موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

السبت، 28 يونيو 2014

بيان من العلامة السعدي في خطورة ترداد إعطاء الثورة ثوب داعش والإرهاب زورا وبُهتانا وخطورة الانجرار وراء هذه الإكذوبة

وجهات نظر

بسم الله الرحمن الرحيم
بيان رقم (47)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أمَّا بعد: فقد ارتفعت الأصوات في العالم كلِّه من السياسيين وغيرهم، ولا سيما من حكومة العراق مُحذِّرة من فصيل أطلقوا عليه كلمة (داعش) فأخذوا يُحرِّضون على مقاومتهم ومقاتلتهم.
وأنا أرى أنَّ هذا التصعيد وهذه الضجة عليهم أصبحت من صالحهم ودعاية لهم وإنعاشا لوجودهم مِمَّا تسبَّب أن المظلومين في العالم من حُكَّامهم ينضمُّون إليهم فرُبَّ ذم يُصبح مدحاً وفائدة للمذموم، وبناءً على ذلك أقول ما يأتي:

أولا: إنَّ ظلم بعض الحُكَّام واسئثارهم في السُلطة والتمييز بين طبقات شعوبهم وحصول ظلم عليهم أو تهميش للبعض هو من أبرز العوامل لوجود ما يسمونه داعشا وأمثالهم.
فلو تعامل الحُكَّام مع الشعوب بالعدل والمساواة بين شعوبهم لما حصل ما يحصل الآن في العالم العربي.
ولو التزموا بتعاليم دينهم لرأينا الأمن والاستقرار يستتب في ربوع بلادهم ولرأينا التلاحم بينهم وعدم الخروج على حُكَّامهم.
ثانيا: لا يمكن أن ننكر وجود ما يسمونه (داعشا) ولكنهم نسبة قليلة بالنسبة للفصائل الأخرى من ثوار العشائر التي تقاوم الظلم والتهميش والاستئثار بالحكم وبخاصة في العراق، فإنَّ من يدافع عن دينه وعقيدته وماله وعرضه وكرامته ووجوده كعراقي مغدور الحقوق ومهمشا وكأنَّه غريب في بلده أصبح يُطلق عليه هذا الاسم أو اسم الإرهاب.
وكذا من ينتصر للمعتقلات والمعتقلين ظلما وينتصر لمداهمة منازلهم وهدمها وهدم مساجدهم أو حرقها أو قتل السجناء دون قضاء أو قانون من ميليشيَّات الحكومة دون رادع ودون إيقاف لمثل هذه الاعتداءات على مكوِّن أهل السنة في محافظاتهم ومساكنهم تحت ذريعة مقاتلة ما يسمونه (داعشا) وهم على ثقة أنَّهم يقاتلون السنة ولكن التذرع بذلك لأجل كسب التأييد من الشيعة والدول العظمى والدول العربية.
وهم على ثقة أنهم جزء لا يتجزأ من أبناء العشائر الثوار، والدليل على قلة نسبتهم أمران: دائرة الطب العدلي: فإنَّ القتلى هم من النساء والأطفال والعُزَّل وبعض أبناء العشائر، وكذا المستشفيات: فإنَّ الجرحى هم ليسوا ما يسمونه داعشا، وإن وجد أحد منهم فإنَّ نسبتهم لا تعدوا أن تكون 1%.
ثم إن صحَّ ما يقال عنهم لقاموا بقتل من يؤسر من الشرطة والجيش ومن يُلقي سلاحه ولم يسمح لنفسه أن يقتل إخوانه العراقيين، فلو كان ما يقال عنهم صحيحا لما قاموا بتكريمهم وإعادتهم إلى أهليهم.
ولنا مثلٌ بذلك أنَّ البلاد التي سيطر عليها الثوار -كالموصل- لقوا منهم الاستقرار والأمن والخدمات بكل ما يستطيعون ولم يحصل ما كان يقال عنهم من تُهم.
إذن المُدافعون الثوار هم من هُتك عرضه أو قتل فرد من عائلته أو هُدم داره أو أُحرقت، أو أُعْدِمَ أحد أفراد أُسرته ظلما دون تهمة ثابتة بل مُلفَّقة أو دون محاكمة أو قانون من قبل ميليشيات أو صحوات تابعة للمالكي أو جيش خاضع له، ناهيك عن الراجمات والبراميل المتفجرة عليهم، ومن يحصل عليه ذلك لا يسعه إلاَّ حب الانتقام والمشاركة مع أبناء العشائر الثوار بعد أن جرَّب الحلول المشروعة قانونيا ودستوريا وتظاهر وطالب بحقوقه سلميا ولم ينفع على مدى عام كامل بل جوبهت بزيادة القمع والظلم والاضطهاد.
ثالثا: الإرهاب أخذ يُطلق على من يدافع عن عرضه وأسرته وماله من السلب والسرقة ويُداهم ويُقْتَل القتل الطائفي ويغض النظر عن إرهاب الميليشيات المُتمثِّلة في قوات سوات وقوات ما تسمي نفسها بـ(عصائب أهل الحق) وجماعة ما يسمون أنفسهم بـ(جيش المختار)، أليس ما يحصل من هؤلاء هو الإرهاب بعينه؟! وما الاستعراضات التي تحصل منهم ومما يسمى بجيش المهدي في شوارع بغداد إلاَّ تأصيل للإرهاب واستعداء للطرف الثاني بالمقاومة الشرسة.
رابعا: أدعو جميع العقلاء من المكوِّنات العراقية أن ينتبهوا لما يجري ومن أخطاره على العراقيين وأن يسعى الجميع لإيقاف ما يجري على الأرض الآن، ليعود العراق إلى لُحمته وتآخيه بكل الطوائف والقوميات والأديان، وأن يجتمعوا لإعمار بلدهم وتقديم الخدمات لهم وإنقاذهم من الجوع والبُؤس والفقر والعود به إلى عراق يأخذ دوره الريادي بين الدول وهذا ما آمله من المصلحين في البلد.
وليعلم الطائفيون أنَّ ما يهدفون إليه من احتكار العراق لطائفة معينة لا يتحقق، لأنَّ العراق ليس لطائفة معينة أو قومية معينة بل هو للجميع وسيبقى كذلك بحول الله وقوته.

أ.د. عبدالملك عبدالرحمن السعدي
  29 شعبان1435هـ

27 حزيران 2014 م


ملاحظة
المصدر هنا

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

جزاك الله خيرا يا شيخنا الجليل واكثر من امثالك
والهمكم الله سداد الراي والحكمة

Taif Al-marouf يقول...

الكل يعرفون الحقيقه وينكروها ومثل ماذكر الشيخ لقتال .....

سعد الزبيدي....لندن يقول...

بارك أالله فيكم .ياشيخ ..الكريم على.كﻷ مكم .الموجة في كل معاينة وان .شاء النصر .قريب .حسبنا أالله .ونعم الوكيل

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..