موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأربعاء، 18 يونيو 2014

إعادة اكتشاف العراق

وجهات نظر
محمد سيف الدولة
بين ليلة وضحاها، تصدَّرت أخبار العراق اهتمامات الرأي العام العربي، وأصبح السؤال الأكثر إلحاحا هو "ماذا يحدث في العراق؟"
وبدا المشهد وكأننا اكتشفنا جميعا أن هناك بلدا عربيا شقيقا اسمه العراق، يستحق منا كل الاهتمام والدعم والمتابعة.

والحقيقة اننا شاركنا جميعا بلا استثناء وبطريقة أو بأخرى فيما وصل اليه الحال في العراق، بعد أن انصرفنا عنه وتجاهلناه طويلا .
وكثيرا ما كنت أتساءل: لماذا لم يحظَ العراق بعد الاحتلال الأمريكي في 2003، بتعاطف واهتمام ودعم شعبي عربي مماثل لما يحدث مع فلسطين في مواجهة الاحتلال الصهيوني؟
  • ربما كان ذلك بسبب ما أصاب الأمة من صدمة، جعلتها تفقد توازنها، وتلجأ الى انكار وتجاهل الواقع المرير.
  • وربما بسبب حجم الضغوط والدعاية والاختراق والتمويل التى مارستها الولايات المتحدة على الانظمة العربية حكومات ومعارضة، لارغامها على التواطؤ أو الصمت عن جريمة الاحتلال وما تلاها.
  • وربما بسبب حجم الدم العراقي الذى سال على أيدى عراقية، أبت أن توجه مدافعها الى قوات الاحتلال، فتسببت في ضبابية المشهد للمتابعين من الخارج وإرباكهم، مما دفعهم الى الابتعاد الى أن تتضح الأمور.

***
أيا كانت الأسباب، فانه لاشك في انه حين أدرك الجميع، مـتأخرين، ضرورة العودة الى مؤازرة الشعب العراقي، اكتشفوا أن ما لديهم من أسئلة يفوق ما لديهم من إجابات :
1)   فكيف سقط العراق بهذه السهولة؟ وكيف عزفت قوى وجماعات رئيسية عن مقاومة الاحتلال؟ وكيف ولماذا قبلت كل هذه القوى المشاركة في العملية السياسية في ظل الاحتلال؟ وهل المشاركة في العملية السياسية في ظل الاحتلال مشروعة؟
2)   وهل رحل الأمريكان عن العراق بالفعل؟ وهل تحرر العراق كما يدعي النظام الحاكم؟ وماذا عن الاتفاقية الامنية الامريكية العراقية التى تسمح للقوات الأمريكية بالتمركز في عدد من القواعد والمناطق؟ وماذا عن السيطرة والهيمنة الأمريكية الشاملة على كل المقدرات العراقية؟
3)   ما هو المشروع والدور الايراني في العراق، وهل هو دور سياسي، ام طائفي؟ وهل يتناقض مع المشروع الأمريكى هناك، ام يتوافق وينسق معه؟
4)   وهل تدعم ايران عراقاً وطنياً موحداً مستقلاً، ام تدعم عراقاً شيعياً طائفياً موالٍ لها؟
5)   وفيما عدا ايران ما هى أجندات القوى الاقليمية الأخرى في العراق: تركيا وسوريا والسعودية؟ ومن يدعم ويموَّل من؟
6)   هل حكومة المالكى توالي الاحتلال ام تواجهه؟
7)   وهل هى حكومة عراقية وطنية ام طائفية؟
8)   وهل المقاومة المسلحة للاحتلال تعتبر ارهابا وفقا للقائمين على النظام العراقي الحالي؟
9)   هل هناك بالفعل على الأرض، مقاومة مؤثرة ضد الوجود الأمريكي؟
10) وهل هى مقاومة وطنية جامعة ام طائفية ؟
11) مَن مِن القوى السنية أو الشيعية او الكردية شاركت في مقاومة الاحتلال؟ ومن تعايش معه وشارك في العملية السياسية في حماية دباباته؟
12) هل ما يدور الآن في الموصل وما حولها، هو حركة مقاومة ضد الاحتلال الأمريكى وأذنابه؟ أم هى انتفاضة شعبية ضد الظلم والاقصاء والاستبداد؟ أم هي ردة فعل طائفية سنية مسلحة ضد اعتداءات طائفية شيعية من النظام؟ أم هى خليط من كل ذلك؟
13) وما هى تفاصيل وفسيفساء الخرائط السياسية والطائفية في العراق؟
14) وماذا تبقى من القوى الوطنية والقومية في العراق؟
15) من الذى يفجر الكنائس، والمساجد في الاحياء السنية والشيعية، ومن يقتل على الهوية؟
16) هل اقترب العراق من التقسيم؟ وهل لا تزال هناك امكانيات واقعية للحيلولة دون هذا السيناريو؟
17) ومَن في العراق يمثل حائط الصد الرئيسي ضد مشروعات التقسيم؟ ومن هم الوحدويون العراقيون الحقيقيون؟ وهل هناك أطراف سياسية لها وزن وتأثير تتبنى وتعمل من أجل مشروع وطني عراقي وحدوي؟
18) كيف صمت الجميع في العراق على ما يجري في هدوء ودأب من انفصال كردستان ؟
***
كانت هذه عينة من الاسئلة التى تتبادلها النخبة العربية الراغبة في العودة الى المشهد العراقي، والنادمة على تأخرها، والخائفة من مشروع التقسيم، ليس خوفا على العراق وحده، ولكن خوفا من ان تنتقل عدوى التقسيم، ان تم لاقدَّر الله، الى باقى أقطارها العربية.
ولكن من شروط العودة الناجحة، هو أن تكون عودة دائمة، لا تهتم فقط بالأحداث حين تسخن أو بالأوضاع حين تتفجر، ولا تسطَّح المشكلة في ثنائية الأخيار والأشرار، وأن تنتبه الى وحدة مشكلات الواقع العربي، ووحدة الفاعل الرئيسى والمايسترو، وأن تنتبه وتتوحد في مواجهة كل القوى والأدوات التى نجحت بسلاسة مذهلة في ضرب كل الجامعات الوطنية لصالح المفرقات الطائفية.


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..