يعرض الأستاذ ضياء حسن، في هذا المقال، جوانب من خفايا مايجري في العراق المحتل، من توزيع الأدوار بين العملاء وسيدهم، رب البيت الأبيض في واشنطن، والتي يؤدي (ضخامة الفطيس) دوراً محورياً فيها.
ماذا حدث بعد انتهاء لقاء السقيفة
وماهو(الكامخ) بين هرولة (المام) مرتين؟!!
1
ضياء حسن
لم تعد هناك من اسرار , فالتناوب بين اطراف اللعبة السياسية -الخيبة- صار مكشوفا بين الامر المطاع والتابع المطيع , فالجميع يجمعهم هدف واحد لا خلاف عليه وهو المضي في تدمير العراق وتخريب بنيته وذبح العباد على ان يترك لكل طرف من تلك الاطراف حرية اختيار الوسائل (الشفافة) لتادية دورها المرسوم دون ان تترك اثرا دالا على جرائم ارتكبت هنا وهناك بتنوع يسرع تنفيذ الواجبات المناطة بهم, وبما ينسجم مع ادعاء واشنطن الحرص على :
1 – الدعم المستمر- لما سمي بالعملية -السياسية الديمقراطية !!- ومساعدة العراق شعبا وحكومة !! .
2 – الاهتمام بامن العراق واستقراره !! .
3 –الاهتمام بتوسيع العلاقات الثنائية على جميع الصعد ,خدمة لمصلحتهما المشتركة!!.
وقبل ان نمضي في القاء الضوء على الحقائق المتصلة بما حدث في العراق خلال الفترة الاخيرة وطبيعة التوجهات التي شهدتها وبالتالي حقيقة النتائج التي اسفرت عنها , تجسيدا لحرص واشنطن على العراق( شعبا وحكومة ) وما تبالغ بابدائه من كلام عن الاهتمام بامنه واستقراره , كما اشرت لذلك في النقاط الثلاث اعلاه والتي وردت على لسان جيمس جفري السفير الاميركي في بغداد الذي يتولى قيادة ولاية العراق بموجب قرار بشر به المتحاصصين قبل عام (عزيزهم) بايدن نائب الرئيس اوباما , مبلغا اياهم بان البيت الابيض قرر تغيير التواجد الاميركي العسكري بتواجد دبلوماسي موسع ومؤمن بقوة امنية تتناسب واهمية الدور الذي اوكل لحشد جيش الدبلوماسيين المبلغ به سلفا و وبالمهمات التي سيضطلع بها مساعدة للعراق في مجالات سيادية لا يجوز تدخل الاجانب فيها وهي :
ا-تسليح وتدريب الجيش وقوات الامن .
ب- الشؤون النفطية .
ج- الاقتصادية .
د- السياسية .
ه- الامنية
و- تاهيله ليلعب دورا رئيسا ومؤثرا في بناء منطقة الشرق الاوسط الجديد .
والاهم من ذلك كله التركيزعلى دعم الديمقراطية التي جاءوا بها وصح ما توقعه العراقيون من انها لم تعط ولن امنا لاحد من اهل البلاد, وانما اعطت الامن للقتلة والارهابيين والمفسدين وناهبي ثرواتهم النفطية والمال الخاص والعام معا ؟!
واقول , قبل ان نقرا حصيلة الحراك الجديد ومن هم-ابطاله- الناشطون اود ان اشير الى ان جميع ما اوردته وساورده من تفاصيل ليس من عندياتي بل انه مستند لكلام متداول بين امر يستدعي او يزار , وبين مامورين يستدعون او يزارون بحسب الظرف او متطابات كل مراحلة من مراحل اللعبة الاميركية .
فصاحب واشنطن اليوم غير صاحبها بالامس , وبالضرورة لن يظل صاحب اليوم هو نفسه صاحبها في الغد ...
وصفحة التفتيت الراهنة – اقصد تفتيت العراق- تتطلب اساليب وعناصر موعودة ترى بتفتيت الوطن ضامنا يحقق لها مطامع شخصية وعائلية انفصالية تتطابق اكثر مع اهداف المخطط الاميركي –الغربي -الصهيوني لجعل العراق (مفدلرا) ليسهل توظيفه في تجزئة المجزا من الوطن الكبير في الربيع (العربي!!) وهو يانكي ويتوافق اليوم مع تجاسرحكام عرب بمشاركة قوات حلف الناتوالمعادية في عدوانها الاجرامي التدميري على الشقيقة ليببا في حرب مفتوحة تشنها على اهلنا المتمسكين بترابهم العربي على مراى ومسمع من العالم باسره وبضمنهم ادعياء الحرية والديمقراطية والسلام ومن يتباكون بحرقة عالية على حقوق الانسان , وهم ذابحوه وليس مستغربا ان يتكرر المشهد مع سورية !!
وبالعودة الى الفعاليات النشطة الاخيرة لصاحب السقيفة فيبدو ان تكليف الاتباع من الكرد, سبقه لعب اميركي تمهيدي لما يراد تمريره في المرحلة التالية من مخطط استكمال تغييب العراق عن ساحة الفعل الوطني والقومي وقد بدء بشد الحبل بين الاتباع اضعافا لهذه الجوقة التابعة , وارخاء له عن جوقة منافسة تابعة اخرى , يصاحب ذلك اختلاق لجوقات مضافة تمد اليد لواشنطن لاستجداء مكاسب تدرها المحاصصة , وان تم استبدالها بما اسموه بشراكة ( الوحدة الوطنية) !!!
وهي شراكة في المواقع اولا وفي المال العام المنهوب بعلم المحتل وبتغطية منه ثانيا ,ولكنها صحبت بصراع افتعله المحتلون بين علاوي والمالكي حول من هو احق بتولي تشكيل الوزارة , اهي الكتلة الحاصلة على اعلى عدد من عناصر المجلس الجديد ,في انتخابات فصلت نتائجها سلفا ؟!
وعلى الرغم من ان حساب النتائج استنادا للحسبة الغربية ترجح (علو) على (ملكو) الا ان حسبة (بايدن) اقتضت غيرذلك,اقتضت ان يظل الصراع بينهمامحتدما ليسهل له استغلال التصارع لتحقيق اكثر من هدف يخدم لعبته :
1- الايعاز لطرف ثالث يطرح مشروعا لحل الاشكالية وهي –مختلقة-ترجح كفة المالكي ليتولى منصب رئيس الوزراء مقابل اعطاء ترضية لاياد بتولي منصب وهو وهمي في الدولة ويعنى باتخاذ القرارات الستراتيجية , لا نص عليه في دستورهم , ووقع خيار (سيدهم بايدن) على مسعود البرزاني عبر زيارات مكوكية للعراق شملت الاقليم ورقة تستهدف فك الاشتباك بين الغرماء كما تتضمن شروط الاقليم لتسوية المشاكل بينه وبين حكومة المركز.
2-استغلال تولية المالكي رئاسة مجلس الوزراء لفترة ثانيةعلى حساب علاوي له ما يبرره اميركيا فهو الذي وقع على اتفاقية التعاون الستراتيجي التي ادت لشرعنة الاحتلال وفتحت ابواب العراق على مصراعيها امام واشنطن للتدخل في شؤونه السياسية والاقتصادية والنفطية والعسكرية والامنية حاضرا ومستقبلا , مما يسهل على البيت الابيض تمرير التمديد لبقاء القوات الاميركية في العراق وبما يرفع الاحراج عن اوباما الذي اعلن بان بقاء هذه القوات سينتهي مع نهاية العام الحالي , عام2011 وقد تحقق هدفهم بتكليف المالكي التوقيع على اتفاق جديد يمد بعمر القوات الاميركية لفترة اضافية بطلب من الاتباع استجاب له الاميركيون , وتلك هي المفارقة !!
3 – اقتناص فرصة التمديد للقوات الاميركية لتنفذ ما وعدت به جماعتي البارزاني- الطالبني لتسوية ما افترضته من مناطق متنازع عليها وبما يحقق اطماعهما عن طريق توفير الحماية لعناصر( البيشمركة الانفصالية ) وهم يتجاسرون على الارادة الوطنية بسلخ كركوك بكاملها , واجزاء من اراضي محافظات اخرى وضمها بالقوة للاقليم قبل مغادرة القوات الغازية للاراضي العراقية , فوعد بايدن يذكرنا بوعد بلفور الذي اعطى الصهاينة اراض عربية في فلسطين المحتلة وهي ليست ملكا له, وهكذا يفعل بايدن اعطاء اصدقاء الصهاينة من الكرد اراض عراقية لم تكن ملكا لهم يوما ما !
وكما اكد مستشار للمالكي ان جزءا من القوات الاميركية الباقية في العراق ستبقى في اقليم كردستان وقال عادل برواري لوكالة انباء كردستان ( اكا نيوز) ان وجود قوة عسكرية اميركية في الاقليم مطلب رئاسة الاقليم , لان الحكومة الاتحادية لم تعالج
مشاكلها مع الاقليم , ابتداء من المادة140 من الدستور المفروض على شعب العراق ولم يستفت عليه من العراقيين وقانون النفط والغاز وميزانية حرس الحدود البيشمركة - الذين لم يحرسوا الحدود ابدا - بدليل انهم تلاشوا امام العدوان الايراني على القرى الكردية الحدودية , وقبلها العدوانات المتكررة للمقاتلات والدروع التركية واخيرها وليس اخرها وقع مساء الخميس الماضي حيث شملت المدفعية التركية ببركات قذائفها احدى القرى الحدودية الواقعة داخل اراضي الاقليم عند الشريط الحدودي ضمن قضاء زاخو العراقي مما تسبب بايقاع ثلاث اصابات بين سكان تلك القرية المحروسة من قبل بيشمركة برزاني وليس بيشمركة طالباني المكلفة بملاحقة غضبة اهلنا في السليمانية والتسلل الى كركوك لهدف يهدد وحدة اهلها وسلامتهم!!
بقي ان نقف مليا عند ( الكامخ ) بين هرولة مام جلال مرتين , مرة هرولة الى جفري والثانية استقبالا له , لنقرا ماذا جرى فيهما , وماذا تقرر في اجتماع سقيفة المام , وما ذا سيجنى العراقيون والوطن من طبخة مريبة اوصى بها الاميركيون ويتولى انضاجها اتباع لا تشك واشنطن باخلاصهم لها بالمرة, فهم وان اختلفت مرجعياتهم الا انهم متوحدون في الاصطفاف امام (محراب) تلقي فتاواها واوامرها باريحية وشفافية ؟!
وحكاية الكامخ ترويها هرولة طالباني المتواضعة الى السفارة الاميركية التي يتندر العراقيون بتسميتها (دولة امرة) خصوصا وهي تقع في محيط جغرافي يتوسط بين مقرات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وهوامر اكد وحدة المكان وسهل سرعة الاستجابة لاستدعاءات السفير وتبادل الزيارات بين مسؤولي المواقع التي تعد افتراضا سيادية وبين اركان السفارة بسهولة وبغطاء من السرية وبعيدا عن العيون وحتى ان السفراء اعتادوا على متابعة جلسات مجلس النواب ميدانيا كلما تعلق الامر بقضية حساسة تستقطب اهتمام البيت الابيض ولم لا فهم من اهل البيت وادرى بشعابها ؟؟
وهكذا تم الاستدعاء وتمت الهرولة ,وكان المطلوب ان تتحقق الترضيات بين شهوات مختلف الاطراف على وفق مبادرة البرزاني التي حظيت بمباركة سابقة من العطوف بايدن .. وفي اثر الاستدعاء الذي جرى في اواخر شهر تموز الماضي بدا رئيس القصر الجمهوري اتصالات ولقاءات عاجلة توجت بانعقاد اجتماعات السقيفة وبتراض بين اطراف اللعبة السياسية وباقرار مشاريع تستجيب لما اوصى به السفير ومنها ما يحقق مصالح واطماع اميركية لا يقرها الشعب العراقي ولا تتوافق مع ارادته الحرة كونها تطيل امد الاحتلال وتفرط بوحدة الارض والشعب وتبقي خيراته منهوبة ومستقبله مجهول المسار .
وقبيل ان نطرق باب تفاصيل ما اسفرعنه لقاء الترضيات نعرج على الهرولة الثانية وتمت في شكل رد الزيارة من قبل السفير جفري للطالباني الذي ابلغه ان كل شيء تمام وبشره بان (الولاد) استجابوا لما اوصى به فعلا ...
فمذا تقرر وادخل السرور للسفير كما نقله بيان لاعلام القصر قال فيه :
((استقبل رئيس الجمهورية جلال طالباني السفير الاميركي جيمس جفري والقائد العام للقوات الاميركية في العراق الجنرال لويد استون وباقي اعضاء وفد السفارة الاميركية ,تم بحث نتائج اجتماع قادة الكتل السياسية وما تمخض عنه من اتفاقات ضمن ورقة اربيل , واجماع على تخويل الحكومة العراقية التفاوض مع الجانب الاميركي لابقاء عدد من القوات الاميركية لتدريب القوات العراقية بعد 2011 .
واضاف البيان ان الجانبين بحثا ايضا العلاقات الثنائية ومجمل تطورات العملية السياسية في العراق وسبل تسليح الجيش العراقي وتزويده بالمعدات التي تتلائم وحجم التحديات المستقبلية بالاضافة الى تعزيز الشراكة بين الجانبين في مختلف المجالات ضمن اتفاقية التعاون الستراتيجي بين بغداد وواشنطن.
واشار البيان الى ان السفيرالاميركي عبر عن ترحيبه وسعادته بتوصل قادة الكتل الى هذا الاجماع المهم حول ضرورة تعميق الوئام الوطني, وجدد السفيراهتمام بلاده بتوسيع العلاقات الثنائية مع العراق على جميع الصعد , واكد بان منفعة الطرفين تكمن في وجود علاقات قوية ومتجذرة تخدم المصالح العليا للشعبين الصديقين .
ومن جانبه اشار طالباني الى اهمية اجماع الكتل على الشراكة الحقيقية وعلى ضرورة تدريب القوات المسلحة العراقية وتسليحها وتجهيزها بالتعاون مع الولايات المتحدة) .
انتهى البيان الذي سمي بيان الجمعة وفي تقديرنا انه بمثابة وثيقة تعرف بما يضمر للعراق من وراء اهله من ترتيبات ومحددات تبقيه مثقلا بقيود الاحتلال وان خفض من حجم قوات الاحتلال المتبقية في البلاد وليحل محلهم جيش من الدبلوماسيين المتتلمذين مخابراتيا وهي وثيقة صادرة عن اجتماع شراكة بين طالباني والسفير الاميركي تكشف للعراقيين جميعا زيف ما يسمونها عملية سياسية عراقية في حين انها لا تحمل اي سمة عراقية , ترى كيف ؟!
هذا ما نجده مرتسما في نص البيان الذي اشر ارتياح السفير جفري وسعادته وهو يستمع الى طالباني وهو يبسط امامه تفاصيل نتائج المهمه المكلف بها والمنجزة ابتدءا بهدف جمع الراس على الراس بين لملوم السياسيين الذين يتصفون بالارتزاق وبالتالي ما توافقوا عليه من مواقف تريح اعداء العراق , وان اغضبت اهله , لان فيها ما يشكل تجاوزا على السيادة الوطنية التي لا تجيز التخابر مع الاجانب باستثناء التخابرعبر قناة الرئيس المكلف خاصة , وتقبل توجيهاته .
فلنتوقف عند النتائج التي اشرها نص البيان ومنه يتوضح لنا الاتي :
اولا – لفتت نظرنا طبيعة الحضور فالسفير لم يات لوحده بل حضر جلسة البحث ومعه قائد القوات الاميركية المحتلة للعراق مع باقي وفد السفارة الاميركية , ولم يحضره عن الجانب الاخر سوى طالباني مما يؤكد ان من كلف بالواجب حضر وحده ومن كلفه به جاء مصحوبا بوفد متعدد الاختصاصات اضافة لقائد عسكري وهذاما ورد في نص بيان القصر !!
فاذا كان اصطحاب السفير لقائد القوات يبدو مبررا ومسالة طبيعية لان الاجتماع يتصل بمسرحية اخراج عملية بقاء تلك القوات او ابقاء حجم منها لما بعد عام 2011 على انه تم استجابة لطلب عراقي مجمع عليه من قبل قادة الكتل , فما هومبرر وجود وفد السفارة في الاجتماع المخصص لاحاطة السفير بالنتائج التي تمخض عنها اجتماع الكتل .
والا ما معنى ان يشير البيان الى ان السفير والوفد المرافق له بحثوا مع طالباني نتائج ذلك الاجتماع ؟؟ والى اي شيء توصلوا وهم يبحثون قضايا تتعلق بالشان العراقي ولها علاقة باختصاصات وفد السفارة.... والله اعلم ؟!!
ثانيا –يستوقفنا ما تم بحثه في الاجتماع , كما ورد في نص البيان من موضوعات وهي :
1- ما تمخض عن اجتماع قادة الكتل من اتفاقات وردت في ضمن ورقة اربيل.
2-مجمل تطورات -العملية السياسية- .
3-تعزيز الشراكة بين بغداد وواشنطن في مختلف المجالات ضمن اتفاقية التعاون الستراتيجي .
4-تسليح وتدريب القوات العراقية المسلحة بالتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية (راي طالباني ) .
5-اهتمام واشنطن بتعزيز العلاقات الثنائية مع العراق , لان تحقيق منفعة الطرفين تكمن , بحسب راي السفير في وجود علاقات قوية ومتجذرة بين الشعبين الصديقين , وجاءذلك وهو يعبر عن ارتياحه وسعادته بنتائج الاجتماع اياه .
ونظرة متفحصة على البيان بالرغم من اقتضاب نصه تكشف لنا بالدقة مسارات التدخل الاميركي في الشان العراقي وصياغة محددات لمستقبله استعانة باتفاقية التعاون الستراتيجي الخيانية التي وقعها المالكي , ومعنى ذلك شراكة الولايات المتحدة للعراق في جميع المجالات دائمة لتكون علاقات البلدين قوية ومتجذرة كما
بشر بذلك السفير جفري وفقا لما نقله بيان القصر.
كما ندرك المرسوم للعراق اميركيا عبر وقفة متبصرة ثانية في النقاط الخمس التي اشرنا اليها سابقا بدءا من :
ا- اتفاقات الكتل ضمن ورقة اربيل التي مررها برزاني وقد بدا وكانه حلال مشاكل بين المتناحرين , استثمر الفرصة ليمرر من خلال هذا الدور المصطنع شروطا يرفضها كل مواطن عراقي شريف بما فيهم ابناء شعبنا الكردي الاوفياء لاهلهم العراقيين .
فاحياء المادة 140من دستور بريمر التي سقطت الى غير رجعة يعد تفريطا بوحدة العراق ارضا وشعبا , واقرارا لنهج صهيوني يسعى لتحويل البلاد الى دويلات قابلة للتقسيم بحسب ما خططت له ادارة بوش وغزت واحتل من اجله العراق .
ب- سلخ كركوك واجزاء من اراض عراقية اخرى من محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين وواسط توسيعا لمساحة الاقليم على غرار الزحف الصهيوني على حساب الحق العربي الفلسطيني .
ج- وضع اليد على ما تكتنزه الارض المنبسطة المراد سلخها من غنى بالخيرات الزراعية , اضافة الى المرتفعات الواعدة الغنية بالمعادن المكتشفة وغيرها كان قيد الاكتشاف قبيل العدوان , كما تحتضن مساقطة مهمة للمياه الصالحة في شمال الوطن والتي تغذي روافد الانهار في المنطقة وتعزز منسوب مياه نهر دجلة في زمن يتعرض فيه العراق الى بوادر حرب مياه تشنها ايران وتركيا .
د- استخدام الضم وسيلة لارضاء اطماع العائلتين الحاكمتين في المساواة بينهما في بسط هيمنتهما علي محافظتين اثنتين لكل منهما فبعد الضم الذي وعدوا به بدعم من واشنطن التي اكد عسكريوها انهم لن يغادروا العراق قبل ان تتم تسوية المشاكل المتعلقة بما اسموها المناطق المتنازع عليها بما سيتيح لعائلة جلال فرصة السيطرة على السليمانية وكركوك المترعة بالثروة النفطية .
وسيتيح هذا النزوع التقسيمي الاحتلالي المستهتر لعائلة مسعود فرصة تعزيز النفوذ على اربيل العاصمة ودهوك بما فيهما من ثروات نفطية وغيرها من الخيرات الطبيعة اضافة الى الرسوم الكمركية المتحققة من دخول المواد المستوردة من خارج العراق.
وبهذا يتخلص رئيس الاقليم (من وجع الراس) التاريخي الذي سببته له اطماع جلال في الانفراد بادارة الحكم في الاقليم الذي كشف عن اطماعه هذه-بحيل المحتل وليس بذراعه- وهو يعتبر كركوك قدس ثانية وهو يحتل خطا و في زمن غابر منصبا ليس على قياسه المترهل , اقصد اختاره بريمر رئيسا للعراق وادى القسم بالحفاظ على وحدته , لكنه وكالعادة سرعان ما نكث بالعهد كما فعلها اكثر من مرة (يتمسكن ويطعن من الخلف) مع الرئيس الراحل المرحوم جمال عبد الناصر والمرحوم الملا مصطفى البرزاني ومن بعده ابنه مسعود وكذلك مع الشهيد الراحل المرحوم صدام حسين ويفعلها اليوم مع العراق الذي اواه ومنحه هوية انسان ومواطن!!!
ه- تسخير هذا المشروع لخدمة اهداف المخطط الاميركي في سعيه للتوسع الصهيوني في المنطقة العربية وبالتالي منح اسرائيل فرص امتداد مصالحها الاقتصادية واستثماراتها لتاخذ موقعا فاعلا في مناطق محرمة عليها حتى الان , وان كانت استبقت الاحداث ببث خبرائها في انحاء مختلفة من الاقليم حتى قبل وقوع
الغزو فالاحتلال , مما يوفر بالتالي للسيد الاميركي فرصة تحقيق ابرز هدف في منظومة اهداف البيت الابيض من شن عدوانه على العراق وتمكينه من فرض الهيمنة على بلاد العرب بمجملها .
وكان من بين ما تم بحثه بين جفري والوفد المرافق وطالباني العازف منفردا , مجمل تطورات عمليتهم السياسية ويبدومن ذلك ان الجانب الاميركيون يمارس حقا لانه صاحب المشروع اصلا ومن حقه ان يبدي توجيهاته في تعديل مسارته لانه وصل الى طريق مسدودة لافتضاح اهدافه امام العراقيين , فهو كما يتصورونه لا يعدو ان يكون مشروعا يخدم مصالح الولايات المتحدة ولم يعطهم سوى:
ا- الموت والدمار ونهب الثروات والتجاوز على سيادة الوطن وتغييب العراق بالعدوان عليه عن اداء دوره القومي ليسهل على اعداء الامة الانفراد باشقائه كما يحدث لليبيا الشقيقة الان من دمار ومن ذبح جماعي لابناء شعبنا العربي الليبي على يد قوات الناتو الحاقدة وبمشاركة بعض القوات العربية الضالعة بمخطط اميركا والغرب العدواني , وليس مستغربا ان تشمل سورية العربية وشعبها البطل برذاذ هذا العدوان متى وجد الاعداء الفرصة السانحة , وهم يمهدون له بحرب تضليلية نفسية يشارك فيها بدور رئيس اعلام بعض الانظمة العربية وطبيعي اعلام الغرب والصهاينة ايضا .
ت- الدعوة الى احداث الشراكة وتعزيزها في العلاقة بين العراق والولايات المتحدة التي وردت على لسان السفير وماثله في الاشارة اليه طالباني , ولكن بحماسة لا تقل عن حماسة الاول ,فلا غرابة في ذلك فمضمونه يعبر عن غزل علني مقصود ومتبادل بينهما ازاء قضية يمعنون الترويج لها مزاودة على المركز واشعارا له بان التحالف الاوثق حاصل بينهما مما يوحي للاخرين ان جماعة الاقليم قد ضمنت تاييد واشنطن لمطالبهم في اي مفاوضات قادمة وهم يدركون جيدا ان ما يسعون له يضر بالعراق ويتعداه للاضرار بمصالح الامة العربية وبامن واستقرار عموم المنطقة , وهو هدف قديم- جديد دائم لطالباني .
ولان السفير ومثله الرئيس يرضعان من ثدي اميركي واحد فلا نستغرب ما ابدياه من حرص على بحث موضوع تدريب وتسليح القوات المسلحة العراقية واتفاقهما على ان تولي المؤسسة العسكرية الاميركية تلك المهمة وليس سوى التذكير بان العراقيين خبروا نمط التدريب الذي خضعت له مثل هذه القوات منذ العام 2003 وعلى اي نوع من السلاح واي مذهب قتالي تدربت .
ويكفي ان نشير الى طبيعة المهمات التي نفذتها هذه القوات الامنية منها اوالقتالية وملخصها المشاركة في تنفيذ مهمات ارهابية تطارد المواطنيين المناهضين للاحتلال ولسياسات الحكومة الطائفية واجتياح اماكن سكناهم وترويعهم واغتيالهم , وثمة مهمة اخطر تتمثل في مشاركتهم للقوات الاميركية الخاصة في الانزالات التي تقوم بها على بيوت المواطنين في مختلف المحافظات لمحاصرتهم ومنعهم من مقاومة المحتلين الغزاة وتصفية من يحاول الافلات من القبضة الاميركية حتى وان كان
طفلا او شيخا او امراة من ابناء العراق الجريح .
فكل شيئ مباح للمحتلين ولمن يدربونهم من مرتزقة ناكري الجميل !!
فهل ننتظر منهم خيرا الان اذا كان مدربهم قاتل شعبهم واذا كان مذهبهم القتالى نازي النزعة , وفاقد الشيئ لا يعطيه ؟؟؟
يتبع .... فللموضوع بقية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق