في أدناه الحلقة الثانية من ثلاثية الاستاذ ضياء حسن عن اجتماع سقيفة (ضخامة الفطيس) مبيناً فيها مخاطر هذا الاجتماع على حاضر ومستقبل العراق، ننشرها اعتزازاً بالكاتب ومقالته القيّمة.
الحلقة الأولى هنا
تحت رعاية (كاكه جفري)
أيها العراقيون تنبهوا.. خطر اجتماع السقيفة داهم!!
2
ضياء حسن
اذا كان المجمعون في ظل سقيفة طالباني كما تحدثنا عن ذلك سابقا قد اختلفوا من جديد فهذا من البديهات والمتوقع بمعرفة السفير جفري المحرك الراهن للعبة السياسية لانها اللعبة التي اختارته واشنطن ليكون قائدها .
ولكنه يعرف بانهم لم يختلفوا معه على اي شيئ يتصل بتطوير علاقاتهم الثنائية مع العراق بجعلها (قوية ومتجذرة!!) لا تقبل التفريق او التطليق كما هو حال الزواج الكاثوليكي !!
والسفير جفري واثق بان -المجميون المختلفين- لا يتقاطعون مع ما اراده البيت الابيض منهم حتى الان ويريده مستقبلا , فقد كانوا اسخياء وهم يمنحون شركات النفط الاحتكارية العالمية التي شملت بقرار التاميم الخالد:
1-امتياز الانفراد باستغلال الثروات النفطية الوطنية ومكامنها العملاقة في القاطع الجنوبي وهي شركات اميركية اوربية واخرى تابعة لدول ضالعة مع بوش في العدوان على العراق وبتسهيلات لا يعطيها الشقيق لشقيقة او اب لابنائه لما فيها من تفريط بمصلحة تعود لعموم العائلة.
2- منح شركة شل الابرز بين الشركات الاحتكارية في العالم حق التصرف بالثروة الغازية العراقية البكر في عموم حقول الجنوب والعملاقة ايضا , وبشيئ كبير من التفريط بالمصلحة الوطنية العراقية ,واحيطت الاتفاقية المبرمة بالكثير من التغليف , خصوصا وان مستشار المالكي كان اعترض عليها وقدم ملاحظات حولها وطالب بتعديلها لانها لا تتقاطع مع مصالح العراق وحسب , بل تتقاطع مع قوانين عراقية نافذة تتعلق بالشؤون النفطية واخرى سائدة تتصل بالشؤون المالية والتجارية للدولة .
وعندما تقرر عرض الاتفاق على (برلمانهم) للتصديق عليها-تحت الضغط طبعا- قدم ملخصها وليس نصها من دون ملاحقها التي تترتب بموجبها التزامات على الجانب العراقية تمتد الى ربع قرن – مدة سريان الاتفاقية- وهو جزء من السخاء المفرط في هبة الشهرستاني وسيده بياع الخواتم – لشل - !! .
3- كل ذلك تم استجابة لتوصية علنية من بايدن ويبدو انه (ماين)على جوقة مالكي- شهرستاني , فالعقود المبرمة جاءت ايفاءا لدين في عنق الديمقراطيين لما اغدق عليهم المحتكرون من اموال في تغطية تكاليف حملتهم الانتخابية , ومن اسعاف تال في تغطية تكا ليف استمرار العدوان .
ولا يحتاج السفير الى كثير من العناء في تحريك البيادق فقد عرفهم ووقف على ما يتطلعون اليه وما يسعون لتحقيقه من وراء المحاصصة التي استانسوها , فلهاذا صارت الفرصة سانحة امام جفري لتحقيق هدفين ستراتيجيين ليشكلا بداية حسنة لفترة ادامة التاثير في ادارة الحكم في العراق استنادا لجيش الدبلوماسيين هذه المرة وليس اعتمادا على قوات الجيش الغازي المطارد .
الهدف الاول يتيح فيه لواشنطن فرض السطوة لسفارتها على شؤون البلاد من دون منازع , بدءا من استكمال السيطرة على تسليح وتدريب قوات الامن والجيش العراقية , بتحديد نوعية الاسلحة التي تحتاجها استنادا للمهمات التي حددت لها بتنسيق بين القائد العام للقوات المسلحة المالكي مع الوالي الاميركي سلفا ولا يتجاوز الخفيف والمتوسط منها , مما يضعف العراق ازاء التحديات الخارجية ويبقيه خارج القدرة على مواجهتها اومعالجة المشكلات الداخلية محتاجا للاميركان ليمنح سفارتهم – الدولة - في بغداد فرصا كبيرة للتدخل في شؤون البلاد على مدى المرحلة المقبلة بحجة التنسيق والحماية وبوسائل ماكرة.
اما الهدف الثاني فيتلخص بتحقيق وعد قطعته واشنطن بتوسيع مساحة اقليم العائلتين المتناحرتين بضم اراض تستقطع من عدة محافظات مجاورة لاربيل والسليمانية ومن بينها ابتلاع كركوك واجزاء مهمة من نينوى وديالى وواسط , لم تكن تابعة في يوم ما للاقليم ولا لابناء شعبنا الكردي حصرا بل هي مناطق جسدت التفاعل بين جميع الوان الطيف العراقي ففيهم العربي والكردي والتركماني على حد سواء وفيهم التنوع الديني ,المسلم بمختلف مذاهبه وطوائفه , والمسيحي بمختلف مرجعياته الكنسية ,الذين تضمهم وحدة وطن وارض عراقية , لم تفرق بينهم فتن افتعلها المستعمر البريطاني الملعون في الماضي ,ولن يفرقهم المحتل الاميركي ولا فسق العمائم الصفوية , لا اليوم ولا غدا وهم يدركون تماما ان -فتنة الفدرالية -التي يغذونها ساقطة بحكم ارادة شعبية رافضة وباطلهم راحل من دون ريب .
ولكي ندرك حقائق ما يضمره اعداؤنا لنا وهم يمرحلون تنفيذ مخططهم خطوة , خطوة يستدعي ان لا نكتفي بمعرفة الهدف النهائي وجميعنا نعرفه جيدا ونقرا مبتغاهم بوضوح , ولكن ما اجد انه مطلوب في تفعيل مواجهتنا للتحديات التي تواجهنا هو يكمن في وعينا لما يدبر في كل مرحلة من مراحل تنفيذ مخططهم الشرير لنواجه ما مرحلوه فنعطل قفزهم لمرحلة تالية. وبهذا وهو ليس سهلا غير انه ليس صعبا ولا مستحيلا على القوى الوطنية والقومية ة والاسلامية المناهضة للاحتلالين الاميركي والصفوي اذا صعدنا ونوعنا ووحدنا تصدينا للمخطط العدواني في كل لحظة وكل زاوية وفي اتجاه كل هدف يتواجدون فيه وفي كل مرحلة من المراحل . ولا يغرنا فشل يلحق به في هذه المرحلة او تلك نتيجة تصدينا لفعله الشيطاني .
ولا يحبطنا فشل تدبير نتخذه في مواجهته , بل يفترض ان نستلهم منهما العزم والعبرة والدرس في المضي على طريق حسم المواقف لصالح العراق واهله بحساب ادق وتدبر اكبر لما ينتظرنا في قابل الايام من تحديات ومواجهات لنمسك بسارية النصر العراقي من جديد وفي يوم ابلج , كما فعلناه في الثامن من اب 1988 يوم جعلنا خميني يتجرع كأس الهزيمة بعد طول عناد .
فلنقرا معا تفاصيل صفحة العدوان التالية والتي يحضر لها الان السفير الحاكم العم جفري بتسهيل من اتباعه المحليين ممن باعوا الذمة منذ ان وطات اقدامهم ارض الوطن خلف دبابات اليانكي المحتل .
ونعتقد ان القراءة الصحيحة تتطلب ان نتوقف لبرهة معقولة امام خاتمة الدور الذي اناطه جفري السفير بالطالباني الرئيس!! وبالدقة ما ابلغه الاخير للسفير من اجماع الكتل التي حضرت لقاء السقيفة على كل شيئ يتصل بعلاقةواشنطن بالشان العراقي مدنيا وعسكريا , بعد ان استتب لهم الامر ووضعوا ايديهم على الثروة النفطية والغازية في العراق اي انهم امسكوا بالقوة الضاربة امنيا وقتاليا , وكذلك بعصب البلاد الاقتصادي .
والامساك بهما يؤدي تلقائيا الى ابقاء هيمنة واشنطن على القرار السياسي بوجود القوات الاميركية او بعضها استنادا لطلب ذاتي من الاتباع او وهذا هو الاصح الايعاز للاتباع بطلب ذلك وهذا ما وقع فعلا قبل انعقاد لقاء السقيفة الذي اريد به حث الرئيس لان يستيقظ من غفوة امتدت طويلا خارج حدود بغداد العاصمة وهو معذور لانه بلا صلاحيات الا اذا استدعي لامر ما , وهو صاحب نكتة ومردد جيد للنكات !!
ولابد ان نسال قبيل الخوض , الحديث عن خاتمة لقاء السقيقة لماذا عزف جميع رؤساء الكتل الحاسر منهم والمعمم والمعكل عن سؤال طالباني عن سبب صمت القوات الاميركية على القصف الايراني للقرى الحدودية العراقية وصمتهم على الصواريخ التركية التي تنهال على القرى العراقية المتاخمة لتركيا وحتى لم نسمع لهم صوتا واحدا مستنكرا هذا الفعل الاجرامي ولو عن طريق الناطقين الرسميين الذين يتقيئون تصريحا تلوالاخر كلما اتصل الامر بدعم اي فعل مضاد لحق الشعوب في التحرر من ربقة الهيمنة الامبرالية والقهر الاستعبادي , بل على العكس من ذلك اكد ناطق رسمي اميركي تاييد واشنطن قيام جيش اوردغان بالاغارة على الاراضي العراقية , ليس الحدودية بل الواقعة في العمق مما شكل تجاوزا وقحا على سيادة العراق.
ولو كان هذا السؤال الافتراضي قد طرح على السفير من قبل طالباني بتكليف من المجمعين او بدون تكليف بصفته رئيس ومن ثم بكونه محاصصا في ادارة الاقليم المفجوع اهله بقصف من اصدقائه الايرانيين ومن حلفاء العم سام الاتراك , خصوصا ان الحجة معهم ولا تتطلب منه سوى تذكير السفير بنص الفقرة السابعة والعشرين من الاتفاقية الامنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة التي تلزم واشنطن بحماية العراق وفقا لنصها الاتي الذي ذكرت به وكالة انباء كردستان –اكانيوز- (( في حال نشوء اي تحدي او مخاطر خارجية تهدد الامن والاستقرار والاقتصاد والسياسة العراقية فان اميركا ملزمة برد التحدي ولكن بطلب من الحكومة العراقية )) .
وهنا يطرح اكثر من سؤال اذا كان طالباني يلتحف بالجزء الاخير من هذه الفقرة على اساس ان التدخل يكون بطلب من الحكومة وليس منه , فلماذا لم يكلف نفسه حث ما اسماهم بالقادة وهم اطراف في الحكومة ليكلفوا المالكي بدعوة الطرف الثاني – المحتل- الموقع معه على الاتفاقية الامنية , كما تحمسوا عندما كلفوه بتوقيع اتفاقية مد فترة وجود القوات الاميركية في العراق!!
فما مبرر امتناعهم جميعا عن مجرد توجيه مثل هكذا سؤال الى المالكي وللسفير ويطالبهما بتنفيذ ما الزمتهما به الاتفاقية اياها من نص واضح , الاول لتلكؤه حتى الان عن دعوة الاميركيين لتنفيذ التزاماتهم والثاني لمسارعة ناطق باسم خارجيته بتبرير العدوان التركي والادعاء بانه يشكل دفاعا عن النفس والصمت ازاء عدوان طهران ؟!!
واواصل اسالتي واقول , هل عبر القادة عن سر صمت القوات الاميركية عما تمارسه ايران من دور اجرامي بحق العراقيين داخل مدنهم , ولماذا لا تتدخل لوقف تسرب عناصر ميليشياتها عبر الحدود ويعترف عسكريو اميركا في العراق بهذا , ولكنهم لا يحركون ساكنا للتصدي له وايقافة , هل لان (ماكوا اوامر) بصدده , ام ان تدليسهم على ما تفعله القوات الايرانية المتسللة يتوافق مع توجهات واشنطن لتصفية اهلنا الناهضين بمهمات مقاومة المحتل الاميركي ورفض التعامل معه حتى يرحل عن البلاد اخر جندي اميركي عن ارض العراق الى غير رجعة ويعود الحق لاصحابه العراقيين .
وهناك الكثير من التجاوزات على الحق العراقي في مياهه وثرواته النفطية وماله العام واثاره التي يعود تاريخها الى سبعة الاف سنة يسكت عنها وهي تسرق وتهرب الى الخارج بعلم اميركي – بريطاني .
والاغرب فيما هرب وما يزال يهرب حتى الان من قبل القوات الاميركية او بمساعدة منها وبمشاركة من يهود متخصصين بفحص الرقم الدالة على قدم الحضارات في بلاد الرافدين والاتجار بها , كما اشارت لذلك وكالات الانباء العالمية مؤخرا !!
ولم يكلف هؤلاء القادة انفسهم مشقة توجيه سؤال للسفير الاميركي وصاحبه البريطاني عن دور القوة البريطانية الباقية في العراق تحت تبرير حماية خطوط الملاحة العراقية من مخاطر وقف تدفق النفط الى الاسواق العالمية وضمان ادامة سلامة السفن العراقية والاجنبية التجارية في القناة العراقية الرابطة لمينائي الزبير وام قصر بالخليج العربي وكذلك ضمان حرية حركة السفن والقطعات التابعة للقوات البحرية العراقية في هذا الممر الوطني الدفاعي المهم والتي يفترض ان يتولى البريطانيون تدريب هذه القوات لرفع درجة استعدادها القتالى دفاعا عن العراق وعن سيادته على مياهه وتامين سلامة موانئه وقواعده البحرية , فكيف نفسر اغفال لندن وواشنطن لمشروع الكويت بناء ميناء مبارك في مساحة مائية حساسة تضيق الخناق على خط الملاحة العراقي في حين تمنح الكويت امتدادا مضافا في خور عبد الله على حساب الحق الطبيعي للعراق في الممر المائي في هذا الخور الستراتيجي ؟؟
والاقبح من هذا , علام صمت القادة على ممارسات قوات الاحتلال في مهاجمة المدنيين العزل في بيوتهم عن طريق الانزال الاميركي من الجو وباستخدام امثل لرعاع القوات التابعة للمالكي والموضوعة تحت امرة القيادة العسكرية الاميركية لتلعب دور محاصرة البيوت المستهدفة بالانزالات في جميع انحاء العراق وفي الغالب تنتهي تلك العمليات بقتل افراد الاسر العراقية في بيوتهم .
فمرحى لمن استشهد , والعار للقتلة ولكل من صمت على تلك الجرائم المرتكبة من قبل المحتلين وحدهم او بانفراد قوات المالكي في الاغارة المتكررة على بيوت في احياء وقرى عراقية منتقاة لدهمها و ذبح من فيها,استنادا لوشاية من المخبر السري الماجور , فلا من بين هؤلاء من اعترض , ولا بينهم من حزن فالجميع ضالع بالسكوت على عمليات تستهدف ابادة المواطنين المقاومين للاحتلال وحتى الذين رفعوا عقيرة معارضته ؟!!
وهذا ما سنقف عنده في الحلقة الثالثة والاخيرة لنلقي الضوء على ما اسفر عنه لقاء سقيفة الرئيس المتواضع ولنتصفح المجمع عليه ونراجع المواقف والاتصالات التي تلته , وبماذا اوحت لنا من احتمالات لتصور ما سيقدم عليه المحتل في المرحلة المقبلة تمريرا لاهداف جديدة تمعن في التجاوز على وحدة الشعب والوطن , تماما كما خططت لذلك ادارة بوش الجمهوري وتلتزم ادارة اوباما الديمقراطي بالعمل على استكماله .
وليس علينا الا ان نتابع المتوقع حدوثه بل الحتمي وقوعه
استنادا لما اجمع عليه قادة الكتل وصرح به طالباني شخصيا ونقله الى السفير اولا, ولشريكه في القسمة الموعودة في قرار بوش بتحرير العراق من اهله، مسعود بارزاني!!
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق