وجهات
نظر
سعد
ناجي جواد
عتب عليّ أحد
الأخوة الأعزاء بأني صرت أجنح الى السخرية في أحاديثي السياسية. وجعلني قوله هذا
أفكر في الموضوع بصورة جدية، وأسأل نفسي كيف يمكن لأنسان يهيم حبا ببغداد والعراق
والأمة العربية أن يجنح للسخرية في مواقف مأساوية يمر بها وطنه؟!
نعم يضحكني منظر السياسيين العراقيين اليوم وهم يشكون ويتباكون على العراق، وما آل اليه الحال بعد الاحتلال الذي كانوا هم من سعى اليه وشجعه، بالكذب وتزوير الحقائق.
يضحكني منظر أحدهم
وهو يصف رئيس الوزراء الحالي بالديكتاتور، وهو الذي كان ديكتاتورا صغيرا عندما
تسنم منصب رئيس هيئة اجتثاث البعث، وكيف أنه اجتث آلاف الأشخاص، ورماهم وعوائلهم
على قارعة الطريق من دون أي إعالة، ولم يرف له جفن على مصيرهم المزري، فعل ذلك مع
مقربين له كانتقام شخصي منهم، لأنهم كانوا مثله أعضاء في حزب البعث إلا أنهم لم
يتركوه ويلجأوا الى خارج العراق لكي يحصلوا على جنسية أخرى. ويضحكني أكثر عندما
يشتكي من النفوذ الايراني، وهو الذي تحدى مشاعر العراقيين والعرب والمسلمين
الشرفاء وقام بزيارة اسرائيل وتبجح بذلك. ولم يتذكر أن اسلوب الحكومة في تهديده بالحرمان من الترشيح
للانتخابات القادمة هو أسلوب ديكتاتوري وانتقام شخصي، إلا بعد أن رشح نفسه
للانتخابات.
ويضحكني منظر آخر كان من أكثر من كذب وزور الحقائق كي يقنع الأمريكان والانكليز والاسرائيليين لكي يحتلوا العراق، وجاء الى العراق الذي تركه منذ نعومة أظفاره على مروحية أمريكية ووصل الى بغداد بعد احتلالها على رأس قوة مسلحة من المغتربين العراقيين، محاربي العراق الحر الـ(اف آي أف)، لكي تعمد هذه القوة الى اغتيال من اغتالته، وبدأ يعد العدة لحكم العراق، ولم يخبره ذكاؤه، الذي يصفه به مقربوه، أنه لا يملك هذه القدرة لأن رصيده الشعبي كان يقرب من الصفر، وأن هذا الأمل لن يتحقق له إلا اذا فرضته القوة الأمريكية الغازية، التي تخلت عنه مبكرا عندما اكتشفت أن طموحاته الدكتاتورية لن تخدم مصالح الدول الغازية. ويضحكني أكثر عندما أجده ينقلب من شخص علماني الى رجل طائفي يؤسس البيت الشيعي ويحاول أن يسترضي ايران صاحبة النفوذ في العراق بعد الاحتلال كي ترضى به رئيسا للعراق، أو عندما أشاهده يساهم في طبخ الطعام للملايين من الزوار المشاة الذين يذهبون الى زيارة مقام الأمام الحسين عليه السلام (وهو الذي لم يعرف عنه التدين او اقامة أي من الشعائر الاسلامية يوما ما) إحياء لذكرى انتفاضته على الظلم، متناسين مآسيهم ومصائبهم اليومية، ولم يفكروا بالاقتداء بثورة الحسين كي يغيروا واقعهم المؤلم والمزري وبلدهم الذي يقدم من الشهداء الأبرياء كل شهر ما يفوق عدد من قتل في واقعة الطف المعروفة.
ويضحكني منظر آخر كان من أكثر من كذب وزور الحقائق كي يقنع الأمريكان والانكليز والاسرائيليين لكي يحتلوا العراق، وجاء الى العراق الذي تركه منذ نعومة أظفاره على مروحية أمريكية ووصل الى بغداد بعد احتلالها على رأس قوة مسلحة من المغتربين العراقيين، محاربي العراق الحر الـ(اف آي أف)، لكي تعمد هذه القوة الى اغتيال من اغتالته، وبدأ يعد العدة لحكم العراق، ولم يخبره ذكاؤه، الذي يصفه به مقربوه، أنه لا يملك هذه القدرة لأن رصيده الشعبي كان يقرب من الصفر، وأن هذا الأمل لن يتحقق له إلا اذا فرضته القوة الأمريكية الغازية، التي تخلت عنه مبكرا عندما اكتشفت أن طموحاته الدكتاتورية لن تخدم مصالح الدول الغازية. ويضحكني أكثر عندما أجده ينقلب من شخص علماني الى رجل طائفي يؤسس البيت الشيعي ويحاول أن يسترضي ايران صاحبة النفوذ في العراق بعد الاحتلال كي ترضى به رئيسا للعراق، أو عندما أشاهده يساهم في طبخ الطعام للملايين من الزوار المشاة الذين يذهبون الى زيارة مقام الأمام الحسين عليه السلام (وهو الذي لم يعرف عنه التدين او اقامة أي من الشعائر الاسلامية يوما ما) إحياء لذكرى انتفاضته على الظلم، متناسين مآسيهم ومصائبهم اليومية، ولم يفكروا بالاقتداء بثورة الحسين كي يغيروا واقعهم المؤلم والمزري وبلدهم الذي يقدم من الشهداء الأبرياء كل شهر ما يفوق عدد من قتل في واقعة الطف المعروفة.
ويضحكني منظر رئيس
الوزراء السابق الذي استباح مدينة النجف الأشرف ومدينة الفلوجة الباسلة وهو يتهم
الحكومة الحالية بقتل العراقيين ويشكو من النفوذ الايراني. ولو يتوجب عليّ أن أقول
بأنه الوحيد الذي يبدي الندم والشعور بالذنب على ما وصل اليه العراق اليوم بسبب
سياسته وسياسة الأمريكان، الذين يعترف بأنه تعاون معهم ومع اجهزة مخابرات عالمية،
من أجل الأطاحة بنظام البعث الذي كان أحد قيادييه.
ويضحكني (المفكر)
الذي يشتكي من ديكتاتورية المالكي وهو الذي كان ينصح المقربين منه بأن يرضوا
بالاحتلال الأمريكي لأنه المخلص الوحيد الذي سينقلهم الى عالم أفضل.
كما يضحكني زميل أكاديمي وسياسي عربي آخر عندما يتهمني بأني أصبحت (خواجة، أي شخصا غربيا حسب تعبير أحبائنا المصريين) لأني قلت باني، ورغم تفضيلي للقوات المسلحة المصرية الوطنية على الاخوان المسلمين، الذين أثبتوا خلال مسيرتهم الطويلة بانهم غير صالحين للحكم، بأن الاخوان وصلوا الى الحكم بالانتخاب ويجب أن يرحلوا عن طريق صناديق الانتخاب كما وصلوا، وهو الذي أصرَّ على اللقاء بي عندما زرت القاهرة الحبيبة عام 2004 لينصحني ويشدد على أن نرضى بالاحتلال ونتعاون معه ولا نعارضه، لأنه الطريق الوحيد للديمقراطية.
وأخيرا كيف لا يضحكني أكثر أن يقدم ملايين العراقيين على تحدي الارهاب والظروف الصعبة، كي يقوموا بانتخاب رئيس وزراء، فشل في ادارة البلاد لمدة ثماني سنوات ونقل، هو والائتلاف الذي يرأسه، البلاد الى مرتع للفساد والثراء غير المشروع، عبر نهب الموارد الوطنية، وقسَّم البلاد على أسس طائفية مقيتة وحوَّلها ساحة للقتل اليومي، او ان ينتخبوا مسؤولين آخرين فشلوا في العمل الوظيفي او البرلماني ويعيدوهم منتصرين بأصوات كبيرة.
كما يضحكني زميل أكاديمي وسياسي عربي آخر عندما يتهمني بأني أصبحت (خواجة، أي شخصا غربيا حسب تعبير أحبائنا المصريين) لأني قلت باني، ورغم تفضيلي للقوات المسلحة المصرية الوطنية على الاخوان المسلمين، الذين أثبتوا خلال مسيرتهم الطويلة بانهم غير صالحين للحكم، بأن الاخوان وصلوا الى الحكم بالانتخاب ويجب أن يرحلوا عن طريق صناديق الانتخاب كما وصلوا، وهو الذي أصرَّ على اللقاء بي عندما زرت القاهرة الحبيبة عام 2004 لينصحني ويشدد على أن نرضى بالاحتلال ونتعاون معه ولا نعارضه، لأنه الطريق الوحيد للديمقراطية.
وأخيرا كيف لا يضحكني أكثر أن يقدم ملايين العراقيين على تحدي الارهاب والظروف الصعبة، كي يقوموا بانتخاب رئيس وزراء، فشل في ادارة البلاد لمدة ثماني سنوات ونقل، هو والائتلاف الذي يرأسه، البلاد الى مرتع للفساد والثراء غير المشروع، عبر نهب الموارد الوطنية، وقسَّم البلاد على أسس طائفية مقيتة وحوَّلها ساحة للقتل اليومي، او ان ينتخبوا مسؤولين آخرين فشلوا في العمل الوظيفي او البرلماني ويعيدوهم منتصرين بأصوات كبيرة.
ويضحكني انتخاب
آخرين يمثلون الوجه الآخر للطائفية وكأن البلد خلا من العقول والوجوه الوطنية
الشريفة، ولم يبق فيه إلا من يتشبث بالطائفية والعنصرية.
وأخيرا تضحكني
الأخبار المتتالية التي ترشح أسماء غير رئيس الوزراء الحالي للمنصب، وكل هذه
الأسماء لا تمتلك حتى النزر اليسير من الكفاءة والمقدرة على ادارة البلاد، وممارسة
معظمهم في الأداء الحكومي اتسمت بالفشل والفساد والتصفيات العنيفة للخصوم.
ولا يمكن إلا أن
ترتسم على وجهي ابتسامة عندما يصر البعض على أن يبيِّن لي مزايا الشخصيات التي
انتخبها لأنها الأصلح في حكم العراق، ومن دون أن يجهد نفسه ولو للحظة أن يسترجع ما
آل اليه العراق بعد 11 سنة من الاحتلال وفي ظل حكومات الفشل والفساد.
نعم كل هؤلاء
وغيرهم يضحكونني ولكنه في حقيقته ضحك كالبكا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق