عبدالله ال جعفر
الشمري
أنفقت الإدارة
الأمريكية مئات الملايين لتحسين صورتها وستر عورتها في العالم بشكل عام والشرق
الأوسط بشكل خاص. ومن أهم الوسائل التي اعتمدتها الخارجية الأمريكية لتحقيق هذا
الهدف كان إنشاء "قناة الحرة" و"راديو سوا" موجهتان للعرب
بلغتهم. واوكلت مهمة ترويج الدعاية للمشروع السياسي الأمريكي والثقافة والقيم
والمبادئ الأمريكية.الى قنوات ال ام بي سي والعربية.
والذي يهمني هنا
هو دور قناة العربية في تأجيج الصراع المذهبي والعرقي في العراق ، فمنذ الايام
الاولى للاحتلال الامريكي للعراق سعت ادارة القناة الى استحداث برامج هدفها تزييف
الحقائق والاساءة الى النظام الوطني والطعن برموزه ، كما انها من روَّجت للرموز
الطائفية واظهرتهم على شاشتها ينسجون الكذب ويزرعون الضغينة بين ابناء الشعب
العراقي ، وهي من اطلقت المصلحات والصفات على مناطق العراق (المثلث السني +
المراقد الشيعية وغيرها من التسميات المسومة).
اما التغطية
الإعلامية لانتخابات العراق الصورية فقد حظيت بمساحة من الإعلانات المهولة التي
وفرتها العربية لتشجيع المشاركة الجماهيرية في الانتخابات والدعايات الخاصة
بالأحزاب. - كما أن "العربية"
كانت رائدة في نقل أحداث العنف في العراق ولكن بعيون أمريكية - والتقليل نسبيا من مشاهد وأخبار المدنيين
العراقيين المصابين اثر الهجمات الأمريكية - والتقليل من مشاهد وأخبار وآثار
الهجمات التي تقوم بها المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال، والعمل لإبقاء الروح
المعنوية عالية لدى مؤيدي الاحتلال، وتضخيم أخبار إصابة المدنيين العراقيين من
آثار عمليات المقاومة لإثارة الحنق والكراهية ضد الفئات المقاومة، والتضخيم من
عمليات الجيش الأمريكي وأثرها ضد المقاومة في محاولة لهزيمة المقاومة معنويا.
ولا ادري لم هذا
الاصرار من قبل ادارة "العربية" على تسمية الثورة الشعبية في العراق
باسم "داعش" وإنكار دور الفصائل المقاومة على اختلاف تسمياتها في الثورة
وتحقيق الانجاز في تحرير المدن العراقية؟ ولمصلحة من تظهر قناة العربية استعراضات
المليشيات الطائفية وتكررها على مدار نشراتها الاخبارية ؟
والملاحظ ان
مقدمي البرامج في "العربية" يصرون على ان "داعش" هي التي
تقاتل ولا يفسح المجال للمتحدثين في الاسترسال لايضاح الحقيقة، الى جانب استضافة
شخصيات طائفية وصفوية بامتياز وفسح المجال لها بحرية تامة على الحديث والاساءة
لاقطار الوطن العربي ، بل وصلت القباحة الى الشتم دون احترام.
ان موقف قناة
العربية السيئ هذا جاء بتوجيه من الادارة الامريكية ، وان عدداً من العاملين فيها
لهم موقف ضد الامة العربية ولهم ارتباطات مشبوهة، وليعلم الجميع انه اذا وقف كل الاعلام
العربي ضد الثورة العراقية الشعبية ، فانها ستستمر وتنتصر بإذن الله .
هناك تعليق واحد:
قناة العربية عبرية بامتياز والخافي أعظم.
إرسال تعليق