برهان إبراهيم كريم
أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس أدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليمين الدستورية كرئيس لولاية ثانية.
رفع أوباما اليد اليمنى, ووضع اليد اليسرى على كتابين مقدسين, الأول لإبراهام لينكولن منقذ الوحدة الأميركية ومحرر العبيد, والثاني لمارتن لوثر كينغ. وبعد ذلك شارك في قداس في كنيسة سانت جونز قرب البيت الأبيض المعروفة بكنيسة الرؤساء, وذلك بعد أن وضع اكليلاً من الزهر على ضريح الجندي المجهول في الصباح. وحضر سهرتين راقصتين مع زوجته, بعد أن ألقى خطاب تنصيبه, والذي خاطب شعبه وشعوب العالم بكلام مرصع بتشكيلة من العبارات المتعددة الزوايا والألوان من السطحية إلى البليغة إلى العاطفية إلى المعسولة والمموهة والرمادية والخشبية وحتى الفلسفية.
وخطابه خلا من الالتزامات الدولية المعهودة كما فعل في ولايته السابقة. ولمح فيه أنه تراجع عن رؤيته النرجسية للعالم الجديد, الذي تسوده روح التعاون والشراكة, ولمَّح أنه تراجع عن الالتزامات التي تعهد بها في ولايته السابقة. وهوى بخطابه إلى منزلق خطير في تودده لإسرائيل, وثباته على مواقفه على الجانب الخطأ من التاريخ. ولم يمرّ على جرد ما حقق وما لم يحقق من وعوده وتعهداته السابقة , لأن معظمها بقيت مجرد ثرثرة فقط. وأخفى الكثير من الهواجس والأخطار التي تقلقه وتقلق بلاده خلال ولايته الثانية.
وكان كل همه رفع معنويات مواطنيه. وهذه أهم العبارات التي وردت في خطابه:
· إنه يفتخر بأن يكون الرئيس الأميركي الأكثر التزاماً بأمن إسرائيل وضمان مستقبلها.......
· أن الولايات المتحدة الأميركية مهمومة أولاً بأول بداخلها....
· وأنه في كل مرة نجتمع لتنصيب رئيس نشهد على القوة المستمرة للدستور الأميركي ,ونتذكر ان ما يجمع الأمة ليس لون البشرة أو الايمان أو الاسماء ..........................
· ما يجعلنا بلداً استثنائياً هو ولاؤنا لفكرة عمرها أكثر من 200 سنة, ونحن نعترف بهذه الحقيقة القديمة التي تقول أن كل الناس خلقوا متساوين وأنهم جميعاً يملكون حقوقاً لا يمكن أن يجردها أحد منهم ,وهي حق الحياة والحرية والسعي وراء السعادة .....................
· وأننا أزهقنا الكثير من الدماء للحصول على هذه الحقوق وقد تعهدنا أن نتقدم معاً نحو الامام....
· وحددنا أن الاقتصاد العصري يعتمد على الجامعات والمدارس لتدريب العمال .........
· وأن الاسواق الحرة تعتمد على العدالة في القوانين........................
· وأن أي أمة عظيمة يجب أن تهتم بالمعرضين للخطر..............................
· لن تنتهي رحلتنا مادامت نساؤنا وأمهاتنا وبناتنا عاجزات عن كسب عيشتهن كما تستحق جهودهن.
· لن تنتهي رحلتنا مادام إخواننا وأخواتنا المثليون لا يعاملون حسب القانون أسوة بالجميع........
· لن تنتهي رحلتنا ما دمنا لم نجد سبيلاً أفضل لاستقبال المهاجرين المفعمين بالأمل والذين ينظرون إلى الولايات المتحدة الأميركية كبلد الممكن....................
· لن تنتهي رحلتنا حتى يعلم أطفالنا أنهم محميون من الشر..................
· عدم قيامنا بعمل بخصوص التبدل المناخي سيمثل خيانة بحق اطفالنا والأجيال المقبلة.....
· انني وادارتي سنحافظ على تحالفات قوية في كل انحاء العالم................
· البلد الأقوى له مصلحة في عالم يعيش بسلام.......وأنه يستعجل الانسحاب من أفغانستان......
· سندعم الديمقراطية من آسيا إلى أفريقيا ومن الأميركيتين إلى الشرق الأوسط........
· فهمنا دائماً أنه عندما تتغير الازمان يجب علينا ان نتغير أيضاً..........................
· الاخلاص للمبادئ التي نشأنا عليها يتطلب العثور على ردود جديدة للتحديات الجديدة.....
· نحن بحاجة إلى خيارات أصعب لتقليل العجز الفيدرالي وتكلفة الرعاية الصحية..........
· وأنه سيطبق سياسة الانحسار إلى الداخل والابتعاد عن سياسة التدخل في الخارج ....
· وأن إدارته لن تخوض حروب بلا نهاية وأن مكافحة الارهاب ينبغي ألا تقود إلى حروب كالتي أنساق إليها سلفه جورج دبليو بوش. وإنما أن تستأنف بالإصرار نفسه ,ولو بأدوات أخرى كالقواعد البعيدة والحلفاء المحليين والطائرات بدون طيار.............................
· وأن معالجة المشاكل والازمات يجب أن تتم بالاحتواء لا بالمواجهة...................
لا ندري إن كانت الولاية الثانية للرئيس الأمريكي باراك أوباما عبارة عن أربع سنوات عجاف .وربما ستثور في وجهه كل المصاعب والمشاكل والتحديات ,وقد يقف عاجزاً لأنه لا يملك أية حلول لها على الاطلاق. فالثقة مفقودة بأفعاله وأقواله, والتشكيك هو السائد حول نجاح استراتيجيته الخارجية حتى داخل إدارته الجديدة. إضافة إلى حنثه بوعوده التي قطعها لشعبه بسحب قواته من أفغانستان, وإنقاذ بلادهم من الازمة الاقتصادية والمالية الخانقة والركود الاقتصادي ,وفشله في وضع حد ارتفاع معدلات البطالة, والتي تعصف بالولايات المتحدة الأميركية .وكل أمريكي خائف من انهيار الامبراطورية الاميركية مع نهاية الولاية الثانية للرئيس أوباما.
سيجد الشعب الاميركي ومعه شعوب العالم ,أنهم أمام رئيس أمريكي يتهرب من حل كل إشكال, ويعالجه بخطب فارغة طنانة ورنانة. أو يعالج الإشكال بخلق إشكالات جديدة لكل إشكال, بهدف كسب الوقت لا أكثر ولا أقل. وكل من يظن بأن هناك أملاً في الرئيس باراك اوباما سيُضيع من حياته أربع أعوام هباء.
فالرئيس أوباما سيواجه معارضة شرسة من الجمهوريين والمحافظين الجدد. وسيجد أمامه عقبات كأداء هي:
· اعتبار أن الاستراتيجية الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط هي إشعال الحروب الطائفية والمذهبية بصورة دائمة, كي تبقى المنطقة رهينة لنزوات بلاده ولضمان مصالحها ستكون سلاحاً ذا حدين.
· تأجيج الصراعات بين الدول العربية ,وتأجيج النزاعات بين الدول الاسلامية ,لدفعهم لطلب الحصول على الدعم العسكري الأميركي .كي يقتنص لإدارته دور القاضي والحكم .وبظنه أن مثل هذه الصراعات ستمكن بلاده من السيطرة على قطاع النفط والغاز والتدخل في شؤون هذه الدول. إلا أن تأجيج مثل هذه النزاعات هي أشبه بمن يلعب بالنار والتي قد تحرق أصابعه.
· جعل الصراع المذهبي والطائفي يتربع محل الصراع العربي الفلسطيني في منطقة الشرق الأوسط. في محاولة منه لكسب الوقت. والدفع بهذه النزاعات على المستوى المنظور سيقوض المصالح الأميركية في المنطقة أولاً. ثم يأجج العداء لبلاده ثانياً, ويزيد في تشويه صورتها المشوهة ثالثاً.
· الحفاظ على أمن ومصالح إسرائيل حتى ولو على حساب بعض مصالح بلاده وأمنها القومي. وهذا الدعم لإسرائيل سهل على حكومتها قتل مشروع الدولتين ,ودعم مشاريع بناء المستوطنات.
· مدح الاسلام والتعاون مع بعض الحركات الاسلامية بمعسول الكلام, ومحاربتهم بشراسة في السر. وهذا الاسلوب أفتضح ولم يعد ينطلي على أحد من المسلمين.
· فرز حكومات مستقبلية في بعض الدول تكون بمثابة الشريك والحليف الموثوق لبلاده. ولكن مثل هذا الفرز سيحمل إدارته أثقالاً لا طاقة لها عليه من فساد هذه الانظمة وهزالة مشاريع التنمية فيها.
· الاستمرار باعتبار منطقة الشرق الأوسط مصلحة استراتيجية وحيوية لبلاده, وخط دفاع فاصل ستزود عنه بشراسة, ولو أقتضى الأمر التدخل العسكري المفرد, أو المدعوم من حلف الناتو. وهذه الاستمرارية من قبل أوباما وإدارته سيدفع بالمنطقة لمزيد من التشظي الذي لا تحمد عقباه.
· وسيقف حائراً أمام استمرار الانكفاء الاقتصادي والسياسي والعسكري الاميركي لعام 2013م , وهذا الانكفاء سيعيد تشكيل العالم الجديد مرة أخرى بطريقة لن تختارها الولايات المتحدة الأميركية وفق إرادتها. بل ستكون في عداد من ستوزع عليهم الأدوار وليس هي من يرسمها ويحددها ويوزعها.
· وستكبحه التجاذبات السياسية الداخلية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول بعض القضايا المالية والاجتماعية وحتى السياسية .والتي ستلقي بظلالها الثقيلة على قرارات أوباما وإدارته.
· وسيجد أوباما نفسه محرجاً مع دراسة مؤشر الارهاب العالمي الذي نشرها معهد علم الاقتصاد والسلام للبحوث ومقره الولايات المتحدة الأميركية واستراليا. والذي جاء فيها: إن عدد الهجمات الارهابية سنوياً تضاعف أكثر من أربع مرات خلال السنوات العشر التي تلت اعتداءات 11 ايلول 2001م.وأن أكثر البلدان استهدافاً كانت العراق وباكستان وافغانستان والهند واليمن .كما أن الجنرال كارتر هام رئيس القيادة الأميركية في أفريقيا. قال خلال ندوة استضافتها جامعة جورج واشنطن : شمال مالي أصبح بلا شك ملاذاً آمناً لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بعد انهيار حكومة البلاد. ونواجه تنظيم ذا تمويل وتسليح جيد جداً يعمل في ملاذ آمن.
· وسيلتزم أوباما الصمت على قرار روسيا وقف نشاط الوكالة الأميركية للتنمية الدولية, بعد اتهام روسيا للوكالة بممارسة انشطة سياسية محظورة, كما صمت عن قرار موسكوا بتحفظها على تجديد العمل ببرنامج ( نان - لوغار) بخصوص تدمير الأسلحة النووية والكيمائية ,والذي كلف الولايات المتحدة الأميركية 8 بلايين دولار .فروسيا تعتبره مجحف بحقها وتشترط إدخال تعديلات جوهرية عليه.
· وسيجد أوباما أن العلاقات الاميركية الروسية ستشهد مزيد من التدهور. وعلاقات التعاون بين واشنطن وموسكو ستبقى رهن العواطف المتبادلة بين القياديتين والمحملة بقدر كبير من الديماغوجية السياسية. فروسيا دون ادنى شك ستبقى عنصراً مساعداً للولايات المتحدة الأميركية في مقاربتها لعدد من المشاكل والازمات .وهذه الازمات منفصلة ولا رابط بينها ,وأن معالجتها بصورة متتالية تحت ضغط عامل الوقت سيتطلب تحسناً شاملاً في العلاقات الروسية الأميركية.
· وسيجد أوباما أن العقوبات التي فرضها مع حلفائه على إيران ثبت فشلها ,فإيران نجحت في تجاوزها. فمساحة إيران 3 أضعاف مساحة فرنسا, وعجلة نموها الاقتصادي تدور من غير تباطؤ.
· وسيصدم أوباما تعاظم الخلافات بين واشنطن وبكين ,بسبب وضعه منطقة المحيط الهادي في قبلة اهتماماته من خلال استراتيجيته العسكرية الجديدة. وهناك ميل للتحدي والتصعيد من قبل الصين.
· وسيؤرق أوباما شعور الأميركيين بالتشاؤم من المكسيك والتي ستستورد منها الولايات المتحدة الأميركية عام 2018م أكثر من أي بلد آخر .إضافة إلى موضوع خرق قوانين الهجرة بسبب طول الحدود. حيث يعيش 1 من كل 10 مكسيكيين في الولايات المتحدة الأميركية. وإذا أضيف إليهم المولودين فيها فيصبح عدد المكسيكيين في بلاد أوباما حوالي 33 مليون مكسيكي.
· وأوباما يعلم علم اليقين أن فوزه بولاية ثانية سببه أن اليمين الامريكي الممثل بالحزب الجمهوري وجد نفسه عارياً خلال الحملة الانتخابية لأنه دخل الانتخابات برسالة وحيدة هي رفضه لكل تغيير. وأن الشعب الأميركي الذين أنتخب أوباما لولاية ثانية ومنحه 50% من الأصوات منقسم إلى فريقين. وأن من انتخبوه هم غالبية النساء والشبان والأقليات والفقراء وسكان المدن والعلمانيين. ولذلك سيجد نفسه في ورطة كبيرة حيث إرضاء الشعب في هذا الانقسام الحاد صعب التحقيق.
· وقرار إدارة أوباما بتزويد اسرائيل 6900 قنبلة ذكية ,ودعم منظومة مشروع القبة الحديدية لإسرائيل بمبلغ 680 مليون دولار, ونشر 10 بطاريات باتريوت في إسرائيل, انتقد بشدة من قبل موسكو لأنه يخل بأحكام الاتفاقيات بين موسكوا وواشنطن . وهذا سيزيد من شقة الخلاف.
· والسفيرة سوزان رايس بررت انسحابها من سباق التنافس على منصب وزارة الخارجية الأميركية, بمقال لها نشرته صحيفة الواشنطن بوست ,قالت فيه :أنها فضلت الانسحاب كي لا تسمح باستمرار النقاش بشأن هذه القضية ,وبالتالي تشتيت الأولويات الوطنية الملحة من مثل خلق فرص عمل, ومعالجة العجز في الميزانية , وحماية الأمن القومي. وهذا معناه أن هذه الاولويات في خطر.
· والسيناتور الجمهوري الأميركي تشاك هاغل هو أحد قدامى المحاربين والذي شارك في حرب فيتنام, ويحمل وسام القلب القرمزي مرتين. والذي يعتبر أن الحرب يجب أن تكون الخيار الأخير وفقاً للمصلحة الأميركية العليا. كما أنه ضد سياسة شيك أميركي على بياض لإسرائيل .والذي رشحه أوباما وزيراً للدفاع أثار غضب الجمهوريين وحكام إسرائيل. وهاغل أتهم حزبه الجمهوري في التمادي بتوجهه اليميني . ولذلك ترى إسرائيل وعبيدها في الكونغرس بمجلسيه أن ترشيح هاغل كارثة على إسرائيل. ويتهمونه بأنه كاره لإسرائيل وشديد العداء لها. ومؤيد للحوار مع إيران وحزب الله, وأيد الحرب على أفغانستان والعراق ثم أصبح من أبرز معارضيها. ومتهم باللاسامية رغم انكاره ذلك بشدة. وجريمة هاغل أنه قال: أنا سيناتور أميركي ولست إسرائيلياً, وكوني في مجلس الشيوخ لا يعني أن أتلقى أوامري من اللوبي اليهودي.
· وجون برينان الذي رشحه أوباما مديراً لوكالة المخابرات المركزية الأميركية هو من أصل ايرلندي. والذي زار مكة والمدينة المنورة حين كان مديراً لمحطة الاستخبارات الاميركية في سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الرياض خلال الفترة من عام 1996م ولغاية 1999م . ولا يسمح بزيارة هاتين المدينتين إلا لمن أعتنق الاسلام وهو من أيد وسائل التحقيق العنيف مع المتهمين بالإرهاب في معتقل غوانتانامو ,وأنه عنصر أساسي في حرب الطائرات بدون طيار في باكستان واليمن والتي قتلت إرهابيين إلا انها قتلت مدنيين كثيرين .ولكن أنصار إسرائيل يتهمونه بأنه ينكر وجود إرهاب إسلامي ,وكذلك دفاعه عن الاسلام والمسلمين.
· والسيناتور الديمقراطي الأميركي جون كيري أيضاً أحد قدامى المحاربين وشارك في حرب فيتنام. وأحد أبطال حرب فيتنام, ومنح وسام القلب القرمزي ثلاث مرات .وعضو في مجلس الشيوخ منذ عام 1985م. والذي هدف أوباما من تعيينه وزيراً للخارجية إجراء تسويات سلمية وسياسية بدل الذهاب إلى الحرب. فجون كيري يرى أن على بلاده أن لا تتدخل عسكرياً في أي منطقة من العالم, بل عليها دعم الجيوش النظامية لمحاربة الارهاب. وهذه الرؤية ستثير غضب الجمهوريين وإسرائيل.
· واصرار الجمهوريون عرقلة خطة أوباما برفع سقف الدين الأميركي سيؤدي بنظر أوباما لفوضى اقتصادية, والعجز عن السداد ,وجعل الدولة غير قادرة على توفير بعض مستحقات الضمان الاجتماعي ,وربما قد يدفع بالاقتصاد إلى الركود وستستمر العرقلة رغم موافقة الكونغرس.
· وسيصطدم أوباما بالدعوى التي أقامها عدد من المفكرين الأميركيين في المحكمة الاتحادية لإلغاء المادة 102 ب2 من فاتون التفويض الدفاعي القومي والتي تتيح للقوات المسلحة واجهزة الأمن الأميركي اعتقال مواطنين امريكيين إلى أجل عير مسمى في مراكز اعتقال عسكرية, وحرمانهم من الاجراءات القضائية السليمة .والتي يعتبرها المفكرون الامريكيين أنها أشبه بقانون الطوارئ.
· وسيتفجر غضب عارم على صمت أوباما على قيام حكام إسرائيل بقتل حل الدولتين في فلسطين, وتسريع وتيرة عمليات الاستيطان في الضفة الغربية والقدس. ولذلك فإن أوباما في ولايته الثانية سيكون محرج ولن يتمكن من الهروب إلى الامام منه واو البقاء على صمته عليه.
· واكتشاف القدر الكبير من النفط في الولايات المتحدة الأميركية سيقلص من القيمة الاستراتيجية للدول المنتجة للنفط, وقد يدفع اوباما لتغيير نزعته الانعزالية أو تعزيز هذه النزعة .أو قد يعيد صياغة جديدة لتعريف كل من التدخل والانزواء والانعزالية في السياسة الخارجية الأميركية.
· واستراتيجية أوباما في ولايته الأولى والمعروفة باسم بصمة القدم الخفيفة والتي تعتمد على مبدأ الاحتواء عن بعد تجنباً لدور مباشر في النزاعات ,مع انتهاج سياسة الهلاك والاستنزاف والاطالة ربما ستبقى هي الاستراتيجية التي سيعتمدها في ولايته الثانية مع بعض التعديلات والاضافات.
· وتصرفات الرئيس اوباما في ولايته الأولى بخصوص منطقة الشرق الأوسط كشف عن جهله بالمخاطر التي تسببت بها سياساته التي انتهجها .ولذلك بات مجبراً على تعديل سياساته.
· وتوجيه النقد اللاذع لأوباما على مدار اليوم لأوباما لعدم زيارته إسرائيل ,سيجبره لزيارة إسرائيل كي يتجنب مواجهة مريرة مع الكونغرس الذي يدعم إسرائيل ويتجنب سخط المحافظين الجدد المتصهينين ومجموعات الضغط المناصرة لإسرائيل, واللوبي الصهيوني في بلاده.
· ومواقف أوباما في ولايته الأولى كانت مشوشة ومبهمة من موضوع نشر الديمقراطية في العالم. وهو الذي تحدث عن الديمقراطية في كتابه (جرأة الأمل). والذي نشره حين كان سيناتوراً عن ولاية ايللينوي. والذي قال فيه: عندما نسعى إلى فرض الديمقراطية عبر فوهة البندقية ,ونحول المال إلى أطراف نعتبر سياستها الاقتصادية صديقة لواشنطن ,أو نقع تحت تأثير منفيين سياسيين ,لا تساوي طموحاتهم الدعم المحلي الذي يتمتعون به, فإننا بذلك نضع أنفسنا في موقع يؤدي إلى الفشل, ونؤخر إمكان نشوء ديمقراطية حقيقية نابتة من بيئتها المحلية.
· وأوباما وعد الأميركيين في برنامجه الانتخابي بالاعتماد على الطاقة الخضراء والحفاظ على مستوى أنتاج النفط والغاز والفحم, والحد من مستويات استهلاكه في بلاده. إلا أن وزير الطاقة الاميركي ستيفن تشو الذي حفز أوباما على تنفيذ مشروعات الطاقة الخضراء استقال من منصبه .
· واستمراره على مواقفه الملتبسة أو الرمادية في كثير من الأمور وحيال كثير من الأزمات ستزيد من حرجه. وقد تدفع بشرائح من الشعب الأميركي لتحميله مسؤولية ما ينجم عنها من تبعات.
يعلم أوباما أن المشاكل والجراح والازمات التي تعصف بالأمم والشعوب وشعبه لن تحل بالخطابات والكلمات. فمنذ سنوات قال هاملتون لي هذا الكلام: أن الشرق الأوسط قد شاخ ,وأن على الولايات المتحدة الأميركية أن تنظر بعين بعيدة المدى إلى انبعاث الإمبراطورية الصينية والإمبراطورية الهندية في تلك السهوب الأسيوية. وأوباما يعلم جيداً أن انفجار الوضع الاقتصادي في اليونان ليس صدفة .
وإذا كانت جهود هائلة قد بذلت للحد من تقويض الاقتصاد في الدول الأوروبية فإن المعالجات تبقى قابلة للعطب, ولن يكون الانفجار مستبعداً في أن ينتقل إلى الضفة الغربية من الأطلسي. وحتى جيمس بيكر يرى أن الهوة حول الانقاذ المالي هائلة, وأن الانقسام الحاد بين الديمقراطيين والجمهوريين يحتاج إلى نوع من الصفقة الخلاقة.
وإذا كانت جهود هائلة قد بذلت للحد من تقويض الاقتصاد في الدول الأوروبية فإن المعالجات تبقى قابلة للعطب, ولن يكون الانفجار مستبعداً في أن ينتقل إلى الضفة الغربية من الأطلسي. وحتى جيمس بيكر يرى أن الهوة حول الانقاذ المالي هائلة, وأن الانقسام الحاد بين الديمقراطيين والجمهوريين يحتاج إلى نوع من الصفقة الخلاقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق