خطوة جيدة، ولكن ماذا بعدها؟

الخطوة التي أقدم عليها السيد رافع العيساوي اليوم، الجمعة 1 مارس/ آذار 2013، باعلان استقالته من منصب زائف في سلطة نوري النتن العميلة، خطوة جيدة ومباركة يستحق الشكر عليها، ولكن!

لابد من الإشارة، بدءاً، ان هذه الخطوة جاءت بناء على مطالبة شعبية للعيساوي بالاستقالة من هذه السلطة التي لاتستحق من أبناء العراق المشاركة فيها.

وهذ هو مايدفعنا إلى التساؤل، عن الخطوات القادمة التي يتعين على السيد العيساوي اتخاذها، وعن تلك التي ينوي هو القيام بها.

ماذا يتوجّب على العيساوي أن يفعل لمداواة جراح سنين طويلة من العمل، الذي لايشرِّف أحداً، في إطار هذه السلطة، وهو الطبيب الذي قابلته في زيارتي لمدينة الفلوجة البطلة وهي تخوض معركتها الكبرى الأولى ضد الاحتلال الأميركي المجرم في 12 أبريل/ نيسان 2004، وكان حريصاً على مداواة جراح مقاومين أبطال أو فحص جثث شهداء طالتهم آلة العدوان الغادر؟

الكاتب والعيساوي في المستشفى البديل بحي الجمهورية بمدينة الفلوجة عام 2004

على السيد العيساوي أن ينحاز بالكامل لشعبه بفضح هذا المشروع الاحتلالي، المسمى عملية سياسية، ويشرح للناس أسباب تورطه فيها، ويصارح شعبه الذي استجاب لمطالبته اليوم، بكل ماجرى فيها من دسائس ومؤامرات خسيسة طبقاً لبرامج وسياسات إجرامية وتنفيذاً لمصالح غير مشروعة، وضعها مبتدعوها، وسار على نهجها كثيرون انخرطوا فيها.

وعلى العيساوي أن يقدم تعهداً، لله ولشعبه، بعدم الانخراط في هذا المشروع مجدداً.

قد تكون ظروف آخرين مختلفة، وأفهم جيداً أن الله لايكلَّف نفساً إلا وسعها، وأفهم ان البعض مازال يتصور ان الحل ممكن من داخل هذه العملية (السياسية) بشرط أن تكون قائمة على العدل والانصاف! وهو شرط لا أراه ممكناً، لأن هذا المشروع مصمم أساساً على الغبن والعسف وإجحاف الحقوق.

أفهم ذلك، ولكنني أفهم أيضاً أن على كل منهم مسؤولية تاريخية، أمام الله أولاً، وأمام أنفسهم ثانياً، وأمام شعبهم ثالثا، بفضح ماجرى ويجري منذ 10 سنوات.

تحية للموقف الشجاع من السيد رافع العيساوي، وندعوه، ومن نتوسَّم فيهم خيراً، إلى المزيد...
...

لمشاهدة الاستقالة بالصوت والصورة، يرجى الضغط هنا.