وفيق والاستخبارات العراقية، القصة الحقيقية 3

في أدناه يواصل العميد الركن احمد العباسي، وهو أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة العراقية، في العهد الوطني، فضح عدد من الافتراءات التي حفلت بها كتب المرتد وفيق السامرائي، بعد ان بدأ ذلك في حلقتين سابقتين، هنا و هنا.

قراءة في كتابي وفيق السامرائي حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم -3-

شهادة لتاريخ العراق وجيشه

 العميد الركن (اس) احمد العباسي

في البداية اشكر كل قادتي وزملائي ضباط الجيش العراقي الباسل الذين يرسلون الإشادات والتشجيع لي منذ إن بدأت بنشر الحقائق التي لا تحجب بغربال العملاء والمرتزقة وأريد أن انوه لإخوتي القراء بأنني العميد الركن احمد العباسي من ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة ولا علاقة لي مطلقا بالكاتب احمد العباسي الذي بدء بالكتابة  مؤخرا في بعض المواقع وله اتجاهه المختلف عني . ونعود إلى موضوعنا الرئيس الذي توقفت عنده وهي القصة الحقيقية التي أدت إلى طرد وفيق من الاستخبارات العسكرية عام 1984 وإيداعه سجن المديرية تمهيدا لإحالته إلى المحكمة العسكرية , ومن الذي أنقذه من موت محقق وكان له الفضل الكبير بإعادته إلى المديرية بمنصبه السابق كمدير لشعبة إيران , ومن ثم  منصب المعاون الخامس لشؤون إيران والشمال ,

بعد إن ارتأى مدير الاستخبارات العسكرية العامة الجديد توسيع التنظيم لتصبح شعبة إيران , معاونيه إيران والشمال لظروف الحرب المعروفة ويكون هو المعاون لشؤون إيران والشمال عام 1987  ففي  ص(88) و تحت عنوان علاقة سيئة مع مدير الاستخبارات... قال وفيق (( و في هذه الأثناء بدأت العلاقة تتوتر بيني وبين مدير الاستخبارات لأنه أراد إن يعرض علي تحديدات وشروط في العمل نتيجة شعوره بالنقص , كما انه طلب مني تزويد احد أجهزة المخابرات العربية بنسخة من تقدير موقف الاستخبارات السوقي (الحقيقي عن إيران ) ورفضت تنفيذ الأمر  لأنه سيضعني موقف الاتهام أمام الرئاسة , وبعد إلحاحه قلت له من المستحيل إن أنفذ هذا الطلب وبإمكانه تأدية هذه المهمة شخصيا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جرى تشكيل لجنة تحقيقه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقرر صدام نقلي إلى قيادة قوات شط العرب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ولم ينفك مدير الاستخبارات من إثارة المشاكل لي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حيث أوقفت في سجن مديرية الاستخبارات العسكرية .ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إلا إن صدام أمر بإطلاق سراحي فورا )).

 التعليق .روى لي العميد الركن عامر عبد العزيز رحمه الله قصة نقل وفيق إلى قيادة قوات شط العرب ومن ثم سجنه ( القصة الحقيقية )  وبالطبع فهي ليس كما يذكرها هو في كتابه حيث انه يكتب في كتابه هذا , كلمة أو كلمتين صحيحة ويجعلها في متن قصه ملفقه تظهره بمظهر البطل القومي , حيث قال لي عنها العميد أبو ياسر رحمه الله  جاءت  عائلة وفيق إلى منزل أخيه الفريق صابر الدوري الذي كان يشغل حينها  منصب مدير الحركات العسكرية  وعضو القيادة العامة للقوات المسلحة وقالوا له  أرسلنا وفيق إليك ويقول...  قولوا لأخي أبو فراس ( هذا يومه )  إن لواء ركن محمود شكر شاهين مدير الاستخبارات العسكرية ألقاني في السجن ويريد إعدامي , اتصل الفريق صابر الدوري باللواء محمود شكر شاهين مدير الاستخبارات ورجاه إن يعاون وفيق في موضوعه , فأخبره اللواء  محمود بان  سبب توقيفه والتحقيق معه تمهيدا لإحالته إلى المحكمة العسكرية , هو إن المقدم وفيق مدير شعبة إيران  قام باستخدام أسير إيراني برتبة ملازم احتياط اسمه صالح كوردي في شعبته بحجة قيامه بالترجمة دون علم مدير الاستخبارات , وبقى مستخدما لمدة سنة , ليقوم وفيق بإدخال اسمه ضمن إحدى وجبات تبادل الأسرى  لتهريبه, وقد ثبت للجنة التحقيقه إن هذا الملازم من عائلة ثرية وان وفيق استلم مبلغ كبير كرشوة مقابل استخدامه كمترجم في الاستخبارات ومن ثم إطلاق سراحه , وقال والكلام للواء محمود شكر , أخشى إن يكون الموضوع اكبر من هذا واجزم انه جاسوس لجهة ما ربما تكون أمريكا أو إيران .

ألح الفريق صابر الدوري على اللواء محمود بمساعدته وغفران خطيئته الغير مقصوده ... فوافق اللواء محمود على غلق التحقيق والاكتفاء بنقله خارج الاستخبارات .

كان موقف صديق لصديقه من قبل الفريق صابر الدوري قابله وفيق بنكران كما سيرد في قصته الحقيقة إما ما يتعلق بادعاء وفيق بان علاقته تدهورت مع مدير الاستخبارات اللواء الركن محمود شكر شاهين بسبب الطلب الذي ذكره.. فاني لا اعتقد إن اللواء محمود شكر شاهين يطلب من وفيق طلبا بهذه الأهمية (( تقدير الموقف السوقي )) ما لم يكن قد حصلت الموافقة فعلا على تزويد الجهة الطالبة لهذه الوثيقة , فاللواء محمود شكر شاهين من قادة الجيش الشجعان المعروفين بالدقة والإقدام  ولو افترضنا إن اللواء محمود لم يستحصل الموافقة على ذلك , لكان وفيق - وهذا ديدنه -  إن نافق عليه واخبر الرئاسة سرا كما كان يفعل دائما  مع زملائه ومديريه الذين توالوا على المديرية وسأذكر قصصا منها لاحقا .

ومن هو وفيق ليصبح موقفه ضعيف أمام القيادة؟! ومن يمثل الاستخبارات أمام القيادة سوى المدير العام ؟!  لا ادري كيف يستطيع إن يجعل لنفسه وزنا بين الأسود ,   فكان سبب توقيف وفيق هي الحادثة التي ذكرتها لا غير .

 1-    في الصفحة 93 والصفحة 94 يقول :(( وفي المساء عقد اجتماع في المقر المتقدم للقيادة العامة للقوات المسلحة ــــــــــــــــــــــــــــــــ وجاء بحدود الساعة الحادية عشر ليلا جندي من انضباط المقر (سيدي قائد الفيلق يريد حضورك ـــــــــــــــــ فسلمت على قائد الفيلق ودخلت غرفة العمليات وشاهدته مبتسما ومنشرحا رغم صعوبة الموقف , فبادرني بالقول عقيد ركن وفيق السيد الرئيس القائد أمر بعودتك إلى مكانك السابق في بغداد مديرا لشعبة إيران في الاستخبارات العسكرية العامة ـــــــــــــــــــــــــــــــــ  وهكذا أتت بهم الحاجة إلي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ و في صبيحة اليوم التالي التقيت الفريق هشام صباح الفخري الذي قص علي ما حصل وقال فسأل (يعني الرئيس) من اتخذ مبادرة وقف القتال بين الفرقتين الخامسة والرابعة عشر, فقالوا له العقيد الركن وفيق قال ( يعني الرئيس ) هذا تصرف ذكي من وفيق, فرد عليه الفريق هشام كل تصرفات وفيق ذكية.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قال الرئيس ( يعود وفيق إلى مكانه في الاستخبارات ويبلغ أمام الضباط ردا للاعتبارــــــــــــــــــــــــــــــــــــ و روى لي الفريق حسين كامل فيما بعد وأثناء مرافقته لصدام بطائرة مروحيه (هليكوبتر ) من بغداد إلى البصرة قال صدام ماذا نفعل وقد اخذ الإيرانيون يباغتوننا فاقترح حسين كامل إعادة وفيق إلى الاستخبارات... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )).

التعليق .انه يكذب  كعادته , والحقيقة إن القائد العام للقوات المسلحة اصطحب  معه  مدير الحركات العسكرية الفريق الركن صابر الدوري من قاطع الفاو إلى بغداد  بعد احتلال الفاو من قبل الإيرانيين وذهاب القيادة العامة إلى مقر القيادة المتقدم في أبي الخصيب لإدارة المعركة والوقوف على المستجدات ,  وأثناء وجودهم  بطائرة الهليكوبتر التي تقلهم اقترح الفريق صابر على الرئيس عودة وفيق إلى الاستخبارات فوافق الرئيس على طلب ومقترح مدير الحركات العسكرية . ووفيق يعلم هذا جيدا وانه -أي وفيق-  جاء كعادته إلى منزل الفريق صابر الدوري قائلا له لن أنسى فضلك علي ما حييت , و كعادته أيضا طعن من مد يده إليه .

ويستمر وفيق في حديثه ......(( وفي خضم معركة الفاو . ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ وتقرر تكليف الفريق الركن حسين رشيد قائد قوات الحرس الجمهوري واللواء الركن شوكت احمد عطا قائد الفيلق السابع  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  واقترح اللواء شوكت على صدام إشراكي معهما , فتوجهنا إلى المحور الساحلي , وكان خبر نقلي قد انتشر بصورة سريعة فصادفنا اللواء الركن داود سلمان الجبوري فاخذ يصيح بصوت عالي أمام مئات الجنود والضباط إن عودة العقيد الركن وفيق إلى الاستخبارات ( هي قرار الشعب العراقي) وكم أعطتني هذه العبارة المليئة بالعاطفة دفعا قويا لشق الطريق في الاستخبارات لخدمة الشعب والوطن .

التعليق.يحاول وفيق إن يجعل لنفسه أهمية بين عمالقة وقادة الجيش الكبار ونسى انه اصغر من إن يساوى بهم,  فهل من المعقول والمنطقي إن يقوم قائد فيلق باستئذان القائد العام للقوات المسلحة باستصحاب احد ضباط ركن مقر فيلقه ؟ فلماذا يستأذنه ؟ وهو صاحب القرار باصطحاب أي ضابط  وجندي في فيلقه  ويأمره بالذهاب إلى أي مكان يشاء . فهل تختلف السياقات العسكرية مع وفيق تحديدا؟ أم ماذا ؟

هذا دليل آخر يضاف إلى ما ورد من أدلة على إعطاء وفيق أهمية لنفسه اكبر من حجمها الحقيقي بكثير ليوحي لأسياده بعد هربه بأهميته ونسي إن لا أهمية للهاربين من الخدمة والمرتمين بأحضان المحتلين .أتمنى أن يرد القادة الذين ذكرهم وفيق ليبينوا الحقيقة أيضا.  

 2-    في الصفحات 95 و 96 و 97 يقول وفيق (( وعقد في مطلع مارس 1986 اجتماع موسع للقيادة العامة للقوات المسلحة وقادة الفيالق وبعض أعضاء المكتب العسكري برئاسة صدام , وكنت أنا الضابط الأقل رتبه (عقيد ركن) وعمرا ومنصبا الذي حضر الاجتماع لدراسة الموقف في الفاو ,فبدأ المترددون كعادتهم يتلعثمون في ذكر الحقيقة فيما انطلق المتزايدون ومنهم اللواء عبدالرحمن الدوري ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ انطلق بالخطاب الحماسي والمطالبة بمواصلة الهجمات المقابلة حتى طرد القوات الإيرانية من الفاو ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وجاء دوري بالحديث في المرحلة الثانية من الاجتماع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ولعلها من المرات النادرة التي يشاهد صدام فيها من يتحدث أمام الجميع بصراحة مطلقه فترك موقع جلوسه واتى ليقف بمقربة مني ثم يبتعد عدة خطوات ويعود ليقترب مني ــــــــــــــــــــــــــ بينت له أدلة وقرائن على إن قواتنا المسلحة ليست مدربة على الاستخدام الصحيح للأسلحة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( هذه ليست معيبة في ظروف تلك الحرب والتوسع السريع بالقوات ) كما إن مدفعيتنا لا تعول كثيرا على الرمي المرصود ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وخلصت إلى القول إن القوات الإيرانية قد تعبت هي الأخرى , وستضطر للوقوف لإعادة التنظيم وتوثيق الدفاع والانتقال لشن عمليات تعرضية في قواطع أخرى , على أمل تهيئة ظروف مناسبة أو محاولة تحقيق مباغته أخرى في العودة إلى القاطع , لكننا سنعمل على حرمان إيران من تحقيق المباغتة , وبعد إن فرغت من الحديث الذي جاء معاكسا تماما لما طالب به اللواء عبدالرحمن الدوري .. ختم صدام الاجتماع بقوله ...( لقد سمعتم ما قاله العقيد وفيق وهو شاب جريء ) ولكن عليكم إن تعدوا العدو لظروف عمل ربما يكون من الصعب التعويل فيها على الاستخبارات وحدها وان من المنطقي إن نوقف هجماتنا المقابلة وننصرف للدفاع وإعادة التنظيم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ))

التعليق . إن اجتماع القيادة العامة للقوات المسلحة الذي أشار إليه وفيق حضره أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة وقادة الفيالق فقط ولم يحضر أعضاء المكتب العسكري للحزب , لا اللواء عبدالرحمن الدوري ولا غيره من أعضاء المكتب ,  حيث أكد لي هذا الأمر احد قادتي من أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة الذي التقيته في عمان وتناقشنا كثيرا حول هذا الأمر, كما إن وفيق  لم يحضر هذا الاجتماع ولا غيره من اجتماعات القيادات العليا للجيش , ولا يحضر اجتماعات القيادة العامة مطلقا ولا صفة له في الاجتماعات السوقية الكبرى لوجود مدير الاستخبارات العسكرية العامة في هكذا اجتماعات  وهي من الأمور البديهية في قيادات الجيش العليا وأؤكد مرة أخرى إنني خلال عملي في مجموعه الاستخبارات في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة لم يدخل أيا منا غرفة عمليات القيادة ولا قاعه الاجتماعات حتى وهي فارغة. فكيف يحضر وفيق اجتماعات ومؤتمرات قيادات الجيش العليا وهو برتبة عقيد ركن ؟! انه يحلم كعادته.

 3-    في الصفحة (97) يقول (( وبعد عودتنا من البصرة إلى بغداد طلب مني صدام تحريريا وبتوقيع سكرتيره حامد يوسف حمادي التحقيق السري في الأسباب التي أدت إلى عدم اكتشاف الاستخبارات لهجوم الإيرانيين في الفاو , وقمت بجمع الأوليات والمعلومات الواردة التي كان بإمكان الاستخبارات الاستفادة منها إلى حد كبير للتوصل إلى نية الإيرانيين . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مدير الاستخبارات اللواء الركن محمود شكر شاهين الذي ارتبك واضطرب ووضع منديله على وجهه جاهشا بالبكاء وعلق وزير الدفاع على الكتاب وبخط يده ( لن يكف وفيق حتى يعدم اللواء محمود )  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ))  

التعليق . أمر الرئيس صدام حسين بتشكيل لجنة برئاسة سكرتير رئيس الجمهورية حامد يوسف حمادي وعضوية مدير جهاز المخابرات فاضل البراك ومدير الأمن العام علي حسن المجيد و مدير الاستخبارات العسكرية الفريق الركن صابر الدوري للتحقيق بالمعلومات الواردة في (التقرير السري)  الذي وصل إليه حول إهمال مدير الاستخبارات العسكرية السابق اللواء الركن محمود شكر شاهين للمعلومات الواردة من جهاز المخابرات ومديرية الأمن العامة والتي تشير إلى نية العدو بالهجوم لاحتلال مدينة الفاو، وقد اقترح كاتب التقرير  تكريم مديري جهاز المخابرات والأمن العامة وإحالة مدير الاستخبارات العسكرية إلى التحقيق تمهيدا لإحالته إلى المحكمة العسكرية المختصة، وكان رأي مديري جهاز المخابرات والأمن العامة الذي أيده رئيس اللجنة حامد يوسف حمادي تأييد مقترح كاتب التقرير, واتفقوا على إعداد محضر اللجنة بتأييد رأي التكريم وإحالة مدير الاستخبارات العسكرية إلى المحاكم المختصة . اعترض على الرأي الفريق الركن صابر الدوري مدير الاستخبارات العسكرية العامة, وبعد إعداد المحضر ثبت فيه رأيه بأنه يعارض قرار اللجنة للأسباب التالية:

1-    يبدو أن كاتب التقرير يسعى للإيقاع بمدير الاستخبارات السابق لخصومة بينهما

2-    لا توجد إشارة واضحة في معلومات المخابرات والأمن العامة بان هجوم الإيرانيين سيكون في منطقة الفاو . حيث إن تقارير المخابرات لا تشير إلى معلومات دقيقة عن التعرض على قاطع الفاو ومن بين (60) تقريرا يوجد تقريران فقط تشير إلى إن نية الهجوم  في مناطق (مبللة) أي فيها مياه، وهذه تنطبق على قاطع العمارة أي هور الحويزة ومجنون وشرق البصرة وشط العرب من مصبه إلى رأس البيشه .

رفع المحضر إلى الرئيس وهمش عليه بخط يده  ( مع رأي مدير الاستخبارات العسكرية ).

علمنا لاحقا إن كاتب التقرير هو العقيد الركن وفيق السامرائي حيث واجهه مدير الاستخبارات بهذا الاتهام فأنكر أولا وبعدها اعترف بأنه كتبه قبل التحاق المدير الجديد لمديريةالاستخبارات

 4-    في الصفحة (120) يقول (( ومع الساعة الثامنة بدأت مجموعاتنا الأمامية ترصد تحركات إيرانية غير طبيعية , ولم يمض وقت طويل حتى اتصلت هاتفيا بسكرتير رئيس الجمهورية حامد يوسف حمادي مخبرا إياه إن الهجوم الإيراني بات وشيكا جدا من الليلة وأغلق الهاتف , وما هي إلا دقائق معدودات وإذا بهاتف البدالة الخاصة ( المقسم الخاص ) يرن , رفعت سماعة الهاتف فقال المنادي ( سيدي العقيد وفيق ) قلت نعم  قال ( انتظر رجاء) وأعقب ذلك صوت صدام وبعد السلام استفسر عن الموقف فقلت ما هي إلا دقائق ويبدأ الهجوم في الوسط ويعقبه الهجوم في الجنوب فيما بعد  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)).

التعليق . يبدو من كلام وفيق أعلاه بأنه لا دور لمدير الاستخبارات العسكرية نهائيا, حيث انه يدعي إن سكرتير رئيس الجمهورية يتصل به مباشرة , وأتساءل إن كان الدور الأول لمدير شعبة إيران وفيق حسب ما يدعي , فلماذا بقي الفريق الركن صابر الدوري مديرا للاستخبارات العسكرية خمسة سنوات .؟ وبقي وفيق مديرا لها لمدة 35 يوما فقط ؟كما إن ادعاءه بان هناك خط هاتف خاص به مربوط على بدالة الرئيس الخاصة هو ادعاء كاذب ليعطي لنفسه الأهمية . فلم يكن في شعبة إيران وبعدها معاونية إيران أي خط خاص بالرئاسة, فالخط الخاص بالرئيس و الوحيد في المديرية مخصص لمدير الاستخبارات فقط .

5-    في الصفحة 102 يقول الموما إليه (( وتتابعت المعارك في قواطع العمليات المختلفة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ووفقا لذلك قدمت مقترحا بتحرير بحدود 20-30 لواء من ألوية الجيش من القواطع الدفاعية وإعادة تنظيمها وتدريبها وإعدادها لتكون قوة ضاربة أساسية إضافة للحرس الجمهوري وحصلت موافقة صدام على المقترح ))

التعليق . السياق المعمول به خلال الحرب العراقية الإيرانية إن تقارير الاستخبارات الخاصة بنوايا العدو ترفع بتوقيع مدير الاستخبارات العسكرية العامة إلى القائد العام للقوات المسلحة رئيس الجمهورية , وتعطى نسخة من التقرير إلى وزير الدفاع وأخرى إلى رئيس أركان الجيش , وفور وصول التقرير إلى رئاسة أركان الجيش يدرس من قبل لجنة تضم ممثلين عن مديرية التخطيط ومديرية الحركات العسكرية ومديرية الاستخبارات العسكرية , واللجنة هي التي تقترح المناورة بالقطعات إلى قاطع التهديد أو تحرير التشكيلات من القواطع الأخرى , يرفع تقرير اللجنة إلى أمانة سر القيادة العامة للقوات المسلحة ليناقش باجتماع القيادة العامة وينفذ ما يأمر به القائد العام للقوات المسلحة في الاجتماع , ويبدو إن وفيق يريد إن ينسب كل إجراء صحيح لنفسه ويبخس حق الآخرين .

 6-    في الصفحة (104) يقول (( وبعد فترة قصيرة من ذلك كتب الفريق الركن صابر الدوري مدير الاستخبارات العسكرية مذكرة إلى صدام يفيد فيها ونقلا عن الفريق الطيار الركن الحكم حسن علي بأن الفريق ثابت قال في مجلس خاص بالشرب في نادي كركوك العسكري (( لا ندري لمن نقول سيدي ونؤدي التحية هل لرئيس العرفاء علي حسن المجيد ابن عم الرئيس أم الفريق حسين كامل صهر الرئيس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ))  التعليق .إن وفيق  يؤلف قصصا من خياله المريض الهدف منها معروف وهو إلحاق الأذى وتشويه سمعة الرجال الأوفياء الوطنيين أمثال الفريق صابر الدوري فالكل يعلم في المديرية إن الفريق صابر الدوري بعيد كل البعد عن هذه الممارسات وان هذه الأدوار من ادوار وفيق وتقاريره التي يرفعها لمدير جهاز الأمن الخاص حسين كامل وأدت بالكثير من أشجع وأكفأ الضباط إلى حبل المشنقة حتى لا يبقى من ينافسه , انه معدوم الضمير فبعد إن وقع في وحل العمالة فانا أتوقع منه كل شيء .

وفي نفس الصفحة يقول ..(( وعلى أي حال فقد استمرت المعارك هنا وهناك حتى يوم 11 مارس آذار حين شرعت القوات الإيرانية في الهجوم على قاطع حلبجة شرق السليمانية , وتطور القتال إلى احتلال القصبة فقامت 50 طائرة هجوم ارضي وكل طائرة محملة بأربع قنابل زنة 500 كلغم كيماوية بالهجوم على حلبجة يوم 16-3-1988 وأبيد من المدنيين خمسة آلاف شخص ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ)).

 التعليق: في الوقت الذي قال فيه أسياد وفيق، الأمريكان، في أكثر من مناسبة في ذلك الوقت إن إيران والعراق ضربا حلبجة بالسلاح الكمياوي , فالعراق استخدم غاز الخردل الذي يقتل 2% والإيرانيين استخدموا عامل السيانيد الذي يقتل 100% فالخسائر في صفوف المدنين تقع على عاتق الإيرانيين , يحمل عميلهم الصغير وفيق مسؤولية قتل ( 5000) من المدنيين  لقيادة الجيش التي صنعته وهو اعلم الناس من غيره بأسباب مقتل المدنيين الأكراد وهو بنفسه من رفع تقرير عن زيارة رئيس الوزراء الإيراني مير حسن موسوي إلى حلبجه برفقه مصورين  أجانب وكانت نتيجة تحليل التربة من قبل المخابرات الأمريكية ومعاهد البحوث والدراسات والتي أشارت إلى إن إيران هي السبب في مقتل المدنيين لاستخدامها عامل هايدروجين السيانيد القاتل للإنسان بنسبة 100% والذي لا يمتلكه العراق .  بالإضافة إلى تضمينه للتقرير تحليلات لواشنطن بوست ومراكز البحوث لهذه النتائج  وبتوقيعه كونه المسؤول عن إيران والشمال أمام المدير العام وليس أمام القيادة العليا كما يدعي.

هكذا يكون السقوط بمستنقع الخيانة والعمالة والرذيلة .وسنترك باقي الحقائق عن العميل أول الركن وفيق السامرائي إلى حلقة قادمة إن شاء الله .

احد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة