موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 19 يونيو 2014

العراق: ومن ملك البلاد بغير حرب.. يهون عليه تسليم البلاد

وجهات نظر
عمران الكبيسي
جماعة ملكت العراق بلا حرب ولا جهاد ولا نضال، سيدهم الغازي والمحتل الأجنبي وهم عبيد، جاءوا على ظهور دباباته، عيون يمهدون له الطريق، فقبضوا الثمن “كراسي هزازة”، والعبيد يستلمون ثمن عبوديتهم سلفا، أما الأحرار فيدفعون أولا ثمن الحرية باهظا دفاعا عن ثوابتهم.

والعراقيون يعرفون العملاء جيدا ولن ينسوهم، صورهم مازالت مطبوعة في الأذهان، قبلوا بعمائمهم السوداء من الفم إلى الفم، يتلذذون بلعاب الأسياد، ونعرف تاريخهم عاشوا على فتات موائد قم والبيت الأسود. صغيرهم وكبيرهم قبض رشاوى وعمولات بمئات الآلاف من الكونغرس، وما سألوا أنفسهم كيف قبضوا واستلموا؟ اليوم يصبح من لا يدافع عن المالكي القائل إنه طائفي أولا قبل أن يكون عراقيا خائنا؟ وسماسرة الاحتلال هم الوطنيون؟
والله نعرفهم أحفاد ابن العلقمي، كلاب حراسة عسوا جحور المحتلين في المنطقة الخضراء، وقفوا إلى جانب إيران في حربها على العراق عشر سنوات، كانت قوات بدر بإمرة العامري تعبر الحدود عند الظلام تقطع الطرق لتهاجم الجيش العراقي، وتقتل الجند العائدين من جبهات القتال إلى أسرهم بإجازات، وتفجر العبوات في التجمعات لقتل اكبر عدد في بغداد وغيرها، الم يكن عملهم إجراما وعنفا وإرهابا وخيانة؟
هم جعلوا يوم احتلال الأميركان ودخولهم بغداد عطلة وعيدا يحتفلون فرحين بأن وطنهم أصبح محتلا والحاكم بريمر مندوبا عليهم؟ فكيف تكون وصمة العار وبصمة الخيانة؟ ألم يصفقوا يوم حل المحتل الجيش والشرطة وقوى الأمن؟ لماذا لم يسألوا أنفسهم كيف سمحوا لأجنبي بأن يحل جيشهم الوطني بعد مئة عام من تأسيسه. حارب الصهاينة، وحمى البوابة الشرقية من الفرس الصفويين عشر سنوات، وجرع إمامهم السم، وكنا ومازلنا نفخر بشجاعته واستبسال رجاله؟ الخيانة فيهم وليس بثوار العشائر، هم الذين اصطفوا مع المحتلين والغزاة ضد المقاومة العراقية التي أخرجت المحتل بالقوة، فسلم الغزاة الحكم لهم بلا مشقة، عملاء لم يحفظوا للمقاومة الجميل بل انتقموا منها وهمشوا المحافظات العربية السنية التي لقنت الغزاة الموت الزؤام ورحلته قسرا، لأنهم ما حظوا بشرف المقاومة مثلهم؟
ليقولوا بداعش والدولة الإسلامية ما يقولون، عصابات؟ إرهابيون؟ كان لهم السبق، أطلقوا الرصاصة الأولى، فاستلم أبناء العشائر المبادرة هبوا وانتفضوا، أبناء العشائر العربية هم الثوار الذين قتلت قوات سوات آباءهم وإخوانهم يوم فضت اعتصام الحويجة والرمادي والفلوجة وأحرقت خيام اعتصامهم بغلظة وفضاضة لا تدانيها إلا غلظة الصهاينة والمجوس، لم يرحموا صغيرا ولا كبيرا. داعش وإن ضلوا الطريق هم أبناؤنا إذا عادوا أهلا بهم، فخير الخطائين التوابون، هم يعلنون الموصل ولاية بل محافظة بمحافظ وليس واليا. العشائر العربية لا تدافع عن داعش ولم تحتضنها، لا تقاتل تحت لوائها، ومع ذلك داعش أشرف من العملاء، لم تحاصر الفلوجة والرمادي وجوعت وهجرت أهلها وقصفتهم بالطائرات والمدفعية والبراميل المتفجرة كما فعل جيش المالكي، داعش لم تقصف جرف الصخر والحويجة كما فعلت قوات سوات، داعش لم تداهم الآمنين في ديالى وتحرق البساتين والبيوت وتقتل الشباب وتسرق المدخرات والحلي كمليشيات عصائب الحق، أبناء العشائر لا يحتضنون داعش، ولكنهم لا يدافعون عن الجلادين ممن اعتقلوا الأبناء واغتصبوا النساء، أبناء العشائر لم يقفوا مع داعش وإنما خذلوا القرامطة الجدد من اغتصبوا وسلبوا وشردوا وأساءوا إلى المقدسات، حرقوا مساجدهم وفجروها، ومنعوا الصلاة فيها. أبناء العشائر دافعوا عن حريتهم وكرامتهم المهدورة، وحقوقهم المغتصبة.
تقول العرب وجه المقبح أسود، وهؤلاء عبيد للأجانب ولكن على أبناء جلدتهم أسود، ملكهم الاحتلال الكراسي بلا مشقة، ما كانوا مجاهدين ولا مناضلين، ولا وطنيين ولا شجعان، إنهم حديثو النعمة، اغتنوا بعد فقر، واستقووا بعد ضعف، ففسدوا وأفسدوا، وطغوا وبغوا، وحين جد الجد، وحانت ساعة الحساب، فروا كالثعالب، خلعوا ملابسهم وتركوا سلاحهم وعتادهم وتسابقوا للهرب، كلاب سوق ونخاسة يتخايلون ويتبخترون ويتباهون في الرخاء، وعند الجد سلموا الموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى بغير حرب واختفوا وذابوا، ليس لهم قضية، ولا يلتزمون بمهنية، ولا يخجلون من النقيصة، "وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ *وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ، كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ، يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ، هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ، قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، أَنَّى يُؤْفَكُونَ".

ملاحظة:
نشر المقال هنا.



ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..