلية سمير الشيخلي تقريرا إلى الرئيس صدام حسين يتضمن ما جرى في اللقاء من حديث ونقاش وملابسات وبالتفصيل.
في 4 أغسطس/ آب 1988 حصلت موافقة الرئيس صدام حسين على قيام وزير الداخلية بزيارة الكويت مع لجنة عليا إختصاصية لإفهام حكومتهم بضخامة تجاوزاتهم على الاراضي العراقية وسرقتهم لنفط الشعب العراقي من حقول الرميلة الجنوبية، وعلى أن تضم اللجنة كل من:
الأستاذ محمد الحديثي- المستشار القانوني لوزارة الداخلية
العميد طارق عبد لفتة- مدير مكتب وزير الداخلية
العقيد الحقوقي هادي حميد الشمري- مدير حدود البصرة
المقدم غازي خضر الياس- المستشار العسكري لوزارة الداخلية
في 6 أغسطس/ آب 1988 وصل الوفد إلى الكويت وجرت في نفس اليوم زيارة بروتوكولية إلى أميرها جابر الاحمد وولي العهد سعد العبد الله ولم يتطرق الوفد معهم بالحديث في أي موضوع، وفي المساء كانت هناك دعوة عشاء في دار ومضيف وزير الداخلية الكويتي سالم صباح السالم وحضر مع الوفد العراقي السفير العراقي الاستاذ عاصم يعقوب والقنصل الاستاذ محمود الدفاعي، ومن الجانب الكويتي 4 من وزرائهم وعدد من مسؤولي دويلتهم مع العديد من قادة وزارة الداخلية.
في 7 أغسطس/ آب 1988 بدأ الإجتماع من الساعة العاشرة صباحا وحتى التاسعة مساءً تخللته فترات إستراحة لتناول الطعام ومن أهم ما تمخض عنه الإجتماع هو:
العناد والكذب والدجل والمكر والتهرّب من الاجابة والتمويه !!!!
ومنها عندما قال الوزير سمير الشيخلي: إن احداثيات خط الدوريات المشترك التي أشّرها المستشار العسكري الآن على الخارطة لا تصدقون بها، فأقترح مفاتحة الجامعة العربية لتزويدنا بها من أرشيف وزارات الدفاع في مصر والسعودية والاردن وتونس والسودان، لكونهم تعايشوا في المنطقة وأخرجوا دورياتهم لأكثر من سنتين!
فأجابه سالم صباح السالم: يا أخي سمير نحن نستطيع أن ندفع لرئيس الجامعة العربية والدول العربية التي ذكرتها 30 مليون دينار كويتي لكل منهم كهدية ليقدموا لنا إحداثيات الخط بالقرب من مدينة البصرة !!! وضحك بصوت عالٍ وهستيري.
سمير الشيخلي: طيب نذكركم بحادثة لا تنسى وهي عندما إستطاع جندي عراقي بمفرده وببندقيته ألسيمنوف أن يأسر دورية بريطانية تستقل عجلة مدرعة نوع صلاح الدين مع طاقمها المكون من ستة جنود قرب المطلاع وداخل الاراضي العراقية وإحداثيات مكان الأسر مثبت لدينا ولدى أرشيف وزارتي الدفاع والخارجية البريطانية!
سالم صباح السالم : صحيح وأتذكرها ولا ننسى بطولات الجيش العراقي في حروب التحرير في فلسطين ومنعوا سقوط دمشق عام 1973 وهم الآن حماة البوابة الشرقية للوطن العربي ويحاربون ويضحون بأرواحهم لحماية دول الخليج وووو ... [وتهرب من الجواب على إحداثيات مكان أسر الجنود البريطانيين]!
هنا تحدث المستشار العسكري لوزارة الداخلية العراقية، قائلا:
المستشار العسكري : معالي الوزير .. الكويت إعترفت بوثائق رسمية وإعلامية وبتصريحات كبار مسؤوليها منذ عام 1961 ولحد الآن بأن (الزعيم عبدالكريم قاسم) قام بتحشيد الجيش العراقي على تلول المطلاع وينوي إحتلال الكويت وجعلها قضاء تابع للواء البصرة... ولم يُتهم الزعيم من قبلكم أو من قبل أية جهة بأنه دخل في الأراضي الكويتية ولو مترا واحدا!!!! أي أن الحدود العراقية الكويتية كانت عام 1961 في المطلاع !!! فكيف وصلت الآن إلى شمال المطلاع بــ 90 كم ؟؟؟؟؟؟؟؟
لم يتمكن سالم صباح السالم من الرد على هذا السؤال المُقنع والمُحرج وتغيرت ملامح وجههِ وتلافى الموقف بنهوضه وتوجيه الدعوة للجميع لتناول طعام الغداء.
في 8 أغسطس/ آب 1988 قام الوفد العراقي بجولة إستطلاع مع الوزير الكويتي ومجموعة كبيرة من قادة ومسؤولي وزارته ما بين أم قصر والعبدلي.. وكانت مهزلة المهازل لما تضمنتها من أكاذيب ودجل وخبث ومراوغة وحقد، وإمتناعه وبعصبية من التقرّب من الآبار التي تـُشاهد وهي طبعا الآبار النفطية المائلة التي تسرق نفط الرميلة الجنوبي، وأدعى إنها آبار مياه إرتوازية!
حينها قام وزير الداخلية سمير الشيخلي بنعتهِ بكلمات مسموعة لا نستطيع ذكرها للقراء ولكنها تُـقال في منطقتي باب الشيخ والفضل (الشعبيتين ببغداد) عند فقدان الاعصاب!

المقترح التاريخي القانوني الشرعي الصحيح
يوم 9 أغسطس/ آب 1988 عاد الوفد إلى بغداد وتم إعداد تقرير مفصل الى الرئيس صدام حسين عما جرى وبالتفصيل ويوضح تعنّد الجانب الكويتي بالإعتراف بتجاوزاتهم المستمرة على الأراضي العراقية وسرقة نفطه من حقل الرميلة الجنوبي وعدم جدوى الإجتماعات الدبلوماسية أو الإختصاصية معهم.
وفي نهاية التقرير كان المقترح الآتي:
الأراضي العراقية المتجاوز عليها ما بين المطلاع وسفوان يجب أن تسترجع بالقوة العسكرية ... أو ما يراه سيادتكم
يوم 20 أغسطس/ آب 1988 وجَّه الرئيس صدام حسين شكرهُ وتقديرهُ لرئيس الوفد وأعضاء اللجنة على ما قاموا به وقرر:
تأييد الرأي المقترح والترّيث في الوقت الحاضر
في ديسمبر/ كانون الأول 1988 طالبت الكويت بتسديد كافة ديونها جراء دعمها للمعركة! حيث أثار هذا الطلب حفيظة الرئيس صدام حسين لكونهُ يعلم أن نصف ميزانية الكويت هي من واردات النفط المسروق من حقل الرميلة العراقية .
في يونيو/ حزيران 1990 حشّد الرئيس صدام حسين بعض الوحدات المدرعة والآلية من قوات الحرس الجمهوري ما بين أم قصر وجبل سنام لغرض طرد الكويتيين من الأراضي العراقية وإبعادهم إلى حدودهم في المطلاع وهذا طبعاً كان رأي اللجنة التي زارت الكويت في عام 1988.
في 25 يوليو/ تموز 1990، قابلت السفيرة الاميركية بالعراق أبريل غلاسبي الرئيس صدام حسين وأبلغها: بأن [العراقيين قرروا أن يبعدوا أولاد عمّهم الكويتيين إلى حدودهم الأصلية في المطلاع لتجاوزاتهم المتكررة ولسرقتهم نفط الشعب العراقي]!!!! فلم تُبدِ السفيرة أي إعتراض وقالت [إنه حقكم القانوني وهم عرب إخوانكم و ليس لنا دخل في مثل هذا الموضوع].
هذه هي الحقيقة الصادقة، وكان علينا نشرها حيثُ لم تكن هنالك أية جهه دولية ورّطت الرئيس صدام حسين بدخول الكويت كما يكررها المحللين السياسيين وغيرهم لكون الرئيس صدام حسين في تلك الفترة كان بطلاً قومياً ودولياً بعد نهاية الحرب مع إيران، ومن غير الممكن إقناعه بذلك ومن أية جهة دولية مهما كانت.
نحن نُحمّل المسؤولية الكبرى في إتخاذ قرار إحتلال الكويت على عاتق سعد العبدالله أولاً لرعونته في إجتماع جدة.

وأخيراً
نودُ أن نطمئن الشعب العراقي بأن جميع الوثائق والإتفاقات والمحاضر والخرائط وغيرها المتعلقة بالكويت محفوظة الآن في مكان أمين ومصّورة في مكان آخر، حيثُ قام إثنان من أبطال وزارة الداخلية حينها بنقلها خارج الوزارة بعد يوم 10 نيسان 2003 وقبلَ دقائق من وصول الامريكان مع أدلائِهم من ضباط المخابرات الكويتية إليها لغرض حرقها وإتلاف محتواها.
ونقول لحكومة الكويت: أسرعوا في إنشاء ميناء مبارك وجهزوهُ بأحدث المعدات والمكائن والرافعات، لكونهِ في أراضينا ويُمول من واردات نفطنا من الرميلة وسيؤول للعراقيين، ونعاهدكم بأننا سوفَ نبقي على إسمه (مبارك) ولكننا سوف نُضيف قبلهُ كلمة (رمضان) ليصبح إسمه الكامل "ميناء رمضان مبارك العراقي".
لقد وُلِدَ القائد العراقي الشهم وسوف يقودُ الوطن عاجلاً أم آجلاً ولن يحتاج إلى تسليح الجيش العراقي بأسلحة متطورة لاستخدامها ضدكم، بل سوفَ يسمح لعشائر الجنوب في البصرة والناصرية وميسان أن يتقدموا سيراً على الاقدام لدحر فلولكم التي تحتل الاراضي العراقية وإرجاعكم إلى حدودكم في المطلاع ، مستخدمين أسلحتهم الشخصية والصيدية فقط والخاصة بصيد الثعالب والارانب لكونكم مكارين وغدارين كالثعالب وجبناء كالارانب.
نحن الآن بإنتظار القائد الشهم ليقول لنا: ها خوتي عليهم، ها عليهم
وإن غداً لناظره لقريب ......... ومن الله التوفيق

المقالة ملحقة بصور توضيحية للزيارة التي أجرتها لجنة وزارة الداخلية للكويت في 6 أغسطس/ آب 1988 وهي كما يلي:

الصورة رقم (1): أثناء دخول اللجنة العراقية إلى قصر المؤتمرات الكويتي للمباشرة بالاجتماع
الصورة رقم (2): وصف ومشاهدة قاعات قصر المؤتمرات الكويتي
الصورة رقم (3): وزير الداخلية الكويتي سالم صباح السالم وهو يصف داره من الخارج
الصورة رقم (4): أعضاء الوفد العراقي في مضيف أو ديوانية دار وزير الداخلية الكويتي سالم صباح السالم
الصورة رقم (5): أعضاء الوفد العراقي خلال الاجتماعات، وهم من اليمين:
1. العقيد الحقوقي هادي حميد الشمري مدير حدود البصرة
2. المقدم غازي خضر الياس المستشار العسكري لوزارة الداخلية
3. الاستاذ سمير محمد عبدالوهاب الشيخلي وزير الداخلية
4. الاستاذ محمد الحديثي المستشار القانوني للوزارة
5. العميد طارق عبد لفتة مدير مكتب وزير الداخلية








انتهى حديث شاهد العيان
تعليق من الكاتب رافد العزاوي:
إخواني القراء نحنُ في شهر رمضان المبارك، وعادة نحنُ في رمضان نحاول أن نبتعد قدر الامكان عن كل ما يزيد من غضبنا حتى لا يتأثر صيامنا بشيء؛ لكن [وآه من لكن] إن هذه المعلومات الجديدة التي ظهرت والمدعومة بصور ووثائق وشاهد عيان، رزقه الله الصحة والعافية، تُعطينا بعض الامور التي يجب أن نقف عندها وكما يلي:
1. انا كشخص لم يكن مكان عملي قريب من جبهات القتال، ولم اطلع يوما على معلومات بمثل هذه الدقة، لكنني سمعتُ أحاديث قريبة من مثل هذهِ المعلومات من بعض ضباط جيشنا الباسل في الثمانينيات أيام الحرب العراقية الايرانية من الذين كان مكان عملهم في البصرة الشمّاء، وبالذات من رئيس لجنة ترسيم الحدود العراقية - السعودية، حيثُ أكد هذا الرجل الشجاع أن ترسيم الحدود بين العراق والسعودية لم تحدث به مشكلة واحدة، في حين إن الكويت (الحقيرة) تُمانع في موضوع ترسيم الحدود بصورة رسمية!!
2. انني هنا أود الاشارة الى المهنية العالية والاحتراف الممتاز لرجال وزارة الداخلية في ذلك الوقت ونلاحظ أنه بعد اكتشاف المستشار العسكري للوزارة لهذا التجاوز الرهيب فاننا نرى تسلسل الاحداث الزمني سريع جدا ولا يوجد بين امر وآخر الا ساعات وهنا نحن مجبرين أن نؤدي التحية الى أؤلئك الرجال الرجال الذين رضعوا حب العراق من أمهاتهم العراقيات الاصيلات ولم يرضعوا [حليب مجوسي صفوي].
3. اذن هناك حقيقة أكيدة بالموضوع وهي: أنه هناك لجنة عراقية عليا متخصصة في عملها بمعنى أنها محترفة، هي التي أوصت الرئيس صدام حسين باستعادة حق العراق ولكن ليس احتلال كل الكويت، وهذا إن دل على شيء فانما يدل على تفهم واضح لكل ما يحيط الموضوع من ملابسات دولية.
4. في 2/8/2011، كتبت مقالة عن إعادة الكويت للعراق، ويشهد الله على أن هذه المعلومات الجديدة لم تكن بين يدي في ذلك الوقت، وقد أشرتُ بتلك المقالة الى أن موضوع الكويت قد تمّت مناقشتهُ ولكن بكل سرية قبل شهر تموز 1990، وبالذات في اعوام 1988 و1989 وقد طُرحَ موضوع إعادة الكويت الى العراق من ضمن إجتماع خاص وسري احتوى فقط رئيس الدولة وأعضاء مجلس قيادة الثورة وعضوين من أعضاء القيادة القطرية للحزب ومسؤولين في جهاز المخابرات .
وقد ظهرَ من يُجادلني بالموضوع من حيثُ أن موضوع الكويت كان وليد لحظة 1990 ولا يوجد بُعد تاريخي للموضوع ! مما يُظهر السطحية التي مازالت مُستحكمة في عقول بعض الاشخاص.
5. من الأمور المُستنطبة من هذه المعلومات إن حكومة الكويت كانت تتآمر على العراق وبإصرار لا أستطيع الا أن أصفهُ بالـ(غريب) فلماذا تفعل الكويت ذلك؟
لقد دافعَ العراق عن عروبة كل الدول العربية وكان السند لكل الدول الخليجية بالذات، فلماذا هذه الدونية والسفالة والانحطاط من حُكام الكويت؟! اننا نلاحظ إن التحرشات بالحدود العراقية بدأت منذُ سنة 1973 ، والسؤال الذي يطرح نفسهُ: هل من المعقول أنهم يريدون أن يتوسعوا على حساب العراق بمثل هذه الصورة؟! وهل تصوروا إن الحكومة العراقية في ذلك الوقت كانت ستسمح لهم بذلك؟! هناك مثل صيني يقول [الغبي من يعتقد نفسهُ أذكى الجميع].
6. أنني متاكد من أن الكويتيين ليسوا الا مجرد دمى يتم استخدامها حسب الطلب، في مُخطط كبير جدا تم وضعهُ منذ بداية السبعينيات، وبالتالي فقد أصبح احتلال الكويت مجرد (حجة) لدخول القوات الامريكية للمنطقة ومن ثم لاحتلال العراق.
7. مما يؤيد كلامي هو اختفاء أخبار (السيدة أبريل غلاسبي) السفيرة الامريكية السابقة لدى العراق والتي تم إعطاء أوامر لها بأن تتساهل جدا بموضوع اعادة الكويتيين الى حدود المطلاع، ولكن الشيق بالموضوع أن (السيدة غلاسبي) قتلت بحادثة تصادم سيارة في شهر فبراير/ شباط من عام 2003!! أي قبل إحتلال العراق!
8. إن هذه المعلومات الجديدة ستطرح أسئلة كثيرة جدا منها:
· لماذا لم تكشف القيادة السياسية هذه الحقائق للشعب؟
· لماذا لم يتم طرح هذا الموضوع في مؤتمر القمة العربي في بغداد 1990؟ إن كل ما قاله الرئيس صدام حسين في ذلك الوقت هي عبارة [قطع الاعناق ولا قطع الارزاق]، فإذا كان هناك من فهم هذه الجملة فمن الممكن أنه يوجد الكثيرين ممن لم يفهموها، وكان من الممكن أن يستعين الرئيس صدام حسين بالمغفور له جلالة الملك حسين بن طلال ملك الاردن في مثل هكذا أمر كبير.
· لماذا لم تستخدم القيادة السياسية طريق المحاكم الدولية المختصة بمثل هذه المنازعات؟ مثلما حدث في الكثير جدا من بقاع العالم؟ وبهذه الطريقة كانت ستتجنب الدخول في مجابهة عسكرية أوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم؟ لانه من خلال كلام شاهد العيان تأكدت من وجود ادلة ثبوتية ملموسة وتاريخية وموجودة في عدة دول عربية وأجنبية تؤكد حق العراق ولهذا فإنه (لــــــو) تم اللجوء الى مثل هذه المحاكم لكنا قد وصلنا الى نتيجة ما.
9. إن هذه المعلومات التي كشفها شاهد العيان اليوم اخذت تُـفسّر لي موقف دولة الامارات العربية المتحدة من المشكلة فيما بعد، وهذا ما سوف اتطرقُ له في مقال مستقل لانه أيضا يحمل الكثير من الاسرار، حيثُ حاول الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن ينزع فتيل الازمة قبل بدء العمليات في 1991.
10. هنا أودُّ أن أطرح سؤالا مهما جداً: أين كان جهاز المخابرات العراقية في ذلك الوقت؟ لماذا لم يتم تحذير القيادة السياسية العراقية من وجود نيات سيئة لدى حُكام الكويت؟ وللعلم والاطلاع فأن الكويت لم تكن في ذلك الوقت (مُحصنة أمنياً) بمعنى إن أختراقها كان سهل جدا!
أتمنى أن يُجيبني أحد المسؤولين السابقين في الجهاز حول هذا الموضوع الخطير وسوف أقبل أن لا يعطيني اسمه الحقيقي ولا موقعه في الايام السابقة.
لا ادري ماذا أقول؟
المعلومات صادمة فعلا، وكان من الممكن أن يتم حل الموضوع بصورة تختلف عما حدث ولكن الله شاء وقدر وفعل، وعلى كل حال فانا أؤيد ما وصل اليه شاهد العيان من أن العراق سيستعيد كل هذه الاراضي لان الدنيا (دوارة) وأن غدا لناظره لقريب


هناك 9 تعليقات:

Anonymous يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته متشوقون لقراءة تفاصيل القصة الحاضرة الغائبة والتي توضح ان الكويت هي جزء من ارض العراق اقتطع غصبا ابان الحتلال البريطاني للعراق وبارك الله فيكم وفي كل عراقي وعربي شريف بسعى للحقائق وينفض عن اوراق التاريخ الصفحات المغبرة ودمتم في رعاية الله وجزيل الشكر والعرفان لصاحب المدونة الفاضل.

Anonymous يقول...

يقال ان الفعل مشروط بظروفه فان لم تستحضر الظروف وتوظف في عملية تكوين القرار وتنفيذه يأتي القرار معابا وينتج عنه ما لا يحمد عقباه وهكذا كان فيما يخص قرار دخول الكويت.

Anonymous يقول...

waiting fr more details,as it is really important to know the whole story nd in detail...Rgs

نازك ضمرة يقول...

شكراً للأخ مصطفى كامل على المقال والتوضيح وتثبيت حقوق الشعب العراقي المكافح الصابر، ونأمل أن تدور الأيام ويعود العز للعراق موحداً قوياً مهاباً كما كان و أكثر، آمل التوافق مع الثورة المصرية، تطلعاً للمستقبل، وحتى لا ينشأ زعيم من هناك يتآمر ثانية ومجددا على العراق العربي الأبي، وسلام عليكم

المخلص العجوز أبوخالد نازك ضمرة/ أمريكا (قاص وروائي ومترجم)

Anonymous يقول...

الكويت ارض عراقية والمطلوب من الحكومة العراقية الحالية ان تستفيد من تجربة صدام حسين الفاشلة باستعادتها وعدم اللجوء الى اساليب القوة وانما بابراز الوثائق التاريخية التي تثبت عائدية الكويت للعراق ومراجعة الوثائق التي كانت في زمن نوري السعيد رئيس وزراء العراق في العهد الملكي الذي تفاوض مع بريطانيا من اجل اعادة الكويت الى ارض العراق ولم يكمل المهمة بسبب الانقلاب الذي دبره عبد الكريم قاسم .

Anonymous يقول...

الكويت جُزاً لا يتجزأ من العراق
وعلي كُل عراقي شريف ان يطالب بهذا الحق

Anonymous يقول...

شهاده آخرى من بين الشهادات
العميد الركن ق . خ
في نهايه السبعينيات ولااتذكر التاريخ بالضبط وعسى ان يسعفنى أحد الاخوان الذين كانو قد ساهمو بالعمل الذي ساذكره وانا متأكدآ تمامآ ماساقول .... كان لي اخآ يعمل في مديرية الامن العامه وقد ابلغني هاتفيآ بانه خارج لمهمه ويوصيني بعائلته ان لم يعود فلم اساله عن مهمته تلك ابدآ وتلك كانت سلوكيتنا باحترام المهام التي نكلف بها بممارساتنا للعمل الوظيفي ... وقد عاد بعد يومين ليخبرني بعودته وليلتقي بي قائلا انني لم أقل لك عن مهمتي وبعد ان انتهينا ساحدثك بها قلت انا مستمعآ لك كنت حينها ضابطآ في صنف القوات الخاصه ولعلني افقه سريه المهام التي نكلف بها قال لي يافلان ذهبنا نحن مجموعه الى الحدود العراقيه الكويتيه وقد وصل لعلمنا بان الكويتيون بين فتره واخرى يبنون دعامات حدوديه ونحن نرصدهم وقد صدر أمرآ لنا ان نذهب مع مجموعه لنزيح تلك الدعامات امام عسكرهم حيث كانو يشاهدون مانقوم به دون حراك بل وصلو الينا ليسألوننا ان كنا نحتاج الى البعض من الماء فاجبناهم بعدم رغبتنا لذلك وطلبنا منهم ان يغادرونا مبلغيهم في حاله تكرار ذلك ستكون النتيجه غير مرضيه هذه واحده من ممارساتهم الخبيثه.... ةتلك كانت تصرفاتنا ولكن للصبر حدود ياصانعي الحدود

أســد العـــروبة يقول...

أنني متأكد تماما كغيري ممن يعرف دنائة وخسة وعمالة شيوخ الكويت - من هذه الحقائق المذكورة أعلاه....وأزيد بأنني أذكر أن لي إبن خالة والدي وهو كويتي الأب، وأناديه بـ عمي بحكم سنه...وقد هاجر الى الكويت مطلع الـ 1954، فتعودت التشاقي والتناوش معه في موضوع الكويت...وذكرته بأنه هو من قال لي أنني هجرت مدينة الجبيل التي كان هو وإخوانه يقطنونها الى الكويت آنذاك...ثم ذكرته بأن الكويت طالما تتغنى بـ "دراويزها" والدروازه هي البوابة باللغة الهندية، والدراويز الأربع تحصر مدينة الكويت حاليا، أي أن الكويت كان حدودها من البحر شمالا، حتى الدراويز القائمين على خط واحد جنوب مدين الكويت حاليا...وهو قرب وزارة الداخلية، وحتى المقبرة التي عادة ماتكون في آخر الدنيا كما نطلق عليها، فهي قرب فندق الميريديان وقريب من شارع الدراويز. وللعلم فإن أبناء خالة الوالد يرحمهم الله جميعا كان في "شرق" أي قرب السوق في مدينة الكويت، ولم يكن هناك إلا "جبلة" أي إشارة الى غرب أو القبلة بالعامية والجهراء، والفحيحيل والأحمدي جنوبا. إذا كيف صعدت الكويت من فوق المطلاع 100 كيلومتر؟
أجيبونا ياحرامية الكويت من حثالة آل صباح

Anonymous يقول...

مقدم الشرطه الحقوقي مصطفى
كنت والعميد فهمي القيماقجي في زياره للكويت وكان يشغل منصب مدير شرطه النجدة رحمه الله كانت سفرتنا تلك بواسطه السيارات ونحن ندخل منطقه اسمها المطلاع والا بالمرحوم القيماقجي يخبرني بان الحدود الكويتيه كانت هنا بعد العام 1963 وما ان وصلنا الكويت والا به يخبر احد الضباط الكويتيين واسمه عبد الحميد الحجي وكانت جنسيته قبل ان يكتسب الجنسيه الكويتيه كانت عراقيه قال له القيماقجي بالنص هاي شوكت زحفتو للعبدلي مو كنتم بالمطلاع يايابه ..... ضحك عبد الحميد الحجي وغير ذلك الكلام ... تبآ لكم يامكتسبي الجنسيه وان غدآ لناضره لقريب

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..