سلام الشماع
كنت أنصت إليه باهتمام وهو يقص عليّ حكايته التي قال إنها أغرب حكاية مرت عليه في حياته.
قال: رأيت أمامي وأنا أمشي في شارع لأول مرة أمشي فيه بيتاً ما وجدت بدّاً من فتح بابه والدخول فيه.. صادفني ممر طويل كان معتماً فمشيت ومشيت.
صمت قليلاً وأنا أستعجله لإكمال حكايته الغامضة..
.. أشعل سيكارة قبل أن يواصل: لم أشعر بالخوف أبداً إلا عندما أحسست بوجود اثنين في العتمة وهما يسألاني: أأنت فلان؟ أجبت بالإيجاب، فقالا: انتظرناك كثيراً.. لماذا تأخرت علينا؟ سألتهما: من أنتما؟ ابتسم الاثنان في وجه بعضهما ولم يجيبا، ومشيا وأنا أتبعهما إلى نهاية الممر فانفتحت أمامنا باحة واسعة حولها أبواب مفتحة إلا باباً كبيراً كان مغلقاً، فقالا لي: اختر الباب التي تدخلها؟
وصمت ثانية وكأنه يريد أن يجعلني أكثر شوقاً لإتمام حكايته، وبعد دقيقة أمضيتها أتحرق للمزيد من تفاصيل الحكاية، قال: سألتهما لماذا وإلى أين تمضيان بي؟ فأجابني أحدهما نحن فقط من يسأل فلا تسأل إلا عندما يحين وقت الأسئلة بعد أن تختار باباً من هذه الأبواب تلج فيها..
اخترت الباب المقفل ودفعته فانفتح وداهمني ممر طويل انتهى بي إلى قاعة لم أرَ قاعة بوسعها، والغريب فيها أنها كانت مليئة بأجراس من كل لون وشكل وحجم.
سألته مستعجلاً: وما سرّ هذه الأجراس؟
قال: حتى أنا لم أعرف سرها في البداية إلا بعد أن رنّ جرس صغير، فجأة، فسألت الشخصين اللذين كانا يتبعاني: لماذا يرن هذا الجرس والأجراس كلها صامتة؟
قال أحدهما: في هذه اللحظة كذب طفل صغير على أمه في مكان ما من العالم.
وأنا أنقل قدميّ في أرجاء القاعة الشاسعة رنّ جرس أكبر، فقال الآخر: في هذه اللحظة كذب أب على ابنه الصغير وقال له إنه سيشتري له دراجة هوائية وهو لن يشتريها له.
وفوجئت بجرس أكبر يرن، وقبل أن أسأل قالا لي: هذه امرأة كذبت على زوجها فهي قالت له إنها أنفقت جميع المبلغ الذي أعطاه لها بينما هي مازالت تحتفظ بجزء منه..
ودق جرس آخر أكبر من الأخير فقالا هذا رجل كذب على امرأته حين قال لها إنه تأخر في المقهى بينما هو تأخر عند صديقته.
وكل لحظة يرن جرس ويخبراني عن السبب..
وفجأة..
رنت الأجراس كلها في القاعة فسألتهما ولم أسمع جوابهما لشدة الصوت الصادر عن هذه الأجراس حتى طاش رأسي فجراني من يدي إلى خارج القاعة، وما أن وصلنا إلى مكان خف فيه الصوت قليلاً حتى سألتهما: ما الذي جرى يا سادة؟
فقالا: إن نوري المالكي وجميع أعضاء التحالف الوطني مجتمعون، الآن، لمناقشة مطالب العراقيين المعتصمين والمتظاهرين، لهذا رنّت جميع هذه الأجراس..
وسألتهما من أنتما"
قالا: نحن فاعلي خير، ومضيا..
وابتعدت عن القاعة ولكن الأجراس لم تكف عن الرنين.
هناك تعليق واحد:
ههههههههههههوالله حيل قويه يااستاذ سلام.....
إرسال تعليق