وجهات نظر
علي الكاش
(من موصلي إلى أنباري: لن أقف متفرجا وأنت تحصد كوؤس بطولة الشرف
والكرامة والكبرياء والوطنية والفداء لوحدك)! من سيقولها للأنباري والموصلي
فيما بعد؟
طالما إن الناس تحترم رجال الدين بإعتبارهم ائمة الأمة،
ويقتدون بهم قولا وفعلا، فيفترض ان لاتركن نفوس رجال الدين الى سفاسف الامور ودنس
الأهواء والمصالح الشخصية والمواقف الإنتهازية، وان لا ينزلوا من فضيلة الكمال الى
رذيلة النقائض، وأن يبعدوا كل البعد عما يخدش شرفهم ومكانتهم أو يضعهم موضع التهمة.
وإلا كانوا مضغة في أفواه الناس.
فقد
بارك هذا الشيخ قوات الغزو الأمريكية، وجاء للعراق بعد الغزو مباشرة طمعا في
الوصول الى منصب وزير الأوقاف او رئيس الوقف السني، وعندما وجد ان مسعاه قد خاب
والمزاحمة مع بقية العملاء شديدة، عاد يجر إذيال الخيبة الى مقره الدائم. ومنذ ذلك
الحين كان يتعامل مع القضية العراقية وهو خارجها كتعامل جحا مع خاتمه. وبسبب
الظلام الداكن في عقلة فإنه يحكم على الأشياء من خلال مصلحته والفائدة التي تترتب
عليها. أن القضية العراقية شائكة ومعقدة للغاية ويصعب على المرء ان يتحدث بها وهو
بعيد عنها كل البعد، بعيدا كمواطن وسياسي ورجل دين، مثله مثل من يضرب بالبخت او
الرمل.
والكبيسي
كما هو معروف رجل الشطحات الأول بعد مفتي جزار دمشق أحمد حسون، الخفيف، ونحمد الله
انه لا يوجد الكثير من الشيوخ على شاكلة الكبيسي، والا لارتد الكثير من ضعاف الإيمان
المسلمين عن دينهم او آمنوا على الأقل بمقولة ماركس (الدين أفيون الشعوب).
فهذا،
ولا أسميه عالم دين لأنه جاهل حتى في الدين نفسه، وشهادة الدكتوراه التي حصل عليها
لا تعني لنا الكثير، فهناك عدد من حملة الشهادة لا تتشرف بهم الشهادات العليا، وقد
أخذوها عنوة او سطوة أو تزلفا او رشوة. والعراق المحتل أبرز دليل على ذلك.
في
لقاء تلفزيوني سابق حاول الكبيسي ان يكون بيدقا فاعلا على رقعة الفتنة الطائفية،
عندما وصف أهله في الأنبار بالنواصب، ويبدو انه يجهل بأن هناك عشرات آلاف الأشخاص في
محافظة النواصب يحملون أسماء علي وحسن وحسين وفاطمة وزينب، وغيرها، وهناك الكثير
من الجوامع تحمل أسماء الأئمة، وربما صلى يوما أو خطب، أو شاهد جامع علي بن أبي
طالب في الفلوجة الذي دُمِّر تماما بغارة جوية لقطعان المالكي على الفلوجة. ولا
نريد أن نجري مقارنة مع أعداد وأحوال من يحمل اسماء عمر وبكر وعائشة في محافظات
الوسط والجنوب. ربما اطلع الكبيسي على قصيدة اللاءات للشاعر الكرخي "يكولون
بالعربان اسم عيشة وعمر". بمعنى لا يوجد عند الجنوبيين في الجنوب اسم عائشة
وعمر.
وزاد
الكبيسي الطين بله عندما سأل الله تعالى ان يحشره مع علي بن أبي طالب، رضي الله عنه،
وأن يحشر اعدائه مع معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه صهر المصطفى صلى الله عليه
وسلم وكاتب الوحي، وأعظم خليفة بعد الخلفاء الراشدين. مع إن الإمام علي عندما سئل
عن المسؤول عن سفك دماء المسلمين أهو أم معاوية؟ قال بأنهما سيمثلان أمام الله
تعالى! أي الحكم لله! هذه هي الحكمة البليغة والمواقف الصائبة والمعرفة الحقيقية
بكتاب الله وسنته، والتواضع الإسلامي الصحيح.
الكارثة
الكبرى إن الكبيسي أفتى بأنه لا يوجد حل وسط أمام المسلمين أما مع علي أو مع
معاوية! وأغلق الباب بوجه من يحب ويجل الخليفتين العظيمين ويترك أمرهما لله تعالى
فهو الحاكم العادل والأدرى ما في داخل النفوس. وكلام الكبيسي المكبوس على الرياء
والدجل يدل على الإسفاف العقلي والجهل بالتأريخ والدين معا. يمكن أن نعذر الأمي والجاهل
إن تفوه به، ولكن لا عذر لرجل دين يحمل شهادة الدكتوراه، وتولى مناصب عليا في الجامعات
الدينية، ويعد من الخطباء البارزين.
منذ
تلك اللحظة صار الحكم بأن هذا الرجل أما هو جاهل فعلا، أو انه يهذي بسبب الزهايمر.
لأنه طعن بكبار الصحابة الذين إعتزلوا الفتنة ولم يقفوا الى جانب علي أو معاوية.
ومنهم الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم: سعد بن أبي وقاص، أسامة بن زيد، محمد بن
مسلمة الأنصاري، ابو اسيج الساعدي، عبدالله بن سلام، عمران بن حصين، الأحنف بن
قيس، عبدالله بن عمر، صهيب الرومي، عبدالله بن أبي سرح، شداد بن أوس، ابو أيوب
الأنصاري، سعيد بن العاص والعشرات غيرهم. بل لم يكن مع علي بن أبي طالب من الصحابة
البدريين سوى (4) في موقعة الجبل، و(6) في موقعة صفين.
والسبب
في إعتزال الفتنة كما ذكره أبو نعيم عن أبو
العالية وهو عمدة قراء المدينة "لَمَّا كَانَ زَمَانُ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ، وَإِنِّي لَشَابٌّ،
القِتَالُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الطَّعَامِ الطَّيِّبِ،
فَتَجَهَّزْتُ بِجَهَازٍ حَسَنٍ حَتَّى أَتَيْتُهُم، فَإِذَا صَفَّانِ مَا يُرَى
طَرَفَاهُمَا، إِذَا كَبَّرَ هَؤُلاَءِ، كَبَّرَ هَؤُلاَءِ، وَإِذَا هَلَّلَ هَؤُلاَءِ، هَلَّلَ هَؤُلاَءِ،
فَرَاجَعْتُ نَفْسِي، فَقُلْتُ أَيُّ الفَرِيْقَيْنِ
أُنَزِّلُهُ كَافِراً؟ وَمَنْ أَكْرَهَنِي عَلَى هَذَا؟قَالَ: فَمَا أَمْسَيْتُ حَتَّى
رَجَعْتُ، وَتَرَكْتُهُم". (حلية الأولياء2/219).
حسنا!
هؤلاء الصحابة الأجلاء أين موقعهم عند الكبيسي طالما لم يقفوا مع علي ومعاوية؟
لقد
تصرفوا بعقل وحكمة لأن الحرب كانت ذات طابع ومدلول سياسي وليس ديني، فهم أعلم
بالدين وأصوله من الكبيسي ومن شاكله من وعاظ السلاطين. ولو كان الأمر يتعلق بالدين
لكانوا السباقين في القتال بجانب الطرف الذي يظنونه على حق.
ربما
يؤمن الكبيسي بقول الخوئي "إن ظهور الكذب أحيانا لا
ينافي حسن الرجل". (معجم الخوئي2/113). مع أن كلام الخوئي يتعارض مع
الحديث النبوي الشريف "يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى
الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ". (أخرجه أحمد
عن أبي أمامة).
ويبدو
إن هذا الرجل قد تعوَّدت عيناه على أضواء الأعلام فلم يقدر على البعاد عنها، وفي
آخر إطلالة، غير مشرِّفة كالعادة، طلع طلعة جن من قمقمه المظلم مطالبا العراقيين
بالوقوف مع الحكومة الطائفية الفاسدة ضد ثوار العشائر.
كنا
نظن بأن هذا الشيخ قد وصل إلى أرذل العمر وهذا سبب مواقفة المتناقضة، ولكن يبدو
الأمر غير ذلك، وهذا ما كشفت عنه الأخبار اللاحقة، فقد تبين إن لكل موقف ثمن!
لقد
اتهمت بعض القيادات الدينية في الفلوجة دعوة الكبيسي مشيرة الى أن الرجل لايعيش
وسط أبناء العراق السنة من فترة ليعرف ما يعانونه من حكومة المالكي كما أنه يرفل في نعيم الخليج، ويظهر بين
فترة وأخرى بفتاوى نشاز مستهجنة.
هذا
الرجل من عشائر كبيسة التي لم تعلن بعد براءتها منه لسبب في قلب يعقوب، أي هو من
محافظة الأنبار، المحافظة المجاهدة التي لقنت قوات الغزو الغاشم، التي دافع عنها
الكبيسي، دروسا في فنون الحرب وقيم المواطنة الحقيقية والكرامة والغيرة العربية. الأنبار
هي المحافظة التي يفتخر بها كل عراقي شريف، ويضعها تاجاً فوق رأسه، ولا يبغضها إلا
عبيد الأمريكان وولاية الفقيه فقط. إنها محطة الرجولة والسيادة والكرامة، ورجالها هم
بحق جنود الرحمن ((أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً
سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً
مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ
أَثَرِ السُّجُودِ)). (سورة الفتح/29).
هذه
المحافظة المؤمنة الصامدة أذاقت الأمريكان المر، فأنتقم لهم المالكي وأذاقها الأمرين،
فقد وعد الحاكم الدموي أهلها النجباء ببحور من الدم، وقد غاص في بحار دماء الشعب
للرقاب. وأعلن حرب أتباع (الحسين) على أتباع (يزيد)، والحسين خسر
كما هو معروف المعركة ولم يربحها! ثم فتح تأريخ صفحة دموية جديد بإسم (تصفية
الحساب) وقد صفّى الثوار الحساب مع قطعانه المسلحة، فتبين إنه مدين لهم وليس دائن.
إنه مدين ومدان بجرائم لا حصر لها. وقد حان وقت السداد. هو الذي فتح السجل وطالب
بتصفية الحساب، فلا عذر له من بعد.
الغارات
الجوية والمدفعية الثقيلة والبراميل الحارقة على المدنيين والقصف المدفعي الثقيل
وآلاف القتلى والجرحى وحوالي نصف مليون مشرد من محافظة الشيخ الكبيسي، علاوة على
تدمير كل المؤسسات الحكومية وتفجير بيوت الله، وقصف مستشفى الفلوجة والمدارس، جميع
هذه الأفعال الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية، لم تهز شعرة من رأس هذا الشيخ
المنسوب لمحافظة الأنبار!
لكن
دافعاً خفياً حرك الشيخ فظهر على الشاشة وهو يطالب العراقيين بالوقوف إلى جانب
الطاغية المالكي. لقد خان الشيخ الكبيسي دينه ووطنه وشعبه ومحافظته وعشيرته
وأقاربه وأحبابه. فماذا تبقى له؟
المال
فقط وهو في أرذل العمر!
ألا
تف وألف تف على المال إن كان مقابله التجرد من الغيرة والشرف والمواطنة والحق
والإنصاف. وتف على كل من يبيع وطنه وشعبه وقضيته المصيرية بثمن بخس. وتف على كل من
وقف مع الغزاة الأمريكان ومجدهم قولا وفعلا. وتف على كل من يتاجر بالدين، ويرهن
لسانه لمن يدفع له أكثر.
المعلومة
الأخيرة التي يجب أن يعرفها الشيخ الكبيسي هي، أن منظره صار قبيحا للغاية، وفمه
وقحاً وكريه الرائحة، وقد لفظه العراقيون. فليترك العراق لأهله طالما تنصل لهم
وأنكر أهله.
أهل
السنة يتشرفون بشيخهم الكبير، العلامة الشامخ عبدالملك السعدي حفظه الله ورعاه، الأب
الروحي للثوار، والشيخ المجاهد رافع الرفاعي، والشيخ رافع الضاري، وغيرهم من
الشيوخ النجباء حفظهم الله. أما الكبيسي فهو في خانة مهدي
الصميدعي و خالد الملا، واحمد عبدالغفور السامرائي. ولا يخفى على الشيخ الكبيسي الإسم
الذي يطلقه العراقيون على هذه الخانة!
هناك تعليقان (2):
تجار دين..
الخرف الخرف الخرف ايها الاصدقاء يفعل اكثر من هذا
فقد يقتل نفسه بيده او ابنه او اهله !
إرسال تعليق