عبد الكاظم العبودي
مع استمرار لعبة شراء الذمم البرلمانية ولتجميع
وتشكيل اوسع تحالف دموي يُمكِّن عملاء المضبعة الخضراء من البقاء في السلطة
ولتمديد الفترة الانتقالية المالكية حتى إعلان النتائج النهائية لمهزلة الانتخابات،
تتم الصفقات القذرة بين المالكي والمستعدين من الخونة واللصوص للالتحاق بكتلته من
جهة وبقية الرهط الساقط من الدكاكين البرلمانية والسياسية اللاعبين في العملية
السياسية، وخاصة من أؤلئك المتقاطعين مع المالكي والمتشاركين معه في المصالح
والامتيازات والنهب.
ان حملة "تصفية الحساب" تأخذ طابعا
تدميريا إباديا واسعا، وباتت ممارساتها غير خفية عن القاصي والديني، تشترك بها
وحدات عسكرية ومليشيات وخبرات استخبارية ولوجستية أمريكية و ايرانية وسورية
ولبنانية تابعة لحزب الله وتدعمها ترسانة من الفضائيات العربية والاجنبية لتغطية
التستر عن واقع الجرائم القذرة التي تتم في اكثر من محافظة عراقية بحجة الحرب على
"داعش" او تحت شعار "مكافحة الارهاب".
ورغم ان كل الدلائل والحجج والوقائع على الارض في العراق
وسوريا قد فضحت وكشفت بعشرات البراهين ان قضية داعش وغيرها بأنها مجرد مليشيات
ومنظمات ووحدات خاصة ايرانية وسورية وعراقية تقودها ادارة مخابراتية ايرانية ــ
سورية، و إن حملة " تصفية الحساب" المعلن عتها صراحة وبوقاحة تتوسع في
جرائمها وتتوغل في دماء ابناء شعبنا، في عموم محافظات القطر، وخاصة في المناطق
الحاضنة للمقاومة العراقية ومناطق تشكيلات المجالس العسكرية لثوار العراق.
وعندما اقتربت ضربات الثوار من محيط بغداد قبل موعد
الانتخابات في 30 نيسان الماضي قام العملاء من حكام المضبعة الخضراء بجملة من
الجرائم الكبرى ضد الانسانية ولحقوق الانسان، تجلت في الحرق الشامل بكل انواع الاسلحة،
بالقصف الجوي والمدفعي، وإغراق مناطق واسعة من الفلوجة ومناطق غرب بغداد بالمياه
بعد غلق السدود وكسر ضفاف الفرات ،والتلاعب في توجيه المياه لاستخدامها بخبث في
الاغراق الكامل للاراضي المطلوب استهدافها ايام الانتخابات وقبلها ، كما تم تلويث
نهر دجلة من خلال تسريب آلاف الاطنان من النفط الخام وصبها في مجراه باتجاه
العاصمة بغداد ، وفي حالات تم احراقها لكي تربك حياة المواطنين في محافظة صلاح
الدين وفي سامراء وخنق مناطق واسعة برعب الدخان الكاربوني الخانق، ثم عاد المجرمون
لاحراق محاصيل الفلاحين الفقراء والمعدومين من حقول القمح قبل أوان حصاده بأيام
قليلة ، ثم جرت عملية تصعيد قصف احياء واسعة من الفلوجة وخاصة في المناطق السكنية
العامة التي عاد اليها بعض المهجرين حيث تم استهداف التجمعات البشرية التي عادة ما
يلجا اليها المواطنون في المساجد والمدارس والجامعة بعد ان فقدوا مساكنهم ومزارعهم
وبيوتهم الريفية في محيط الفلوجة والرمادي.
لم ولا يتم هذا صدفة ومن دون تنسيق وتخطيط ومسح جوي
ومراقبة إستخباراتية من قبل ايران ووكلائها وفرق الصحوات ومع تواطؤ وترتيب بين أطراف
عدة وخاصة من المراهنين على اللعب في ساحة العملية السياسية من انصار الحزب
الاسلامي وشيوخ الصحوات والسياسويين المنتظرين لحصصهم في المشاركة المرتقبة
والموعودة لهم عند تقسيم المواقع في الحكومة القادمة وعند اختيار رئاسات البرلمان
والجمهورية والحكومة.
ويلعب المال السياسي القذر والتنسيق بين اطراف
العملاء دوره في تمرير العدوان الدموي الجاري تفاصيله في الفلوجة واليوسفية وجرف
الصخر والطارمية وديالى والموصل وكلها مناطق يجري استهدافها بخسة واجرام واضح
المقاصد.
امام كل هذا الاجرام ، بكل تفاصيله وفنونه وادواته،
هناك صمت دولي وعربي مريب ناجم عن مراهنات المنتظرين لما ستفضي اليها نتائج
الانتخابات التي اعدتها ورتبت تعداد ارقامها ومقاعدها الصفقات الايرانية الامريكية
لابقاء الشعب العراقي رهينة بيد العملاء الذين دخلوا العراق ضمن قوات الغزو
والاحتلال، وما الديمقراطية المحكي عنها سوى اضحوكة ساذجة للعالم.
ان وضع العراقيين بين خيار الطاعون والجدري ما بين
ابقاء المالكي او تنصيب بدائل شبيهة منه طائفيا تدفع بالبعض الى التفكير بمجيئ
المنقذ او المخلص الانقلابي ، سواء على شاكلة ترتيب الاوضاع في مصر او ليبيا او
غيرها، وهي محاولات مفضوحة لشعبنا تقوم بها الادارة الامريكية والايرانية لترتيب
اوضاع العراق ولمحاصرة الحراك الثوري المتصاعد الذي بات هو الامل الوحيد لحفظ وحدة
ارض وشعب العراق والخروج كليا من مئآسي تركة الغزو والاحتلال.
اننا نهيب بشعبنا الى التمسك بخيار المقاومة ووحدة
الصف وقطع الطريق على العملاء ان يمرروا جرائمهم والعمل على وقف المذبحة في
الانبار والشروع بدفع العمل المقاوم الى منتهاه لتقريب ساعة الفصل والانتصار
والتحرير.
كما نحذر العملاء ايا كانت مواقعهم من التمادي في
توسيع دوائر المذابح والاغتيالات والخطف والاعتداء على السجناء والمعتقلين ونهب ما
تبقى من ثروات العراق ونذكر الجميع إن يوم الحساب بات قريببا ولا رحمة للظالمين.
وإن غدا لناظره قريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق