داوود البصري
تحركات غريبة ولافتة للنظر حينما يستعين زعيم حزب »الدعوة« الطائفي رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بارهابيين دوليين لمحاولة حلحلة أزمات نظامه المتجذرة ? وما أعنيه تحديدا هو استعانة رئيس حكومة العراق العلنية بالارهابي الدولي والعميل الايراني المدعو جمال جعفر محمد ابراهيمي المعروف بـ" أبو مهدي المهندس"!
أبومهدي المهندس |
والشخص المذكور لمن لايعرفه من المتابعين الكرام هو أحد كبار الارهابيين والعملاء العقائديين للنظام الايراني الذين أسسوا وتبنوا أسلوب العمليات الانتحارية في مقارعة خصومهم حتى قبل تنظيم القاعدة الارهابي الذي يبدو أنه تعلم تكتيك الارهاب المتقدم منه ومن أمثاله من أهل المعسكر الارهابي الايراني المعروف.
فأبو مهدي المهندس اسم ارهابي شهير وغني عن التعريف, وظهر على مسرح الأحداث من خلال البوابة الكويتية, وتحديدا دوره اللوجستي الفاعل في عمليات الارهاب البشعة التي ارتكبها حزب »الدعوة« بتنسيق مع مخابرات حرس الثورة الايرانية في الأحواز وكذلك المخابرات السورية في يوم 12/12/1983 حينما كانت بداية تلكم الأحداث باقتحام ارهابي دعوي يدعى رعد مفتن عجيل بشاحنة مفخخة مقر السفارة الأميركية السابق في الكويت في منطقة بنيد القار, وبشكل متزامن مع مجموعة من الأهداف الكويتية المنتخبة التي ضربت في ذلك اليوم الذي يعتبر تاريخيا يوما ارهابيا تاريخيا في الكويت, ولا يمكن أن ينسى أبدا أو تتجاوزه الأحداث, اضافة الى أن الارهاب ضد البشر لايمكن أبدا أن يسقط بالتقادم, وبعد ساعات من تلك الأحداث البشعة التي كانت ردا ايرانيا مباشرا على مواقف سياسية كويتية وخليجية تمكنت مصالح الأمن الكويتية من اكتشاف خيوط الجريمة, بل حددت رؤوس وشخوص الفاعلين والمتورطين والمخططين ونشرت أسماءهم وصورهم, وكان أبرزهم المدعو جمال جعفر محمد ابراهيمي الذي كان يعمل مهندسا في الكويت, وكان مرتبطا عقائديا بالحرس الثوري الارهابي الايراني, ومسؤولا عن التخطيط لذلك الفعل الارهابي ولأفعال ارهابية أخرى ضربت الكويت ومصالحها بشدة ووحشية, وكانت أبرزها لاحقا محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد في 25 مايو 1985 وكذلك خطف الطائرات الكويتية, وترويع الآمنين كطائرة »الجابرية« من بانكوك عام 1988 والتي خطط لها المقبور عماد مغنية وكذلك أبو مهدي المهندس!, ويبدو ان استعانة نوري المالكي الذي يدعي محاربة الارهاب وتصديه له ويدعي أيضا اقامة أفضل العلاقات مع دولة الكويت! قد عاد لصباه وتبنى من جديد تلميع الكثير من العناصر الارهابية الساكنة, والتي تمثل المشروع العقائدي الايراني والمتغلغلين بصمت في دوائر السلطة العراقية, فجمال المهندس ليس له أي منصب رسمي سوى كونه نائبا سابق هرب من البرلمان بعد أن اكتشف الأميركان وجوده بينهم في المنطقة الخضراء, رغم كونه مسؤولا مسؤولية مباشرة عن مصرع مواطنين أميركيين وكويتيين في الأفعال الارهابية التي مارسها وخطط لها, وفي الحقيقة لا أدري اهو سذاجة ام غباء ذلك الذي جعل الأميركان لا يعرفون مع من يتعاملون? ولمن سلموا السلطة العراقية على طبق من ذهب? وعن دورهم الكبير والستراتيجي في توسيع مساحات النفوذ الايراني في الشرق القديم? ليس في الأمر غباء ولا سذاجة أبدا, فالقضية تحمل في طياتها جوانب ذكاء شيطانية جعلت كل خفافيش ووطاويط الارهاب الايراني تحط رحالها في العراق...!
استعانة قائد حزب »الدعوة« بعنصر دعوي (مجاهد) وارهابي من طراز رفيع ليس فيه في حقيقة الأمر وجه للغرابة والتساؤل أبدا, فذلك الحزب الايراني الهوى والولاء والجذور والتأسيس هو حزب ارهابي انقلابي بطبيعته التكوينية, وكل قادة الحزب مارسوا الارهاب وتبنوه وأبدعوا في مدرسته, وكانت لهم تجاربهم الميدانية في ساحات المخابرات الايرانية, وحليفتها السورية, وحيث كان التنسيق المشترك بين الطرفين ثمرته القيادات العراقية الحالية التي تمارس عمليات الخداع والتضليل وتبادل الأدوار, فأبو مهدي المهندس الذي عاد إلى بغداد بعد الانسحاب العسكري الأميركي هو واحد من أهم رجال التنظيم السري العسكري الارهابي لـ »الدعوة« وهو رجل ثقة النظام الايراني ومن الأتباع المخلصين للولي الفارسي الفقيه الخامنئي وهو من جواهر مخابرات الحرس الثوري في العراق ورغم المطالبة الكويتية به الا أن ذلك الملف يظل مركونا ومجمدا وخاضعا للاعتبارات السياسية والديبلوماسية دون أن يعني ذلك طمسه نهائيا! بل أن كل التطورات مرهونة بالظروف وهي متغيرة كما نعلم وتعلمون, ولكن تسليط المالكي الضوء الاعلامي على العناصر السرية والارهابية أمر يثير التساؤل الفعلي, فحكومة العراق المتورطة في نزاع داخلي مع الشعب العراقي المنتفض لا تمتلك سوى خيار تفعيل ماكنتها القمعية والاستخبارية والاستعانة بكل »الاحتياطي الارهابي المضموم« في محاولة لتفكيك المشكلات, ولكن المالكي تناسى أن للناس عيونا وآذانا وذاكرة أقوى من الحديد !وان الاستعانة بالارهابيين ليس ورائها سوى الخسران المبين, ولكن هناك حقيقة مهمة واحدة تتمثل في تأكيد حقيقة أن العناصر الارهابية في حزب الدعوة هي التي تقود الأمور وتنفذ البرامج وتصوغ السيناريوهات, والا قولوا لنا ماذا يفعل الارهابي أبو مهدي المهندس في بلاط نوري المالكي?
في بغداد اليوم الارهاب و أهله في نعيم...!
ملاحظة:
نشر المقال هنا.
هناك تعليق واحد:
ان الحكومة العميلة في العراق شعرت بخطورة الموقف بعد قيام الانتفاضة السلمية المشروطة بعدم التدخل العسكري من قبل العملاء في قمع المتظاهرين ولهذا تحاول بهدوء وبتروي شديد ان تجهض هذه الانتفاضة بان تستخدم اوراق جديدة لم تستخدمها من قبل الا في اطار محدودالا وهو استخدام المجرمين الاشد خطورة كابو مهدي المهندس وحسن نصر الله ومجرمي الحرس الايراني
فهؤلاء جميعا يبدو انهم الورقة الرابحة في صراع البقاء لهم في العراق من ناحية استراتيجية
واعتقد ان ضرب هؤلاء والوصول اليهم من قبل المقاومة يعني الرد العملي الثوري على ما يخططون ضد العراق وشعبه
وعادة المجرمين المحترفين يخططون بهدوء وباعصاب هادئة وعندما يبداون بضربتهم فانهم يستخدمون كل ادواتهم لاسكات الخصم وترويعه
ولهم تجارب في معظم الساحات العربية والاجنبية
ولكم تحياتي
إرسال تعليق