"مؤتمر لندن" جديد في بغداد: المجتمعون كالكلاب أبيضهم نجس

وجهات نظر

يحيى العراقي

نعم هذا هو حال من يسمون بـــ(ساسة العراق الجديد) المنخرطين فيما يسمى بـــ(العملية السياسية) التي شيدها ورعاها الإحتلالان الأمريكي والصفوي. تداعوا مرة أخرى ليشرعنوا من جديد الإعتداءات الأجنبية الخارجية الأتية من الأمريكان ومن الإيرانيين والقوى الدولية المتحالفة معهم ضد الشعب العراقي المنتفض في المحافظات الثائرة غير عابئين بما يصاحب ذلك من تغول وطغيان طائفي عنصري صفوي فاشي مقيت أخذت علانيته الصارخة تتعاظم على الساحة هذه الأيام ..

اجتمعوا غير عابئين بالأذى والدمار والتخريب الذي سيرافق هذه الإعتداءات الإجرامية الخارجية المتوقعة على المدن والمناطق الثائرة. لا يعنيهم شيء سوى الحفاظ على منظومة الظلم والعبودية والفساد الفاحش والذل والتبعية التي شيدت ونمت طيلة العقد الماضي واذاقت العراقيين صنوف العذاب وعم ضررها المنطقة بأكملها وكان التشدد و(الإرهاب) أحد نتائجها.

أول من أمس خرج علينا الرهط السياسي الأرقط الذي يدعي تمثيل الشعب من خلال أحزابه وكتله وتياراته السياسية الكارتونية وإنتخاباته المزورة المفضوحة وهو يقطر سماً زعافاً وكأني به مؤتمر لندن جديد ذلك المؤتمر الذي عقد في أواخر العام 2002 في العاصمة البريطانية برعاية السفير الأمريكي زلماي خليل زادة ليضفي مسحة من الشرعنة على العدوان والغزو والإحتلال الأمريكي للعراق.

أول من أمس إجتمع 16 شخصاً من كلاب العملية السياسية في المنزل المغتصب من قبل المدعو إبراهيم الجعفري في المنطقة الخضراء ليقدموا إعلانا وطلباً للقوى الدولية لمعاونة العراق فيما يسمى بحربه على (الإرهاب).

التصرف الخياني الإجرامي هذا يأتي عقب حديث مجمل أركان الإدارة الأمريكية وعلى رأسهم الرئيس اوباما من أن الدعم العسكري الأمريكي الذي تتوسل في طلبه عصابة السلطة في بغداد لن يأتي إلا عبر توافق سياسي بين (ساسة العراق). هكذا تنجح عصابة المالكي الطائفية الصفوية وبدعم أمريكي في جمع الأقزام ثقافة ومسلكاً لتقدمهم على أنهم (الساسة) الذين أرادت الإدارة ظهورهم أمام العالم متفقين ومطالبين بالتدخل الخارجي لمحاربة (الإرهاب).

http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=582

ربما من المفهوم أن يدعو ويرعى أقزام أمثال المالكي والجعفري وخضير الخزاعي وحيدر العبادي هكذا إجتماع يمهد لضربات جوية أمريكية بإعتبار أن هؤلاء جميعهم معبؤون ومنخرطون في مشروع إمبريالي صفوي تمتد أفاقه في عموم المنطقة بل والعالم ويتوقعون أن التدخل الخارجي الذي سيستجلبه هذا الإجتماع سيصب في النهاية في مصلحتهم حتى لو لم يستفيدوا منه كأفراد الأن بالشكل الكافي .. المستغرب والمحزن أن يحضر أقزام مثل صالح المطلك وأسامة النجيفي ممن علا صوتهم بالنقد لتفرد المالكي وديكتاتوريته وطغيانه حتى مع شركائه من عصابة الفساد المتسلطة على العراق ومقدراته. هؤلاء الذين كثيراً ما تعالى النباح بينهم وبين المالكي وحاولوا سحب الثقة منه منذ العام 2012 ثم إدعوا لاحقاً الإصطفاف إلى جانب مطالب المحافظات المنتفضة ضده وضد حكومته والذين طالما إنتقدوا كذب المالكي وتحلله من كل وعوده وإلتزاماته .. كيف يمكنهم اليوم أن يصطفوا إلى جانب جوار المالكي ويساعدوه في موضوع طلب التدخل الخارجي الذي سيكون المستفيد الوحيد منه المالكي وزبانيته.

هؤلاء الأقزام النجيفي والمطلك يبدو أنهم حتى الأن لم يدركوا أنهم مهما قدموا من خدمات خيانية للمالكي وسادته في طهران وقم فإنهم لن ينالوا أمناً على أنفسهم أو حظوة لدى المالكي وأسياده وهم سرعان ما سيتم التخلص منهم بإعتباره أوراق محترقة في وسطهم ليتم الإستعانة بأقزام جدد غيرهم لمرحلة جديدة. المالكي وأسياده باتوا يشعرون الأن أنهم وقد إستجمعوا هؤلاء الساسة الأقزام من حولهم فإن طلباتهم للتدخل الخارجي والتدخل الجوي الأمريكي على وجه الخصوص باتت مهيأة لتلقى الرد الإيجابي عليها.

اليوم باتت القوات الجوية والصاروخية الأمريكية في الخليج متهيئة وبالتنسيق السياسي والميداني مع إيران لتنفيذ ضربات جوية وتقديم دعم جوي لشراذم المالكي وعناصر الحرس الإيراني التي ستحاول الزحف على الأرض أو بواسطة الطائرات العمودية للإعتداء على المناطق المحررة ومحاولة إستعادة السيطرة عليها. وربما كانت ضربات الطائرات من دون طيار الأخيرة التي سمعنا عنها خلال اليومين الأخيرين هي ضربات لطائرات أمريكية تحاول معالجة الموقف في إطار معين قبل إنطلاق العمليات الأوسع في الساعات القادمة عقب لقاء أوباما بأعضاء الكونغرس اليوم.

مطلوب من الثوار الأن التهيؤ وعلى الفور للمرحلة القادمة من القتال التي ستكون، بكل تأكيد أكثر دقة وأكثر أهمية، ومطلوب منهم أيضاً تلافي النقص على المستوى السياسي والإعلامي الرسمي للثورة بما يواكب الإنجازات الكبيرة على الأرض مطلوب في أقل تقدير تعيين ممثل للعلاقات الدولية ومكتب صحفي وإعلامي بما يؤمِّن إيصال رسالة الجماهير في المناطق المحررة الثائرة إلى العالم لكي ننزع تماماً عن هؤلاء الأقزام أي تمثيل أو إدعاء بتمثيل عن الناس ما داموا هم يجيرون تمثيلهم لصالح المالكي وأسياده في طهران. كان الأحرى بهؤلاء أن يكونوا منسجمين مع شعاراتهم وتصريحاتهم في الفترة السابقة من كون المالكي وحكومته هو سبب للأزمة الحالية وأن يطالبوا على الأقل بتنحيته أولاً وتشكيل حكومة إنقاذ كجزء من محاولتهم المساهمة بعمل إيجابي لصالح مناطقهم ويقطع الطريق عن أي تجييش وعدوان ضد هذه المناطق.

لابد من بناء منظومة إنذار مبكر بالضربات الجوية تعتمد إنشاء شبكة من المراصد البشرية الأمامية في جنوب وشرق وغرب وشمال العراق وتعتمد هذه الشبكة على أفراد مدربين لتمييز الطائرات ونشاطها من الصوت والمشاهدة بالعين المجردة أو بالوسائل المساعدة مع ربط هذه الشبكة عبر وسائل الإتصال المتيسرة بمركز رئيسي يؤمن إطلاق الإنذارات في عموم المناطق المحررة.