موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

كرهت دعاة الديمقراطية من العرب

محمد صالح المسفر

انشغل الناس في الوطن العربي بالحديث عن الديمقراطية وراح مجموعة من النخب السياسية تُسيّر المسيرات العنيفة والسلمية مطالبة بتحقيق الديمقراطية. منذ الربع الاخير من القرن الماضي هبت على عالمنا العربية اعاصير الديمقراطية حوصر الشعب العراقي الشقيق اكثر من ثلاثة عشر عاما وتم احتلال الوطن العراقي من قبل امريكا وبريطانيا لتحقيق الديمقراطية، ولكنها لم تتحقق حتى اليوم بل اصبح العراق في حالة من السوء لم يكن في تاريخ العراق مثيلا له عبر العصور.

اسقط نظام حسني مبارك في مصر وزين العابدين في تونس ومعمر القذافي في ليبيا وعبد الله صالح في اليمن ومزقت وحدة السودان باسم تحقيق الديمقراطية وتتسارع الجهود لاسقاط النظام في السودان والبحرين وموريتانيا ومصر محمد مرسي وتونس حزب النهضة كل ذلك من اجل تحقيق الديمقراطية.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم وعلى كل الصعد ماهي الديمقراطية التي نبحث عنها؟ انها في اللغة تعني سلطة الشعب، انها اصبحت مستعملة في معظم لغات العالم وصارت مصطلحا تعني 'اشراك الشعب بشكل مباشر او غير مباشر في ادارة الحكم في البلاد' ان الديمقراطية ليست مذهبا سياسيا فقط، انها ليست مجرد اسلوب لتحقيق اهداف اجرائية، انها مسألة عقل وقلب وهي عقلية جديدة في عالمنا العربي للتعامل بين الافراد.
اعرف انني اسهبت في الحديث في مقدمتي لكني اردت ان اثبت حالة محددة تجري في عالمنا العربي اليوم. المثقفون والسياسيون والمتعلمون وانصاف المتعلمين يتحدثون عن الديمقراطية ويدعون لها في دول الربيع العربي ولكنهم ابعد الناس عن قبول الديمقراطية. يقول اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية السابق 'الشعب المصري لا يناسبه نظام الديمقراطية، وان ثقافة المصريين لا تتفهم الديمقراطية' (جمال سلطان في 9 / 2 / 2011 ). لقد ثبت صحة هذا القول، مثقفون وسياسيون مصريون يُدعون الى حوار من رئيس الجمهورية للبحث عن افضل الاساليب لا ادارة بلادهم فيرفضون الحوار الا اذا كان يصب لصالحهم واهم مصلحة لهم هنا هو اسقاط رئيس الجمهورية المنتخب من الشعب، يُدعون للمشاركة في الحكومة فيرفضون المشاركة الا اذا كانوا هم القادة، القضاة في مصر اصبحوا سياسيين وليسوا قضاة بالمفهوم الشرعي للقضاء، المثقفون المصريون يدعون الشعب الى عصيان مدني في مدن القناة وكبرى مدن الجمهورية وصولا الى العاصمة القاهرة، يطالبون باضراب عام في كل حقول الانتاج الاقتصادية وهم يعلمون انهم يحرمون الدولة والشعب من الموارد المالية مما يسبب لهم انهيارا اقتصاديا وتفقد مصر هيبتها بين الامم. طلاب السلطة من السياسيين في مصر وغيرها من الدول العربية لا يقبلون بنتائج الانتخابات الا اذا كانت لصالحهم والا فانها مزورة وغير نزيهة. في مصر فاز حزب العدالة والحرية بالانتخابات العامة وشهد لتلك الانتخابات بالنزاهة، فلم تقبل النخب السياسية نتيجة الانتخابات ويصرون على اسقاط الرئيس المنتخب من قبل الشعب. جرى تصويت على الدستور وقُبل من قبل الاغلبية من الشعب فلم تقبل به 'طبقة المثقفين السياسيين في مصر' وجروا معهم العامة من الناس، معظم وسائل الاعلام الخاصة في مصر تناولت رئيس الجمهورية بالاستهزاء والتحقير والحط من شخصيته وبذلك اسقطوا هيبة السيادة المتمثلة في رئيس الدولة، وللتذكير لمن نسي او تناسى انه لم يتجرأ اي انسان في مصر ان يذكر اسم انور السادات او حسني مبارك باسمه دون ذكر كلمة سيادة الرئيس ونذكر الصحافي المصري الذي نشر خبر مرض الرئيس المخلوع حسني مبارك فانتهى الامر بذلك الصحافي الى السجن لانه مس خصوصية الرئيس. 
في مصر فاز حزب العدالة بالاغلبية البرلمانية فحل البرلمان بقرار عسكري من المشير طنطاوي ولم يرفض قضاة مصر العزيزة حل البرلمان وفاز الرئيس مرسي بالاغلبية في انتخاب الرئاسة وله الحق ديمقراطيا ان تتضمن الوزارة الاغلبية من حزبه كما تفعل الديمقراطيات الغربية فلم يقبل منه ذلك. في تونس فاز حزب النهضة بالاغلبية في الانتخابات وله الحق في ان تكون الاغلبية في الحكومة من الحزب الفائز في الانتخابات فرفض ذلك الامر وما برح الحال في كل من مصر وتونس يعيش في اسوأ ايام هذين الشعبين باسم الديمقراطية.
سؤالى الاخير هل المطلوب غربيا وامريكيا منع وصول التيارات الاسلامية المعتدلة الى هرم السلطة السياسية في الدول العربية المحيطة باسرائيل على ان ينفذ ذلك المطلب بعض النخب السياسية العربية وثيقة الصلة بالمخابرات الغربية والامريكية ؟
اخر القول: هذه النخب السياسة الجوفاء كرهتنا في الديمقراطية بتفريغها من مفاهيمها الحقيقية، وبممارساتهم الدكتاتورية باسم الديمقراطية، كرهونا حتى في مفهوم المشاركة السياسية وحرية التعبير لانهم اساءوا ممارسة تلك الحرية ونزلوا بها الى الانحطاط الاخلاقي.

ملاحظة:
نشر المقال هنا.

هناك تعليق واحد:

قاسم عبد الله يقول...


الدكتور الفاضل المسفر شخصيه محترمه .... منا لهفائقالشكر والتقدير والاحترام على مواقفه الشريفه

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..