وجهات نظر
بالأمس، ارتقت نجمة أخرى من من بناتنا، وهي الشهيدة (سما
ليث مؤيد)، حينما كانت تؤدي امتحانها في احدى قاعات الكلية في الرمادي؛ برصاصة
غادرة على يد قواتنا الأمنية الباسلة، التي تصب حمم نارها على المدنيين الأبرياء
في الأنبار وفي حزام بغداد، بدعوى محاربة الارهاب؛ وليس الخبر بغريب، ولا جديد
بمأساويته، ولن تكون (سما) آخر العنقود في سلسلة ضحايا السلطة الغاشمة؛ لكنني
يستوقفني الحدث المؤلم، وأنا أرى جحافل الانتهازيين وهم يهرولون لتأكيد قبولهم
بالولاية الثالثة للمالكي، متمسحين بحذائه، علّه يرضى عنهم، ويمنحهم نصيباً من
كعكة السلطة.
وسام العاني
لا يكاد ينقضي يوم من أيام العراقيين الصعبة، إلا
ويشهدوا مزيداً من بركات الولاية الثالثة، التي يسعى إليها رئيس الوزراء (العراقي)
نوري المالكي، على درب معبدٍ بدماء ضحاياهم، ونزيف مستمر من أبنائهم.
أتخيل كأبٍ لأربعة أبناء -وأنا أقرأ خبر مقتلها- كيف
يكون شعور الوالد وهو يستقبل خبر مقتل ابنته في قاعة الامتحان؛ أين يمكن أن يكون
الانسان بمأمنٍ في غير قاعات الدراسة، وهو يطلب العلم حثيثاً، وكيف لنا أن نأمن
على مصير أولادنا وبناتنا، إذا كانت مقاعد الدراسة هدفاً محتملاً لجنود الحاكم؟!
وأتساءل بكل ما أحمل من ضمير انساني، ومباديء وقيم دينية
واخلاقية: كيف يمكن لهؤلاء المهرولين، أن يباركوا لمجرمٍ عابثٍ تَسَلُّمَهُ السلطة
من جديد، بل ويبذلون الغالي والنفيس من أجل وصوله لسدة الحكم، ليتمكن من رقابهم
ورقاب ابنائهم؟!
هل يفهم عبيد الدينار؛ ان رصاص جنود الحاكم لا يفرق بين
ابناء الشعب وابنائهم، وأنه لن يستأذن لا أجسادهم ولا أجساد أبنائهم؛ فاليوم سقطت (سما)
ابنة احد العراقيين المكلومين، وربما يسقط احد اولادهم غدا.
أمِنْ أجل هذا المصير تمنحون المالكي ولايته الثالثة؟ قد
تعبثون –في لحظة ضعفٍ غبية- بمصيركم، لكنكم لا تعلمون أنكم بذلك، تلقون بمصائر
غيركم على قارعة التهلكة.
هل تحفلون فعلا بمستقبل أبنائكم؟ قد تهرعون بهم الى خارج
البلاد إذا ما اشتد البلاء، لكن ماذا عن مصير بقية الشعب، ممن لا يتمكن من الهروب
بحياته وحياة أولاده؟ ولكم في عوائل الفلوجة النازحة عبرة يا أولي الألباب.
وتشتد عاصفة التساؤل والذهول، عندما نعلم خلفية
المهرولين من اسلاميين وليبرالين! منْ أي فكر تنهلون؟ وأعلم انكم لم تستفز مشاعركم
من قبلُ، مشاهد الموت المجاني لأبنائنا في الفلوجة والموصل وديالى وحزام بغداد،
ولا مآسي النازحين الهاربين من الرصاص الطائش حيناً، ومن السيول الجارفة حيناً آخر؛
فكيف لسما أن تثير مشاعركم!
لا أشك برغبة الحاكم في مزيد من الدماء، وهو الذي توعد
شعبه ببحر من الدم يستقي شروره من استحضار المعركة التاريخية بين الحسين ويزيد؛
لكنني بالتأكيد أقف مذهولا عاجزا عن تفسير رغبة من يؤيده، من أبناء جلدتنا؛ هذه
ليست سياسة يا سادة؛ وعلى هذركم السياسي أن يتوقف أمام تلال جماجمنا، وأنهار
دمائنا الجارفة .. خضوعكم المذل للمجرم العابث، ليس سياسة، بل هو وقوف على خط واحد
مع فوهات مدافعه.
ستظل سما تطير بجناحيها فوق رؤوسكم، لاعنة تخاذلكم،
وبيعكم الرخيص، ومثيرة عاصفة الذهول بسؤال مر، لن تستطيع ألسنتكم المنعقدة من
الجواب عليه: بأي ذنب قُتِلتْ؟
نامي على صَدْرِ الفُراتِ ورَتِّلي
(ما مِتُّ بلْ قدْ ماتَ فعلاً قاتِلي)
هناك 3 تعليقات:
حينما تختفي الرجولة بكل وجوهها الناصعة تطفوا على السطح انمعات الخيانة والجبن واشباه البشر كما تطفوا القاذورات على صفحات الانهار والمستنقعات لتكون عنوانا لمرحلة الظلام والقهر والتراجع
عند أول قراءتي للخبر عبر الفيس بوك لايمكنني وصف ما شعرت به فكان تعليقي ..
نعرف ان احزاب الحكومة قد جندت طلبة وموظفين ومنذ اشهر كمخبرين سريين ، ويعضهم ممن هم منتسبين بالمخابرات اصلاً ، للتجسس على الطلبة والمدرسين وموظفي الدوائر ، كل حسب المكان الذي جند به ، لكن أن يصل الحال ان يتم الإغتيال داخل القاعة الإمتحانية فهذا يعني أننا في وضع أمني فاق حد التخيل بالإجرام .. ألهذه الدرجة وصلت الصلافة بإباحة الدم العراقي الطاهر؟!!! لعن الله كل اقطاب الحكومة منذ بدايتها ولحد اللحظة وكل من دعمهم ولو بكلمة وكل ساكت عليهم .. اللهم يدفعون ثمن دمعة الأبرياء قبل ثمن دماءهم .. الا لعنة الله عليهم جميعا
ذكرى محمد نادر
الى اي حد بلغ صلف القتلة ؟ حد انهم يسحقون على رؤوس الضحايا.. حد انهم يقطعون روؤس الورد..حد انهم يقتلون قتلا "مشرعنا" في ظل حكومة لم تاتِ الا لجز رأس العراق.! انا وحق الله لا افهم كيف يسكت اهلنا عن الذي تُرتكب الجرائم باسمه باسمهم ضد اولادنا وبناتنا.. ! لتفكر كل ام منا ماذا لو كانت سما ابنتها.. كيف سيكون شعورها؟ المسؤول عن ايقاف هذه الجرائم هو الشعب الذي ترتكب بأسمه ولا احد غيره" لا تكتفوا بالاحتساب لله بل اغضبوا.. اغضبوا.. اغضبوا فلا ا جلاد يسمع صوت القطيع الساكت !
إرسال تعليق