عمر الكبيسي
يشير الكاتب البريطاني روبرت فيسك في كتاباته عن العراق في صحيفة السندي اندبندنت بتاريخ 9 مايس 2009 الى رسالة كتبها نجرس بن كعود شيخ عشيرة البو نمر الى عميل مخابرات بريطاني عام 1920 يقول فيها :
(لايمكنكم معاملتنا كالخراف؛ إننا نحن العراقيون من نشكل عقول الأمة العربية ونحن نمهلكم وقتا قصيراً للأنسحاب من بلاد الرافدين؛ إذا لم تفعلوا فسوف تصبحون مجبرين على الخروج).
وعندما اجتمع الحاكم العسكري ولسون في النجف الاشرف في كانون اول عام 1918بسادات النجف ورؤساء العشائر مستفسرا عن موقفهم فيما إذا يرغبون في احتلال كامل وادارة بريطانية او في تشكيل دوله تحت الوصاية البريطانية من شمال الموصل الى الخليج العربي وفيما اذا كانوا يرغبون في رئيس عربي ومن هو الرئيس الذي يريدون؟، اجاب الشيخ
عبد الواحد الحاج سكر منتفضاً(لسنا ايرانيين او اتراك، نختار اميرا عربيا ويجب ان تكون لنا حكومة عربية مستقلة ؛ نحن عرب).
اللهم اني بلغت فاشهد.
فيما اجاب الشيخ محمد رضا الشبيبي : (ان العراقيين يرون ان من حقهم ان تتالف حكومة وطنية مستقلة استقلالا تاما وليس منا من يفكر في اختيار حاكم اجنبي وان الشعب العراقي يرى ان الموصل جزء لا يتجزأ من العراق)؛ فليتذكر مغزى هذا الكلمات ساسة اليوم وكل ذي ذمة وضمير وطني.
الشيخ محمد تقي الشيرازي
المرجع الرشيد والمنَّظر لثورة العشرين عندما اصر البريطانيون على تعيين (السر برسي كوكس) المندوب السامي ليكون رئيسا لحكومة العراق الجديدة اصدر فتواه الشهيرة التي حالت دون تحقيق ارادة المحتلين : (ليس لاحد من المسلمين ان ينتخب ويختار غير المسلم للامارة والسلطنة على المسلمين)، وحينما وصل اليأس قلوب زعماء العشائر الفراتية، وكان المرجع في حينها السيد كاظم اليزدي من ان يتخذ موقفا جادا وطنيا بمحاربة المحتلين لجأوا الى المرجع الشيرازي واستفتوه بالثورة وبعد ان اكدوا له قابلية العشائر على محاربة جيوش الانكليز مع التمسك بالحفاظ على الامن شكرهم وقال قولته الشهيرة: (اذا كانت هذه نواياكم وهذه تعهداتكم فالله عونكم) فتوىً حكيمة وتعهدات ملزمة وحيوية تشكل درسا وعظة لكل عمامة ومرجعية تهدف العز والصمود.
لم ينس التاريخ مواقف الشيخ محمد الخالصي ووالده الشيخ مهدي الخالصي اللذين بادرا بالوقوف بشجاعة لمحاربة الانكليز منذ دخولهم العراق وحتى نهاية الحرب بادر حينها(برسي كوكس) بنفي الشيخ محمد الخالصي بعدئذ الى ايران حيث ضاق به ذرعا لمعارضته معاهدة الانتداب في 22 اب 1922والذي استمر بعدها 27عاما من سجن الى سجن ومن منفى الى اخر. دروس عظيمة للمواقف والتزام متين بثوابت السياسة الشرعية ضد الغزاة والمحتلين لو كنا حقا متعظين.
الشيخ ضاري ظاهر المحمود
حلقة وصل جميع الثوار وممولها بالرجال والسلاح الرجل الذي قطع خط الامداد البريطاني من خلال سيطرة عشيرته زوبع على ضفاف الفرات والذي قتل بسيفه مع ولديه مساعد المندوب السامي(لجمن) لمجرد محاولة هذا الضابط استفزازه واهانته وانطلقت بعد هذه الحادثة اهزوجة (هز لندن ضاري وبجاها).عندما غمد الشيخ ضاري بسيفه لجمن متمماً ما أقدم عليه اولاده بالبنادق هتف "يالثارات صبّار" وصبَّار هذا هو المرحوم صبَّار الكعود احد شيوخ البو نمر كان لجمن قد دبر لقتله بسبب تصديه لقوات الاحتلال وهدد لجمن الشيخ ضاري بان مصيره ان لم يتوقف عن نشاطه المقاوم سيكون كمصير صّبار وذلك قبل دقائق من نهايته المحتومة على ايادي الشيخ واولاده ؛ لماذا لانسمع هذا النوع من الرصانة الوطنية والمجد الشريف بين عشائر الغربية والدليم اليوم؟
وحين تعرض بسبب ما لحق بعشيرته من قصف ودمار وملاحقات الى انتقاد واعتراض بعض رجالات العشائر في المنطقة كان يرد عليهم بقولته (دررنا لكم الناكه فاحلبوا واشربوا) اي بمعنى انكم تقتاتون على مصدر المنفعة والدعم من المحتلين بسبب مواقفنا ).
وهو القائل: (أقاتل الانكليز بما تمليه ارادة ديني ووطني ولا ابالي بمصلحة أهلي وعشيرتي) موقف يغذي ويذكي مواقف الحفيد الشيخ حارث الضاري اليوم وعائلته الوطنية، وفي عام 1927صدر عفو شامل عن رجال ثورة العشرين ولم يستثنَ منهم احد سوى الشيخ ضاري وابنائه.
السيد الشيخ نور الياسري
الميسور والمتنفذ وشمعة المقاومة في بداية احتلال الانكليز للشعيبة صاحب الاهزوجة الشهيرة (جدمنا الله ونور عليه) والذي انفق ثروته وماله وليراته الذهبية لاحقا لثورة العشرين واسناد اول حكومة عراقية.
ولاينسى التاريخ ان يسجل
للشيخ شعلان بن عناد ابوالجون لحاكم بريطانيا في الرميثة (مستر هيات) ردا على كلام تهديد وتوبيخ قاله هذا الحاكم حين رده ابو الجون): انتم في العراق وليس بهندستان ان العراقيين غير الهنود).
لم ينس التاريخ مواقف الشيوخ غثيت الحرجان وشعلان ال جبر وهادي الزوين وسعدون الرسن وشعلان ورايح العطيه وعلوان الياسري وقاطع العوادي وعمران الحاج سعدون وعبادي الحسين ومرزوك العواد وباقر الحلي وهادي المكوطر وسلوان العبطان وعبد ال صفوك الظالمي وسرتيب ومجبل ال فرعون وخوام ال عبد العباس وخضير بن عويف الجنابي بل سجل مواقفهم باسطر من فخر وصمود. كان محمود رامز يكتب رسائل الشيخ ضاري الى شيوخ وعلماء الفرات الاوسط ويبعثها مع علوان الشلال شيخ البو محي.
وكما يذكر التاريخ هولاء الشيوخ والوجهاء ومواقفهم المشرفة فان التاريخ يذكر ولاينسى مواقف العملاء والمتخاذلين والمنتفعين؛ يذكر التاريخ ان شيوخا ووجهاء من البصرة طالبوا بانفصال البصرة وجعلها ولاية تخضع للانتداب البريطاني، ويذكر مواقف مؤلمة لشيوخ نددوا بالشيوخ الثائرين والمقاومين وتجسسوا عليهم، ويذكر مرجعيات وعمائم صمتت او تبنت مشروع الاحتلال، يذكر مجاميع الشبَّانة والليفي التي سخرت لخدمة الاحتلال وتنفيذ مخططاته، كما يذكر التاريخ دور العملاء والمنتفعين في استهداف الثائرين والمقاومين والإضرار بهم. وعندما غادر المندوب السامي (كوكز) الى إيران وانقطع تمويل الشبانه شاعت الاهزوجة القائلة (
دكَّن حِيل نسوان البوليسيه، كوكز راح وانكطعت الربية).
حال ذلك ينطبق على ما فعلته قوات الاحتلال بالصحوات اليوم .
يذكر عالم الاجتماع العراقي الأستاذ د.علي الوردي ويصف العراق إبان فترة الاستفتاء 1918-1919 بقوله:(إن الفئة القليلة التي طالبت بالحكم العربي في اثناء الاستفتاء تعد البذرة التي ابثقت منها ثورة العشرين فهي آخذة تنمو بمرور الايام وصار ينظم اليها كل المتذمرين من الانكليز واطلق الناس على هذه الفئة بالوطنيين اما المخالفون لها في نظر الناس فهم خونة وموالين للكفار). أليس ما يجري في العراق اليوم صورة نمطية ومماثلة لأحداث ماجرى للعراق في احتلال البريطانيين ؛ فهل من رشيد يا وجهاء الامة وشيوخها؟.
تذكر(المس بيل) في احد رسائلها المنشورة وهي الخاتون التي ادارت واشرفت على مكتب المندوب السامي البريطاني ولعبت دورا سياسيا رئيسيا في مرحلة احتلال العراق ان الشيخ عجيل الياور شيخ قبيلة شمَّر في زيارة لها اخبرها مايلي :(خاتون ليس هناك من قوة على وجه الارض تستطيع اقرار المعاهدة في هذا البرلمان تصوري ان بائعا رثا اشعثا يقف على باب داري ليل نهار يقبل يدي وملابسي وياخذه البكاء والعويل يقول يا والدي ارفض هذه المعاهدة لا تبيعونا للانكليز).
كما تذكر ان احد اعضاء البرلمان ذكر لها : ان ابنة بائعة الحليب لاتقبل اللعب او الكلام مع ابنته في المدرسة بسبب كون ابيها احد المصوتين لصالح المعاهدة.
وتذكر (المس بيل) ان الاكراد لا يعرفون ماذا يريدون وان الفرنسيين يقومون بتحريضهم على عدم الاصغاء لنداء العراق او الالتحاق به فيما ساهم الشيخ محمود الحفيد بوقفة مشهودة مع اتباعه وبشكل مبكر ضد دخول قوات الاحتلال البريطانية مبكرا عند دخولهم البصرة. كما ان المسيحين في الموصل طالبوا عصبة الامم بوحدة العراق وانهم جزء لا يتجزء من شعب العراق في حين ان المحتلين تمكنوا من تجييش قوات آثورية تقاتل بجانبهم لقاء وعود كاذبه؛ شبيه لما يفعلوه اليوم.وفي رسائل اخرى تذكر (المس بيل): ان الثوار سلكوا مسلكا يصعب علينا مقاومته بتوحيد الشيعة والسنة من خلال نشاطات واجتماعات دورية تعقد مرة في جوامع السنة وتارة في مساجد الشيعة كما تشير بإثارة ورعب في ما ماكتبته في نيسان عام 1923 حين تم الصاق منشورات في مرقد الكاظمين تحرم القتال باسم العراق ضد الاتراك وتقول انهم يدركون ويعرفون كيف يجابهوننا.
هذا شأن أبائكم بالأمس؛ فما شأنكم اليوم مع الإحتلال يا شيوخ قبائل وعشائر العراق (2)
ما هدفت اليه من خلال الاستعراض السابق لمقتطفات من واقع واحداث مواقف العشائر والقبائل العراقية المشَّرفة في عصرالاحتلال البريطاني للعراق وثورة العشرين المجيدة وموقف الاحتلال من هذه العشائر ودوره الخبيث في تفريقها وبعثرتها واستغلال نفوذها هو التاكيد على اهمية بعث الهمم والقيم في نفوس عشائرنا وقبائلنا التي تتعارض مع كل ما يفعله ويقترفه الجناة والغزاة اليوم في عراقنا المنكوب والمنهوب والانتباه الى حالة التردي والاختراق لهذه القيم والاصول التي يحاول الغزاة من خلالها النفوذ الى العائلة والعشيرة والقبيلة بالمغريات والرشوات والانتفاع المادي لكسب ولائها وتاييدها. كما ان حال شيوخ الدين والمفتين والمعممين جزء من هذه الحالة واخطر لأنها تستغل الاديان والمعتقدات لتبرير فعل الغزاة وجريمتهم ويصبح علماء وشيوخ ورجال الدين جزء من ادوات مشروع الغزو ومروجيه.
الرابطة العشائرية تشكل بالتاكيد إطارا من اطر المواطنة العراقية والارتباط المعنوي بالارض ولاشك في ان لهذا الارتباط دوره الفاعل في مسالة الدفاع وطرد الغزاة والمحتلين وثقافة التحرير والمقاومة والوقوف بحزم امام التهديدات والتحديات والغزو الخارجي. على ان تاثير قيم البداوة على الحاضرة العراقية امر محسوم كونه خاضعا لعملية التفاعل الحضاري والتكوين السياسي مع ان قيم البادية قد ترقى احيانا على قيم الفوضى والاستغلال السياسي المعاصرة ومايثيره الصراع على السلطة من نوازع التفرد والهيمنة والتمرد والفوضى والتي لاترقى الى الى قيم البداوة احيانا وعاداتها. وحيث ان للعشائر دورا بنائيا مجتمعيا مهما فان قضية الاهتمام بالعشيرة والمشايخ امر مهم، ولكن عندما تكون سلطة الدولة المركزية هشة وضعيفة والامة في خضم صراع سياسي غير وطني على السلطة فان الخطر الناتج من خلال توظيف العشيرة والقبيلة وادخالها في اللعبة السياسية وبدعوة وتشجيع من السلطة ذاتها كانشاء المجالس السياسية والافواج المسلحة واحتواء الحزب الحاكم لها تمويلا وتنفيذا يعد امرا خطيرا يعقد من طبيعة الوضع السياسي القائم ويخرج العشيرة من مفهموها الاجتماعي المحدود ويحرف السياسة عن دورها الاصلاحي المنشود كما يفرغ الدولة من مفهومها العصري المدني الحديث.
لذا اهيب بالسادة رؤوساء العشائر وشيوخها ووجهائها وفي احرج حالات الامة امتحانا ومحنة ا ن ينتبهوا ويترفعوا من أن:
أ :تستعمل المشيخة والقبلية كاداة لتلميع دور هذا السياسي او ذاك او ان يستغل حجم العشيرة والقبيلة من خلال شيخها فيسهم هذا الدور باعادة صياغة شخوص مستهلكة وبلا استحقاقات وطنية او تكون اداة بيد سلطة الاحتلال وصنائعه.
ب:ان تستهدف الصراعات السياسية كيان العشيرة وبالتالي يكون الصراع داخل العشيرة ذاتها مما يسهم بالمزيد من التشظي والانقسام والصراع.
ج :ان تحسب كل النتائج السياسية المترتبة على مشروع الاحتلال وعمليته السياسية الفاشلة والخرقاء على انها نتاج عشائري وقبائلي.
د :ان تستغل العشيرة والقبيلة لايجاد صيغة جديدة من السلوك تستهدف البنية الاجتماعية العراقية ومنظومة القيم التي تشكل البناء الوطني والاجتماعي العراقي من خلال اختراق اكثر هذه الاطر الاجتماعية تكوينا وهي العشيرة فتسود ظواهر اجتماعية جديدة لاعلاقة لها بالعرف القبلي او العشائري السائد وايجابياته.
من يتابع المسيرة السياسية السائدة في العراق بعد الغزو يتوصل بوضوح ان العشائر والقبائل العراقية كانت واحدة من بنى العراق التحتية التي استهدفها مشروع الاحتلال لأقحامها واستغلالها في مشروعه وبالامكان ان نشخص هذه المحاولات من خلال قراءة الاحداث وشيوع الظواهر التالية:
1-التوسع في استخدام قاعدة كبيرة من العملاء والمتعاونين الذين جاءوا معه او جاء بهم الى السلطة لتشكل مساحة واسعة من الجذور العائلية والعشائرية تغطي مساحة المكونات الاجتماعية والطيفية العراقية واستغلال دواوين زعماء العشائر والقبائل بواسطة المتعاونين لكسب ودهم اثناء تقدمهم خلال عمليات الغزو حتى ان قسما كبيرا من هولاء المتعاونين والمتحالفين مع الغزو استفادوا من نعوت والقاب عشائرية ومناطقية لم تكن عالقة بهم وركز الاحتلال بشكل واسع على تجمعات العشائر المحيطة ببغداد العاصمة والمدن الكبرى.
2- حرصت القوات المحتلة على اشاعة اجواء الفوضى والنهب والسلب لمؤسسات الدولة ومعسكراتها وشركاتها ومخازنها ومستشفياتها ومعاهدها التدريسية والتراثية وبذلك تكون قد حققت انجازات كبيرة لصالح مشروعها الاحتلالي فيما اسست فيما بعد لدولة الفساد المالي والاداري ونهب الثروات وسرقة الاموال.
3- امتصاص اي شعور مناوئ ومعارض ومقاوم لعملية الاحتلال والغزو من خلال اشغال اكبر حجم من المواطنين والشباب والطبقات الفقيرة وابناء العشائر المحيطة بالمدن وبغداد بالذات بما اطلقوا عليه غنائم وممتلكات النظام والبعث والقصور الخ واحقية المواطن والمحتاج اليها وبها فنهبت وسلبت في غضون ايام قليلة ولتحقيق الإنكسار المعنوي لدى المؤسسة العسكرية ومقراتها ومخازنها تم نهب السلاح والعتاد والمركبات والمعدات العسكرية بايادي عراقية عفوية ومنظمة لهذا الغرض لإفراغ الامة من جيشها وتبرير حل الجيش والحيلولة دون اعادة تنظيميه كما استهدفت المعالم التراثية والمعاهد العلمية والتربوية والاعلامية والمتاحف والمكتبات والمخطوطات لإفراغ الامة من معالم نهوضها ووعيها.
4- تبني الاحزاب الدينية والمرجعية واستخدامها كادوات تنفيذية لبناء سلطة بديلة وبذلك تكون قد افرغت الامة ومكوناتها العرقية والعشائرية من قوة حاكمة ونافذة في تحكيم الشرع والدين واضفاء الشرعنة لمجريات الاحداث التي رافقت واعقبت الاحتلال حتى تكون العشائر والقبائل في حل من قيمها وثقافتها الدينية والجهادية.
5 - اضفاء كل صفحات النهب والسلب والعنف والقتل الى بنية عراقية مهدوا لوصفها بالهمجية والعدوانية والثارية ومهدوا لانشاء منظمات وميليشيات وتكتلات ذات اطار طائفي وعشائري لنشر ثقافة العنف والقتل العشائري والثأر واشاعة الفوضى وفقدان الامن. كما استخدموا حبائلهم الخبيثة لتصفية معارضيهم بحجة اشاعة الامن والنظام وتصفية المقاومة من خلال مخطط اعلامي رهيب يتهمها بالعنف والارهاب والقتل العشوائي لتشويه اهدافها النبيلة.
6 - تسييس العشائر والشخصيات العشائرية واطلاق تشكيل مجالس الشيوخ والتننظيمات المتعددة بواجهات عشائرية ومن ثم استهداف هذه الشخصيات واغتيالها وملاحقتها لتبرير انشاء تكوينات عسكريه بحجة مطاردة القاعدة والميليشات والمقاومة من خلال استغلال هذه التنظيمات والتشكيلات فاطلقوا عليها الصحوات ومجالس الانقاذ والاسناد واعطوها صبغة عشائرية صرفة وانفقوا عليها اموالا واغراءات جمة لتكون ادوات تنفذ مشاريع تصفية للمقاومة والمناهضين كما اطلقوا صلاحيات كبيره لقادة هذه التنظيميات ولشيوخ العشائر واقحموهم بقضية الانتخابات ومجالس المحافظات تملصا من حجم الدعم المادي بتوفير تمويل ذاتي من خلال ميزانية المحفظات وتخصيصاتها وعقودها وبالتالي يكونوا بذلك قد ربطوا مصير هولاء الشيوخ بمصير العملية السياسية القائمة وفسادها وفشلها.
7.اشاعة ثقافة الاقاليم والتقسيم والتاسيس لما يسمى دولة العشائر والطوائف والمدن- دولة لايوحدها دستور ولايحكمها قانون ويتم ذلك من خلال اغراء الشيوخ والمثقفين والتجار من امكانية استغلال ثروات المحافظات ومواردها بما يكفي لانعاش المحافظات ويؤهل كل منها لان يكون اقليما او دولة منفصلة مكتفية ذاتيا من مواردها وغلاتها.كما تثار مسائل حدود المحافظات وامتداداتها لاغراق العراق بمشاكل داخلية لاجدوى في اثارتها الا لتوطيد سياسة التشظي والتقسيم ويتم تعبير هذه المخططات باغراءات مادية وعقود مغرية لرجالات وشيوخ ووجهاء المحافظات لاسقاطهم والنيل من سيرتهم وقياداتهم المناطقية والحاق الفساد والاختلاس بهم واستخدام هذه الاوراق مستمسكات ادانة وملاحقة عند استنفاذ مهمتهم.
ياشيوخ العشائر والقبائل المحترمين:
ان جميع ابناء العراق؛ فلاحهم وعاملهم؛ مهندسهم وضابطهم؛ عالمهم وتاجرهم؛ طبيبهم ومزارعهم هم جميعا ابناء عشائر وهم جميعا يعتزون بانسابهم وقبائلهم؛ تعلوا قاماتهم بمواقف العز والبطولة والفخر وتطأطئ هاماتهم بمواقف الهزيمة والخيانة والغدر، ودواوين العشائر عندما كنا صغارا علمتنا ادب وقصص البطولة والشجاعة ونعرف وندرك جيدا ان فكر العشيرة والقبيلة هو فكر الاستقلال والسيادة والمقاومة لا فكر الاحتلال والخيانة والمساومه وعلينا ان ندرك جيدا ان سياسة الاستعمار مهما اختلفت مصادره واهدافه هي سياسة (فرق تسد) من خلالها ينفذ الى كل المكونات والشرائح لاضعافها واستنزافها.
يا احفاد شيوخ ثورة العشرين:
التاريخ يلهمنا ان العراق سيتحرر بمشيئة الله وسيبقى باهله وثرواته واحدا موحدا قادرا على النهوض والصمود من جديد؛ وان مخطط غزو العراق بعد مرور ست (6) سنوات اصبح واضحا وقوى المواجهة فيه ذات القول الفصل والفعل الحاسم غير خافية ففي الساحة العراقية قوات احتلال امريكية غازية تتهيئ للانسحاب وتتواجد في ظلها احتلالات واطماع اقليميه واضحة جاهزة للعبث فيما يعيث المحتلون باهلكم ويحرموهم من كل الخدمات المهنية والصحية والادارية لاستنفاذ طاقتهم وقدراتهم على الصمود؛ هم الغزاة اليوم ان يمضوا بتشكيل الفرق والاحزاب والجماعات وتوفر لهم الاموال وتبيح لها وسائل السرقة والنهب والاختلاس وتشيع بينهم الرذيلة والفساد لتنفيذ اهدافهم وتوطيد عمليتهم السياسة الخائبة من خلالها بعد انسحابهم. فيما يشمر رهط مقاوم وطني عن سواعده بما اوتي من قوة ووسيلة لمقاومة الاحتلال واعوانه ومخططاته، هم رهط من ابنائكم ودمكم ولحمكم اذاقوا الاحتلال طعم الممات الذي اذاقه اباؤكم للاحتلال الانكليزي بالأمس؛ شوحهم بات قصيرا ووعدهم بان قريبا وهزيمة الغزاة على ايديهم قربت وغاية المقاومين هانت؛ لم يعد امامكم يااحفاد شيوخ ثورة العشرين الا وقفة الشرف التي وقفها اباؤكم من قبل مع المقاومين والمناهضين؛ لا وجود اليوم لمنطقة وسطى بين النور والظلام، وبين الوطنية والخيانة؛ بين الجبن والشجاعة؛ بين الحق والباطل بين الاحتلال والاستقلال؛ ولا توجد ضبابية ولا عتامة في سدادية الموقف الوطني والمسؤول سيكتب التاريخ مواقف المقاومين والمناهضين بوسام من فخر وشجاعة واعتزاز فيما سيكتب للعملاء مواقف خيانة وجبن واهتزاز؛ (يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بوجه سليم) .
اللهم اني بلغت فاشهد.
هناك تعليق واحد:
العبيدي
أحسنت يادكتورنا الفاضل ايها الكبيسي الشهم وبورك فيك وانت تغنينا دوما بما تدلو به دومآ
إرسال تعليق