داوود الجنابي
هل حقا حكومة المالكي (( أغبى حكومة في العالم )) كما وصفها ( الشقي الجديد ) لحزب الله في العراق واثق البطاط في تصريحه الجديد..؟
هل الأجهزة الأمنية الكثيرة في العراق عاجزة عن حماية المواطن العراقي..؟
هل بات مصير الأسر العراقية مرهونا بيد المليشيات الجديدة والقديمة ..؟
من يهدد العوائل هل جيش المهدي ام جيش المختار الجديد على الساحة، أو مجاميع مجهولة تعمل لحساب أجندات بعينها .؟
تساؤلات كثيرة لدى المواطن العراقي...
ففي الوقت الذي اثبت نوري المالكي سرعته وقدرته على حسم (( قضية اجتثاث مدحت المحمود )) والانتصار فيها لكون الأخير يد المالكي الطولى في القضاء على أعدائه .. تجاهل رئيس الوزراء ما تعانيه العوائل العراقية من تهديد وتهجير على يد أشخاص ( يقال عنهم مجهولين الا أن الحقيقة هم معروفين لدى الأجهزة الأمنية الكثيرة) ، تقطيع أوصال بغداد بحواجز كونكريتية و أمنية لم يمنع المجرمين والقتلة من تنفيذ إجرامهم ضد الأبرياء في الأحياء البغدادية ، اللكمات والمشاجرات وانهار القيم والخلق والتطاول في الألسن بين نواب البرلمان جعلهم أضحوكة أمام العالم والمتابعين ، الكذب والتزوير والفساد والتباهي بالميلشيات هو ديدن أركان الحكومة المالكية الثانية ، وبين اختيار بغداد عاصمة الثقافة العربية واختيارها واحده من أسوء المدن خيط طويل من معاناة شعبها جراء سياسة اقل ما يقال عنا طائفية بامتياز.. إزاء هذا فان المتابع لمسارات العملية السياسية في العراق لن يجد صعوبة في فهم ما يجري بالعراق ، تسيطر على الساحة العراقية الان مشاهد مختلفة الروئ متطابقة الأهداف لدى الأحزاب الكثير التي وفدت مع المحتل الأمريكي ، واهم هدف في جعبة تلك الأحزاب هو ( كيفية تمرير مشروع بايدن سيئ الصيت ..؟) .
مسار أحزاب الإسلام السياسي بأنواعه تسعى إلى الإسراع في تقسيم العراق ،في حين ترى القوى الليبرالية عدم الاستعجال وتطبيق الفدرالية أولا , وبين هذا وذاك توزعت القوى الأخرى الصغيرة في المشهد السياسي العراقي . بالمقابل القوى الوطنية والقومية الديمقراطية ترفض هذا المشروع وتعتبره بداية لتقسم المنطقة والمستفيد الأول والأخير منه إيران كونها صاحب اليد الطويلة في العراق .
بناءً على هذه الاختلافات توزع الم المواطن العراقي الذي تذبحه المليشيات السياسية ، والإجراءات الحكومية ضيقت الخناق كثيرا على رقبته . غباء الحكومة وصل حد اعتقال حملة أعلام العراق ،في الوقت الذي تسمح للقتلة والمأجورين من تهديد الناس وحرمانهم من العيش الأمن ، الغريب في المسرح السياسي العراقي الحالي هو سرعة اندماج الميلشيات الطائفية في المشهد والإمساك في زمام الأمور ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( عصائب أهل الحق ، وكتائب المختار ، واليوم الموعود ،وغيرها) والسبب كما تقول الصحفية ليز سلالي في الـ(واشنطن بوست) هو وجود الحليف القوي لهذه الميلشيات هو رئيس الوزراء نوري المالكي. الذي اعتنق دخولها الى العملية السياسية كقوة بيده ضد خصومه السياسيين ، بالجانب الأخر تظهر التظاهرات والاعتصام حالة من الحراك الشعبي الذي أوقع المالكي في تناقضات واضحة للعيان،، ففي إحدى المناسبات انتقد التظاهرات بكونها مؤامرة من أعداء الدولة والمتظاهرين يعملون كعملاء لأنظمة خارجية معادية للعراق ،وفي مناسبات أخرى عرض تنازلات ،ولكن لم تكن كافية للتقرب من إطفاء تلك المظاهرات الشعبية .. واتضح للمتابعين بان إستراتيجية المالكي وحزبه هي اللعب على الوقت ، وهو أسلوب استخدمه بشكل جيد في الماضي فهل ينجح هذه المرة في ذلك .؟ شخصيا اشك لكون المتظاهرين في هذه المرة مصممين على اخذ حقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور والقانون . يقول باتريك كوكبرن في صحيفة الاندبندنت البريطانية الحكومة في بغداد مخطئة إذا تصورت بان التظاهرات هي مؤامرة منظمة ومموله من السعودية وقطر وتركيا ، لكون شعب العراق أصيب بخيبة أمل بسبب فساد الدولة وعدم كفاءة الحكومة وفقدان فرص العمل والفشل في تقديم الخدمات الأساسية بالرغم من أن ثروة النفط التي تدر 100 بليون دولار سنويا. في الوقت الذي تتمسك حكومة المالكي بـ( جنون العظمة ) وتعتقد أن كل المصلين ( صلاة موحدة ) هم أعداؤها يقينا سوف تقع في وهم لكون شعب العراق من أقصى شماله إلى جنوبه يعيش ذات المعاناة وذات الألم، وإذا الجنوب اليوم صامت بسبب عملية التضليل التي مارسته الحكومة والأحزاب عليه وتصوير المظاهرات بالصورة الطائفية . فبالتأكيد عندما يعي الحقيقة وتزول غشاوة التضليل يلتحم مع الآخرين في مواجهة الظلم الحكومي . مما تقدم ما نستنتج من مسارات ومحاور المسرح العراقي الان ، في ظل ظروف بالغة التعقيد التي قد تفضي إلى منزلق خطير لا يحمد عقباه .. ويمكننا تشخيص ذلك وفق ما يلي .
- السعي لإثارة الشد الطائفي بغية إخماد حركة الاحتجاجات والمظاهرات التي تعصف بالحكومة وتقترب من الإطاحة.
- تضليل الرأي العام وتصوير ما يجري بالمؤامرة الإقليمية من اجل ضمان عدم اتساع رقعة التظاهرات والاحتجاجات .
- إشاعة الخوف بين الشعب من خلال التسامح مع المليشيات المسلحة بتهديد العوائل وبشكل منظم من اجل زرع الرعب في قلوب المواطنين .
- العمل على عامل الوقت من اجل التملص من تنفيذ حقوق المتظاهرين ، لكون في تنفيذها انتصار للإرادة الشعب وهذا ما لا تقبله الحكومة .
- الانفراد بالسلطة وجعل مجلس النواب تابع لها ، وكذلك السيطرة على الكتلة السياسية كما حصل في قضية إقالة شنشل من رئاسة هيئة المساءلة والعدالة.
- التعمد في إيصال البلد إلى التصادم طائفي عرقي، بغية رسم خريطة ثلاثة أقاليم عراقية على ضوء مشروع بايدن سيء الصيت
ومجمل السياسات التي تسير بها قوى العملية السياسية في العراق تؤكد بان لا احد من تلك القوى يهتم لوحدة العراق. فقد بات مصير العراق أمام خطر حقيقي نتيجة لثقافة التشدد الطائفي والجوع للسلطة والنخبة التي تكدس الأموال والقوى الإقليمية اللاعبة والمصالح الأمريكية الواضحة وتركة الاحتلال من العنف والعمل السياسي المنحرف والاقتصاد الممزق إلى أشلاء..
مما تقدم فإن غباء حكومة العملاء قد يوصل العراق إلى أمواج متلاطمة لا يمكن أن تهدا ألا بكارثة، والله المستعان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق