بإسلوبه الساخر وقلمه الرشيق، يرسم صديقي الشاعر العراقي جواد الحطاب، صورة كاريكاتيرية للواقع العراقي، ومع انني أنشر مقالته هنا، الا انني أخالفه الرأي تماماً، فمغامرات (توم وجيري) ممتعة وجذابة وتشد الكبار والصغار معاً، أما مايجري في العراق من مغامرات، فهي سخيفة وممجوجة وممهورة بدم العراقيين، و(أبطالها) ليسوا الا خنازير قذرة، مع الاعتذار للحطاب، الصديق..
توم و جيري .. ودعوة "عيدي أمين " !!
جواد الحطاب
كما في التلفزيون تماماً، فإن مسلسل افلام الرسوم المتحركة يتحرك امامنا ويتطابق في الاحداث واللعب من دون الوصول الى نتيجة ، وكأنه يتمثل حكايات شهرزاد في "الف ليلة وليلة" التي تستمر بشكل يومي .
ليس هناك من خاسر .. ليس هناك من منتصر ، والجميع "يتونسون" بما فيهم ممثلو الادوار الثانوية ، وكل ذلك على حساب المتفرج المغلوب على وقته .
" tom " و"jerry" شخصيتان محببتان في خصام دائم ، وقد وجدا صداهما في الحياة العراقية الجديدة ، بحيث لا تحتاج الى ان تسمي "فلان الفلاني" باسمه الصريح او "علان العلاني" بكنيته او لقبه العلمي ، يكفي ان تقول توم او جيري ليعرفهما المواطن وبذلك اراحا واستراحا.
واذا كانت معارك الخصمين في التلفاز لا تؤذي احدا وانما تجلب التسلية ، فان الخصمين الآخرين ينقلان خصوماتهما الى الشارع ، بحيث يصبح الشارع جزءا من (لوكيشين) الصراع ويشارك بالاحداث حدّ مسيل الدم وازهاق الارواح !!
ولذلك ساقترح عليهما الحلّ الذي تقدم به ذات يوم الفيلد مارشال عيدي امين دادا الزعيم الافريقي الذي حكم اوغندا للفترة من 1971 الى 1979 حين ناصبه العداء رئيس الولايات المتحدة الامريكية ، ولا يحضرني اسمه الان، لكن الحادثة شهيرة وهي معروفة لمن عاش تلك الفترة او تابع احداثها السياسية.
(ومن الجدير بالذكر ان المارشال امين صاحب خفة دم لعلها الاولى من بين رؤساء العالم ، خصوصا مع خصومه من الزعماء السياسيين، واشهر تعليقاته التي تحضرني الان تخص خصمه رئيس جمهورية تنزانيا جوليوس نيريري الذي كان جميلا ووسيما ، فقال عنه امين ،على الهواء وفي نقل مباشر: لو كان نيريري امرأة.. لتزوجته ؟!! وقد قامت الدنيا يومها بين شعبي الرئيسين ولا ادري متى قعدت ؟!!).
قلت: سأقترح على توم و جيري العراقيين ما اقترحه (صاحب السيادة فاتح الامبراطورية البريطانية، الحاج الماريشال الدكتور عيدي أمين دادا، الرئيس مدى الحياة لجمهورية اوغندا، القائد الاعلى للقوات المسلحة الاوغندية، رئيس مجلس الشرطة والسجون) حين تحوّلت الخصومة بينه وبين الرئيس الامريكي الى عداء شخصي انسحب على حياة بلده وطال مرافقها الاقتصادية، فعبر مؤتمر صحفي حضرته كل وكالات الانباء، قال امين: انني ادعو الرئيس الامريكي الى نزال بالملاكمة بيني وبينه لنفضّ القضية دون الاضرار بمصالح الشعب، وانا مستعد لان اربط احدى يديّ الى ظهري وألاكمه بيد واحدة !
وعلى الرغم من دكتاتورية الرجل ودمويته الا انه كان منصفا ومسؤولا في اقتراحه هذا.
الان .. ومن خلال كل المعطيات والوقائع على الارض ، فان الخصومة بين توم وجيري تحولت الى عداء شخصي، تدفع ثمنه مصالح الناس وارزاقهم واعمارهم ايضا، فلماذا لا "يفضون القضية" وبحسب مقترح الرئيس الاوغندي، والذي يفوز فان له مكافأة من عندي هي : حصتي التموينية لما تبقى من السنة .
ملاحظة:
هناك تعليقان (2):
من اخوكم د عدنان العبيدي
رائعه واحسدك حسد الاحباء يا استاذنا مصطفى على صديقك الاستاذ جواد الحطاب بانتظار ماسيجود به لنا
شي روعه مشكور
إرسال تعليق