سلام الشماع
يكتب لي عراقيون مخلصون رسائل يقولون لي فيها إنهم متخوفون من حرب طائفية جديدة كالتي عانوا منها في السنوات الفائتة، ويسألونني: ما الحل؟
هذا التخوف والسؤال وجدته يتردد، الآن، في برامج تعرضها، أيضاً، قنوات فضائية عراقية كثيرة مؤيدة أو معارضة للمالكي، ولا يحتاج المرء إلى عناء ليعرف أن هذا الصوت هو صوت الأغلبية الصامتة من شعبنا التي لم يُقدّر لها، إلى الآن، كسر حاجز الخوف، على الرغم من ارتعاد فرائص النظام السياسي الطائفي الذي فرضه المحتل ورموزه المتخوفين من سقوط العملية السياسية فيفقدون بسقوطها ما وفرته لهم من امتيازات هائلة ومن سلطات وجاه بين المخدوعين بهم، كذلك فإن سقوط العملية السياسية سيسقط عنهم الستار ويظهرهم عراة أمام الشعب بكل ما نهبوا وقتلوا وأجرموا واغتصبوا وشردوا واعتقلوا وخانوا وأساءوا الأدب مع شعبنا العظيم وتطاولوا عليه.. و.. و..و.. و.. مما سيفضحه سقوط هذه العملية الاحتلالية.
وجوابي للسائلين أنكم تبحثون عن الحل وهو طوع أيديكم يا أحبتي، فأنتم الكثرة الكاثرة التي تقلب أصعب المعادلات في الدنيا، ذلك أنكم يجب أن تغادروا صمتكم فالمتسلط غبي، بالتأكيد، وهو يتوهم أن صمتكم تعبير عن تأييدكم له، كما أنكم تستطيعون أن تلجموا أفواه المنتفعين من هذا النظام المفروض عليكم، وأفواه المخدوعين برموز هذه العملية، لأسباب طائفية، على الرغم من أنهم من أكثر المتضررين من هؤلاء الذين خانوا الوطن.
غادروا صمتكم، أيها العراقيون في جنوب الوطن ووسطه لأنه يطيل عمر معاناتكم ومعاناة أهلكم، ويغري الظالمين بالاستمرار بظلمهم والمجرمين باقتراف جرائمهم يومياً.
نحن ندري أنكم تقعون تحت تأثير ميليشيات وأحزاب خائنة كثيرة، ولكن ثقوا أنكم الأكثر والأقوى ومجرد صرخة واحدة في دعم أبناء شعبكم بثورتهم العارمة، سيجعل هذه الميليشيات والأحزاب تولي الدبر وتهرب إلى جحورها في إيران الشر.
يا أحبائي..
إنكم بصمتكم هذا تفرّطون بأمر عزيز عليكم وعلى كل عراقي وهو تاريخكم الوطني المجيد الذي سجلتموه بوقوفكم بوجه الظالمين في كل حين، كما تفرطون بالتراث البطولي لآبائكم وأجدادكم الذين قاوموا المحتلين الانكليز والذين وقفوا ثماني سنين بوجه أكبر عدوان استهدف العراق في ثمانينات القرن الماضي، وهو العدوان الإيراني ولم يهدأوا حتى جرّعوه كأس السم الزعاف.
ارفعوا أصواتكم لأن هذه الأصوات ستقطع الطريق أمام سياسيي الصدفة الذين يسعون إلى جرّكم إليها جراً، وفكروا ملياً أن هذه الحرب، إذا نجح هؤلاء الخونة بإشعالها، لا سمح الله، فإنها ستكون حرب الأخوة لأخوتهم المستفيد منها هؤلاء الغرباء الذين جاءوا مع المحتل والذين سلطهم عليكم المحتل، وسيكون العراق الخاسر الوحيد فيها، ولا تنسوا أنهم يقودون هذه الحرب بينكم نيابة عن إيران التي قررت أن لا تخوض أي حرب بنفسها منذ أن انتصرتم عليها في 8/ 8/ 1988.
نعم العراق سيكون خاسراً من حرب قذرة يسعى هؤلاء المستعرقين، المستشيعين منهم والمتسننين، على حد سواء، إلى إشعالها، فلنقطع عليهم الطريق بوحدة موقفنا الذي عرفنا به على الدوام.
أي أهلي.. أبناء شعبي.. أبناء عمومتي وخؤولتي.. غادروا صمتكم فهو الداء وارفعوا صوتكم فهو الدواء..
اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد..
هناك تعليق واحد:
المقدم الطيار
رائع...... رررررررررائع ايها البطل فانت واحدآ من الذين يحملون القلم كالبندقيه وفقك الله وجمعك واباعبدالله الشهم رفيق قلمك وبندقيتك
إرسال تعليق