موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 8 يونيو 2014

+ 18

وجهات نظر
وسام العاني
سيلٌ جارفٌ من مآسينا يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، يحمل صوراً، أو مقاطع فيديو مؤلمة، لجثث متفحمة، أو أشلاء متناثرة، أو أرصفة مضرجة بدماء الأبرياء، غالباً ما يحاول ناشروها من الناشطين، أن يقدموا لها بعبارة (+18)، تحذيراً من قساوة المشاهد، التي قد تؤثر في مشاعر أطفالنا تحت خط الثامنة عشرة، تشبه عبارة يتداولها كثير من صنّاع العقاقير، وهي (إحفظ بعيداً عن متناول الأطفال).

هذه العبارة أصبحت تشكل ترفا فكرياً في عالم المفاهيم الانسانية، وتبقى تراوح في مجال التقيد بشروط النشر في الموقع الاجتماعي، أكثر من كونها دعوة للحفاظ على مشاعر صغارنا، والسعي الى تربيتهم وفق القواعد الانسانية النبيلة، بعيداً عن هوس العنف، عبارة اصبحت تنز كذبا وزيفا كما هو حال التحاليل السياسية الهذرية التي تنضح بها (الأقنية) الفضائية.
أطفالنا أيها السادة، في جحيم المأساة، بينما ضمائرنا في الغرف المكيفة، أطفالنا يعيشون لحظة التفجير والقصف والقنص بشعور حي، أطفالنا ينسالون بين الجثث بحثاً عن أمٍ أو أبٍ  أو بقايا أختٍ تحت ركام المنازل المهدمة.
صغارنا يتلحفون ضمادات جروحهم في غياب الضمائر، وفي ظل صمتنا المخزي، ينتظرون وهم في ردهات المستشفيات بعضاً من يقضة الضمير، بينما تعالجهم قذيفة أخرى، تقتل ما تبقى من طفولتهم على مذابح تُرَّهاتنا.
صغارنا المُروَّعون، أدمنوا الألم، واعتادوا الوجع الرهيب، بينما نبحث عن عبارات منمقة تفضح ضعفنا وانهزامنا، تعوَدوا النوم في أحضان الخوف والهلع، بينما نفوز نحن بالسكينة والأمان، تصحو عيونهم المتعبة على أنقاض منازلهم وأحلامهم على حد سواء، بينما يهرع بعضنا للإحتفال بفوز القاتل بمنصب الرئاسة على أنقاض شعب، وينتشي حد السكر على وقع أهازيج فضائيته الحكومية، ويسوق المبررات الفجة لقواته الباسلة وهي تنزل حممها على البيوت والمساجد والمستشفيات وعلى الشوارع والأزقة، لتوغل أكثر في تمزيق ماتبقى من حلم الطفولة بغدٍ تتضح فيه معالم السلام والعيش بطمأنينة بين أحضان الوطن، ولا يعاني ضميره المشوه من أي إشكال أخلاقي حينما يتم قتل مئة نفس بريئة من أجل الامساك بإرهابي واحد، فكل هذه يهون من أجل الحفاظ على النظام، نظام العملية السياسية.
أطفالنا أيها السادة، هم مادة الصور والأفلام، هم الأشلاء المتناثرة، هم الدماء التي تضرج الأرصفة، هم الأهداف التي يتبجح إعلام الحاكم بقتلهم، هم أوكار الارهابيين، وأمراء التنظيمات، هم المدعومون من قطر والسعودية وتركيا ومن الجن الأزرق، هم البعثيون والصداميون والتكفيريون، هم الوطن الذي تستبيحه مدافع الحاكم، على وقع نكتة سمجة أنه يقتلهم من أجلنا، يزهق أرواح أطفالنا من أجلنا، يهدم منازلنا من أجلنا، يغرق شوارعنا بالدم من أجلنا، يسير بقطار مستقبلنا على سكة الانهيار من أجلنا، وليس لنا الحق في الحزن ولا البكاء عليهم ذلك أن دموع الحزن تعتبر تعاطفا مع الارهاب حسب المادة 4 إرهاب.
في كل يوم من أيام عمرنا الدامي، تسيل أودية طفولتنا دما، وعناقيداً من رؤوسهم التي لم يحن قطافها، تكاد الأرض تهرب من نفسها، وهي تحتضن أجسادهم الطرية التي لم تشبع بعدُ من احتضان اللُعَب، ولم ترتوي من لهو الطفولة البريئة.
صور وأفلام تفضح عجزنا، و انهزامنا أمام آلة القتل التي استحوذ عليها الحاكم في غفلة من ضمائرنا، وغياب من مشاريعنا، ويبدو لنا أن نشرها يرفع الحرج عن ذلنا وخضوعنا، من باب اسقاط الفرض، نقرة زر هي أقصى ما تقوم بها أيادينا على أنها آخر ما نستطيعه لتغيير المنكر.
الورد في العراق والشام يُذبح، وتُداس أجساده الخضراء بسُرف الدبابات، هكذا يحاور الحاكم المجرم صغار شعبه، بينما نوغل في انهزامنا، نطوي صفحات الذل على مواقع التواصل الاجتماعي، نصنع بطولات زائفة على اكتاف بعضنا البعض، ذلك أننا لا نجيد في النهاية غير لغة التخوين والطعن.
تعالوا نحافظ على مشاعر أطفالنا بعيدا عن جراثيم الظلم، ونقتص لهم ممن أجهض أحلامهم، وهم في مقاعد الدراسة، وهم في لهوهم البريء في أزقة الحي، تعالوا نعري الظالم ونخلعه من كرسي السلطة كي نرى أطفالنا من جديد بنبضون في شريان الوطن، تعالوا نسقط الصنم الذي يعبده المعتوهون من ذوي الأفكار المريضة المشوهة، من الذين نصبوا أنفسهم أولياء على دم حفيد الرسول، وهم في الحقيقة ليسوا إلا كومبارس رخيص في سيرك ابن زياد، تعالوا نقف بوجه السلطة الغاشمة، لنصنع مستقبل أولادنا، بدل أن نضيع الوقت في اجترار عواطف من لا قلب له، تعالوا نتوحد خلف راية واحدة، وهدف جامع، يعيد لنا ولهويتنا بريق الحضارة والوجود، انها مسؤوليتنا التي سيحاسبنا عليها رب العزة والجلالة يوم لا ينفع مال ولا بنون .. ولا جاه زائل.
تعالوا .. ولا تخافوا .. ليس أفضع من الظلم إلا السكوت عنه، وزوال الظلم كفيل بزوال التطرف، فالظلم رحم نجسة لا تحمل الا الخراب.
كلنا شركاء في دمهم، بصمتنا، بفرقتنا، بخياراتنا الخاطئة، لن يتوقف سيل الدم أيها السادة حتى يصل الى أعتاب غرف نومنا، حين لا ينفع الندم، حين سنرى أن عبارة (+18) توغل مثل السكين في ما تبقى من أجساد صغارنا ..  
اللهم هل بلغت؟
اللهم فاشهد.

  

هناك 4 تعليقات:

Hillal Aldulaimy يقول...

حسبنا الله ونعم الوكيل

Aljubory Xena يقول...

حسبنا الله ونعم الوكيل

ماجد يقول...


معذرة لو قلت للسيد وسام العاني مع احترامي لوجهة نظره حيث خلط الغث بالسمين والصالح بالطالح وساوى بين القاتل والضحيه اذ رغم كل الدلائل التي تشير الى ايران لاغير ايران بمايجري في العراق من قتل واعتداء وتفجيرات ولكن كما افاد السيد العاني بأن قتل العراقيين تورطت به دول عربيه كالسعوديه وقطر وهذه نفس النغمة والاسطوانة المشروخه التي دأبت حكومة العارعلى التغني بها ..لست ادري هل العاني لايتابع الاحداث ويعلم جيدا بان حتى حلفاء ايران اعترفوا بتورطها في العراق والان يريد العاني ابعاد الشبهات عن ايران واعوانها.. هل استمع لتصريحات قائد قوات الاحتلال الجنرال كيسي الذي فضح عملاء بني ساسان واظهر تورطهم بالارهاب وتفجير المرقدين العسكريين والذي نفاه المجرم نوري المالكي مدافعا عن اسياده.
من اقرب حلفاء الفرس المجوس واحد كلابهم النابحه ياسر الحبيب الكويتي الجنسيه المجوسي الهوى والانتماء حينما اشار بوضوح الى تورط ايران بالتفجيرات التي تضرب العراق في كل مكان..هل لدى السيد العاني علم بأن الذين فجروا شارع عبدالله بن علي بالبصره وقتلوا 45 بصريا واعتقلوا في القصور الرئاسيه ثم بعد بضعة شهور اعلنت حكومة ابن طويريج انهم فروا من معتقلهم والحقيقه انهم غادروا بسيارات حكوميه ليلا الى ايران عن طريق مخفر الشلامجه.. ان لم يكن لديه محاضر التحقيق التي شكلها المجرم المالكي وتورط اجهزته الامنيه في الجريمه فأنا على استعداد لتزويده بكافة محاضر التحقيق..اتهام الدول العربيه المجاوره خدمة جليله للعدو الفارسي ثم اراد العاني ان يكحلها فعماها حينما اشار تورط البعثيين بالارهاب في العراق.
هذه النغمة النشاز سمعناها من مسئولي حكومة المالكي اذ ان مجرد اتهام حزب او حركة عراقيه وطنيه بالارهاب محاولة سمجه لتبييض وجه هذه الحكومة العميله.. البعثيون عراقيون وكلنا نعرف جيدا ان اسلوب التفجيرات الارهابي ليس احد اساليبهم فقبل كل شيئ تفخيخ سياره وفي سوق عامه ستؤدي بحياة العشرات قد يكون بينهم احد اقارب اواصدقاء ذلك البعثي وهو امر لايقدم عليه احد لدية ذرة غيره على شعبه ..الارهاب والتفجيرات امتاز بها الفرس المجوس واعوانهم لاشعال فتيل نار تحرق الاخضر واليابس .. ان القاعده وداعش وكل التنظيمات المشبوهه تمولها وتدعمها ايران ولاغير ايران.. وليعلم السيد العاني ان احدى الصحف المعروفه بارتباطها بالسي آي ايه اعلنت ان الادارة الامريكيه رصدت مبلغ 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن شخص سوري مقيم في طهران تسهل القبض عليه كونه ضابط ارتباط بين الافغان العرب من القاعده وبين قاسم سليماني لتسهيل ادخال الارهابيين الهاربين من افغانستان الى العراق بالاتفاق مع جلال طالباني ليدخلوا العراق عن طريق بياره وطويله ليلا حيث يتم نقلهم في شاحنات كبيره الى اماكن تجمعاتهم..ان كان للعاني موقف شخصي من حزب البعث فهذا امر يخصه شخصيا انما الحديث عن تورط دول عربيه مجاوره واحزاب عراقيه مناضله فاتهام باطل ومحاوله فاشله لتلميع وجوه الخونة والعملاء التي تلوثت بوحل بساطيل الاحتلال الامريكي وجيوات ملالي ايران..فيا اخينا العاني حدث العاقل بمالايليق فان صدقك فلا عقل له..اللهم افضح العملاء واخلع عنهم ورقة التوت اكانوا من الحزب المتأسلم ام المتنعمين بفتات موائد ابن جناجه.. فأنت نعم المولى والنصير

وسام العاني يقول...

الأخ ماجد المحترم ..

تحية لك ولمشاعرك النبيلة وأود أن أبين انك لطفا فهمت عبارتي على نحو خاطيء حيث قلت في مقالي (هم الأهداف التي يتبجح إعلام الحاكم بقتلهم، هم أوكار الارهابيين، وأمراء التنظيمات، هم المدعومون من قطر والسعودية وتركيا ومن الجن الأزرق، هم البعثيون والصداميون والتكفيريون، هم الوطن الذي تستبيحه مدافع الحاكم) وقصدت أن أطفالنا يقتلون تحت ذريعة هذه الحجج السمجة التي لا يخجل اعلام الحاكم من تكرارها وتسويقها ولم يكن تبنيا مني لها أبدا لقناعتي بكل ما تفضلت به من دور ايران.
أعتذر إن كانت لغة المقال قد أشكلت عليك فهما وأحيي روحك الوطنية النبيلة.
دمت بخير

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..