موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

رياض الدباغ.. عالماً عربياً مرموقاً.. مبروك


 
تفرح عندما تسمع خبراً طيباً يخص عالماً عراقياً أو عربياً، بلغ درجة علمية مرموقة أو نال تكريماً على بحث علمي أو منجز مهم توَّج به مسيرته الشخصية، وتفرح أكثر إذا كان ثمة علاقة شخصية تربطك بالمحتفى به.
ومن بين تلك الأخبار السارة، كان خبر اختيار الصديق العزيز الأستاذ الدكتور رياض الدباغ، من قبل مؤسسة أكاديمية علمية أمريكية، واحداً من أفضل 2000 أكاديمي في العالم.
وفي أدناه مقال، وصلني عبر البريد الألكتروني، كتبه الاستاذ الدكتور سمير بشير حديد، مستعرضاً فيه جوانب من السيرة العلمية والشخصية الوضاءة للدكتور الدباغ.
مبروك للدكتور الدباغ، ومبروك للمسيرة العلمية التي بناها النظام الوطني الشرعي في العراق، بهذا الانجاز العلمي الكبير.

مصطفى

بمناسبة اختياره  واحداً من افضل 2000 اكاديمي في العالم
رياض الدباغ  نجم ساطع في سماء التعليم العالي في العراق... 

الاستاذ الدكتور سمير بشير حديد
يشرفني أن اكتب اليوم عن أحد رجالات الموصل المعروفين ابن الأرومة الطيبة ابن الحدباء، ممن تركوا بصمات واضحة في مسيرة العراق العلمية والثقافية والأكاديمية، مهنئاً إياه بمناسبة تكريمه من قبل مؤسسة أكاديمية علمية في أمريكا، باعتباره واحدا من أفضل (2000) شخصية أكاديمية في العالم لعام (2010)، وهو أخي العزيز وزميلي الكبير الأستاذ الدكتور رياض حامد الدباغ رئيس الجامعة المستنصرية في بغداد قبل الإحتلال.

الدكتور رياض الدباغ علم في رأسه نار؟
من منا سيما أهل الموصل لا يعرف الدكتور الدباغ الذي كانت له أياد بيضاء طيلة مسيرته الحافلة بالمنجزات والعمل المثابر الجاد منذ أن كان طالباً في جامعة الموصل، فقد تعرفت إليه وكان يسبقني بثلاث مراحل دراسية. وتخرج من الجامعة، وتعين فيها، وحصل على إحدى بعثاتها الدراسية التي خصصت لخريجي جامعة الموصل، حيث كان الأستاذ الدكتور محمود ألجليلي مؤسس جامعة الموصل ورئيسها الأول له بعد نظر طويل فخصص (100) مئة بعثة دراسية لخريجي الجامعة من المتفوقين؛ لإكمال دراستهم في التخصصات التي تحتاجها الجامعة؛ فغادر أعداد كبيرة إلى بريطانيا وأمريكا لغرض الدراسة والحصول على شهادة عليا. وكان ذلك بفضل الأستاذ ألجليلي صاحب الفكر الثاقب والرأي الصائب الذي كان يؤمن بأن هذه الجامعة لا يبنيها إلا أبناؤها المخلصون لوطنهم وأمتهم... وأثبتت الأيام صحة ما تبناه الأستاذ ألجليلي ونادى به، وخير دليل على ذلك أن الدكتور رياض الدباغ كان من بين هؤلاء الذين بنت الأوطان عليهم الآمال، فقد وفق في الحصول على قبول في جامعة لندن، التي أنهى الماجستير فيها بسنة واحدة، ثم بدأ بدراسة الدكتوراه التي أنهاها في سنتين وثمانية أشهر وبأقل من المدة الدنيا وهي (3) سنوات... ولما تميز به من جد واجتهاد، ولما تسلح به من علم وثقافة ومنهج فقد لفت أنظار الأساتذة فيها، ما جعلهم يعتمدون عليه، فعمدوا إلى تعيينه معيداً ثم مدرساً في أثناء مرحلة الدكتوراه.
وكان الدكتور الدباغ وفياً لوطنه وجامعته، إذ آثر العودة إليهما على البقاء في بريطانيا على الرغم من العروض التي انهالت عليه بعد حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة لندن، إنه الإيثار بعينه، والإخلاص الذي عز في تلك الأيام، وهذا دليل على الأصالة والخلق والمبدأ وتحقيق الذات في وطن أعطى ليأخذ، ونعم ذلك العطاء الذي رُد بالتضحية والكفاح. وعاد الدكتور الدباغ إلى العراق إلى جامعته الأم، جامعة الموصل؛ لشموله بقانون رعاية أصحاب الكفاءات وتم تعيينه مدرساًُ في قسم الجيولوجيا. وهنا حدثت مفارقة عجيبة - بعد أن عاد الدكتور الدباغ وقد حصل على الماجستير والدكتوراه بمدة أقل من(4) سنوات- تتمثل في أن القانون لا ينصفه من حيث استحقاق الخبرة... لكن ديوان الرئاسة من منطلق حرصه على أبناء الوطن، لا سيما المتميزون منهم، فقد وجد حالة الدكتور الدباغ فرصة لإنصاف المتفوقين من أجل استقطابهم، والإفادة منهم، ما جعله يصدر قراراً بأن كل من ينهي دراسته بأقل من المدة يمنح مكافأة للمدة التي كسبتها الدولة نتيجة إكماله الدراسة بأقل من المدة، وبذلك استحق د. رياض القِدم سنتين كاملتين. حقاً إنه لا يعرف الفضل لذوي الفضل إلا ذوو الفضل.
وبدأ الدكتور رياض الدباغ الدوام في قسم الجيولوجيا. وهو القسم الذي تخرج منه ، ليعود إليه أستاذاً... وبعد حوالي السنة، أي: في عام (1976) تم تعيينه رئيساً لقسم الجيولوجيا... فوجد لزاماً عليه أن يرد بعض الجميل لهذا القسم الذي تعلم فيه وعاد إليه من أنه أخذ يتفقد أحواله بدقة، ويخطط لترميمه وتجديده وتطويره، لا سيما أنه عائد بنزق الشباب، وذوق أوروبي حضاري، وانتماء المحب الصادق... وأول ما جذب انتباهه بناية القسم القديمة المتهالكة التي تشكو مر الزمان وعبث الدهر وإهمال الإنسان... فعزم على عدم ادخار جهد في سبيل البدء بمشروع بناية حديثة للقسم، وقد أثمرت الجهود التي تمخض عنها إنشاء بناء حديث، وهو ذلك البناء الشامخ الذي ظل في موقعها الحالي، ولم يكتف بذلك بل أصر على أن يكون التأثيث جيداً يليق بقسم علمي متطور، وتم التفاوض مع عدد من الشركات من خلال لجنة ترأسها عميد كلية الهندسة في حينه د. أنيس الليلة وعضوية د. رياض الدباغ ود. زكي الجبوري، وتم الحصول على الموافقات التي كانت صعبة؛ لتأثيث القسم كاملاً من قبل شركة ألمانية وبمبلغ زهيد جداً (110 مائة وعشرة آلاف دينار) ويعتبر قسم الجيولوجي، أول قسم في الجامعات العراقية يؤثث من شركة أجنبية. وتولى بعد ذلك ولمدة قصيرة عمادة كلية العلوم، وفي عام (1977) تم تعيينه مساعداً لرئيس جامعة الموصل، وقد استطاع نقل تجربة قسم الجيولوجيا إلى أقسام أخرى، وكان يعمل على تأثيث كل أقسام الجامعة فبدأ بأقسام: الفيزياء، وعلوم الحياة، والكيمياء، ومن ثم إلى كلية التربية الحديثة، وهكذا بقية كليات الجامعة.
لاحظ الدكتور رياض الدباغ خلال عمله مساعدا لرئيس جامعة الموصل أن بريطانيا بدأت ترفع الأجور الدراسية للطلبة بشكل كبير مع إضافات تفرضها على الطالب كشراء الأجهزة التي يحتاجها في العمل والدراسة؛ لذلك قرر فتح المنافذ على جامعات أخرى لا تطلب أجور دراسية كالجامعات الفرنسية، فسافر إلى فرنسا (كليرمون فيران) ووقع اتفاقية بينها وبين جامعة الموصل لفسح المجال للمعيدين؛ لإكمال دراستهم في فرنسا ومنهم السيد رئيس الجامعة الحالي الدكتور أبي سعيد الديوجي، وكذلك تم فتح منافذ مع الجامعات السويدية من خلال اتفاقية مع جامعة (اوبسالا) السويدية لنفس الغرض.
وفي عام (1982) صدر مرسوم جمهوري بتعيين الدكتور رياض الدباغ رئيساً للجامعة المستنصرية، وحينما رأيته كان حزيناً؛ لأنه سيغادر الموصل إلى بغداد، لأن هذا الرجل مسكون في حب الموصل وجامعتها، لكن لا بد من ذلك، وهنا حري بي أن أشير إلى حادثة سبق للدكتور رياض أن اخبرني بها ولا يعلمها إلا القليل وهي أنه في عام (1981) جاء وفد إلى جامعة الموصل وقابل الدكتور رياض وأبلغوه انه مرشح كرئيس لجامعة السليمانية، وأنهم يريدون معرفة رأيه، فأبلغهم في حينها أنه جندي يخدم العراق في أي مكان وأي موقع يطلب منه، ولكن يعتقد أنه من الأفضل تعيين شخص كردي في تلك الجامعة لأنه (أي د. رياض) لو ذهب إلى هناك فان التعاون معه سيكون محدوداً، في حين أنه إذا تم تعيين أكاديمي كردي يكون ذلك أفضل، وأخبرهم أنه لديه مرشح يليق بالموقع وله خبرة جيدة، وهو عميد كلية الزراعة في جامعة الموصل (د. خسرو غني شالي)، فشكره الوفد وغادر، ويظهر أن هذه الالتفاتة لاقت تقديراً كبيراً لدى المسؤولين، بسبب اقتراحهم عليه لتسلم منصب، لكنه آثر المصلحة العامة للوطن على مصلحته الشخصية، فآثر غيره على نفسه، ما جعل لهذه القضية وقعاً كبيراً لديهم، عرفوا من خلالها إحدى الخصال التي يتميز بها هذا العالم الجليل من الأخلاق، ما دفعهم إلى عدم استشارته في مثل هذه الحالات بسبب تواضعه، فأصدروا له مرسوماً يقضي بتعيينه رئيساً للجامعة المستنصرية.
لقد استطاع الدكتور رياض الدباغ بذكائه وحنكته أن يحافظ على موقعه هذا؛ لفترة تجاوزت العشرين عاماً فكان حريصاً ومثابراً ونشيطاً، ما دفع الدكتور سلمان الواسطي إلى أن يكتب عنه في كتاب "هؤلاء في مرايا هؤلاء" الذي أصدره الصحافي المعروف مؤيد عبد القادر:
"أن الدكتور رياض الدباغ "المثقف العضوي .. والإنسان الشامل" رجل يومه ثلاثون ساعة، يستريح ست ساعات، ويعمل أربعاً وعشرين ساعة... إدارة ناجحة لواحدة من أكبر جامعات العراق، الجامعة المستنصرية، عضوية فاعلة في المجمع العلمي، وفي هيئة الرأي في الوزارة وفي العديد من اللجان والمجالس العلمية والأكاديمية ورئاسة هيئة البحث العلمي في العراق، إضافة إلى عضوية العديد من اللجان والهيئات العلمية والإدارية والثقافية في المؤسسات الرسمية والمنظمات الشعبية المهنية: نقابة المعلمين، ونقابة الجيولوجيين، والمجلس الأعلى للجمعيات العلمية، ورئاسة جمعية الصداقة العراقية – الألمانية التي لا زالت تعتز بحضوره وتعد رمزاً وطنياً عراقياً".
يضاف إلى ذلك حضوره الدائم والمتميز باسم العراق في المؤتمرات والندوات العلمية الدولية، فحيثما بحث موضوع "الماء" وفي أي جزء في العالم، وجدت البروفسور الدباغ باحثاً أو عضو مؤتمر أو رئيس جلسات: انتخب نائباً لرئيس المجلس الحكومي للبرنامج الهيدرولوجي الدولي في (فانكوفر كندا) وممثلاً للعراق في اجتماعات المجلس الحكومي للمياه التابع لليونسكو في باريس، وعضواً في لجنة وضع الخارطة الهيدرولوجية للوطن العربي.
إن الخوض في غمار حياة الإبداع لحبيبنا الدكتور رياض الدباغ يحتاج إلى عدة مقالات، لا بل يحتاج إلى تأليف كتاب، فهو أهل لكل إطراء، ويستحق كل مودة ومـحـبـة. 
وصدق فيه قول الشاعر:
فَتىً تمَّ فيه ما يَسُرُّ صديقَهُ    علَى أنَّ فيه ما يَسُوءُ الأَعَادِيا


هناك 4 تعليقات:

رياض الدباغ يقول...

الاخ العزيز والصديق الوفي الاستاذ مصطفى المحترم

أجمل التحيات وأحرهاوأعطرها بمناسبة شهر رمضان المبارك
والشكر الجزيل على كلماتكم البلسمية الرائعة والمسطرة في مدونتكم الساطعة والجريئة والتي يسعدني متابعتها لما تحتويه من حقائق لفضح العملاء وأعوانهم
بارك الله بك وبقلمك السيف والذي سوف يبقى مسلطا على رقاب من اساءوا الى العراق وأهل العراق

مع خالص الشكر وعظيم التقدير

أخوكم رياض الدباغ

مصطفى كامل يقول...

اخي الكريم الكبير الاستاذ رياض الدباغ المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ارجو ان تكونوا بخير

واشكرك على مبادرتك الكريمة بتهنئتي برمضان اعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات، وعلى امتنا وشعبنا بالنصر والعز

اما بالنسبة لاطرائك لي والله انما ينبع هذا من حسن خلقك النبيل ومعدنك الأصيل، وارجو من الله ان يوفقني لأبقى كما تنظر، والخيرين، الي.

ولم أقل ماقلته بحقك، وهو قليل، الا وفاء لرمز عراقي اصيل، متميز، يعرفه الجميع بنبله وحسن خلقه وطيب معشره، وغزير علمه، ولا انسى على الاطلاق اننا ترافقنا في رحلة الى الاردن ايام الحصار وتشرفت بالجلوس بجانبك وكانت فرصة لاتعرف عن قرب على رياض الدباغ الانسان، وانت تعرف ان السفر له ميزة خاصة في التعرف على الرجال.

مبروك لك هذا اللقب العلمي المتميز واتمنى لك مزيدا من النجاح

سرور ميرزا يقول...

عزيزي أبو عبد الله

إعتدنا وبكل شوق متابعة مدونتك الرصينة والخلاقة وأخبارها وتحليلاتها الرصينه والهادفة

كما إن من عملها صحفي وإعلامي معروف بوطنيته وجرأته ويصلك الى الحقيقة المطلوبة
بارك الله فيك وننتظر المزيد
كما ان مدونة وجهات نظرأصبح لها إطلاع واسع

مصطفى كامل يقول...

سلمت اخي الاستاذ سرور

اذا كان لي من ميزة فهي بكم ، فانا واحد ممن تربى في تلك التجربة الوطنية الرائدة الخلاقة، وامن بها وما انا الا نتاج العراق المقاوم البطل وشعبه الصابر

اشكرك على كلماتك الرقيقة التي تنم عن طيب معدنك الاصيل.

دمت ودامت صداقتنا التي اعتز بها كثيرا

ولك وللاصدقاء في جلساتنا الشيقة محبتي

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..