عدي الزيدي
كما يعلم الجميع قمنا بتوزيع بيان مشترك لمجموعة من الحركات الشبابية الناشطة في المظاهرات وقد اتفقنا في البيان على الخروج في يوم الاثنين ذكرى انتفاضة 25 شباط والذي اطلق عليه الشباب اسم يوم الغضب، واتفقت الحركات ان يكون التجمع في عدة ساحات ومنها الساحة الام ساحة التحرير وفعلا هيء الشباب اللافتات والبوسترات ونظموا الاشعار لهذه المناسبة التي تمر علينا في ايام نعتبرها ايام نصر للشعب العراقي.
فمنذ اكثر من شهرين وفي عدة محافظات ينتفض العراقيون ضد الظلم والطغيان وقد كنا نمني النفس في ان تلتحق بغداد والمحافظات الجنوبية بباقي المحافظات لكن ليس كلما يتمناه المرء يدركه , ففي صباح يوم الاثنين 25 شباط 2013 وكما تعودنا ان نفعل في كل مظاهرة واعتصام توزعنا في المناطق المجاورة من منطقة الباب الشرقي واغلبنا نام في فنادق البتاويين القريبة جدا من الساحة واتفقنا على دخول الساحة بعد ان نتجمع خارجها على شكل مجموعات صغيرة وارسلنا احد الاخوة منذ الصباح الباكر ليستطلع لنا الاوضاع والتي على ضوئها نتحكم بخطة دخول الساحة حسب ما نشاهده من تضييق وخناق وفعلا ارسلنا الاخ زياد في تمام السابعة والنصف صباحا واخبرنا بأمر مريب جدا ! والمريب في الامر هو انه لم يلحظ اي تحرك للقوى الامنية داخل وخارج الساحة مثلما كان يحصل منذ 25 شباط 2011 حيث لاوجود لقوات مكافحة الشغب ولا لسيارات رش الماء ولا همرات الشرطة الاتحادية ولا عناصر الشرطة المحلية ولم يلاحظ مجموعة سوات وهراواتهم والعصي الكهربائية التي يتخذونها سلاح لضربنا !!! بدأنا نتقاطر على الساحة بحذر شديد وعند وصولنا شاهدنا ماهو اغرب حيث ان الساحة كانت قد احيطت بأسلاك شائكة وشريط من حولها منذ جمعة لقاء الثوار في 9/9/ 2011 وهذه الاسلاك الدائرية الشكل مع الشريط قد ازيلت من الساحة وهذا امر لم يحصل من قبل ؟ طلبت من الشباب ان يبتعدوا قليلا من الساحة وان يتجولوا في السوق القريب منها حتى اتصل بهم وطلبت من اثنين من الشباب الاقتراب من الساحة حيث انهم غير معروفين ولن يسببوا الريبة والشك لاحد , دخلت وسط الحديقة الملاصقة للساحة مع اثنين من الاخوة والبقية تفرقوا بانتظار الاشارة بدخول الساحة بدأت الساعة تقترب من الثامنة صباحا والامور هادئة جدا ورغم ها الهدوء المستغرب من قبل الجميع طلبت من الاخوة الدخول الى الساحة بحذر وبمجموعة بعد الاخرى وقد اتصلت بالاخوات سناء الدليمي وهدى المرسومي وام حيدر وام احمد الواتي كانتا قرب الساحة ان يتأخرن في الدخول حتى نعلم مايجري وما يخبئه لنا الاعداء بعدها دخلت المجموعة الاولى والمكونة من عشرة من الشباب ونحن نراقبهم مخارج الساحة وقبل ان اتصل بمجموعة الفنان التشكيلي جيفارا رأينا نحن من داخل الحديقة امرا مريب فقد بدأت مجموعة من الشباب بالتجمع من جهة مسطر العمالة وخرى من جهة تجمع سيارات الشيخ عمر وهم يراقبون الساحة واشكالهم كأشكال بلطجية المالكي الذين هاجمونا قبل عام في نفس المكان وفعلا اتصل بي ضرغام وقال انه يعرف هؤلاء انهم من استخبارات الشرطة الاتحادية وبينهم احد العناصر الذي يحب العراق لكن المال هو من جاء به وسأحاول التحدث معه اتصلت بمن دخل الساحة بأن يخرجوا منها سريعا وينتظروا منا الاشارة وغاب عني ضرغام لاكثر من ساعة وهو لايرد على اتصالي وخصوصا ونحن نرى اشكال من الشباب قد دخلوا الساحة ونحن لانعرفهم تأخر ضرغام كثيرا والشباب الذي معي بدأ يمل من الجلوس في الحديقة والتجوال في سوق الهرج لانهم جاءوا ليعتصموا لا ليتبضعوا وهم اغلبهم طلبة تركوا مقاعد الدراسة والتحقوا بنا , اقتربت الوقت من التاسعة والنصف واذا بضرغام يتصل ويقول اسحب الشباب سريعا وانا في طريقي اليك وفعلا اتصلت بالشباب وطلبت منهم ان يبتعدوا اكثر من الساحة وجاء ضرغام ليقول , بعد عناء طويل استطعت ان الفت انتباه العنصر صديقي ولم يستطع ان يبتعد من البقية الى بشق الانفس وقد ابلغني بالسيناريو المعد لهذا اليوم وهو كالاتي ( تخلى الساحة من جميع عناصر الامن والشرطة ويرفع الشريط المحيط بها والاسلاك وفعلا رفعت يوم امس وهذا الكلام لعنصر الامن وقال الاوامر تقتضي بان ننتظر دخول المتظاهرين وبعدها ننقض عليهم نحن ومجموعة اخرى من شباب دولة القانون ومجموعات اخرى لا اعرفهم ونقوم بضرب المعتصمين بالسكاكين والعصي وتكون القصة انه شجار حصل بين متظاهرين ضد الحكومة وبين مؤيدين لها وهم من المتضررين من النظام السابق ومن الارهاب ويقصد بالمتضررين هم القوات الامنية المتنكرة بزي مدني ) انتهى كلام ضرغام فأسرعت بارسال رسائل لكل من كان قرب الساحة وقلت فيها انسحبوا واعصبوها برأسي فانهالت علي الاتصالات من الشباب فاعطيت الهاتف لضرغام ليرد عليهم ويطلب منهم الانسحاب لاني وبصراحة اخجل ان ارد عليهم وقد خيبت املهم في ان نعيد الهيبة لساحة التحرير وطلب منهم ضرغام الاسراع بالانسحاب واللقاء مرة اخرى بموعد نحدده مسبقا وبقيت جالس في ساحة التحرير وارسلت رسالة للاخوة في قناة الرافدين ليتصلوا بي حتى اخبرهم بما جرى استمر بقائي وخمسة من الاخوة بينهم شقيقي ضرغام حتى الساعة الثانية ظهرا ونحن نراقب المكان واذا بنا نرى مشهد لا نراه الا من خلال الشاشة مشهد يظهر به حقيقة عصابات المافيا وجرائمهم ودهائهم و يدل على انحطاط هذه الحكومة وخستها فقد دخل الى ساحة التحرير المدعو عبدالله الركابي الناطق الرسمي لميليشيا المختار التي اسسها البطاط وثارت حفيظة ابو اسراء والذي طالب بإعتقال البطاط حيا او ميتا وكان مع الركابي الشيخ فاضل الحسناوي ومهند خسران وكل هؤلاء كانوا متواجدين في المؤتمر الصحفي الذي اعلن البطاط فيه تشكيل جيش المختار وبعد مدة ليست بالطويلة حضرت مجموعة تطلق على نفسها الشباب الحر ويترأسها جلال الشحماني وكنت اعرف احدهم وكانت اشجار حديقة الامة وبناية المركز وسطها تحول بين ان يروني واتصلت بالشاب ميلاد وهو من المواظبين على دخول الساحة منذ 25 شباط وظهر على شاشة الرافدين يلقي شعر وعمره لايتجاوز العشرين ربيعا وهو يحترمني ويحبني كثيرا لم يرد اول الامر وبعد دقائق اتصل بي هو وقال لم اسمع الرنة وبعد السلام قلت له اين انت قال انا في ساحة التحرير حيث سنقوم بتقطيع الكيكة التي جلبناها للساحة بمناسبة ذكرى 25 شباط وستكون هنا امسية فنية فقلت له ومن معك فقال وبدون تردد نحن ويقصد جماعة الشحماني ومعنا جماعة الركابي ويقصد جماعة البطاط وشباب العراق ويقصد بهم شباب دولة القانون الذين يترأسهم المدعو حيدرالدراجي .. انتهى اتصالي بميلاد وبعدها اتصلوا بي الاخوة من قناة الرافدين وسمعت صوت الاخ محمد ناصيف يقول ومعنا من بغداد عدي الزيدي ليطلعنا عما يجري هناك فقلت مباشرة اخي محمد ان مجموعة البطاط التي يبحث عنها الاسدي والمالكي هم داخل الساحة وانا اراهم بأم عيني فأنا قريب جدا منهم فعلى المالكي الذي لايعلم اين هم ان يرسل من يلقي القبض عليهم !!! ومباشرة بعد الاتصال استقليت تكسي ومن معي وعدنا الى الفندق .. هنا اود ان اشير الى قضية مهمة واتمنى ان تصل الى مسامع من جاء بهذه الحفنة من القتلة ووضعهم على سدة الحكم في العراق وكتب لهم دستور في احدى فقراته كلمات جميلة في تصميمها وقبيحة في تطبيقها تقول هذه الكلمات ان حق التظاهر والاعتصام مكفول لكل مواطن وعلى السلطة التنفيذية حماية من يريد التظاهر وعدم قمع المظاهرات السلمية بالقوة المفرطة , الى هنا تنتهي قصة ماجرى ويجري للمعتصمين السلميين في العراق وانا اضع تساؤل امام وزارة حقوق الانسان التي رصد لها مبلغ 390 مليون دولار كميزانية سنوية والى السيد سليم الجبوري الذي اتصل به ولايرد على اتصالي وهو يرئس لجنة حقوق الانسان في مجلس النواب وايضا اضع هذا التساؤل بين يدي لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة والاتحاد الاوربي وبين يدي القائمين على منظمة هيومان رايتس ووش وايضا اخاطب ال 23 منظمة دولية ومحلية مختصة بالدفاع عن الحريات وعن حقوق الانسان وهي عاملة في العراق منذ عام 2003 واتمنى ان اجد الاجابة من احداها تسائلي هو ؟؟ هل من يخرج للتظاهر من اجل حرية بلده يعتبر مجرم ؟ هل من يتظاهر من اجل ان يقف حمام الدم في وطنه على يد العملاء منذ عشر سنوات هو مجرم بنظركم هل من يخرج من اجل ان يوقف سرقة الاموال ويطالب بمحاسبة المفسدين وسراق المال العام مجرما هل من يخرج لدرء الظلم عن اهله ويطالب بأطلاق سراح عشرات الالاف من اخوته كل جريرتهم انهم يختلفون مع حاكمهم بالمذهب مجرما هل من يعتصم ليطالب باطلاق سراح النساء البريئات من السجون ومعاقبة من انتهك عرضهن وقام بكل خسة ونذالة بإغتصابهن مجرما ؟ هل من يخرج للتظاهر من اجل ان يقول لدول الجوار وبدون استثناء كفاكم تدخلا بشئون العراق ويطالب ايران بترك العراق وانهاء احتلالها المقنن له يعتبر مجرما هل من يخرج للتظاهر من اجل غدا مشرق لابنائه واحفاده ومن اجل بناء دولة مدنية متحضرة بعيدة عن حكم الاحزاب التي عاثت بأرض الرافدين قتلا وجورا وفسادا مجرما افتونا يرحمكم الله واخيرا اقول لكل الشباب الثائر ولاخوتي في الحركة الشعبية لانقاذ العراق سامحوني عن تقصيري في اداء واجبي يوم امس واعصبوها براسي وقولوا جبن عدي وانتم تعلمون اني لست بجبان لكن خوفي عليكم ماجعلني انسحب لان عدونا ليس بالعدو التقليدي بل هو عدو جبان وغادر وسافك للدماء لا يتوانه بسفك دمائكم من اجل اسياده في قم وواشنطن وتل ابيب وسنعود ان شاء الله قريبا جدا لساحة التحرير وسنحررها من دنس العملاء والمعتدين وان غدا لناظره قريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق